
د.محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة حديثة، أجرتها هيئة “ويستليك لعلوم الحياة والطب الحيوي” في جامعة الصين، العلاقة بين أنماط النوم و تقلبات مستويات السكر في الدم لدى البالغين. حيث ركزت الدراسة على مدى تأثير ضعف النوم وتأخر توقيت النوم على تنظيم الجلوكوز في الدم، في محاولة لفهم تأثيرات النوم على الصحة الأيضية. حيث تعد تقلبات نسبة السكر في الدم عاملا مهما في صحة الأيض، حيث ترتبط هذه التقلبات بزيادة خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري. حيث أكدت الأبحاث السابقة أن قلة النوم تؤثر سلبا على عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، لم تستكشف تأثيرات أنماط النوم الطويلة الأمد على تقلبات السكر في الدم. لذلك سعى فريق البحث لسد هذه الفجوة من خلال دراسة مسارات النوم وتأثيرتها على تنظيم نسبة السكر في الدم على مدار سنوات عديدة . وشملت دراسة الهيئة الطبية ويستليك 1156 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 46 و83 عاما من دراسة التغذية والصحة في مقاطعة غوانغتشو. وخضع المشاركون لتقييمات النوم الذاتية عبر زيارات متعددة وارتدوا أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة لمدة 14 يوما لتسجيل تقلبات السكر في الدم. وحدد الباحثون 4 مسارات للنوم وهى النوم غير الكافي الشديد من 4.7 إلى 4.1 ساعة في الليلة، والنوم غير الكافي المعتدل من 6.0 إلى 5.5 ساعات، والنوم غير الكافي الخفيف من 7.2 إلى 6.8 ساعات، والنوم الكافي من 8.4 إلى 8.0 ساعات.
وتم تصنيف المشاركين إلى مجموعتين وفقا لتوقيت بدء النوم من النوم المبكر المستمر والنوم المتأخر المستمر. وأظهرت نتائج بيانات مراقبة الجلوكوز المستمرة أن الأشخاص في مجموعة النوم غير الكافي الشديد عانوا من زيادة بنسبة 2.87% في تقلبات السكر وزيادة بمقدار 0.06 مليمول/لتر في متوسط تقلبات الجلوكوز مقارنة بالمشاركين في مجموعة النوم الكافي. كما شهد المشاركون الذين ينامون في وقت متأخر زيادة بنسبة 1.18% في التباين الجلايسيمي اى التغيرات أو التقلبات في مستويات جلوكوز الدم خلال فترات زمنية مختلفة وزيادة بمقدار 0.02 مليمول/لتر في التقلبات اليومية. وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف النوم وتأخر توقيت النوم يعانون من تقلبات أكبر في مستويات السكر مقارنة بأولئك الذين يعانون من أحد هذين العاملين فقط، مما يشير إلى تأثير مركب على تنظيم السكر في الدم. وبالتالي، تشدد النتائج على أهمية الحفاظ على مدة نوم كافية والبدء في النوم في وقت مبكر كعوامل حاسمة لتحسين التحكم في مستويات السكر وخفض المخاطر المرتبطة بمرض السكري.
واوضحت دراسة لهيئة ذا لانسيت ديابيتيس آند إندوكرينولوجي الاوربية المتخصصة في أمراض السكري والغدد الصماء ان فقدان الوزن يساعد في الشفاء من مرض السكري. حيث أفاد التحليل الجديد بأنه كلما زاد فقدان وزن المصابين بداء السكرى زادت احتمالات الشفاء من المرض جزئيا أو حتى كليا. وبمراجعة نتائج 22 فحصا عشوائيا سابقا لاختبار تأثير فقدان الوزن على مرضى السكري من الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وجد الباحثون أن نصف الذين فقدوا ما بين 20 و29% من أوزانهم وجدوا طريقا إلى الشفاء التام، الذي كان أيضا من نصيب نحو 80% من المرضى الذين فقدوا 30% من أوزانهم. ويعني ذلك أن مستويات الهيموجلوبين وهى مقياس يعكس متوسط السكر في الدم خلال الأشهر السابقة أو أن مستويات السكر في الدم أثناء الصيام عادت إلى وضعها الطبيعي دون استخدام أي أدوية لمرض السكري. ولم ينعم أي مريض بالسكري سابقا فى فقَد أقل من 20% من وزن جسمه بالشفاء التام، لكن بعضهم تحسن جزئيا مع عودة مستويات الهيموجلوبين لديهم ومستويات الجلوكوز في أثناء الصيام إلى وضعها الطبيعي تقريبا.
واوضحت نتائح الدراسة انه لوحظ تعافى جزئي مما يقرب من 5% من حالات الذين فقدوا أقل من 10% من أوزانهم وأن هذه النسبة ارتفعت باطراد مع زيادة فقدان الوزن، لتصل إلى نحو 90% بين من فقدوا 30% على الأقل من أوزانهم. ويمثل كل انخفاض في وزن الجسم 1% احتمالا يزيد على 2% للوصول إلى الشفاء التام، واحتمالا للوصول إلى الشفاء الجزئي بأكثر من 3%، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو مدة الإصابة بالسكري أو التحكم في نسبة السكر في الدم أو نوع التدخل في إنقاص الوزن. ويشير الباحثون إلى أن مرض السكري يشكل 96% من جميع حالات المرض التي تم تشخيصها وأن أكثر من 85% من البالغين المصابين به يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ويمكن للتطوير الحديث لعقاقير فعالة في إنقاص الوزن يمكنه إذا صار في المتناول المصابين بالسكرى يلعب دورا محوريا في الحد من انتشار مرض السكري ومضاعفاته.
واوصت دراسة للدكتورة أليفتينا أورانسكايا استاذة الغدد الصماء بجامعة موسكو باتباع قواعد للوقاية من تطور داء السكري حتى الوراثي. حيث يعتبر النوع الثاني من داء السكري أحد الأمراض التي تنتقل عادة وراثيا. لذلك توصي الدراسة باتباع بعض القواعد للوقاية من هذا “الإرث”.. ووفقا لها، إذا كان أحد الوالدين يعاني من داء السكري، فإن الاستعداد الوراثي لهذا المرض لدى الجيل التالى سيكون بنسبة 60- 80 % . وتشير الدراسة إلى أن العامل الرئيسي المؤثر على تطور المرض هو السمنة. أي أن توزيع الدهون في الجسم وتراكمها في منطقة البطن هو الذي يحدد سرعة تطور النوع الثاني من داء السكري. وهذا يحصل عندما تسود الكربوهيدرات السريعة في النظام الغذائي، حيث تتراكم الدهون حول الخصر بوتيرة سريعة. وبالإضافة إلى تحفيز أمراض الغدد الصماء والأمراض المعدية تطور المرض. ولكن يمكن الوقاية من هذة الامراض باتباع عدد من القواعد التى تساعد على إيقاف تطور داء السكري الوراثي وهى كالتالى:
= الاهتمام بالنظام الغذائي الصحى: يجب اتباع نظام غذائي لا يحتوي الكربوهيدرات المكررة سهلة الهضم. كما أن هناك ما يسمى بالكربوهيدرات المخفية التى ليس لها طعم واضح، لكنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر والكربوهيدرات، مثل الصلصات والنقانق واللحوم المصنعة والمدخنة والحليب الخالي من الدسم والزبادي المنكة الحلو.
= الحياة النشطة وممارسة الرياضة: يساعد النشاط البدني على حرق الكربوهيدرات. وتوفر التمارين الرياضية المائية والمشي والتمارين الهوائية ما يسمح بحرق الكربوهيدرات بسرعة.
= مراقبة مستوى السكر في الدم: يسمح فحص الدم باكتشاف العلامات الأولى لداء السكري في الوقت المناسب. وتساعد المنتجات التي تعتمد على الإينولين، والذي يتم الحصول عليه من مستخلص نبات الهندباء ومستخلص نبات جيمنيما في الحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم.
واوصت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية باتباع بعض الطرق للسيطر على سكر الدم وللتحكم فى مقاومة هرمون الأنسولين وهى تلك الحالة التي يعاني منها البعض وتعتبر من مقدمات مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر وتعد مؤشرًا ومقدمة أساسية للكشف عما إذا كان نسب السكر في الدم غير متزنة أم لا. واوضحت الدراسة ان هناك طرق يمكن أن تتحكم من خلالها في مقاومة الأنسولين والتحكم في نسب السكر وخفضها تدريجيًا كالاتى :
= اتباع نظامً غذائى لإنقاص الوزن: يمكن باتباع نظامً غذائى لإنقاص والتخلص من السمنة ان تكون أهم الخطوات التي تعزز قدرة الجسم على التحكم فى سكر الدم حيث أن الوزن الزائد يعرقل حساسية الأنسولين. أما إنقاصه فيعزز منها، وبالتالي فإن إنقاص الوزن يحمى من المخاطر، فضلاً عن منع الإصابة بمرض السكر أو تأخيره. كما وجدت الأبحاث أن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكر قد يتجنب أكثر من 85% منهم فرص الإصابة بالمرض بعد إنقاص أوزانهم.
= تخلص من التوتر والقلق: التوتر والقلق عدو الإنسان وعدو صحتة، ويساعد على زيادة سكر الدم ويزيد من مقاومة الأنسولين، لأن التعرض المزمن للتوتر يعمل على رفع هرمونات التوتر التي من بينها الكورتيزول، مما يضعف عملية الأيض والتمثيل الغذائي، وأن التوتر يؤثر على النوم، وبالتالي يصيب باضطرابات النوم، وكل هذه العوامل تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستوى سكر الدم، ويمكن مقاومة التوتر من خلال تمارين التنفس وممارسة الرياضة، مثل المشي.
= جودة النوم الليلى: لا بد من الاهتمام بالتمتع بجودة نوم جيدة والنوم حوالى سبع ساعات لمقاومة هرمون الانسولين وجودة النوم تخفض من فرص الإصابة بمرض السكر لذلك تنصح الدراسة بالذهاب إلى الفراش مبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا أيضًا لضبط دورة النوم.
= النشاط البدني: كلما حركت الجسم واعتمدت النشاطات البدنية كنشاطات يومى كان ذلك وقودًا ضد ارتفاع سكر الدم وضد مقاومة الأنسولين، وممارسة الرياضة تجعل خلايا العضلات أكثر حساسية للأنسولين وتحد من مقاومته. وتنصح الدراسة بالالتزام بنشاط بدني يومي مثل المشي السريع أو السباحة أو الركض أو ممارسة تمارين المقاومة الصحية.
= خفض كمية الدهون في الطعام: الدهون داخل الطعام أحد أهم المخاطر الصحية التي تسبب الكثير من الأضرار مثل ارتفاع نسب السكر في الدم، فضلاً عن تراكم الدهون في العضلات والكبد، وبالتالي ينصح بخفض الدهون المشبعة داخل الطعام والابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون، مثل اللحوم الحمراء والمصنعة والمخبوزات والأطعمة المقلية والالبان كاملة الدسم والزبدة، وكل هذه الأطعمة ترفع من فرص الإصابة بارتفاع نسب الكوليسترول وأمراض القلب.
= تناول الخضروات والفواكة الطازجة: كلما تناولت الخضروات والفواكه الطازجة بالنظام الغذائي، كلما كنت أكثر صحة وأكثر حساسية للأنسولين، فالخضروات تحتوي على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، وتحتوي أيضًا على المغذيات والفيتامينات الطبيعية، وكل هذه المغذيات تعمل على حساسية الأنسولين وتخفض من مقاومته للوقاية من مرض السكرى.
Dr.M.Hafez.Ibrahim