
د.محمد حافظ ابراهيم
أعلنت منظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة داء السكري الامريكية أن عدد المصابين بمرض السكري من النوع الاول أو الثانى ازداد أكثر من أربعة أضعاف منذ عام 1990. ووفقا للدراسة بلغ عدد الأشخاص البالغين اى أعمارهم 18 سنة وأكثر المصابين بداء السكري في عام 2022 حوالي 828 مليون. أي بزيادة قدرها 630 مليونا مقارنة بعام 1990. ومن عام 1990 إلى عام 2022 ارتفع معدل انتشار داء السكري في 131 دولة بين النساء و155 دولة بين الرجال. وأن الزيادة لوحظت في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في جنوب شرق ووسط آسيا ، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأمريكا اللاتينية وحوض بحر الكاريبي. وفي عام 2022، كان أدنى معدل لانتشار داء السكري في أوروبا الغربية وشرق إفريقيا لكلا الجنسين، ولكن في اليابان وكندا كان بين النساء أعلى معدل انتشار في دول حوض بحر الكاريبي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي الباكستان وماليزيا وانة لم يحصل 445 مليون بالغ على العلاج اللازم. ولم تكن هناك “زيادة في التغطية العلاجية” في معظم بلدان إفريقيا والبحر الكاريبي، و جزر المحيط الهادئ، وجنوب شرق ووسط آسيا. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا هو أول تحليل عالمي للإصابات بمرض السكري وعلاجتها فى جميع البلاد وقد استخدم الباحثون في هذا العمل العلمي، بيانات من أكثر من 140 مليون شخص بدول العالم .
واوضحت دراسة للدكتور شيانغ تشي، الأستاذ في كلية مايرز بجامعة نيويورك الامريكية ان توقيت تشخيص مرض السكرى يؤثر على خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. ووجدت الدراسة أن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري في سن مبكرة معرضون لخطر أكبر للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم به في عمر متقدم. وتُظهر النتائج أن الخطر المتزايد واضح بشكل خاص بين البالغين المصابين بالسمنة. واشارت الدراسة إلى أن هناك عواقب معرفية للإصابة المبكرة بمرض السكري، وتشير إلى الحاجة إلى استراتيجيات لمنع الخرف تأخذ في الاعتبار كلا من مرض السكري والسمنة. حيث يعرف مرض السكري بأنه عامل خطر معروف للإصابة بالخرف. وعلى الرغم من عدم توضيح الآليات الأساسية بشكل كامل، الا انه يعتقد العلماء أن بعض السمات المميزة لمرض السكري، مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الإنسولين والالتهابات، تشجع على تطور الخرف بالدماغ. و فى السابق كان مرض السكري مرضا يصيب كبار السن فقط إلا أنه أصبح أكثر شيوعا بين الأفراد الأصغر سنا، حيث اوضحت الإحصاءات إن واحدا من كل خمسة مصابين بمرض السكري في جميع أنحاء العالم يقل عمره عن 40 عاما.
ولفهم كيفية ارتباط توقيت تشخيص مرض السكري من النوع الثاني بخطر الخرف، قام فريق البحث بتحليل بيانات الصحة والتقاعد، وهي دراسة أجراها معهد جامعة ميشيغان للبحوث الاجتماعية والتى شملت 1213 بالغا أمريكيا تبلغ أعمارهم 50 عاما أو أكثر مصابين بمرض السكري وتم تأكيده من خلال اختبارات الدم، انهم لا يعانون من الخرف عند الانضمام إلى الدراسة. وبعد متابعة المشاركين لمدة تصل إلى 14 عاما، أصيب 216 (17.8%) بالخرف بناء على مقابلات هاتفية ومتابعة. ووجد الباحثون أن البالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري في سن أصغر كانوا معرضين لخطر متزايد للإصابة بالخرف، مقارنة بمن تم تشخيصهم في سن 70 عاما أو أكبر. وكان البالغون الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري قبل سن الخمسين أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنحو 1.9 مرة مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم في سن السبعين واعلى، في حين كان أولئك الذين تم تشخيصهم بين سن 50 و59 عاما أكثر عرضة بنحو 1.72 مرة فقط، وكان أولئك الذين تم تشخيصهم بين سن 60 و69 عاما أكثر عرضة بنحو 1.7 مرة. واضاف الدكتور باي وو، أستاذ الصحة العالمية والأبحاث بكلية مايرز بجامعة نيويورك الامريكية انة يبدو أن السمنة هى التى تؤثر على العلاقة بين مرض السكري والخرف. حيث كان المصابون بالسمنة والذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري قبل سن الخمسين هم الأكثر عرضة للإصابة بالخرف والزهايمر.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية بتناول الخضروات الورقية مثل الخس والجرجير التى تحمي من السكري والسرطان وتقي من أمراض القلب كذلك. حيث ان الخضروات الورقية مثل الخس والجرجير كنزًا غذائيًا حقيقيًا بفضل قيمتها الغذائية العالية، ودورها في تعزيز صحة الجسم ومكافحة الأمراض المزمنة. حيث ان الخضروات الورقية غنية بالألياف التي تساهم في تحسين صحة الجسم، وخصوصًا لمرضى السكري. وأوضحت الدراسة أنّ الألياف في هذه الخضروات تساعد على الشعور بالشبع، مما يعزز التحكم في الوزن ويخفض الشهية، وهو عامل حاسم في إدارة مرض السكري، كما تعمل على تنظيم امتصاص الجلوكوز في الدم. وأن هذه الخضروات تحتوي على كميات من المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة ومقاومة الالتهابات مما يمنحها القدرة على مقاومة الأمراض المزمنة، وخاصة السرطانات، بفضل دورها المضاد للأكسدة لحماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. وأشارت الدراسة إلى أنّ تناول الخضروات الورقية له العديد من الفوائد للجسم ومنها:
= تحسين صحة القلب: لغناها بفيتامين “ج” والبوتاسيوم.
= تعزيز صحة الشعر: والبشرة.
= تنظيم مستويات السكر: في الدم.
= تعزيز المناعة: ودعم صحة الجهاز الهضمي.
واوصت دراسة للدكتور أندرس روزنغرين عالم الفسيولوجيا في جامعة غوتنبرغ بالسويد أن مركبًا رئيسيًا في بعض الخضروات مثل القرنبيط، والكرنب وكرنب بروكسل يمكن أن يقلل مستويات السكر في الدم وهى اغذية صحية وطازج. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن مركبًا في الخضروات السلفورافان يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم، مما يوفر طريقة غير مكلفة وميسورة للوقاية من تطور مرض السكري من النوع الثانى. وشملت الدراسة 74 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عامًا، ويعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم التي تصنفهم كمرضى ما قبل السكري، وكان جميع المشاركين يعانون أيضًا من زيادة الوزن أو السمنة. تم إعطاء المتطوعين مركبًا السلفورافان، وهو مركب يوجد عادة في الخضروات الصليبية، والاخريين دواء وهمي كل يوم لمدة 12 أسبوعًا. وأظهر أولئك الذين تم إعطاؤهم السلفورافان انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم، وفقًا للنتائج التى أعدها الباحثون بقيادة فريق من جامعة غوتنبرغ في السويد.
واوضحت الدراسة ان علاج ما قبل السكري يفتقر حاليًا إلى العديد من الجوانب، لكن هذا الاكتشاف الجديدة يفتح الطريق لعلاج دقيق باستخدام السلفورافان المستخرج من البروكلي كطعام وظيفي. و بالنسبة لبعض الأفراد كانت هناك انخفاضات أكبر في مستويات السكر في الدم، فأولئك الذين لديهم علامات مبكرة على داء السكري المرتبط بالعمر بشكل معتدل، وكتلة جسم منخفضة، ومقاومة اقل للإنسولين، وقلة الإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وإفراز منخفض للإنسولين، شهدوا ان الانخفاض كان ضعفي المتوسط العام لهذة الفئة السكانية ويبدو أن بكتيريا الأمعاء لها دورهام حيث حدد الفريق الجين البكتيري والمعروف بمشاركته في تفعيل السلفورافان وهو عامل مهم، حيث أظهر الذين لديهم المزيد من هذا الجين في بكتيريا أمعائهم انخفاضًا في مستويات السكر في الدم بمقدار 0.7 مليمو لكل لتر، مقارنة بـ 0.2 مليمول/لتر للسلفورافان مقابل الدواء الوهمي.
واظهرت هذه الدراسة للاختلافات فى مقاربات العلاجية لما قبل السكري، فكلما زادت معرفتنا حول المجموعات التي تستجيب بشكل أفضل من العلاجات المختلفة، زادت فعالية تلك العلاجات. وتشير نتائج الدراسة لانتاج نموذجًا عامًا حول تفاعل وعوامل التدهور الوظيفي للبكتيريا المعوية وتأثيرها على استجابات العلاج وهو نموذج قد يكون له آثار أوسع . من المعروف أن مرض السكري يؤثر على حياة مئات الملايين من الناس حول العالم، ومعدلات الإصابة في تزايد سريع. ومن المحتمل أن 70 إلى 80 % من الأشخاص الذين يعانون من ما قبل السكري سيصابون بالسكري، رغم أن هذه النسبة تختلف بشكل كبير حسب الجنس والتعريفات والاماكن المستخدمة للدراسة .
وتشير الدراسة إلى أنه من الواضح أن هناك حاجة ماسة لمنع الانتقال من حالة إلى أخرى وما يترتب على ذلك من آثار صحية لكن ما قبل السكري غالبًا ما يبقى غير مكتشف أو غير معالج. ولكن ان هذا الاكتشاف الجديد قد تساعد بالتأكيد، لكن الباحثين يؤكدون أيضًا على أهمية النهج الشامل في خفض خطر الإصابة بالسكىر. وتناول التوابل من عوامل نمط الحياة الصحى وتظل الأساس لأي علاج لما قبل السكري، مع ممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وفقدان الوزن . وبحسب دراسات هيئة مايو كلينك الامريكية فأن مرحلة ما قبل السُّكري اى مقدمات مرض السكري هي الحالة التي تسبب ارتفاع السكر لمستويات أعلى فى الدم غير طبيعبة، لكنها لا ترتفع لمستوى مرض السكري ، ولكن ترك هذة الحالة دون إجراء تغييرات شاملة في نمط الحياة يجعل البالغين نساء ورجال والأطفال ممن لديهم مقدمات السكري عرضةً بشكل أكبر لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني والاصابة بالخرف والزهايمر وامراض القلب حتى امراض السرطانات.
Dr.M.Hafez.Ibrahim