صحة

أعراض وأسباب هبوط الضغط

بقلم- د. محمد حافظ

ما هو هبوط الضغط؟ وما أعراض هبوط الضغط وأسبابه؟ وما هي طرق العلاج؟. هل سبق لك أن شعرت بدوار مفاجئ إثر وقوفك؟ هل شاهدت شخصاً يقع مغشياً عليه أمامك في السوق أو الشارع أو مكان عملك؟ .قد لا يتعدى الأمر كونه هبوطاً مفاجئاً في ضغط الدم Hypotensionنظراً لأن هذا هو أكثر أعراض هبوط ضغط الدم شيوعاً. فما هو هبوط ضغط الدم؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وكيف نعالجه مع مراعاة خصوصية كل حالة.
ما هو ضغط الدم؟ ضغط الدم هو القوة التي يضغط بها الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء رحلته اليومية في الجسم، والتي يقوم أثناءها بتزويد الجسم باحتياجاته اليومية من غذاء وطاقة لأداء عملياته الحيوية على أكمل وجه.
القراءات الطبيعية لضغط الدم: ربما سبق لك أن قمت بقياس ضغط دمك بنفسك أو قام طبيب مختص بقياسه لك، ولا بد أنك تعرف أن القراءة تتكون من رقمين يحملان دلالات خاصة، فما هما هذان الرقمان؟ وما هي دلالاتهما؟
القراءة الكبرى- ضغط الدم الانقباضي (Systolic): تشير هذه القراءة إلى ضغط الدم في الشرايين عندما تنقبض عضلة القلب، أي عندما ينبض القلب.
القراءة الصغرى- ضغط الدم الانبساطي (Diastolic): تشير هذه القراءة إلى ضغط الدم في الشرايين عندما تنبسط عضلة القلب، أي بين كل نبضة قلب وأخرى.
تشير قراءة الرقمين أعلاه إلى واحد من الأوضاع الصحية التالية:
هبوط ضغط الدم (Hypotension): عندما تعادل القراءة الكبرى 90 ملم زئبقي أو أقل، بينما تعادل الصغرى 60 ملم زئبقي أو أقل.
ضغط الدم الطبيعي (Normal Blood Pressure): عندما تعادل القراءة الكبرى 120 ملم زئبقي أو أقل، بينما تعادل الصغرى 80 ملم زئبقي أو أقل.
حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم (Prehypertension): عندما تتراوح القراءة الكبرى بين 120-139 ملم زئبقي، بينما تتراوح القراءة الصغرى بين 80-89 ملم زئبقي.
المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم (Hypertension): عندما تتراوح القراءة الكبرى بين 140-159 ملم زئبقي، بينما تتراوح القراءة الصغرى بين 90- 99 ملم زئبقي.
المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم (Hypertension): عندما تعادل القراءة الكبرى أو تزيد عن 160 ملم زئبقي، بينما تعادل القراءة الصغرى أو تزيد عن 100 ملم زئبقي.
حالة نوبة فرط الضغط (Hypertensive Crisis): عندما تزيد القراءة الكبرى عن 180 ملم زئبقي وتزيد الصغرى عن 110 ملم زئبقي، وهنا يلزم تدخل طبي عاجل وسريع!
أسباب انخفاض ضغط الدم : قد يصاب الشخص بانخفاض في ضغط الدم نتيجة حالة طبية معينة أو كردة فعل لتناول بعض الأدوية، لذا نعرض عليكم أهم أسباب انخفاض الضغط:
الحمل: قد يسبب التوسع المستمر في الأوعية الدموية عند المرأة الحامل طوال فترة الحمل هبوطاً في الضغط لديها.
أمراض القلب: قد تسبب النوبات والمشاكل في صمامات القلب  نقصاً في ضخ الدم لكافة أعضاء الجسم، ما يؤدي إلى حدوث هبوط في الضغط.
مشاكل الغدد الصماء (Endocrine problems): مثل مشاكل الغدة الدرقية وانخفاض سكر الدم، وقد يحفز هبوط سكر الدم حدوث هبوط في الضغط.
الجفاف (Dehydration): عند الإصابة بالجفاف، تزيد كمية المياه التي يفقدها الجسم عن تلك التي يمتصها، ما يسبب نقصاً في كمية الدم التي يتم ضخها لكافة أعضاء الجسم.
خسارة الدم: إذا تعرض الجسم لإصابة جعلته يخسر الكثير من الدماء، تقل كمية الدم في الأوعية الدموية مما يسبب هبوطاً في الضغط.
العدوى الشديدة وتسمم الدم: قد يتلوث الدم مسبباً هبوطاً خطيراً في ضغط الدم، مما يشكل خطراً على الحياة في حالة تدعى بالصدمة الإنتانية (Septic shock).
الحساسية المفرطة (Anaphylaxis): تسبب هذه الحالة مشاكل في التنفس والحلق وهبوط في ضغط الدم.
افتقار النظام الغذائي اليومي للعناصر الغذائية: قد يسبب نقص في فيتامينات معينة مثل ب 12نقصاً في إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم (Anemia) الذي يؤدي بطبيعة الحال لهبوط الضغط.
أعراض هبوط الضغط المفاجئ : عندما تقل قراءة ضغط الدم عن 90/60 ملم زئبقي، فإن هذا يعني أن الدم الذي يضخه القلب لا يصل بشكلٍ كافي إلى الدماغ وغيره من أعضاء وأجهزة الجسم المهمة .هذا الأمر يدخل الإنسان في حالة من هبوط الضغط المفاجئ، فتظهر على الشخص عدد من أعراض هبوط الضغط التالية: دوار أو دوخة خفيفة. إغماء. قلة التركيز وتشتت الانتباه. رؤية ضبابية ومشوشة. غثيان. برودة في الجلد وشحوب في لون البشرة. تنفس سريع. إرهاق جسدي. اكتئاب. عطش شديد. اضطراب أو سرعة في نبضات القلب.
هبوط الضغط عند المرأة الحامل : تتعرض الحامل طوال أسابيع الحمل ال 39 للكثير من الضغوط والمشاكل الصحية العابرة، والتي يعتبر تذبذب ضغط الدم إحداها ما بين ارتفاع وهبوط.
أسباب هبوط ضغط دم الحامل :يعزى ذلك إلى زيادة نسبة هرمون البرجسترون  (Progesterone) في الجسم، الذي يقوم بتحفيز جدران الأوعية الدموية على الاسترخاء والتوسع. يجعل هذا من الحمل سبباً طبيعياً لهبوط ضغط الدم خاصة في الثلثين الأول والثاني من الحمل، أي في الأسابيع ال 24 الأولى من الحمل.
هل هبوط ضغط دم الحامل خطير؟لا يعتبر هبوط ضغط دم الحامل خطراً، فمعظم الحوامل يتعرضن لهبوط ضغط يتراوح بين 5 – 10 وحدة ملم زئبقي في ضغط الدم الانقباضي، و15 – 10 وحدة ملم زئبقي في ضغط الدم الانبساطي. ويصل هبوط الضغط إلى أدنى مستوياته بالعادة في الثلث الثاني من الحمل، ليعاود ارتفاعه في الثلث الأخير من الحمل مستقراً على مستوياته الطبيعية بعد الولادة.
أعراض هبوط ضغط دم الحامل : تماثل أعراض هبوط الضغط للحامل تلك التي تظهر على أي شخص آخر، مع فارق ظهور مجموعة محددة من هذه الأعراض أكثر من غيرها في حالة الحامل. وهي أعراض طبيعية تماماً في العادة، إلا إذا ترافقت مع بعض الأعراض الخطيرة، وهذه بعض الأعراض: الأعراض الطبيعية: الشعور بالدوار والإغماء والدوخة إثر الوقوف المفاجئ. الأعراض الخطيرة: ترافق الأعراض أعلاه مع أعراض أخرى، وهي: صداع شديد. نزيف. تغير في الرؤية. آلام في الصدر. انقطاع في النفس. تقيؤ شديد. خدر وضعف عامين خاصة في جانب واحد فقط من جسم الحامل.
وهنا على الحامل أن تزور الطبيب وبشكل عاجل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقوم باتباع الخطوات التالية عند شعورها بهبوط الضغط المفاجئ، ريثما تتمكن من الوصول للطبيب:
الجلوس فوراً.
أو الاستلقاء حال الشعور بأنها على وشك فقدان الوعي.
الاستلقاء على الجانب الأيمن لزيادة تدفق الدم إلى القلب.
هل من الممكن منع هبوط ضغط دم الحامل؟ : وينصح أن تقوم الحامل باتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية التي قد يجنبها اتباعها الوصول إلى مرحلة الخطر المذكورة آنفاً، ومنها:
اتباع نظام غذائي متوازن: يتم الالتزام فيه بالقواعد التالية:
يحتوي على الملح باعتدال.
يخلو من الكافيين والكحول.
يضم كمية كبيرة من السوائل (الكمية المثلى للحامل هي 8- 10أكواب يومياً وينصح بزيادة الكمية بمقدار 300 مليلتر ابتداء من الثلث الثاني من الحمل).
يشمل المكملات الغذائية التي وصفها الطبيب المختص.
تجنب الوقوف لفترات طويلة، وارتداء جوارب ضيقة تزيد من ضخ الدم في الأوعية الدموية وترفع ضغط الدم، والابتعاد عن أداء الرياضات القاسية.
تجنب الاستلقاء على الظهر، خاصة بعد تجاوز عمر الحمل 16 أسبوع، إذ يبدأ الرحم بالضغط على الأوعية الدموية الرئيسية في الجسم.
إجراء الفحوص الدورية لقياس ضغط الدم حتى لو لم تظهر على الحامل أية أعراض هبوط أو ارتفاع في الضغط.
أعراض هبوط الضغط والسكر: ما العلاقة؟: مع اختلاف الحالة الصحية من مريض سكري لآخر، إلا إن قراءة لا تتجاوز 140/80 ملم زئبقي تعتبر مؤشراً على ضغط دم طبيعي عند مريض السكري.وبينما ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين الأشخاص المصابين بالسكري أكثر من غيرهم، إلا أن قلة فقط من مرضى السكري يعانون من هبوط في ضغط الدم بل قد يعتبر مرض السكري في بعض الحالات بحد ذاته عاملاً محفزاً لهبوط ضغط الدم.
كيف يتسبب مرض السكري بهبوط ضغط الدم؟
قد يؤثر مرض السكري على قدرة تحكم الجسم بضغط الدم، بالإضافة إلى ذلك قد يتسبب في إلحاق الضرر بالأعصاب المرتبطة بالأوعية الدموية في الجسم عموماً. لذا، من الممكن أن يتعرض الشخص هنا لهبوط في ضغط الدم إذا وقف بشكل مفاجئ، وذلك نتيجة لعجز الأوعية الدموية عن التأقلم السريع مع الحركة الفجائية الحاصلة. كما وقد يدخل مريض السكري حيز الخطر عندما ينخفض مستوى سكر الدم لديه بشكل كبير، ما قد يؤدي في حالات كثيرة إلى هبوط ضغط الدم والإحساس بالوهن والتعب.
طرق الحماية من هبوط الضغط لمرضى السكري: لكي يتجنب مريض السكري الدخول في حيز الخطر عليه أن يحاول دائماً السيطرة على مستويات السكر لديه لتبقى ضمن المعدلات الطبيعية، وذلك عبر:
الاحتفاظ دوماً بوجبات خفيفة غنية بالكربوهيدرات سريعة الامتصاص في متناول يده.
الالتزام بالنظام الغذائي والخطة العلاجية التي وضعها الطبيب المختص.
القيام بفحوصات دورية لمستوى السكر في الدم.
اتباع أية تعديلات ينصح بها الطبيب المتابع للحالة على النظام الحياتي والعلاجي للمريض كلما استدعى الأمر ذلك.
علاج انخفاض ضغط الدم : قبل أن نلجأ للبحث عن علاج لانخفاض ضغط الدم، علينا أولاً أن نقيم إذا ما كانت الحالة تستدعي اللجوء للطبيب أم لا.يستدعي انخفاض ضغط الدم اللجوء للطبيب في الحالات التالية
عندما تظهر أعراض هبوط الضغط وبشكل متكرر على المصاب.
عندما ترافق أعراض هبوط الضغط الموضحة أعلاه أعراض أخرى خطيرة مثل: النزيف والصداع وآلام الصدر.
في حال احتواء تاريخ الشخص الطبي على مشاكل في الكلى وأزمة قلبية.
إذا كان المريض شخصاً مصاباً بالسكري أو امرأة حامل كما هو موضح في الأجزاء السابقة من المقال.
إجراءات وتغييرات تساهم في علاج انخفاض الضغط : تختلف طرق علاج انخفاض الضغط من شخصٍ لآخر تبعاً للمسببات، ويمكن علاجه والسيطرة عليه عموماً عبر القيام بتغييرات بسيطة في نمط الحياة اليومي، مثل:
زيادة كمية الملح في الطعام بحدود المعقول، مع الحرص على ألا يتجاوز مدخولك اليومي من الصوديوم 2000 ملغم.
تجنب المشروبات الكحولية، وزيادة شرب السوائل الأخرى.
في الظروف الطبيعية، يجب شرب السوائل بكميات مناسبة لتعويض ما يفقده الجسم منها في حالات مثل الجو الحار والإصابة بنزلات البرد والانفلونزا.
إعادة النظر في الأدوية التي يتناولها الشخص دون وصفة طبية، واستشارة الطبيب للبحث في احتمالية تسبب إحداها بانخفاض الضغط لديه.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتعزيز وتقوية ضخ الدم في الجسم، مع تجنب تمارين رفع الأثقال.
تجنب القيام بتغيير سريع ومفاجئ في وضعية الجسم، مثل الوقوف فجأة بعد جلوس أو استلقاء، كي لا يصاب بحالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
تحريك القدمين واليدين حركات بسيطة أو الجلوس لدقائق معدودة تسبق وقوفه إذا كان في وضعية الاستلقاء.
تجنب التعرض ولفترات طويلة للمياه الساخنة عند الاستحمام أو الجلوس في برك ساخنة، ويفضل الاحتفاظ بكرسي في الحمام على سبيل الاحتياط.
يفضل تناول وجبات صغيرة وعديدة بدل وجبات كبيرة وقليلة لتجنب الإصابة بالدوار بعد تناول الطعام.
أخذ قسط من الراحة بعد الانتهاء من تناول الوجبة، مع تجنب تناول الأدوية الخافضة للضغط قبل الوجبة مباشرة، والتقليل من استهلاك الكربوهيدرات.