أخبارصحة

علاقة السكري بامراض الكبد وارشادات واغذية علاجية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت هيئة السكري الأميركية لبعض إلارشادات الخاصة حول أمراض الكبد لدى مرضى السكري. فقد اوضحت إرشاداتها إلى زيادة الاهتمام وضرورة إجراء فحوصات الكبد؛ بغية الكشف المبكر عن حالات مرض الكبد الدهنية غير الكحولية وذلك في جميع البالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثانى أو الذين هم بالفعل مُصابون بحالات ما قبل السكري. وأوضحت الهيئة ان مرض الكبد يصيب ما يصل إلى 70 في المائة من المصابين بمرض السكري من النوع الثانى وكذلك ومرضى الكبد الدهنى غير الكحولى الذي يشمل التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية هو الشكل الأكثر شيوعاً لأمراض الكبد لدى مرضى السكري. ويمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان . وتؤكد إلارشادات أهمية الكشف المبكر عن مرض الكبد الدهنية غير الكحولية لدى مرضى السكري مع طرق الإدارة المناسبة للمعالجة. حيث يسمح الاكتشاف المبكر بالعلاج في الوقت المناسب، مما يخفض فرصة الإصابة بمضاعفات خطيرة أخرى.

واوضح الدكتور روبرت جاباي، كبير المسؤولين بهيئة السكري الأميركية، انه يجب ان يتم التعرف على مرض الكبد باعتباره من المضاعفات الرئيسية لمرض السكري. وتلتزم هيئة السكري الأميركية بالوقاية من مرض السكري وبعلاجه، وهو مرض مزمن معقَّد يتطلب رعاية صحية. أن البالغين الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة، والمصابين بمرض السكري من النوع الثانى، أو مرضى السكري المصابين بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية، يجب أن يفكروا في العلاجات التي تشمل تغيير نمط الحياة وتناول الاغذية الصحية الطازجة من الخضروات والفواكه والحبوب والبقول الكاملة، مع فقدان الوزن، والحياة النشطة والتمارين الرياضية، وتجنب القلق والتوتر.

واوضح الدكتور روبرت جاباي إن الصفة الرئيسة لمرض الكبد الدهنية غير الكحولية هي تراكم وتخزين كمية كبيرة من الدهون في خلايا الكبد. حيث يؤكد أطباء الكبد بهيئة مايو كلينيك الامريكية أن مرض الكبد الدهنى غير الكحولية منتشر بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم. وفي الولايات المتحدة الأمريكية ويُعدّ هو الشكل الأكثر شيوعاً بين أمراض الكبد المزمنة، حيث يصيب نحو ربع السكان. ويمكن لبعض الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية الذي قد يتطور إلى تندُّبات كبيرة مثل تشمع الكبد وفشل الكبد وهذا يشبه الضرر الناتج عن تعاطي الكحوليات بكثرة. ولا يَعرف الاطباء بالضبط سبب تراكم الدهون في الكبد لدى بعض الأشخاص في حين لا يحدث ذلك لدى غيرهم. وبالمثل هناك فهم محدود لسبب تطور إصابة بعض مرضى الكبد الدهنية إلى حالة التهاب الكبد والذي يتطور بدوره إلى حالة تليّف الكبد ثم إلى حالة تشمُّع الكبد لكن من المعروف طبياً أن كلاً من مرض الكبد الدهنية غير الكحولية وتليُّف الكبد غير الكحولية مرتبطان بوجود الوزن الزائد والسِّمنة وبوجود حالة مقاومة الأنسولين، وهي التي تحدث عندما لا تمتصُّ خلايا الجسم السكر من الدم، في استجابة طبيعية ومتوقعة لتوفر هرمون الأنسولين. كما ترتبط تلك الحالات في الكبد بارتفاع نسبة السكر في الدم، سواء لدى مرضى السكري أو المصابين بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم .

واوضحت الدكتورة ريجينا كاسترو استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي في هيئة مايو كلينيك أنه عند بعض الناس تعمل هذه الدهون الزائد وتراكم داخل خلايا الكبد بوصفها سموماً بالنسبة لخلايا الكبد ممَّا يُسبِّب حالة التهاب الكبد الدهنية غير الكحولية، وهو ما يؤدي إلى تسارع نمو أنسجة ندبية ليفية في داخل الكبد ومن ثم تشمع الكبد لاحقاً. وتشير الإحصائيات الطبية انها ستتطور الى حالة ما بين 5 إلى 12 في المائة من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الدهنية غير الكحولية لتصبح تشمع الكبد. ووجود حالة التشمع يرفع لاحقاً من احتمالات نشوء الأورام السرطانية في الكبد. وتلخص الدكتورة ريجينا كاسترو آليات هذا التطور المرَضي بانه من الحكمة التفكير في كيفية حماية الكبد إذ يزيد مرض السكري خطر الإصابة بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية. وفي هذه الحالة، تتراكم الدهون في الكبد، حتى لو كان لا تتناول الكحول على الإطلاق. ولا يُسبب مرض الكبد الدهنية عادةً ظهور أعراض لكنه يزيد خطر إلاصابة بتورم ليفي أو تندّب في الكبد، وهي حالة تسمى التشمع، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد وأمراض القلب وأمراض الكلى. وقد يسهم مرض الكبد الدهنية في الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وإذا كان مصاباً بكلا المرضين ولم يعالَج السكري من النوع الثانى بشكل جيد، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مرض الكبد الدهنية الى السرطان .

واوضح أطباء الكبد بهيئة مايو كلينك ان بداية العلاج عادةً هي الاتجاه إلى فقدان الوزن من خلال الجمع بين اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية. ويعالج فقدان الوزن الأسباب التي تُسهم في الإصابة بمرض الكبد الدهنية غير الكحولية. وقد يكون فقدان 10 في المائة من وزن الجسم أمراً مرغوباً فيه، لكن التحسن في استبعاد عوامل الخطر ويمكن أن يتضح إذا فقدْتَ من 3 إلى 5 في المائة من الوزن الأولي. وقد تكون جراحة إنقاص الوزن أحد الخيارات لأولئك الذين يحتاجون لفقد كثير من الوزن. وقد تكون زراعة الكبد خياراً لأولئك الذين لديهم تشمع بالكبد؛ نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الدهنية غير الكحولية.

واوضحت هيئة الخدمات الطبيه البريطانية لعلامات تليف الكبد ومنها انتفاخ البطن. حيث تليف الكبد هو مرض مزمن يتميز بتندب لا رجعة فيه وتلف اسجة الكبد المعروف باسم التليف وذلك استجابةً لإصابة الكبد والتهابه على المدى الطويل ، مما يؤدي إلى خلل وظيفي واختلال وظائف الكبد، حيث يتم استبدال أنسجة الكبد الطبيعية بنسيج ندبي ليفي مما يعطل قدرة الكبد على أداء وظائفه المختلفة مثل إزالة السموم والتمثيل الغذائي وإنتاج البروتينات الأساسية. حيث أن الاكتشاف والتدخل المبكر يمكن أن يكونا حاسمين في إدارة حالة تليف الكبد. واوضحت بعض العلامات الشائعة لتليف الكبد التي يمكن الانتباه إليها واهمها الاتى:
= اليرقان: من العلامات الرئيسية لتليف الكبد اليرقان الذي يسبب اصفرار الجلد والعينين، يحدث هذا بسبب عدم قدرة الكبد على معالجة وإزالة البيليروبين وهو صبغة صفراء يتم إنتاجها أثناء تكسير خلايا الدم الحمراء.
= التعب والضعف: مع تعرض الكبد لمزيد من التلف قد يواجه صعوبة في أداء وظائفه يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالإرهاق والضعف حيث لا يحصل الجسم على كميات كافية من الطاقة.
= انتفاخ البطن: يتسبب تليف الكبد في تراكم السوائل في البطن وهو ما يعرف بالاستسقاء، هذا يؤدي إلى تورم في البطن وعدم الراحة وغالبًا ما يظهر على شكل زيادة ملحوظة في حجم البطن.
= ارتفاع ضغط الدم البابي: يلعب الكبد دورًا مهمًا في الحفاظ على تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم. في حالة تليف الكبد تتعطل الأنسجة المتندبة هذه العملية مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الوريد البابي الذي ينقل الدم إلى الكبد. يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل الدوالي وهي الأوعية الدموية المنتفخة والهشة التي يمكن أن تتمزق وتسبب نزيفًا معديًا معويًا.
= حكة في الجلد: علامة أخرى لتليف الكبد هي الحكة أو الحكة المستمرة في الجلد. يحدث هذا عندما تتراكم الأملاح الصفراوية في مجرى الدم بسبب ضعف وظائف الكبد مما يؤدي إلى تهيج الجلد.
= سهولة حدوث الكدمات والنزيف: غالبًا ما يفشل الكبد التالف في إنتاج عوامل تخثر كافية والتي تعتبر ضرورية لتكوين الجلطة الدموية. وبالتالي قد يعاني الأفراد المصابون بتليف الكبد من كدمات ونزيف متكرر حتى من إصابات طفيفة.
= الارتباك العقلي: يؤثر تليف الكبد على عمل الدماغ مما يؤدي إلى الارتباك الذهني وصعوبة التركيز. تحدث هذه الحالة المعروفة باسم اعتلال الدماغ الكبدي بسبب تراكم السموم في مجرى الدم .
= فقدان الشهية وفقدان الوزن: مع انخفاض وظائف الكبد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المقصود، يحدث هذا بسبب انخفاض القدرة على تكسير وامتصاص العناصر الغذائية من الطعام مما يؤدي إلى سوء التغذية وفقدان الوزن.
= عسر الهضم: تشمل الأسباب الشائعة لعسر الهضم، تناول الكثير من الطعام، أو الإفراط في الشرب، أو عدم تحمل الطعام وتشمل علامات العلامات ايضا الحموضة المعوية وشعور حارق مؤلم في الصدر بعد تناول الطعام والتجشؤ وإخراج الغازات.

واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتعديل النظام الغذائى بتناول اغذية لتنظيف القولون . حيث يؤدي تعديل النظام الغذائي إلى خفض فرص الإصابة بسرطان الكبد والقولون وتحسين صحة . ومن أفضل الاغذية لتنظيف وعلاج الكبد والقولون هي الاغذية النباتية وهى مفيدة للجهاز الهضمي والجسم كله.هناك العديد من الطرق لتطهير القولون والكبد ومن أبرزها الاتى:

= الثوم والبصل: تناول الثوم والبصل قد يخفض من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إضافة إلى فائدته في خفض التهاب الكبد، وتأخير نمو الخلايا السرطانية، وإصلاح الحمض النووي.
= اللبن الحليب: وفقًا للعديد من الأبحاث فإن شرب كوب واحد على الأقل من اللبن الخالى الدسم يوميا قد يخفض من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والكبد وإن تناول الكثير من الكالسيوم يمنع نمو الأورام الحميدة التي يمكن أن تصبح خبيثة وارتبط تناول الحليب بشكل منتظم بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد والقولون والمستقيم بنسبة 12 في المائة.
= الكركم: دائما يتم استخدمة في الطب الهندي القديم لعلاج الاضطرابات الالتهابية المختلفة وهو عنصر أساسي في المطبخ الآسيوي.والسبب في ذلك هو غناه بمادة الكركمين، وهو مادة كيميائية نباتية نشطة لها تأثيرات مناعية ومضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
= الفاصوليا: تعد الفاصوليا الأكثر غنى بالألياف وفيتامين هـ وفيتامين بى والبروتين، والتي تعتبر ممتازة لصحة القولون وهي تحتوي على مركبات الفلافونويد وهي مركبات مفيدة لخفض حالات الالتهاب مثل التهابات القولون بفضل محتواها من مضادات الأكسدة لإصلاح خلايا الجسم التالفة.
= بذور الكتان: يساعد تناول بذور الكتان فى تعزيز الصحة العامة فهي قشور طبيعية غنية بالألياف الغذائية، وأحماض أوميجا 3 الدهنية التي تساعد في خفض مخاطر الإصابة بسرطان القولون وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والكبد .
= البابايا: تعد البابايا غنية بالألياف ومضادات الأكسدة، وكذلك الفيتامينات مثل C و E وقد وجدت الدراسه أن أوراق شجرة البابايا ترفع عدد الصفائح الدموية بشكل كبير لغناها بإنزيم البروتين الذي يمكن أن يساعد في علاج الأورام الخبيثة المختلفة. يشجع إلانزيم الخلايا المناعية على تكوين مواد تقتل الخلايا السرطانية.
= الملفوف: أفضل اختيار لتحسين عملية الهضم والكبد هو الملفوف الغني بالألياف غير القابلة للذوبان، وهي نوع مفيد من الكربوهيدرات التي لا يمكن تكسيرها في الأمعاء.
= الأفوكادو: تحتوي حبة أفوكادو متوسطة الحجم على 10 جرامات من الألياف، وهو ما يمثل 40٪ من الكمية اليومية اللازمة. الأفوكادو غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية والدهون الصحية. ويعتبر الأفوكادو إضافة صحية للنظام الغذائي بهدف تعزيز صحة القولون والكبد بسبب محتواه من الألياف.
= البرقوق: البرقوق غني بالألياف غير القابلة للذوبان والقابلة للذوبان حيث تساعد الألياف القابلة للذوبان في تنظيم الهضم وتساعد في امتصاص العناصر الغذائية من الطعام وتساعد الألياف غير القابلة للذوبان في الحفاظ على حركات الأمعاء المنتظمة.