أخباراتصالات وتكنولوجياعام

ضمن فعليات ملتقى تيديكس العالمي 2019 طلبة وأساتذة جامعة زايد يستعرضون خبراتهم وتجاربهم المؤثرة

كتبت اية حسين

 

TEDxهو مختصر جامع للحروف الأولى من الكلمات الإنجليزية التي تعني “تكنولوجيا” و”ترفيه” و”تصميم”، وهو يشير إلى سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الافكار الجديدة والمتميزة للعالم، ويلقي المتحدثون الضوء خلالها على قصص مثيرة أحدثت آثاراً كبيرة في حياتهم الشخصية، ويمكن لها أن تغير وجهات نظر المستمعين إليها بشأن قضايا محددة.

حضر الملتقى سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، وسعادة سعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، والدكتور عبد المحسن أنسي، نائب مدير الجامعة المشارك ورئيس الشؤون الأكاديمية، والدكتورة فاطمة الدرمكي عميدة شؤون الطلبة وعدد كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وشارك في تنظيم فعاليات الملتقى إدارة الاتصال الحكومي ونادي الطلبة المساندين الأكاديميين وعدد كبير من المتطوعين بالجامعة.

بدعم من معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة جامعة زايد، نظمت كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد في فرعها بدبي “ملتقى تيديكس العالمي” وذلك تحت عنوان “رؤى وآفاق”.

ويهدفَ الملتقى، الذي يواكب توقيتين بارزين هما شهر الابتكار في دولة الإمارات وعام التسامح، إلى أن يكون منصة تفاعلية تتيح الفرصة للمواهب الشابة إبراز قدراتهم واستعراض أفكارهم الابتكارية.. وشارك فيه عدد من الخبراء إلى جانب أعضاء من الهيئة التدريسية وعدد من طلبة الجامعة وخريجيها المتميزين والمفوهين في التحدث والخطابة، حيث تحدثوا، أمام حشد يربو على الألف طالبة، عن تجاربهم الشخصية المؤثرة التي ساهمت في بلورة مساراتهم وتعزيز تطلعاتهم، وأعطوا خلاصة تجاربهم في مواضيع واسعة تتعلق بالسلوكيات الثقافية والاجتماعية والبحوث والابتكار والإلهام والقيادة، والأهم من ذلك التسامح مع الآخرين ولا سيما أصحاب الهمم.

 

ومن بين المتحدثين في الملتقى عائشة الهاجري، الطالبة بالسنة النهائية في قسم الاتصالات الاستراتيجية المتكاملة بالجامعة، التي حثت الحضور على ضرورة “التوافق مع الذات وعدم التخفي وراء الأقنعة”، محذرة من مغبة الانسياق وراء المعايير التي فرضتها السوشيال ميديا على عالم اليوم وعددت من بين صورها الصور الذهنية الزائفة التي يحاول الكثير اصطناعها لأنفسهم من أجل اجتذاب إعجاب الآخرين والتواري وراء أقنعة مميتة.

وأكدت عائشة، التي تعد نموذجاً جيداً للتفاني والإخلاص في الأعمال التطوعية، أن الرياضة تلعب دورًا مهمًا في حياة الفرد من خلال تعزيز فضائل التسامح والصدق والطيبة ونوازع الخير في شخصيته، وأنها تؤمن إيماناً راسخاً بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح.

أما سارة العوضي، التي تتقن اللغتين الإنجليزية والألمانية إلى جانب العربية وتعد أصغر محامية إماراتية عاملة في قطاع شركات التمويل الإسلامي بالدولة، فقد حثت الطالبات على متابعة أحلامهن والسعي لتحقيقها، بغض النظر عما قد يصادفنه من عوائق تتعلق ببيئة العمل وطبيعته في الواقع.

وأوضحت أنها بعد مناقشات طويلة مع أسرتها والمحيطين بها، نجحت ليس فقط في الحصول على شهادة في القانون من المملكة المتحدة، بل والعمل هناك وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تعود لاحقاً إلى دبي. وقالت: “كانت أسرتي تظن أن الرجال هم وحدهم الذين يزاولون مهنة المحاماة ويرفعون أصواتهم جدالاً وصراخاً في قاعات المحاكم وليس هذا هو المكان الطبيعي لعمل أي امرأة”.

ونوهت بمقولة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تفيد بأن المرأة نصف المجتمع، وقوله: “لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز، بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن”.

وتحدثت عائشة سيف الحمراني خريجة جامعة زايد من @Mnawrah fame،حيث أطلعت الحضور على وصفتها الخاصة التي يمكن أن يستعين بها المرء ليبرز أفضل ما فيه، وتشمل مكوناتها: أن تكون صادقًا مع نفسك وأن تكون متفهمًا للآخرين وتتواصل معهم. وقد اختطت عائشة هذا النهج فحققت النجاح في عملها وحياتها.. وحققت شهرة بعملها، كـ “منورة”، التي تستخدمها لاستكشاف الروح الإماراتية.

وأعقبها الطالب سالم خالد بن بشر، الذي أكد على أهمية التطوع، شارحاً كيف غيَّر فعل بسيط مسار حياته، من كونه هاوياً تزيين الجدران بالزهور إلى خوضه تجارب تطوعية مختلفة وممارسة إلقاء الخطب والأحاديث في الفعاليات التي تعقدها مؤسسات حكومية مهمة مثل قصر الحصن، ما مكنه في النهاية من الحصول على وظيفة وهو مازال طالباً.

ومن بين المتحدثات أيضاً كانت الدكتورة بريجيت هيوارث، وهي عالمة بيئية لديها خبرة واسعة في مجال البيئة الصحراوية، حيث تحدثت عن النظام البيئي لدولة الإمارات موضحة أنه “تم اكتشاف أكثر من 400 نوع غريب في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، وقد تمكنّا مؤخراً من وصفها، لكننا لا نزال لا نعرف شيئًا عن احتياجاتها ونوع الموائل والأنظمة البيئية التي يجب أن نحافظ عليها كي نتمكن من حمايتها”. وأضافت: “نحن نخسر الموائل، أو نقوم بتفصيلها إلى قطع أصغر، وهذه المخلوقات مهددة تماما مثل كثير من الأنواع في جميع أنحاء العالم.”

ومن جانبها، تحدثت لينيت إليانور هاربر، مشرفة “التعليم العمومي” والباحثة الأكاديمية في جامعة زايد فبادهت الحضور بالسؤال عن كيفية الوصول إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض قد تصل إلى الخمسين تحت الصفر.

وروت للحضور تجربة مثيرة عاشتها حيث أمضت عامين في قاع العالم، عند القطب الجنوبي، وأنتاركتيكا، وأجرت العديد من الدراسات الميدانية، بما في تلك المتعلقة بسطوح الأرض المتحركة في الغلاف الصخري، ومراقبة تلوث الهواء.

وقالت: “لقد دفعتنا ندرة الطعام والماء إلى البقاء على الحافة في كل تفاصيلنا اليومية، فقد أتيحت لنا كمية محدودة من المياه للاستحمام، والغسيل، والشراب لاستخدامها على مدى شهر. وكان علينا أن نراقب إمدادات الغذاء التي تصلنا حيث، لم تكن الطائرات من تتمكن من الطيران إلينا أكثر من مرتين العام بسبب الظروف الجوية.إلى أن تحين لحظات اللطف فيكون كل شيء جميلاً ونستنشق الهواء الطازج كل يوم، وأمد بصري لأتأمل المساحات الشاسعة من الأرض في وهي تخلد إلى السكون والسكينة”.

أما مها ياقوت حرقوص، خريجة جامعة زايد والخبيرة بإحدى لجان الأمم المتحدة بنيويورك، فتحدثت عن القفزة الإيمانية التي رفعت معنوياتها عالياً خلال دراستها بالجامعة، والتي مكنتها من اغتنام الفرص، وأمتعت الحضور باستعراض الصعوبات والتحديات التي واجهتها، ونجحت في التغلب عليها.

وأخيراً، تحدثت زينب علي داوود، الطالبة في قسم علم النفس والخدمات الإنسانية بجامعة زايد حول تجربتها مع دراسة علم النفس والتخصص فيه، حيث دفعها إلى ذلك حبها لفهم الناس بمختلف أجناسهم وثقافاتهم، ما جعلها أقدر على فهم الاختلافات بين المعتقدات الإنسانية والسلوكيات والتسامح معها. وقالت إنها مهتمة بإجراء البحوث، لا سيما في مجال الصحة العقلية، حيث تشكل هذه البحوث طريقة للانفتاح على الناس والتواصل مع مكنونات نفوسهم.

وقد انضمت زينب إلى برنامج الباحثين من طلبة مرحلة البكالوريوس في جامعتها وأجرت دراسة بحثية حول آراء الطالبات بشأن الحرج الذي يستشعرنه حيال التحدث عن الصحة العقلية. وهي تعتبر نفسها داعية مدافعة عن الصحة العقلية، وهدفها هو نشر الوعي في الإمارات حول أهمية الصحة العقلية لتشجيع الناس على التحدث عنها بشكل أكثر علانية وبدون الخوف من التعرض للحرج.