أخبارصحة

الحياة الخاملة تصيب بامراض القلب والعقل والاكتئاب والعلاج بالاغذية والنشاط البدني الرياض

د محمد حافظ ابراهيم

 

أظهرت دراسة للدكتور أحمد توكل، طبيب القلب في مستشفى ماساتشوستس والأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن أن ممارسة التمارين الرياضية، تساعد على صحة القلب، للذين يعانون من الحياه الخاملة والاكتئاب . حيث ان التمارين الرياضية تعمل على تغيير الدماغ بطريقة تساعد على صحة القلب٥ وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، وبالإضافة إلى الفوائد الجسدية للرياضة فإنها ترتبط أيضًا بانخفاض إشارات التوتر في الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حيث نظرت الدراسة في استطلاع تم تقديمه للمشاركين حول نشاطهم البدني، وتم تصوير أدمغتهم لتتبع النشاط المرتبط بالتوتر، والسجلات الرقمية لأحداث القلب والأوعية الدموية واوضحت نتائج الدراسة ان الأفراد الذين يمارسون الرياضة بشكل أكبر لديهم انخفاض متدرج في الإشارات المرتبطة بالتوتر في الدماغ.

وأضافت النتائج انه يوجد ارتباطات صحى جيد من ممارسة التمارين الرياضية حيث تعمل جزئيًا على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق خفض الإشارات المرتبطة بالتوتر. حيث اكد نتائج الدراسة الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في المركز الوطني الامريكى للصحة في دنفر، واضاف أنه يجب على الجميع الانتباه الى ممارسة التمارين الرياضية حيث ظهرت نتائج الدراسة ان ممارسة التمارين الرياضية تؤدى الى تحسن في نمط الحياة. وأشار إلى أن هذه الأدوات فعالة من حيث التكلفة بشكل لا يصدق، وحجم التحسينات الصحية مذهل وغالبًا ما يكون أفضل من العديد من الأدوية ولذلك يجب أن نضع ادوات التمارين الرياضية في الحسبان للاستخدام الجاهز.

واوضحت دراسة لهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية ان نمط الحياة الخامل يهدد الصحة العقلية بمخاطر محدقة. حيث يُنذر الخبراء بمخاطر شديدة على الصحة العقلية جراء اتباع نمط حياة خامل، حيث كشفت الدراسات الحديثة عن صلة وثيقة بين قلة النشاط البدني وتزايد خطر الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة. ومن أبرز التأثيرات المرعبة لنمط الحياة الخامل على الصحة العقلية هى:

= الاكتئاب: يُعدّ الخمول البدني من أهم عوامل الخطر للإصابة بالاكتئاب ويُضاعف فرص الإصابة به.
= القلق: يُلاحظ ازدياد خطر الإصابة باضطرابات القلق لدى الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة خامل.
= اضطرابات النوم: يُعاني الأشخاص الذين يمارسون القليل من النشاط البدني من صعوبات أكبر في النوم، بما في ذلك الأرق.
= ضعف التركيز: تؤثر قلة النشاط البدني سلباً على وظائف الدماغ، مما يُؤدي إلى ضعف التركيز وتراجع الذاكرة.
= تراجع المزاج: يُلاحظ انخفاض في مستويات السعادة والطاقة لدى الأشخاص الذين يتبعون نمط الحياة الخامل.
= اضطرابات الشهية: تُؤدي قلة النشاط البدني إلى اضطرابات في الشهية وفقدان الشهية أو الشره المرضي.
= ضعف الثقة بالنفس: يُؤدي الخمول البدني إلى الشعور بالضعف وانخفاض الثقة بالنفس.
= العزلة الاجتماعية: ينسحب الأشخاص الذين يعانون من قلة النشاط البدني من الأنشطة الاجتماعية مما يُؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.
= الإدمان: قد يلجأ الأشخاص الذين يعانون من الخمول إلى السلوكيات المُدّمنة، مثل تعاطي المخدرات أو الكحوليات كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية.
= الأفكار الانتحارية: في الحالات الشديدة، تُؤدي قلة النشاط البدني إلى تفاقم الأفكار الانتحارية.
= يُنصح بممارسة الرياضة: بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع للحفاظ على الصحة العقلية والجسدية.

واوضحت دراسة الدكتور أحمد توكل بمستشفى ماساتشوستس الامريكية العلاقة للآليات التى تحد من النشاط البدني والاصابة بأمراض القلب. حيث كشفت الدراسة أن النشاط البدني يخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية جزئيا عن طريق الحد من الإشارات المرتبطة بالتوتر في الدماغ. ولتقييم الآليات الكامنة وراء الفوائد النفسية والحماية من أمراض القلب بعد ممارسة النشاط البدني، حللت دراسة مركز أبحاث تصوير القلب والأوعية الدموية في مستشفى ماساتشوستس العام، السجلات الطبية لـ 50359 مشاركا. حيث خضعت مجموعة فرعية من 774 مشاركا لاختبارات تصوير الدماغ وقياسات نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر. وكشف الدراسة عن إصابة 12.9% من المشاركين بأمراض القلب والأوعية الدموية، على مدار متابعة مدتها 10 سنوات. وتبين أن المشاركين، الذين استوفوا توصيات النشاط البدني، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 23٪ مقارنة بأولئك الذين لم يستوفوا هذه التوصيات. ووجد الباحثون ايضا أن فائدة التمارين الرياضية على القلب والأوعية الدموية كانت أكبر لدى المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب. حيث شهد الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من النشاط البدني، انخفاضا ملحوظا في نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر. والجدير بالذكر أن الانخفاض في نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر كان نتيجة المكاسب الوظيفية في قشرة الفص الجبهي اى الجزء الذي يشارك في الوظيفة التنفيذية، حيث تم تقييد مراكز التوتر في الدماغ. علاوة على ذلك فإن الانخفاض في نشاط الدماغ المرتبط بالتوتر يفسر فائدة النشاط البدني للقلب والأوعية الدموية. و اكدت نتائج الدراسة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى تحتوى على الفيتامينات الهامه. حيث يحصل الشخص الطبيعي على جميع العناصر الغذائية من الفواكه والخضروات والحبوب من الأطعمة الكاملة غير المصنّعة، لكن مع الوصول إلى سن الخمسين، قد يوجد تغيرات هرمونية تجعل من الصعب على الجسم امتصاص الفيتامينات والمعادن من الطعام مباشرة. لذلك اوصت دراسة للدكتورة ليز جرين، الاختصاصية الطب العام بتناول الفيتامينات من الاغذية الاتية:

= فيتامين دي والكالسيوم: يزداد معدل فقدان العظام كثافتها خلال الخمسينيات من العمر، خاصة بين النساء. وتقول الدكتورة ديان ماكاي، استاذة علوم التغذية بجامعة تافتس في بوسطن أن هرمون الإستروجين يساعد في الحفاظ على كتلة العظام لذلك تصبح النساء أكثر عرضة لفقدان العظام بعد انقطاع الطمث. والكالسيوم معدن يساعد على بناء عظام وأسنان قوية، وينظّم تقلصات العضلات، وضربات القلب. ويعتبر الحليب والجبن والزبادي مصادر جيدة للكالسيوم، وكذلك الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والأسماك مثل السردين.تقول الدكتورة ليز جرين انه يجب على معظم المرضى تناول المصادر الغذائية الجيدة لفيتامين الشمس دي والتى توجد فى التونة والماكريل وكبد البقر والجبن وصفار البيض ومصادر الكالسيوم من الجبن واللبن الزبادى والحليب.
= أحماض أوميجا 3 الدهنية: تساعد أوميجا 3 على منع اضطراب ضربات القلب، وخفض تراكم الترسبات في الشرايين، وتمنع الالتهابات وتحافظ على مستويات سكر الدم تحت السيطرة. أوميجا 3 مهمة لخفض الالتهاب الذى يسبب أمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر. المصادر الغذائية الصحية توجد فى زيت الزيتون وبذور الكتان وسمك السلمون والمكسرات والجوز.
= البروبيوتيك: كلما تقدم الانسان في العمر اختلت بكتيريا المعدة، وإذا لم تكن أمعاء الشخص صحية، فلن يتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية، لذلك من الأهم تعزيز البكتيريا النافعة في المعدة حيث تساعد البروبيوتيك على ذلك عن طريق إعادة إنتاج البكتيريا النافعة، ومن ثم فهي خيار أساسي. والمصادر الغذائية الصحية الجيدة فى الزبادي والكيمتشي والشوكولاتة الداكنة.
= فيتامينات بي: يوجد عدة أنواع من فيتامين بي ولكل منها وظيفة مختلفة داخل الجسم، وتشمل المساعدة في الحصول على الطاقة من الطعام، والحفاظ على صحة الجلد والعينين والجهاز العصبي، والمساعدة في تكوين خلايا الدم الحمراء. شرط أن يتم تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفاكه والخضروات والحبوب الكاملة. لكن مع التقدم في السن يصبح من الصعب امتصاص فيتامين بي 12، لذلك يمكن تناول اللحوم الغير دهنية والسلمون والحليب والبيض.
= فيتامين سي : فيتامين سي يمنع نزلات البرد، وفيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة التي تساعد على مكافحة الأمراض والالتهابات وتساعد على الشفاء، وأن تناول المزيد من الفواكه والخضروات من شأنه أن يساعد في الحصول على كل ما نحتاجه من هذا الفيتامين تحديداً. ويوجد فى الحمضيات والفراولة والمانجو والفلفل والطماطم.