أخبارصحة

التمارين الرياضية تقي مرضى السكري من الوفاة المبكرة واغذيه وطرق علاجيه لخفض السكر فى الدم

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة أجراها الدكتور وين داي وباحثون من كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا الأميركية، أن المصابين بمرض السكري، الذين يستوفون الإرشادات الموصى بها، بخصوص النشاط البدني، قد يوازنون بذلك خطر الوفاة المرتبط بالجلوس لفترات طويلة من الوقت. و تُعدّ الدراسة هي الأولى التي تُظهر أن الحصول على قدر من التمارين الرياضية الكافية يمكن أن يوازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة من الوقت كل يوم حتى بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري. واوضح الدكتور وين داي استاذ الأوبئة بكلّية ميلمان إن إدارة مخاطر الوفيات المتصاعدة في هذه الفئة المرضية المعرضة للخطر أمرٌ ملحٌ بشكل خاص؛ نظراً لانتشار وباء السكري، ورصد وجود ميلٍ بين البالغين المصابين بالسكري إلى الجلوس أكثر والتحرك بمعدلات أقل. ويُعدّ الجلوس المفرط مشكلة صحية عامة، خصوصاً مع زيادة خطر الوفيات بين عامة السكان. حيث حلّل الباحثون البيانات من مسوحات الفحص الوطني للصحة والتغذية الامريكية للأفراد البالغ أعمارهم 20 عاماً فأكثر، والمصابين بالسكري، وفق معايير جمعية السكري الأمريكية.

وتمّت متابعة الأفراد المصابين بالسكري لتحديد المعلومات المتعلقة بالو فيات، مع الأخذ في الاعتبار البيانات الخاصة بوقت الجلوس وممارسة النشاط البدني المعتدل إلى القوي. وكذلك جُمعت بيانات عن التركيبة السكانية، والعوامل الاجتماعية، وعوامل نمط الحياة والظروف الطبية المرتبطة بها من خلال مقابلات شخصية. وعلى مدار ما يقرب من 6 سنوات، كان هناك 1278 حالة وفاة من جميع الأسباب، و354 حالة وفاة بسبب أمراض القلب للأفراد الذين يبلغون من العمر 60 عاماً في المتوسط؛ إذ ارتبط الأفراد غير النشطين المصابين بالسكري بخطر وفاة أكبر من جميع الأسباب. ولهذا اوضحت الدكتورة ساندرا ألبريشت، استاذة في علم الأوبئة في كلية ميلمان للصحة العامة، ان النتائج تدعم التركيز على تشجيع المرضى ودعمهم للالتزام بمستويات النشاط البدني الموصى بها، خصوصاً أولئك الذين تتطلّب ظروف حياتهم الجلوس لفترات طويلة مثل السائقين أو العاملين في المكاتب.

وتشير الاحصائات الامريكيه إلى أن 34 مليون شخص أميركي، أي واحد من كل 10 مصابون بالنوع الثاني من مرض السكري. وهناك ما يقرب من 88 مليونا، أي واحد من كل ثلاثة أفراد، يعانون من مقدمات السكري اى ما قبل السكري هي حالة يكون فيها متوسط كمية الجلوكوز في الدم مرتفعاً، لكن ليس مرتفعاً بما يكفي لتشخيص مرض السكري. واللافت للانتباه أن 84 % من المصابين بمقدمات السكري لا يعرفون أنهم مصابون بمقدمات السكرى. ويميل كبار السن إلى تجاهل خطورة مقدمات السكري لأنهم، في المتوسط، أقل عرضة للإصابة بمرض السكري الكامل مقارنة بالأشخاص الأصغر سناً. ومع ذلك، فإن مقدمات السكري يمكن أن تزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. واوضح الدكتور جورج بلوتزكي، مدير أمراض القلب الوقائية بمستشفى بريغهام بجامعة هارفارد، ان كبار السن يحتاجون إلى فهم الخطر المحتمل لارتفاع مستويات السكر في الدم حتى لو لم تكن مثيرة للقلق كي يتمكنوا من معالجة المشكلة قبل أن تفاقمها.

و مشكلة علاج ارتفاع الجلوكوز معقدة فعندما تأكل، يتولى الجسم تحليل الكربوهيدرات من الطعام إلى سكر بسيط يسمى الجلوكوز. في الوقت نفسه، ينتج البنكرياس هرموناً الأنسولين ويرسل إشارات لخلايا الجسم لامتصاص الجلوكوز من مجرى الدم. ويحدث النوع الثاني من داء السكري عندما يواجه الجسم مشكلة في استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة لأن الخلايا تصبح مقاومة لعمل الأنسولين. لذلك ينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين في محاولة للتغلب على استجابة الخلايا. وفي النهاية، لا يستطيع البنكرياس مواكبة النمو، ويتراكم سكر في مجرى الدم. وأن مرض السكري يزيد من خطر إصابة الشخص بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وأن مقدمات السكري يمكن أن تكون خطيرة هي الأخرى. حيث أوضح الدكتور جورج بلوتزكي أنه حتى مستويات الجلوكوز المرتفعة بشكل طفيف يمكن أن تؤدي إلى التهاب يؤدي بدوره إلى تلف الأوعية الدموية وضيقها مما قد يسفر عن انسدادها. ولذلك، من المهم للغاية أن يعمل الأشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري على خفض عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى عن طريق التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

عادة لا تظهر أعراض على مقدمات السكري، وهذا السبب وراء أن الكثير من الناس لا يدركون أنهم مصابون بها. أما عوامل الخطر الشائعة فهي ذاتها عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني الكامل، مثل الوزن الزائد، والنظام الغذائي السيئ، والتاريخ العائلي لمرض السكري. وفي حالات أخرى يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بمقدمات السكري ظهور بقع داكنة على الجلد حول الإبطين أو المرفقين أو الركبتين أو المفاصل أو الرقبة. وهناك ثلاثة عوامل مؤثرة بوجه عام، يتعين على الرجال الأكبر سناً فحص مستويات السكر في الدم لديهم حتى لو كانوا يتمتعون بصحة جيدة بوجه عام. حيث قال الدكتور جورج بلوتزكي انه غالباً ما يكون هؤلاء هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر وعياً. أما الطريقة المثلى في علاج مقدمات السكري فهي ذاتها أفضل طريقة للوقاية منها. وهنا، نحتاج إلى التركيز على العناصر الكبرى وهى فحص الدم والوزن والتمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحى الطبيعى كالاتى:

= خفض الوزن: إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان الوزن ولو بمقدار ضئيل 5 % إلى 7 % يمكن أن يخفض خطر الإصابة بمقدمات السكري ويحمي من مرض السكري الثانى . وقال الدكتور جورج بلوتزكي انة يجب التركيز على خسارة الوزن مثل اثنين كيلو جرام يكون افضل.

= التمارين الرياضية: الحفاظ على النشاط حتى عندما يكون الوزن أعلى عن المثالي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمقدمات السكري. ويقترح الدكتور جورج بلوتزكي النظر إلى ما هو أبعد عن التدريبات التقليدية واعتماد الرياضة والأنشطة البدنية مثل الجولف واليوغا.

= النظام الغذائي الصحى الطبيعى: خفض تناول الكربوهيدرات المكرره مثل الخبز الابيض والمكرونة والأرز والبطاطس المحمره و المحفوظه والمشروبات عالية السكر، مثل عصير الفاكهة والمشروبات الغازية، إذ يجري هضم هذه الكربوهيدرات بسرعة ويمكن أن تتسبب في ارتفاع وانخفاض السكر في الدم بسرعة. واستبدل الكربوهيدرات البسيطة بالأخرى الكاملة، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة والفول والعدس وتناول الأطعمة الغنية بالألياف،لأن الألياف تساعد على إبطاء امتصاص السكر.

واوضح الدكتور أوليفر كينيدي من جامعة ساوثهامبتون وعالم الكيمياء الحيوية والدكتور ناثان ديفيز من جامعة كوليدج لندن ان مشروب البنجر يخفض مستويات السكر في الدم. حيث يتزايد عبء مرض السكري بشكل أسرع من أي وقت مضى، نتيجة ارتفاع معدلات السمنة ولكن يمكن إدارة الحالة من خلال تعديلات طفيفة في النظام الغذائي. حيث ثبت أن عصير البنجر يتميز بمجموعة من الصفات الصحية، ويخفض مستويات الجلوكوز في الدم في إطار زمني قصير قد يصل إلى 15 دقيقة. ويحتوي عصير الشمندر على مجموعة واسعة من الصفات الصحية، والمواد الكيميائية التي تحدث بشكل طبيعي والتي تعطيه لونه الأرجواني الغني وهي مضادات الأكسدة القوية. والصفات الصحية الرائعة للشمندر ترجع أساسا إلى محتواه الغني من النترات. حيث تشارك هذه المركبات في العديد من عمليات التمثيل الغذائي التي قد تكون بمثابة حاجز ضد العوامل المرتبطة بمرض السكري. وحدد البحث،أن النترات الموجودة في عصير الشمندر يمكن أن تخفض مستويات الجلوكوز في وقت قياسى .

واوضحت دراسة لتحليل 10 متطوعين أصحاء تلقوا 270 مل من عصير الشمندر. حيث اوضح تدخل عصير الشمندر ادى لانخفاض في مستويات الجلوكوز في الدم عند 15 و30 و90 و180 دقيقة مقارنة بعينة التحكم وقال الباحثون إن النتائج أظهرت انخفاضا في المرحلة المبكرة وذروة الجلوكوز، بالإضافة إلى تأخير في الاستجابة لنسبة السكر في الدم. واوضحت دراسة منفصلة عن نتائج مماثلة بعد إعطاء المشاركين 300 جرام من الكربوهيدرات في وجبة تحتوي على 250 ملليتر من عصير الشمندر، 250 ملليتر من الماء. وأظهرت النتائج أن مستويات الجلوكوز في الدم بعد ثلاث ساعات من الوجبة انخفضت بشكل ملحوظ في حالة الاختبار عنها في المجموعة الضابطة. وتضيف النتائج دليلا إلى سلسلة من الأبحاث التي تدعم فوائد الشمندر للأفراد المصابين بداء السكري.

ويخزن الشمندر النترات في جذوره، كما تفعل النباتات الأخرى مثل الكرفس والجرجير والفجل، وكلها وفيرة في النترات. وأن النترات هي العامل الحيوي الرئيسي في جذر الشمندر، حيث يمكن تحويلها إلى أكسيد النيتريك والذى يلعب دورا حيويا في تنظيم الأوعية الدموية واستقلاب الجلوكوز. حيث تمتص النترات من خلال جدار الأمعاء وتنقل إلى بلازما الدم. ويُفقد حوالي 60 إلى 75% من هذه النترات في الإفراز خلال 48 ساعة من الاستهلاك، لكن الـ 25% المتبقية ستبقى مركزة في اللعاب. وعلاوة على ذلك، ستعمل البكتيريا التي تعيش في الفم على تحويل النترات المتبقية إلى المزيد من اكسيد النيتريك. وبمجرد تحويل النترات إلى أكسيد النيتريك، فإنها تزيد من تدفق الدم إلى الأعضاء المختلفة، والتي قد يكون لها تأثير يشبه الفياغرا. وتنصح إرشادات سلامة الغذاء والدواء الامريكيه بعدم تناول الكثير من جذر الشمندر لأنه قد تتشكل مادة النتروزامين، والتي تُربط بسرطانات المعدة ويجب تناول الشمندر بكميات بسيطه ومعتدله للحصول على فوائد اكسيد النترات الطبيعيه .