أخبارصحةعام

جدل بين العلماء بشأن استخدام الكمامة للوقايه من فيروس كورونا

د محمد حافظ ابراهيم

 

قابليه اعاده استخدام الكمامات وغسلها : رغم أن توصيات السلطات الصحية غاية الوضوح في ما يتعلّق بعدم قابلية الكمامات الطبية لإعادة الاستخدام، فإنه مع تراكم النفايات والتكلفة التي يتحمّلها المواطنون، تعلو أصوات تدعو إلى معاودة الاستعمال . حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية أن «الكمامات الطبية تستخدم لمرة واحدة فقط»، وتدعو إلى «التخلّص فوراً من الكمامات المستعملة»، لكن، في حال وجود نقص حاد في المخزونات،  تقر المنظمة إجراءات استثنائية تقوم على تطهير الكمامات المستعملة من أجل إعادة استخدامها.

 

وسبق أن سمحت الوكالة الأميركية للأدوية في حالات الطوارئ بتطهير الكمامات من نوع «إن 95» للكوادر الطبية، والموازية للكمامات من نوع اف.اف.بي.2  عبر رشّها ببيروكسيد الهيدروجين. وهناك طرق أخرى للتطهير عن طريق تعريض الكمامات لدرجات حرارة مرتفعة أو باستخدام الأشعة ما فوق البنفسجية.

لكن الدكتور دوني كوربيه، اختصاصي علم الأحياء المجهرية وخبير النظافة الصحية وعضو جمعية «أديوس كورونا» التي تضم علماء فرنسيين من مختلف الاختصاصات، يشدد على أن «هذا التطهير غير عملي بالنسبة للأفراد. ولكن للحد من الملوثات البلاستيكية الناجمة عن الكمامات المصنوعة من مادة بولي بروبلين ومن التكلفة التي تتحمّلها الأسر، تدعو «أديوس كورونا» إلى استخدام «تقنية المغلّفات» في تطهير الكمامات المستخدمة في الإطار العائلي، حيث أخطار التعرّض لفيروسات أقل بكثير مقارنة بالكوادر الطبية. وتقوم التقنية على وضع الكمامة المستعملة، في مغلّف ورقي وتدوين التاريخ، وتركها لمدة سبعة أيام. ويقول الطبيب كوربيه إن «دراسات عملية عدة تظهر أن فيروسات (سارس – كوف – 2) الموجودة على كمامة تموت كلها تقريباً في غضون سبعة أيام . كما أظهرت دراسة أعدتها جامعة هونغ كونغ أنه بعد أسبوع تقتصر نسب الفيروسات التي يمكن رصدها على الجهة الخارجية من الكمامة على 0.1 في المائة فقط.

 

ويؤكد الدكتور بيتر تساي، من جامعة تينيسي الأميركية ومخترع تقنية الشحنة الكهروستاتيكية (الكهرباء الساكنة) المستخدمة في الكمامات من طراز «إن 95» والقائمة على اجتذاب الجزيئيات لمنع دخولها، فاعلية «تقنية المغلفات». ويقول: «بتدف الى الحد من الاستهلاك الكمامات وحماية البيئة، أوصي عامة السكان بإعادة استخدام الكمامة بعد سبعة أيام، وذلك لما بين خمس وعشر مرات. ويشير الدكتور بيتر تساي انه بعد أزمة كوفيد – 19، إلى إمكان وضع الكمامة في الفرن وتعريضها لحرارة كافية لقتل الفيروس من دون إحراق المواد البلاستيكية، ويجب أن تتراوح الحرارة بين 70 و75 درجة مئوية. ولكن الدكتور بيتر تساي يوصي بعدم غسل الكمامات ويقول إن الغسل من دون مسحوق غسيل قد لا يزيل الفيروس. والغسل مع مسحوق غسيل سيتلف الشحنة الكهروستاتيكية. لكنه يعتبر أنه في الحالة الأخيرة ورغم تراجع قدرة التنقية، قد تبقى الكمامة المغسولة أكثر فاعلية من الكمامة المصنوعة من القماش.

وأظهرت نتائج الاختبارات أن تكرار عملية غسل ثلاث كمامات بقدرات تنقية تبلغ 95 في المائة لجزيئيات بحجم 3 ميكرون في الغسالة على حرارة تبلغ 60 درجة مئوية ووضعها في آلة تجفيف الغسيل ثم تحت المكواة، عشر مرات، أفقدها في أقصى الحالات خمسة في المائة فقط من قدرتها على التنقية.

وأظهرت دراسات أنه بعد غسل الكمامه خمس مرات على الأقل «لا يوجد عمليا أي فرق في تنقية جزيئيات بحجم 3 ميكرون، الفرق يظهر في تنقية الجزيئيات الأصغر حجما»، وفق الباحث الذي اعتبر أن هذه الكمامات «تبقى في وضعية مثالية لأداء دورها في حماية عامة السكان»، مشيراً إلى المعايير المطبقة في فرنسا بالنسبة للكمامات المصنوعة من النسيج التي لا تتعدى قدرتها على التنقية 90 في المائة من جزيئيات بحجم 3 ميكرون. ويوضح الباحث أفضّل أن تغيّر الكمامة كل أربع ساعات وأن تغسل، عوضاً عن وضعها لأيام متتالية كما يفعل البعض. الأمر إلى حد ما أشبه بالملابس الداخلية.

و شددت مديرية الصحة العامة الفرنسية على ضرورة «رمي الكمامات الطبية بعد استعمالها في سلة المهملات»، حيث أن مسألة إعادة استخدام الكمامات هي حالياً «قيد الدرس» في فرنسا. لكن مدير قسم هندسة الطب الأحيائي في جامعة بينغهامتون الأميركية الدكتور كيمينغ يي يقول: «لا أعتقد أن الكمامات الطبية قابلة للغسل. ويقول الدكتور كيمينغ يي الذي يعمل على وضع معايير التطهير بالأشعة ما فوق البنفسجية لحماية طبقة الأوزون إنه قد يكون من الممكن «إعادة استخدام الكمامات الطبية، لكن الأمر يتطلّب إجراء دراسات معمّقة.

 

دراسة على 6 آلاف شخص “تنسف” كل ما قيل عن “كمامات كورونا : كشفت دراسة دنماركية بارزة، أنه لا يوجدُ أي دليل واضح حتى الآن على مساهمة كمامة الوجه، في وقاية الشخص الذي يرتديها من الإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض “كوفيد 19“. وتشكك الدراسة في جدوى الإجراء الذي اتخذته أغلب دول العالم، من أجل وقف تفشي فيروس كورونا المستجد، لاسيما بعدما تبين أن العدوى تنتقل أيضا عبر جزيئات الهواء. واقتصرت الدراسة على قياس مدى الحماية التي تقدمها الكمامة للشخص الذي يرتديها . وأوضح المصدر أن هذه الدراسة لم تشمل ما إذا كان مرتدي الكمامة المصاب يحمي الآخرين من خلال قيامه بهذا الإجراء الوقائي الشائع.

وقامت الدراسة بعقد مقارنة بين مجموعة يرتدي أفرادها الكمامة، وبين مجموعة أخرى لم تقم بذلك، وتم الإعلان عن النتائج من قبل مستشفى “Rigshospitalet” في العاصمة كوبنهاغن. وحاولت الدراسة أن تبقي طابعا نسبيا على نتائجها، فقالت إن ما توصلت إليه لا يعني إطلاق أحكام جازمة بشأن جدوى ارتداء الكمامة.

 

وشملت الدراسة عينة من 6 آلاف شخص، ولم يكن ارتداء الكمامة أمرا شائعا في هذا البلد الإسكندنافي، خلال تلك الفترة. وكان قرار الإغلاق ساريا في الدنمارك، بينما أغلقت الكثير من المؤسسات الحكومية والمحلات التجارية لأجل كبح الوباء. وضمن المجموعة التي لم تقم بارتداء الكمامة، أصيب 2.1 في المائة من الأفراد بفيروس كورونا المستجد، بينما أصيب 1.8 في المائة، وسط من واظبوا على ارتداء الكمامة، وهاتان النسبتان متقاربتان جدا. وتقول الدراسة إن الفارق ليس كبيرا إلى درجة تتيح القول بأن الكمامة تساعد الشخص الذي يرتديها على حماية نفسه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وأورد الباحثون، أن النتائج لم تظهر مساعدة الكمامة على خفض خطر الإصابة بكورونا إلى النصف، كما كان معتقدا من ذي قبل.

 

وتضيف الدراسة أن ارتداء كمامة الوجه يقدم درجة عادية من الوقاية تتراوح بين 15 و20 في المائة فقط . وقالت إن خلاصاتها ليست حثا للناس على أن يتوقفوا عن ارتداء الكمامة، لأن التجارب التي أجريت، لم تدرس دور الكمامة حين يرتديها الشخص المصاب وكيف ينعكس ذلك على الآخرين. وإن باحثين حذروا من الحماية “الضعيفة” التي تقدمها بعض الكمامات القابلة لإعادة الاستخدام. وقلل الباحثون من جدوى بعض هذه الكمامات لأنها لا تصفي أو “تفلتر” سوى 7 في المائة من البكتيرياالمضرة، وهو ما يعني أن نجاعتها محدودة جدا، أو منعدمة تماما.