
د. محمد حافظ إبراهيم
اوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية ان النظام الغذائي يؤدي دورا حاسما في الصحة وخاصة إذا كان الشخص مصابا بمرض السكري. واوضحت الدراسة أن بعض الأطعمة التي يتناولها الانسان يوميا يمكن أن تسبب ارتفاعا مفاجئا في مستويات السكر بالدم دون ان يدرك ذلك ، ومن اهم الاطعمة الضارة والتى تسبب ارتفاع مستويات السكر فى الدم هى:
= الخبز الابيض والحبوب المكررة: الخبز والأرز الأبيض والمكرونة ومنتجات الحبوب المكررة الأخرى والمصنوعة من الدقيق المعالج الذي تم تجريدها من الألياف والعناصر الغذائية الصحية، فهي تحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفعة، مما يعني أنها تتسبب لزيادات سريعة في مستويات السكر في الدم. كما أن الحبوب المكررة تفقد جزءا كبيرا من الألياف خلال عملية التصنيع، و الألياف تؤدي دورا هاما في تنظيم امتصاص السكر في الجسم.
= حبوب الإفطار السكرية: تحتوي العديد من حبوب الإفطارعلى كميات كبيرة من السكريات المضافة والحبوب المكررة، ويمكن أن تتسبب في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم. كما يمتص الجسم السكر الموجود في هذه الحبوب بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع في مستويات الأنسولين.
= عصائر الفاكهة: عصائر الفاكهة تسبب ارتفاع في نسبة السكر بالدم، حيث أنها تحتوي على نسبة عالية من السكريات المكررة وتفتقر إلى الألياف الموجودة في الفاكهة الكاملة. وهذا يعني أنه عندما تشرب عصير الفاكهة يدخل السكر إلى مجرى الدم بسرعة، مما يتسبب في زيادة سريعة في مستويات السكر في الدم.
= الوجبات الخفيفة السكرية والحلويات: تعتبر الحلويات مثل البسكويت والكعك والوجبات الخفيفة السكرية من الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات السكر في الدم، حيث تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة، والتي يتم هضمها بسرعة وامتصاصها في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع فوري في نسبة السكر. ويمكن أن يؤدي الاستهلاك المنتظم والدائم لهذه الحلويات إلى تقلبات متكررة في مستويات السكر في الدم.
= الأطعمة المقلية: غنية بالدهون المهدرجة الغير صحية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم والأنسولين، ويمكن أن يؤدي قلي الطعام بالزيوت الغنية بالدهون المتحولة إلى تفاقم الالتهابات وحساسية الأنسولين، مما يجعل التحكم في نسبة السكر في الدم أكثر صعوبة.
= الزبادي المنكه: بالرغم من أن الزبادي يعتبر مصدرا ممتازا للبروتين والبروبيوتيك، إلا أن العديد من أنواع الزبادي المنكهة حتى قليلة الدسم منها، تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المضافة لتحسين مذاقها. وهذه السكريات المضافة يمكن أن تتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤثر سلبا على صحة الجسم.
= الأطعمة المصنعة والمحفوظة: تحتوي على سكريات ومواد حافظة مضافة، ويمكن أن تحتوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من الصوديوم وقليلة من الألياف، وكلاهما قد يسهم في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
واوصت دراسة للدكتور إنديكا إيديريسينغ بمعهد إلينوي الامريكى للتكنولوجيا بتناول فاكهة المانجو لتساعد في محاربة مرض السكري. يعتبر مرض السكري من النوع الثانى من الأمراض المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يتسبب في مقاومة الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. ويؤدي المرض إلى ارتفاع مستويات السكر بشكل غير طبيعي، الأمر الذي قد يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الأعضاء مثل العينين والكلى والقدمين. واكتشف الباحثون بمعهد إلينوي للتكنولوجيا، أن تناول فاكهة واحدة يوميا يمكن أن يساعد في تحسين حساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. حيث شارك في الدراسة 48 متطوعا تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاما، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين تناولت المجموعة الأولى كوبين من المانجو الطازج يوميا، بينما تناولت المجموعة الثانية حلوى الآيس كريم الإيطالي التى تتميز بأنها تحتوي على كمية أقل من السكر مقارنة بالآيس كريم التقليدي، مما يجعلها أكثر كثافة ودهون.
وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت المانجو شهدت تحسنا كبيرا في مستويات الأنسولين، حيث تراجعت مقاومة الأنسولين لديهم بشكل ملحوظ. كما تحسنت وظيفة خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تظهر أي تغييرات ملحوظة. واوضحت الدراسة إن التحكم في مستويات السكر في الدم لا يعتمد فقط على مراقبة مستوياته، بل يشمل أيضا تحسين حساسية الأنسولين. وأضافت الدراسة أن تناول المانجو الطازج يكون وسيلة بسيطة وفعالة لتحسين وظيفة الأنسولين وخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى. واوضحت أن تناول المانجو لم يتسبب في أي زيادة في الوزن لدى المجموعة التي تناولتها، مما يعكس فوائدها كبديل صحي للحلويات. وأكد الباحثون أن المانجو يمكن أن يكون جزءا من نمط حياة صحي للقلب، ويساهم على السيطرة على مستويات السكر في الدم وإدارة الوزن. وتدعم هذه النتائج الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن تناول المانجو لا يؤدي إلى زيادة الوزن أو التأثيرات السلبية على مرض السكري، بل قد يساعد في الوقاية منها.
واوصت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية بتنتاول براعم البروكلي لمنع تطور مرض السكري. ومع ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم، يبحث العلماء عن طرق جديدة وفعّالة للوقاية من هذا المرض المزمن. وقد أظهرت الدراسة أن مستخلص براعم البروكلي، الغني بمركب السلفورافان، قد يكون له دور في تحسين مستويات السكر في الدم لدى بعض الأفراد، خاصة أولئك الذين يتمتعون بتكوين معين من ميكروبات الأمعاء. ومع ذلك، فإن فعالية هذا المستخلص تختلف من شخص لآخر، مما يقدم الفرص لتطوير علاجات شخصية تعتمد على تحليل ميكروبيوم الأمعاء. ويعاني واحد من كل ثلاثة بالغين حول العالم من مقدمات السكري ولكن معظمهم لا يدركون حالتهم. حيث تعرف مقدمات السكري بأنها الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم بين المعدل الطبيعي ومعدل السكري العالى من دون تدخل، وقد يتطور لدى ما يصل إلى 70% منهم مرض السكري من النوع الثاني، وهو من اهم الأمراض الشائعة التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية.
وحددت ألابحاث دور ميكروبات الأمعاء في تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يشير إلى أن تكوين الميكروبات قد يؤثر على استجابة الأفراد للتدخلات الغذائية. وقد أظهر مركب السلفورافان، الموجود في مستخلص براعم البروكلي، إمكانية في خفض إنتاج الجلوكوز في الكبد، لكن فعاليته في مقدمات السكري ظلت غير مؤكدة. ويعد فهم التأثير المشترك لمستخلص براعم البروكلي وميكروبات الأمعاء على تنظيم الجلوكوز أمرا ضروريا لتطوير تدخلات شخصية. وتشير النتائج الحديثة إلى أن القدرة على تنشيط السلفورافان قد تعتمد على الجينات البكتيرية في الأمعاء، الذي يلعب دورا حاسما في تحويل السلائف غير النشطة للسلفورافان إلى شكلها النشط. وأجريت الدراسة على أفراد لم يتناولوا أدوية سابقا ويعانون من مقدمات السكري. وتم اختيار المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 35-75 عاما ولديهم مستويات جلوكوز مرتفعة ومؤشر كتلة جسم عالية.
وبعد فحص 450 فردا، تم استبعاد أولئك الذين يعانون من حالات تؤثر على التمثيل الغذائي للجلوكوز. وتلقت مجموعة من 44 مشاركا مستخلص براعم البروكلي، وتلقت مجموعة من 45 مشاركا الدواء الوهمي. تم قياس مستويات الجلوكوز في الدم الصائم، ومقاومة الإنسولين، ووظيفة خلايا بيتا قبل وبعد العلاج. كما تم تحليل تكوين ميكروبات الأمعاء باستخدام تسلسل الحمض النووي. وأظهرت النتائج انخفاضا في مستويات الجلوكوز الصائم بمقدار 0.2 مليمول/لتر في مجموعة المستخلص مقارنة بالمجموعة الوهمية، رغم أن هذا الانخفاض لم يصل إلى الهدف المحدد مسبقا. ولم تكن هناك فروق كبيرة في المؤشرات الأيضية الثانوية مثل مؤشر كتلة الجسم أو مقاومة الإنسولين. ومع ذلك، أظهر تحليل فرعي أن هناك استجابة أفضل لدى فئة معينة. فقد أظهر الأفراد الذين يعانون من سمنة خفيفة ومقاومة منخفضة للإنسولين ويصنفون كمرضى بالسكري المرتبط بالعمر لاستجابة أفضل لخفض السكر، حيث انخفضت مستويات الجلوكوز لديهم بمقدار 0.4 مليمول/لتر. حيث وجدت الدراسة أن وجود جين السلفورافان بميكروبات الأمعاء كان مرتبطا بزيادة فعالية هرمون الانسولين. وخلصت النتائج إلى أن مستخلص براعم البروكلي قد يكون مفيدا لبعض الأفراد، خاصة أولئك الذين لديهم تكوين معين من ميكروبات الأمعاء وجين السلفورافان.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية باتباع بعض العادات لعكس مقدمات مرض السكري. ومقدمات مرض السكرى هى حالة صحية خطيرة حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد ولكنها ليست مرتفعة بعد بما يكفي لتشخيصها على أنها مرض السكري من النوع الثانى، ولكن لحسن الحظ أنه يمكن عكس ذلك من خلال تغييرات ثابتة في نمط الحياة . ومن اهم العادات اليومية التى تساعد في عكس مقدمات السكري وتعزيز صحة جسم هى :
= التركيز على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الألياف: حيث تؤثر الكربوهيدرات بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكربوهيدرات المكررة إلى تفاقم مقاومة الإنسولين، ولإدارة نسبة السكر في الدم، يجب تناول الحبوب الكاملة مثل الكينوا والأرز البني والقمح الأطعمة الغنية بالألياف والفاصوليا والعدس والمكسرات وبذور الكتان والخضروات غير النشوية مثل البروكلي والسبانخ والفلفل الحلو فقد تبطئ الألياف من الهضم وامتصاص السكر، مما يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
= النشاط البدني المنتظم: التمارين الرياضية واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحسين وظيفة الإنسولين وخفض مستويات السكر في الدم، إذ تساعد على عكس مسار مقدمات السكري، لذلك استهدف 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة الكثافة في الأسبوع مثل 30 دقيقة في اليوم، خمس مرات في الأسبوع، حتى المشي القصير لمدة 10 دقائق بعد الوجبات يمكن أن يخفض بشكل كبير من مستويات السكر في الدم.
= الحفاظ على الوزن الصحي: يمكن أن يحسن الوزن الصحي بشكل كبير من حساسية الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وفقا لدراسة هيئة السكري الامريكية، فالدهون الزائدة، خاصة حول البطن، تساهم في مقاومة الإنسولين، ولإدارة الوزن بشكل فعال، ركز على التحكم في الطعام الواعي وتجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، واختار الأطعمة الغنية بالمغذيات على خيارات السعرات الحرارية الفارغة.
= خفض السكر والأطعمة فائقة المعالجة: يساهم السكر المكرر والأطعمة المصنعة في الالتهابات المزمنة ومقاومة الإنسولين، لذلك تجنب المشروبات السكرية مثل الصودا والعصائر المحفوظة الخبز الأبيض والمعجنات الوجبات الخفيفة المصنعة والوجبات السريعة بدلا من ذلك، استبدلها بالمحليات الطبيعية والأطعمة الكاملة غير المصنعة، وقد أظهرت الدراسة أن خفض السكر المضاف يمكن أن يخفض من نسبة السكر في الدم الصائم ويخفض من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى.
= النوم الليلى الصحى: يؤثر قلة النوم على الهرمونات التي تنظم نسبة السكر في الدم والجوع، مما يزيد من خطر زيادة الوزن ومقاومة الإنسولين، ووجدت دراسة لهيئة «لانسيت الالمانية» للسكري والغدد الصماء أن أنماط النوم السيئة مرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، لذلك فان لتحسين النوم يجب الاتزام بجدول نوم ثابت يوميا وتجنب التعرض للضوء الأزرق من الهواتف والتلفزيون قبل النوم، وخلق بيئة نوم مظلمة وباردة وهادئة، بإلاضافة لاستهداف 7-9 ساعات من النوم الجيد في الليلة لدعم التمثيل الغذائي الصحي والتحكم في نسبة السكر في الدم.
Dr.M.Hafez.Ibrahim