أخبارصحة

العلاقة بين الإضاءة الليلية والشاشات واضرار فقدان البصر واغذية وفيتامينات تحمى من ضمور العين وتحسن النوم

د محمد حافظ ابراهيم

   اكتشف علماء كلية الطب بجامعة جيجو الوطنية الكورية الجنوبية أن لمستوى الإضاءة الليلية العالي علاقة بتسارع الضمور البقعي المرتبط بالعمر. وأن الضمور البقعي هو السبب الرئيسي لفقدان كبار السن حاسة البصر. ووفقا للدراسة حلل الباحثون بيانات أكثر من 126 ألف مواطن كوري أعمارهم 50 عاما وأكثر، واكتشفوا أن حوالي 4100 منهم شخصت إصابتهم بالضمور البقعي. وبعد ذلك قارنوا إضاءة أماكن سكن هؤلاء الأشخاص بصور الأقمار الصناعية التي تظهر مستوى الإضاءة الخارجية في الليل. واظهرت الدراسة أن كبار السن المقيمين في أحياء المدينة ذات الإضاءة الليلية الاصطناعية العالية في المناطق المفتوحة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالضمور البقعي بنسبة 2.17 مقارنة بسكان الأحياء التي فيها مستوى الإضاءة الليلة متوسط. أما مقارنة بالأحياء التي مستوى الإضاءة الليلية فيها منخفض جدا، فإن هذا الخطر يرتفع إلى 12 بالمائة. ووفقا للباحثين، تبين أن الامراض المزمنة مثل السمنة والتدخين وتناول الكحوليات تعزز العلاقة بين الإضاءة الخارجية ليلا والضمور البقعي المرتبط بالعمر. ويوصي الباحثون المرضى الذين يعانون من هذا المرض بالإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وارتداء النظارات الشمسية.

 

واوضحت دراسة للدكتورة إميلي ماكدونالد، استاذ علم الأعصاب الاضرار العقلية عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاستيقاظ مباشرة. حيث أصبحت الهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية لدرجة أننا نفتحها مباشرة عندما نستيقظ من النوم. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو أمرا طبيعيا إلا أن هذه الممارسة ليست صحية للعقل، وفقا لعالمة أعصاب الدكتورة إميلي ماكدونالد والتي أوضحت ما يحدث للعقل عندما تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي في الصباح. حيث ان الضرر الناجم عن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي عند الاستيقاظ وشاركت عالمة الأعصاب معلومات مفيدة حول الأنواع المختلفة من موجات الدماغ وهى دلتا، وثيتا، وألفا، وبيتا، وغاما. وان موجه دلتا هي أبطأ موجات الدماغ المرتبطة بالنوم العميق. وموجة ثيتا في الناس تكون فى حالة نعاس، وترتبط موجة ألفا بالاسترخاء الجسدي والعقلي عند الجميع. وتحدث موجات الدماغ بيتا في شكل وعي أكثر يقظة وانتباها، بينما تُظهر موجات غاما إدراكا عاليا ، وتعكس العملية المعرفية وحل المشكلات والتعلم. وأوضحت الدكتورة إميلي ماكدونالد ان أول شيء يجب أن نعرفه هو أنه عندما نستيقظ في الصباح، تنتقل موجات دماغنا من دلتا، وثيتا، وألفا، ثم إلى بيتا عندما نكون أكثر استيقاظا وانتباها. ووفقا للعلم، ينتقل دماغك عبر كل نوع من هذه الأنواع من موجات الدماغ، قبل الوصول إلى بيتا، لكن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعمل على تخطى هذه المراحل.

 

واوضحت الدكتورة إميلي ماكدونالد انه إذا قام الشخص بفحص الهاتف أول شيء في الصباح، فإنة يتسبب في انتقال العقل مباشرة إلى موجات بيتا عالية وتهيئ الجسم لمزيد من التوتر طوال بقية يومك. ويوجد مشكلات أخرى توضحها الدراسة وهى إن التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أول شيء في الصباح يؤدي إلى زيادة هرمون الدوبامين مما يجعل الشخص يستمر في التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي طوال بقية اليوم. وغالبا ما يرتبط هرمون الدوبامين وهو هرمون السعادة بأنشطة مثل الجنس أو تناول الطعام، ويمكن أن يصبح مسببا للإدمان. في حين أن الدوبامين يمكن أن يجعلنا نشعر بمزيد من الإيجابية وعندما تنخفض مستويات الدوبامين أو ترتفع كثيرا فقد تتأثر الصحة العقلية لأنه مرتبط بحالات الاكتئاب. وبدلا من ذلك، فانه يجب إن أول شيء تقوم به هى اقتباسات أو عبارات سواء قصيرة أو طويلة تقولها أو تقرأها أو تفكر فيها لتضع النفس والعقل في حالة عاطفية جيدة وإيجابية لزيادة نشاط موجة ثيتا وألفا الدماغية أن ذلك يزيد من القدرة على التعلم والذاكرة.

 

واوضحت الدكتورة إميلي ماكدونالد بضرورة الاهتمام بالرياضة التى تزيد من هرمون الدوبامين والنورإبينفرين والإندوكانابينويدات، للحصول على الطاقة والتركيز والتحفيز وتعزيز المزاج لبقية يومك. وتعمل التمارين الرياضية على تعزيز تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ لذلك فهي أفضل طريقة فور الاستيقاظ. وان دخول ضوء الشمس إلى العين كل صباح تنظيم إيقاع ساعة الجسم البيولوجية. ويمكن القيام بالتأمل. حيث يحتوي التأمل على قائمة واسعة من الفوائد الصحية بالإضافة إلى تحسين التركيز والإنتاجية. ولكن على الرغم من أن هذا يبدو جيدا، إلا أننا نعلم جميعا أن الأمر صعب عندما نتخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا أردت التوقف عن هذه العادة الصباحية السيئة، فإنه وفقا الدكتورة إميلي ماكدونالد والدكتورة ساندرا ويتلي في جمعية علم النفس البريطانية يجب أن تفعل ذلك بشكل تدريجي، من خلال إمكانية استخدام الهاتف من دون تصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن تتمكن في النهاية من التخلي عن الهاتف.

 

واوضحت دراسة للدكتورة إيزابيل جالبرت من كلية قياس البصر وعلوم الرؤية بجامعة نيو ساوث ويلز للطب والصحة ببريطانيا ان الشاشات تزيد من المشاكل الصحية لحوالى نصف سكان العالم. حيث لاحظ أطباء العيون في جميع أنحاء العالم انتشار مشكلة قصر النظر بين الناس، وهو أمر لا يمكن اسنادة الى علم الوراثة وحده لتفسيره. وبالمعدلات الحالية، سيعاني نصف العالم من قصر النظر بحلول عام 2050. ويشتبه العلماء في وجود بعض التأثير لوقت الشاشة المفرط، خاصة إذا كان الناس يتعاملون مع الشاشات الإلكترونية في سن مبكرة. واوضحت الدراسة ان هناك مكون وراثي يؤدي إلى الإصابة بقصر النظر، لكن أن معدل الانتشار قد زاد بشكل كبير في العقود الأخيرة. إن أمر سريع للغاية بحيث لا يمكن اسنادة الى الوراثة وحدها، ولكن يجب النظر إلى ما تغير في بيئتنا، حيث يمكن أن يكون قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات هو عامل خطر لبعض تطورات قصر النظر.

 

واوضحت الدكتورة إميلي ماكدونالد انه فى حالة قصر النظر تتطور مقلة العين بمعدل أسرع من الطبيعي وتصبح طويلة جدا مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية عن بعد. وفي حين أنه يمكن تصحيح الرؤية غير الواضحة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة إلا أنه بمجرد ظهور قصر النظر فإنه لا رجعة فيه. وإن العلاجات الحديثة مثل التقويم بإدخال عدسات لاصقة لإعادة تشكيل مقلة العين ليلا بشكل مؤقت، والتى تساعد في تصحيح شكل مقلة العين. لكنه لا يعكس قصر النظر، بل يمكن أن يساعد فقط في إبطاء التقدم. وإن القلق بشأن تطور قصر النظر هو أنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالة شديدة في العين مثل الجلوكوما وانفصال الشبكية وإعتام عدسة العين والضمور البقعي قصير النظر مما يؤدي إلى العمى. وانه بمجرد أن تنمو مقلة العين كثيرا لا يمكنها أن تتقلص مرة أخرى،حين أننا نكون قادرين على المساعدة في تصحيح الرؤية، ولكن هناك خطر أعلى مدى الحياة للإصابة بأمراض خطيرة في العين في وقت لاحق من الحياة لذلك فان الوقاية هي أفضل استراتيجية من العلاجات.

 

وتشير الدكتورة إميلي ماكدونالد إلى أن الشاشات يمكن أن تسبب إجهادا لأعيننا وتؤدي إلى ظهور أعراض جفاف العين. ووجدت الدراسة أن مشاهدة شاشة الهاتف يمكن أن تخفض من معدلات الرمش خلال الدقيقة الأولى وتؤدي إلى ظهور أعراض جفاف العين. وأن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكننا اتخاذها لخفض تأثير الشاشات الرقمية على أعيننا. ويتضمن ولا يوجد وقت أمام الشاشة على الإطلاق للأطفال دون سن الثانية وعلينا التركيز على جعل الناس يقضون المزيد من الوقت في الهواء الطلق، ما يقلل من احتمالية الإصابة بقصر النظر. وإن قضاء الوقت في الهواء لن يؤدي بالضرورة إلى إبطاء تطور قصر النظر بمجرد ظهوره. وبالنسبة للناس الذين يستخدمون الشاشات طوال اليوم في العمل، فإن اتباع التوصيات الدولية أمر ضروري، مثل وضع شاشات سطح المكتب على مسافة وارتفاع مناسبين، والإضاءة الطبيعية الكافية وفترات الراحة المنتظمة ، والتي تساعد في خفض إجهاد العين. وتشدد على ضرورة تحديد موعد لإجراء فحوصات منتظمة للعين. ويوصي أطباء العيون عموما بإجراء فحص العين كل عامين. ولكن بالنسبة للفئات السكانية التي تعاني من حالات مثل مرض السكري والمناعة الذاتية يُنصح بإجراء فحوصات أكثر تكرارا.

 

واوصت دراسة للدكتورة سارا جونز بالجمعية الاوربية الخيرية للبصر بتناول أطعمة تحميك من الضمور العين. حيث تشير البحوث إلى أن بعض الاغذية تحتوي على اللوتين وهو كاروتينويد في عين الإنسان ويحتوي على خصائص مضادات الأكسدة التي تساعد على الحماية من التنكس البقعي. حيث يمكننا استخدام النظام الغذائي لإفادة أعيننا. حيث ان مرض البقعة الصفراء المرتبط بالعمر هو السبب الرئيسي للعمى وضعف البصر ولكن هناك أشياء يمكننا القيام بها للحماية منه. وتحتاج أعيننا إلى مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية من أجل الصحة المثلى ومن الإجراءات الوقائية الرئيسية التأكد من أن لدينا نظام غذائى صحى ومغذى ومتوازن يتضمن الكثير من الخضروات الغنية باللوتين. مثل اللفت والملفوف التى تحتوى على اللوتين، وهذه الخضروات الخضراء غنية أيضا بالفيتامينات K وA وC وتوفر حمض الفوليك والكالسيوم والحديد. ويوجد اغذية اخرى تحتوي على نسبة عالية من اللوتين هي السبانخ والخس والذرة الحلوة والفلفل والبقدونس والفستق والبيض.

 

واوصت دراسة للدكتور الروسي سيرغي أغابكين بجامعة موسكو بتناول بعض الفاكهة التى تساعد على تحسين جودة النوم والعين. حيث أن الأرق يشكل خطورة على الصحة، ويزيد احتمالية الإصابة باحتشاء عضلة القلب بين الذين يعانون من الأرق بنسبة 69 %، والخرف بنسبة 30%، وفقا للدراسة التى أثبتت الطرق الغير دوائية في مكافحة الأرق وتشمل تمارين التنفس والنظافة وتجنب استخدام الأجهزة الذكية قبل ساعة من الذهاب إلى النوم وتناول وجبة العشاء الدسمة قبل النوم بأربع ساعات، أووجبة خفيفة قبل النوم بساعتين. ومن الأفضل تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات في وجبة العشاء مثل الأسماك غير الدهنية لحم الفراخ والبيض الغنى بالتربتوفان وهو حمض أميني يتحول في الجسم إلى هرمون النوم الميلاتونين. ويمكن تناول الزبادي حيث ثبت أن تناول منتجات الألبان والموز تساعد على تحسين جودة النوم والعين من خلال تأثيرها في ميكروبيوم الأمعاء. واوضح إن البقع الداكنة التي تظهر على الموز هي هرمون الميلاتونين الذي ينتجه الدماغ عندما يغفو الإنسان.

 

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الفيتامينات التى تدعم المناعة وتحمى من ضمور العين والسرطان. واللياقة العقلية والبدنية أمر ضروري ومتكامل مع بعضه البعض للحفاظ على الصحة، ويحتاج الشخص إلى جميع المعادن والفيتامينات الحيوية من الاغذية لضمان أداء الجسم لوظائفه بصورة صحية . واوضحت الدراسة أن العديد من الفيتامينات ضرورية للجسم، لكن هناك أفضل فيتامينات والتى تعمل على تقوية المناعة والعين ويوجد بديل عن الاغذية الصحية فى المكملات الغذائيه فى حالة الطوارئ لتحقيق نمط حياة صحي واهم الفيتامينات هى:

 

= فيتامين (أ): فيتامين (أ) ضروري للتطوير الجسم ويساعد على الأداء الصحي للقلب والرئتين والعين وهذا الفيتامين ضروري لعلاج العشى الليلي وتعزيز الرؤية، كما يمنع الإصابة بهشاشة العظام، ويقوي صحة العظام. الكبد. ويوجد فى البيض والحليب والبرتقال والخضروات والفواكه الصفراء مثل الجزر والمشمش والخوخ والسبانخ والبروكلي.

= فيتامين بى 12: هذا الفيتامين ضروري لوظيفة الأعصاب والدماغ والنمو وإنتاج الطاقة والحمض النووي وهو ضروري لتخليق الناقلات العصبية ويعروف باسم الكوبالامين، يعزز المزاج ويبطئ الشيخوخة ويقوي جهاز المناعة ويعزز الوظيفة العقلية، كما يخفف من الدهون الثلاثية ويتحكم فى إنتاج خلايا الدم الحمراء ويوجد فى الدواجن واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان .

= فيتامين (د): وهو فيتامين أشعة الشمس الضروري لصحة الدماغ والعظام ويعزز جهاز المناعة في الجسم، ويساعد في الحفاظ العظام ، تعمل المستويات المثالية لفيتامين (د) على تحسين قوة العضلات والعظام وتقليل الكسور وهو مسئول عن تحسين نوعية النوم والمزاج وألاطعمة الغنية بفيتامين (د) هى سمك السلمون والفطر وصفار البيض والتونة والسردين.

= فيتامين (ج): فيتامين (ج) مهم لصحة العضلات والأوعية الدموية والكولاجين الموجود في العظام، مما يحافظ على صحة الجلد والغضاريف يحمي الخلايا من التأثيرات الضارة للجذور الحرة المرتبطة بأمراض القلب المتعددة ونمو السرطان ويوجد فى الفواكه الحمضية والتوت والبطاطس والطماطم والفلفل والكرنب والبروكلي والسبانخ.

= فيتامين بى 9: هو ضروري لتخليق الحمض النووي الهام لوظيفة المخ والانقسام السريع للخلايا، وهو أمر حيوي لتكاثر الأنسجة والنمو ويوجد فى سمك التونة والكبد والبيض والحليب والزبادي ومن المصادر النباتية يوجد فى البقوليات كالعدس والفاصوليا البيضاء والفواكه كالتفاح والموز والملفوف والخضروات الورقية كالقرنبيط والبقدونس والكرنب والسبانخ.