أخبارصحة

الاكتئاب يؤدى للاصابه بالخرف والتغذية والرفاهية العاطفية للعلاج

د. محمد حافظ ابراهيم

توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحده إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم. حيث درس الباحثون أكثر من 15 ألف مشارك، في مراحل مختلفة من الحياة. ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب في العشرينات من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 73% للإصابة بتدهور إدراكي كامل في سن الشيخوخة.

وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور ويلا برينوويتز، من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو،انه بشكل عام، وجدنا أنه كلما زادت أعراض الاكتئاب، انخفض الإدراك وتسارعت معدلات التراجع. وتشير التقديرات إلى أن البالغين الأكبر سنا يعانون من أعراض اكتئاب معتدلة أو عالية في بداية مرحلة البلوغ، ووجدوا أنهم يعانون من انخفاض في الإدراك على مدى 10 سنوات.

واثبتت نتائج الدراسه أن الشباب المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 73% لتجربة التدهور المعرفي في وقت لاحق من حياتهم. كما ارتبط هذا الاكتئاب في مرحلة البلوغ المبكرة بانخفاض الإدراك بعد 10 سنوات من بدء الأعراض. وكان هناك أيضا خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالاكتئاب في منتصف العمر أو كبار السن، لكن الخطر لم يكن مرتفعا عند 43%.. وافترض الباحثون أن المصابين بالاكتئاب لديهم عدد كبير من هرمونات التوتر، والتي يمكن أن تدمر القدرة على تكوين ذكريات جديدة.

وقال الدكتور ويلا برينوويتز ان هناك عدة آليات تشرح كيف يمكن للاكتئاب أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف، من بينها أن فرط النشاط في نظام الاستجابة المركزية للضغط يزيد من إنتاج هرمونات الإجهاد السكرية، ما يؤدي إلى تلف الحُصين، وهو جزء من الدماغ ضروري لتشكيل وتنظيم وتخزين الذكريات الجديدة. ويقول الباحثون إنه مع وجود 20% من الأمريكيين يعانون من الاكتئاب، يجب على الأطباء التأكد من البحث عن التدهور المعرفي لدى مرضاهم.

وقالت كبيرة الباحثين، الدكتورة كريستين يافي، من أقسام الطب النفسي والعلوم السلوكية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو انه ستكون هناك حاجة إلى عمل مستقبلي لتأكيد هذه النتائج، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا فحص الاكتئاب وعلاجه لأسباب عديدة.

أعلنت الدكتورة أولغا كوتوفا، أخصائية الأمراض النفسية، نائبة رئيس الجمعية الدولية أن اشهر الخريف تجلب معها الكآبة. وكشفت الدكتورة أولغا كوتوفا ان التغلب على الكآبة في الخريف وأفضل طريقة لتحسين الحالة العاطفية في فصل الخريف هى الاضاءه الطبيعيه الجيده، حيث فى الخريف يقصر النهار وتنخفض درجة حرارة الهواء وتهطل الأمطار. وهذه جميعها عوامل تؤثر سلبا في الحالة العاطفية ويمكن أن تسبب ما يسمى بكآبة الخريف وأن أفضل طريقة للتغلب على هذه العوامل ومنع الاكتئاب، هي الإضاءة الطبيعيه او الصناعيه الجيدة.

وتقول الدكتورة أولغا كوتوفا انه لتجنب اضطرابات الاكتئاب الموسمية، أي اضطراب المزاج الموسمي، يجب أن تكون الإضاءة في المنزل جيدة. لأنه كلما كانت الإضاءة في البيت وفي العمل جيدة، كان ذلك أفضل للحالة العاطفية للإنسان. ومن المهم الحصول في الخريف على قسط كاف من النوم. لذلك يجب قدر الإمكان استبعاد العوامل المسببة للأرق، مثل الجلوس ساعات طويلة في المساء أمام الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى. حيث ينبعث من شاشات هذه الأجهزة الضوء الأزرق السيء جدا. لذلك يجب تحديد وقت استخدام الكمبيوتر، لأنه يؤثر سلبا في النوم. وإذا استخدم الشخص الكمبيوتر طوال الليل، فسوف يصبح نومه سيئا، ما يؤثر سلبا في حالته العاطفية.

واوضحت دراسة علمية لباحثين من جامعة أكسفورد بالولايات المتحدة وجامعه تايوان ان مزيداً من الدعم لحقيقة العلاقة بين نمط التغذية الطبيعيه الصحيه وإصابات كبار السن بالاكتئاب . حيث ان التغذية الصحية والرفاهية العاطفية تكافحان اكتئاب كبار السن.

وقال الباحثون في ملخص الدراسة انه قد يكون النظام الغذائي الصحى أحد العوامل البيئية القابلة للتعديل في خفض أعراض الاكتئاب أو تخفيف تطور الإصابة بالاكتئاب. وكان الهدف هو استكشاف العلاقة بين الأنماط الغذائية الصحية وخطر الاكتئاب لدى كبار السن من أعمار تزيد على 65 سنة.

وأظهرت النتائج أن النمط الغذائي الصحي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب لدى كبار السن.

وتتفق الأوساط الطبية على أن الاكتئاب ليس جزءاً طبيعياً من التقدم في السن،حيث تفيد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، ان الاكتئاب ليس جزءاً طبيعياً من التقدم في السن. والاكتئاب ليس مجرد الشعور بالحزن أو المشاعر التي نشعر بها عند الحزن على فقدان أحد الأحباء، بل هي حالة طبية حقيقية يمكن علاجها، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، فإن كبار السن معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالاكتئاب. وتختلف تقديرات انتشار الإصابات بالاكتئاب فلدى الذين يعيشون في المجتمع المدنى هي ما بين 1 إلى 5 في المائة. وعند الذين يحتاجون رعاية منزلية لا يتمكنون من الاعتماد على أنفسهم ترتفع النسبة إلى 14 في المائة. وتفيد المؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة ان الشعور بالإحباط من حين لآخر هو جزء طبيعي من الحياة. ولكن إذا استمرت هذه المشاعر بضعة أسابيع أو أشهر، فقد تكون مصاباً بالاكتئاب.

وتوضح المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن كبار السن عُرضة بشكل أعلى للإصابة بالاكتئاب، وأن الاكتئاب لديهم لا يتم تشخيصه أو لا تتم معالجته بشكل فاعل. وكبار السن في خطر متزايد للإصابة بالاكتئاب. و أن حوالي 80 في المائة من كبار السن يعانون من حالة مرضية مزمنة واحدة على الأقل، و50 في المائة منهم يعانون من حالتين أو أكثر. ويعتبر الاكتئاب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون أيضاً من أمراض أخرى مثل أمراض القلب أو السرطان أو الذين تصبح قدراتهم البدنية الوظيفية محدودة.

وتُعتبر الرفاهية العاطفية أحد الاحتياجات النفسية للمتقدمين في العمر. وبالتعريف الطبي، فإنها تمثل القدرة على إنتاج المشاعر والحالات المزاجية والأفكار ذات الطابع الإيجابي، والتكيف عند مواجهة الصعوبات والمواقف التي تتسبب بالتوتر النفسي. وكبار السن بالذات بحاجة إلى تلك القدرات في الرفاهية العاطفية للتغلب والتكيف مع عدة ظروف صحية ومرضية وإعاقات بدنية وتدني تواصل الأبناء والاصدقاء والجيران.

وعن علاقة النظام الغذائي بالرفاهية العاطفية، تقول الدكتورة إيفا سيلهوب، الطبيبة بجامعة هارفارد والمديرة السابقة لمعهد بنسون هنري لطب العقل والجسم في مستشفى ماساتشوستس العام، إن ما نأكله مهم لكل جانب من جوانب صحتنا، وخاصة صحتنا العقلية. وتدعم العديد من التحليلات البحثية الحديثة، أن هناك على وجه التحديد، صلة بين ما يأكله المرء وخطر الإصابة بالاكتئاب. وخلصت إلى أن النمط الغذائي الذي يتسم بتناول كميات كبيرة من الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والأسماك، وزيت الزيتون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ومضادات الأكسدة، مع قلة تناول الأطعمة الحيوانية، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب. بينما يرتبط ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، والحبوب المكررة، والحلويات، ومنتجات الألبان عالية الدسم، والزبدة، والبطاطا، ومرق اللحم عالي الدهون، وانخفاض تناول الفواكه والخضراوات، بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

وتوضح الدكتورة مونيك تيلو، الطبيبة بمستشفى ماساتشوستس العام ومديرة الأبحاث الأكاديمية لبرنامج نمط الحياة الصحية في جامعة هارفارد، ان هناك أدلة دامغة تدعم فوائد اتباع نظام غذائي صحي لاضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب. وثمة مجال كامل من الطب يسمى التغذية النفسية . وعرضت الدكتورة مونيك تيلو نتائج إحدى الدراسات حيث وجد الباحثون أن اتباع نظام غذائي صحي لنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي كان مرتبطاً بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب. بما في ذلك الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبذور والمكسرات، مع بعض البروتينات الخالية من الدهون مثل الأسماك واللبن، وخفض الدهون الحيوانية واللحوم المصنعة. وفي دراسة سابقة لباحثين من هولندا وإسبانيا، اثبت الباحثون علاقة جودة التغذية ومخاطر الإصابة بالاكتئاب. وقالوا في نتائجها انه ارتبط الالتزام بنظام غذائي عالي الجودة مثل نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، بانخفاض خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب .

واوضحت المؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة أن هناك العديد من الأمور التي قد تكون عوامل خطر للإصابة بالاكتئاب، ولكنها لا تسبب الاكتئاب بالضرورة. مثل السكتة الدماغية أو السرطان

مشاكل النوم و العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة قلة ممارسة الرياضة أو النشاط البدني و تدني القدرات البدنية الوظيفية التي تجعل الانخراط في أنشطة الحياة اليومية أمراً صعباً .

وقالت بالنسبة لبعض كبار السن المصابين بالاكتئاب، فإن الحزن ليس من أعراضه الرئيسية لديهم. ويمكن أن يشعروا بعدم اهتمام بالأنشطة، وقد لا يكونون مستعدين للتحدث عن مشاعرهم. ويمكن أن تبدو علامات الاكتئاب وأعراضه مختلفة حسب الشخص وخلفيته الثقافية. وفي بعض المجتمعات، قد يظهر الاكتئاب كأعراض جسدية، مثل الأوجاع أو الآلام أو الصداع أو التشنجات أو مشاكل في الجهاز الهضمي. وأضافت ان هناك قائمة بالأعراض الشائعة ومنها:

= استمرار المزاج الحزين أو القلق أو الفراغ.

= الشعور باليأس أو الذنب أو انعدام القيمة أو العجز.

= التهيج أو القلق أو صعوبة الجلوس.

= فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، بما في ذلك الجنس.

= قلة الطاقة أو التعب.

= التحرك أو التحدث ببطء أكثر.

= صعوبة التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.

= صعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكراً جداً في الصباح أو كثرة النوم.

= الأكل أكثر أو أقل من المعتاد، عادة مع زيادة الوزن أو فقدانه غير المخطط له.

وهناك خطوات للوقاية والمعالجة. ويمكن خفض مخاطر الإصابة بالاكتئاب. رغم أنه لا يمكن منع معظم حالات الاكتئاب، فإن تغييرات نمط الحياة الصحية يمكن أن يكون لها فوائد طويلة المدى للصحة النفسية والعقلية. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

= كن نشيطاً بدنياً واتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً.

= احصل على 7 – 9 ساعات من النوم كل ليلة.

= استمر على اتصال مع الأصدقاء والعائلة.

= شارك في الأنشطة التي تستمتع بها

= أخبر الأصدقاء والعائلة والطبيب عندما تعاني من أعراض الاكتئاب.

ولابد من اضافه أطعمة في تغذيتك اليومية لرفع المزاج والحالة النفسية. مثل الخضراوات الورقية التى تحتوى على حمض الفوليك، فيتامين إي E، الكاروتينات، والفلافنويدات.والفواكه مثل التوت والفراولة الغنيين بالفلافنويدات الحمراء المضادة للأكسدة.والموز له تأثير إيجابي في رفع المزاج، من خلال غناه بفيتامينات مجموعة بي وبألياف البريبيوتيك والكربوهيدرات المعقدة. وكذلك المكسرات وغناها بمعادن الزنك والسيلينويم وإن المكسرات توفر للجسم التربتوفان، وهو حمض أميني مسؤول عن إنتاج السيروتونين المعزز للمزاج النفسي.وزيت الزيتون و الأسماك الدهنية والشوكولاته الداكنة ذات مسحوق الكاكاو الطبيعي لخفض الالتهاب، وتعزز صحة الدماغ. واللبن الزبادي .

وتفيد المؤسسة القومية الأميركية للشيخوخة أن العلاج النفسي كذلك يمكن أن يساعد الشخص على تجديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوك المزعج. ومن أمثلة أساليب العلاج النفسي للاكتئاب العلاج السلوكي المعرفي. وهو نوع شائع من العلاج، ويشمل حضور عددٍ محدود من الجلسات للمحادثة الكلامية مع المُعالِج النفساني بطريقة منظَمة. وتساعدك طريقة العلاج السلوكي المعرفي على أن تُدرك التفكير غير الصحيح أو السلبي، حتى تتمكن من فهم المواقف الصعبة بشكل أكثر وضوحاً والاستجابة لها بطريقة أكثر فاعلية.ويُمكن أن تكون طريقة العلاج السلوكي المعرفي أداة فعالة لمساعدة أي شخصٍ على تعلم كيفية إدارة ظروف الحياة المُجهِدة بشكلٍ أفضل وان الشعور بالإحباط من حين لآخر هو جزء طبيعي من الحياة.