د . محمد حافظ ابراهيم
يحظى عسل “مانوكا” بالتقدير في جميع أنحاء العالم لنكهته الحلوة وخصائصه العلاجية. ويمكن لملعقة منه أن تفيد صحتك. حيث اوضحت الدكتوره كريستين بيلي أن السكان الأصليين لنيوزيلندا وهى موطن عسل مانوكا أدركوا الخصائص العلاجية لعسل مانوكا منذ آلاف السنين . ويتضمن مكونه الرئيسي الـ”ميثيل جليوكسال” .الذي يجعل خصائص هذه المادة الطبيعية المضادة للبكتيريا والمضادة للميكروبات أكثر فعالية .
وأوضحت الدكتوره كريستين بيلي أن المنتج الذي ينتجه النحل يحتوي على عدد من المركبات النباتية المضادة للأكسدة، مثل الأحماض الفينولية والفلافونويد . وهذا يضفي خصائص مضادة للالتهابات لعسل “مانوكا”، والتي تخفف الالتهاب في الجسم . وقالت الدكتوره كريستين بيلي العسل يمكن أن يؤثر الالتهاب المفرط أو المطول على صحتنا العامة ويمنع الشفاء عن طريق إتلاف الأنسجة في الجسم. وان الالتهاب المزمن يمكن أن يؤدي بدوره إلى عدة أمراض مثل: = أمراض القلب والأوعية الدموية = السكري = مرض الكلى = مرض الكبد الدهني غير الكحولي = الاضطرابات العصبية التنكسية = السرطان .
وذكرت أبحاث حديثه أخرى من مركز التغذية والصحة في إسبانيا، أن هذا العسل يمتلك نشاطا مضادا للسرطان ضد أنواع مختلفة من الأورام . وإن العسل يراقب نشاطا مضادا لمرض السكري، وله تأثير وقائي في نظام القلب والأوعية الدموية. وأشار الباحثون انه يمنع أكسدة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة اى الكوليسترول الضار في الجهاز العصبي، وفي الجهاز التنفسي ضد الربو والالتهابات البكتيرية، وفي الجهاز الهضمي.
وبالنسبه إلى صحة القناة الهضمية، اوضحت الدكتوره كريستين بيلي أن القناة الهضمية هي أحد أهم أعضاء الجسم. ويمكن لعسل مانوكا المساعدة في تخفيف مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي الشائعة ودعم صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. واوضحت أن عسل “مانوكا” زاد من عدد بروبيوتيك لاكتوباسيلوس في القناة الهضمية. وتعتبر هذه البكتيريا “جيدة” وتعزز صحة الأمعاء. وقلل عسل “مانوكا” من انتشار البكتيريا “السيئة” في الأمعاء، مثل الإشريكية القولونية. وإضافة عسل “مانوكا” إلى الماء الساخن والليمون علاجا تقليديا للبرد والإنفلونزا .
و اوضح ألاطباء انه لابد من تحديد كمية العسل التي يسمح بتناولها في اليوم دون أن تضر بالصحة، وتقنين التعامل مع هذا المنتج الغذائي. ومن أجل ألا يؤثر العسل سلبا على الصحة، يجب عدم تناول أكثر من ملعقتي طعام منه في اليوم. ويقول البروفيسور الدكتور أليكسي بويفيروف، رئيس قسم العلاج الشامل بجامعة سيتشينوف الطبية من الأفضل تناول العسل في النصف الأول من النهار، يرافقه نمط حياة نشط.
ويشير البروفيسور الدكتور أليكسي بويفيروف إلى أن العسل يحتوي على مضادات أكسدة تمنع أكسدة الخلايا ويحتوي أيضا على الفيتامينات وسكر الفركتوز الذي هو مصدر للطاقة. واضافت الدكتورة يلينا تيخوميروفا، ان هناك مبالغات كثيرا بفوائد العسل. وأنه للحصول على فائدة من العسل يجب تناول كمية كبيرة منه، بيد أن احتواءه على نسبة عالية من الكربوهيدرات يجعله غنيا بالسعرات الحرارية. لذلك يجب تناوله بكميات صغيرة.
ويتفق الخبراء و الاطباء على أنه عند اختيار نوع العسل يفضل شراؤه في القرص الشمعي، لأنه يضمن جودته ونوعيته. وتشير الدكتورة يلينا تيخوميروفا إلى أن التوصية بشرب الشاي مع العسل عند الإصابة بأمراض البرد، لا يسرع في الشفاء. لأن ذوبان العسل في الشاي الحار يفقده خصائصه المفيدة وتقول هذا تقليد قديم لا يزال يستخدم لأن الشخص المصاب بنزلة برد بحاجة إلى دعم معنوي ومادي لذلك كان يتناول العسل لانه المادة اللذيذة الوحيدة المتوفرة.
وتضيف الدكتورة يلينا تيخوميروفا ان السمنة هي من بين الموانع القليلة لتناول العسل، لأنه غني بالسعرات الحرارية. وهناك من يعاني من الحساسية من الزهور أو سم النحل. ويشير البروفيسور الدكتور أليكسي بويفيروف إلى أن تناول العسل مع المشروبات الكحولية يشكل خطرا كبيرا على الصحة. لأن الاكثار من ذلك يؤدي إلى تغيرات دهنية في الكبد، ما يؤدي إلى حدوث التهاب، يتطور لاحقا إلى الإصابة بتليف الكبد. ويضيف، بالطبع إذا تناول الشخص في الشهر كوبا واحدا، فإن ذلك لا يشكل اي خطورة على صحته، ولكن تناول العسل مع الكحول بصورة منتظمة ودورية سيؤدي حتما إلى تليف الكبد.
