أخبارصحة

ألامراض المناعة والارق عند النوم بسبب نقص الفيتامينات

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة مستشفى بريجهام بولايه بوسطن الأميركية، عن فوائد جديدة لفيتامين اشعه الشمس “د” وتتعلق كذلك بأمراض المناعة الذاتية. ووفق للدراسة فإن تناول المكملات التي تحتوي على فيتامين (د) فى حاله الشتاء وعدم ظهور اشعه الشمس مدة طويله قد يساعد في درء خطر الإصابة بمرض الصدفيه والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وامراض المناعه الذاتيه الاخرى.

 

وأشار الباحثون إلى أن الذين تناولوا 2000 وحدة دولية يوميا من فيتامين الشمس (د) ، لمدة تزيد عن خمس سنوات، خفضوا من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنسبة 22 في المائة، عند المقارنة مع نظرائهم ممن تناولوا حبوب الدواء الوهمي. وتعليقا على نتائج الدراسة، قالت أخصائية أمراض الروماتيزم في مستشفى بريجهام الدكتوره كارين كوستينبادير ان فيتامين (د) يرتبط بمستقبلات في خلايا الجهاز المناعي، لتشغيل مجموعة من الجينات المشاركة في وظيفة الجهاز المناعي.

 

وشملت الدراسة التي أُطلق عليها اسم تجربة فيتامين (د) واوميجا 3 ما يقرب من 26000 شخصا بالغا، يبلغ متوسط أعمارهم 67 عاما، لم يكونوا يعانون من نقص “فيتامين الشمس”، ويتمتعون بمناعة جيدة. وتوصلت الدراسة إلى أن الذين تناولوا مكملات فيتامين “د” لوحده أو مع أحماض “أوميجا 3” الدهنية، كانت لديهم معدلات إصابة بأمراض المناعة الذاتية أقل من الأشخاص الذين تناولوا دواء وهميا أو أحماض “أوميجا 3” لوحدها، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات من المتابعة، علما بأن تأثير هذه المكملات بدأ بالظهور بعد عامين من انطلاق التجربة. ودعا الباحثون إلى الحصول على استشارة طبية قبل تناول هذا النوع من المكملات، لأنه قد يكون غير مناسب لبعض الأشخاص ممن يعانون من حصوات الكلى أو أنواع معينة من الامراض.

 

واشارت دراسه اخرى لجامعة “تشينجداو الصينية” ان علامات الارق عند النوم تحذر من نقص بعض الفيتامينات واهمها فيتامين (د). حيث يحتاج الجسم إلى الراحة والاسترخاء كل يوم لتجديد نشاطه، ويمنح النوم الهدوء للجسم والعقل، ويجدد طاقة الأعضاء والجهاز المناعي، ويساعد الدماغ على القيام بوظائفه بعد يوم حافل من السعي والعمل والتفكير. وكشفت الدراسة عن علامة الارق تظهر عند النوم ويمكن من خلالها التعرّف إلى نقص مستوى فيتامين (د) لدى الإنسان.

حيث إن من علامة نقص فيتامين(د) هي الارق وقله النوم المرتبط بقصر عدد ساعات النوم الليلى . وأجرى باحثون جامعة “تشينجداو الصينية” هذه دراسة، بحثوا خلالها عن دور فيتامين (د) فى حالات النوم و الارق. حيث حدد تحليلهم صلات مهمة بين المستويات المنخفضة من هذا الفيتامين وقلة النوم، ووجدوا أيضاً أن المستويات المنخفضة من فيتامين دي مرتبطة بنوعية النوم السيئة.
فماذا يجب أن نفعل إذا كان لدينا فيتامين (د) منخفض. وكيف يمكننا زيادة مستوياته إذا كنا لا نريد اللجوء إلى المكملات الغذائية.

 

واوضحت الدراسه الى طرق لزيادة مستوى فيتامين دي في الجسم. حيث يلعب النظام الغذائى الطبيعى  دوراً في الحصول على مستويات صحية من فيتامين دي . وحددت هيئه الخدمات الصحية الملكيه البريطانية قائمة بالأطعمة التي تحتوي على مستويات جيدة من فيتامين دي، وتشمل الأسماك الزيتية؛ مثل السلمون والسردين والرنجة والماكريل، وكذلك كبد اللحوم الحمراء، وصفار البيض. ويمكن العثور على فيتامين دي في الأطعمة المدعّمة. وإذا كنتِ تفضل تناول مكملات فيتامين دي بدلاً من الخيارات الغذائية، فمن المستحسن تناولها حتى شهر مارس فقط من كل عام؛وبعد ذلك سيبدأ الجسم في إنتاج ما يكفي من فيتامين (د) من أشعة الشمس.

 

واوضحت الدراسه ان هناك مخاطر لنقص الفيتامين (د) . حيث تعمل أجهزتنا المناعية في فصل الشتاء بجهد كبير؛ لمحاولة حمايتنا من الفيروسات المختلفة المنتشرة حولنا، ويمكن أن يساعد تناول نظام غذائي صحي ومتوازن على عمل الجهاز المناعي. وحذرت هيئة الخدمات الصحية البريطانية الوطنية من أن نقص فيتامين دي يمكن أن يؤدي إلى تشوهات وآلام في العظام، لذلك يوصى بتناول مكملات تحتوي على هذا الفيتامين في فصل الشتاء والخريف اى فى وقت عدم التعرض لأشعة الشمس. حيث مع غياب الشمس، قد لا يحصل الكثيرون على المستويات الكافية من فيتامين(د) .

 

وتعدُّ الشمس العامل الرئيسي في تصنيع الجسم لفيتامين (د) عبر الجلد، وهو فيتامين يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات لدينا، وهذا بدوره يحافظ على قوة العظام والعضلات والأسنان.
وبسبب نقص فيتامين (د) ، خاصة في الخريف والشتاء، يوصي الخبراء بتناول مكملات الفيتامين، والتي لا تتجاوز 4000 وحدة دولية (100 ميكروجرام) في النظام الغذائي اليومي، وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية .

 

وهناك أعراض أخرى لنقص فيتامين (د) وهى:

= الألم المزمن والمتواصل في أعضاء مختلفة من الجسم.
= أمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد ، والتهاب المفاصل.
= هشاشة العظام .
= زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.
= الإصابة بسوء التغذية.
= القدرة المنخفضة على امتصاص فيتامين دي في الأمعاء.
= انخفاض كفاءة الإنتاج الذاتي لفيتامين دي مع التقدم في العمر.
= أمراض الكبد.
= الفشل الكلوي.

هناك مجموعة من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين دي، وهم:
= كبار السن.
= الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
= النساء المرضعات.
= الأشخاص الذين يعيشون في مناطق باردة.
= المصابون ببعض الأمراض، مثل التليُّف الكيسي وأمراض الالتهابية في الأمعاء .

 

وفي المتوسط يقضي البشر ثلث حياتهم نائمين ويختلف عدد ساعات النوم من شخص لآخر بشكل ملحوظ. ولكن في المتوسط يقضي البشر حوالى ثلث حياتهم نائمين، وهو الأمر الذي لم يكن لدى العلماء أي فكرة عن سببه الحقيقي. ووفقاً لهيئه الغذاء والدواء الأمريكيه، فقد تراوحت النظريات التي تفسر سبب حاجة الإنسان إلى النوم من الحفاظ على طاقة الجسم، إلى مساعدة أدمغتنا على تخزين الذكريات والمعلومات الجديدة، أو المساعدة في تعزيز صحة ومناعة الجسم. ولم يتمكن العلماء أبداً من تحديد صحة ودقة أي من هذه النظريات.

إلا أنه، وفقاً لدراسة جديدة ، فإن السبب الرئيسي وراء حاجتنا للنوم هو أنه ينشط أنظمة الجسم التي تعمل على إصلاح الحمض النووي التالف. حيث يتراكم الحمض النووي بشكل ضار في خلايانا بسبب الأشعة فوق البنفسجية، والإشعاعات البيئيه والكونيه، وزيادة الإجهاد والتوتر، وحتى نتيجة لبعض المشكلات الصحية البسيطة التي قد تحدث بالجسم مثل الالتهابات. حيث تمتلك أجسامنا أنظمة لإصلاح مشكلات وعيوب الحمض النووي في خلايانا، ولكن أنظمة الإصلاح هذه تعمل بشكل أكثر فاعلية أثناء ساعات النوم، مقارنة بساعات اليقظة، وفقاً لفريق الدراسة التابع لجامعة بار إيلان.

 

واوضح الدكتور ليور أبلباوم، الذي شارك في إعداد الدراسة انه أثناء اليقظة، تكون الخلايا العصبية مشغولة بالعديد من الأشياء المختلفة. وكلما طالت مدة استيقاظك، زاد الضرر الذي يلحق بالحمض النووي للخلايا العصبية. وفي بعض الحالات قد يصل هذا الضرر إلى مستويات خطيرة يمكن أن تلحق الضرر بالدماغ بشكل مؤقت أو دائم. ووجدوا أن هذا الضرر المتزايد بالخلايا أدى إلى زيادة الحاجة إلى النوم حتى يتمكن الجسم من تشغيل أنظمة الإصلاح. ووفقاً للفريق، كان الحد الأدنى المطلوب من النوم هو 6 ساعات، حيث إن النوم لمدة أقل لم تكن قادرة على إصلاح حمضها النووي بشكل كافٍ.


وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تؤكد وجود علاقة بين قلة النوم والاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرضي باركنسون (الشلل الرعاش) والخرف. حيث أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وأظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بالخرف يكون أعلى بنسبة 20 إلى 40 في المائة لدى الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة، والذين تكون مدة نومهم تساوي ست ساعات في الليلة أو أقل عند سن الخمسين أو الستين، مما هو لدى أولئك الذين يمضون ليالي «عادية» لا يقل فيها النوم عن سبع ساعات.