أخبارصحة

أسباب ضعف الذاكرة وفوائد الأغذية والرياضه لتنشيط خلايا الدماغ والتركيز وصحة القلب

د.محمد حافظ ابراهيم 

اوضحت دراسة للدكتور فلاديمير مارتينوف استاذ طب الأعصاب بجامة موسكو أن نشاط الدماغ ينخفض مع التقدم في السن وتظهر أمراض الأوعية الدموية، ويلاحظ نقص الفيتامينات مما يسبب فقدان الذاكرة لدى جميع الناس وخاصة كبار السن. وكذلك ينخفض حجم ونشاط الدماغ مع التقدم في السن والذى يمكن أن يؤثر على الذاكرة، وهذه حالة طبيعية. كما أن الأمراض المزمنة مثل تصلب الشرايين وارتفاع مستوى ضغط الدم لدى كبار السن تؤدي إلى امراض في اذاكرة. واشار إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالجلطة الدماغية غالبا ما يعانون من ضعف الذاكرة. لذلك ليس مستبعدا إصابتهم بالخرف في سن الشيخوخة بالإضافة إلى فقدان الذاكرة الذى يؤدي إلى ضعف واضطراب الكلام. ويعاني كبار السن غالبا من نقص الفيتامينات مما يؤثر على عمل الجهاز العصبي والذاكرة. وكذلك يلاحظ ضعف الذاكرة لدى كبار السن الذين يتناولون أدوية مثل أدوية خفض مستوى ضغط الدم أو الأدوية المنومة والتى يكون لها آثار جانبية. كما يمكن أن تؤثر العزلة عن الآخرين والقلق والتوتر على مستوى الذاكرة والخرف والزهايمر.

 

واوضحت دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة أكسفورد وكلية لندن الجامعية بان ممارسة التدريبات الرياضية تنشط الذاكرة والقدرات العقلية بالدماغ. وشملت الدراسة التي أجراها الفريق البحثي 76 مشاركا من الرجال والنساء تتراوح أعمارهم ما بين 50 و83 عاما، حيث قاموا في إطار التجربة بارتداء أجهزة لقياس الأنشطة البدنية لمدة ثمانية أيام مع إخضاعهم لسلسلة من اختبارات الذاكرة والتفكير. وتبين من الدراسة أن المتطوعين الذين قاموا بتدريبات رياضية ما بين معتدلة إلى عنيفة أكثر من المعتاد سجلوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة حتى بعد الانتهاء من التدريبات. وظهر أن النوم لمدة ست ساعات أو أكثر ليلا لاسيما النوم العميق وكذلك قضاء فترة أقل في الراحة والاسترخاء يساعد في تحسين القدرات العقلية. واوضح الباحثون في الدراسة أن التدريبات الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ وتنشيط إفراز المواد الكيمائية مثل الدوبامين والنورابنفرين التي تعزز سلسلة من الوظائف الإدراكية للمخ وخفض الخرف والزهايمر.

 

واوضحت دراسة للدكتورة لويز فلاناجان، استاذة الأبحاث في جمعية السكتة الدماغية البريطانية انة يوجد فوائد غير متوقعة لتناول الفلفل الحار وهو مُفيد للقلب ويحمى من فقدان الذاكرة. حيث أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة حارة لاسيما الفلفل الحار مرة واحدة فقط في الأسبوع هم ألاقل عُرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية المهددة للحياة, وتتكون الجلطة في الأوعية الدموية الضيقة في الجمجمة، مما يؤدي إلى إيقاف تدفق الدم إلى المخ. وأكدت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص هم ألاقل عُرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بنسبة 13% مقارنة بأولئك الذين نادرًا يأكلون الأطباق الحارة أو لا يأكلونها أبدًا، وإن أولئك الذين يتناولون الطعام الحار ثلاث مرات في الأسبوع أو أكثر كانوا أقل عرضة بنسبة 20% تقريبًا للإصابة بانسداد.

 

وتؤثر السكتات الدماغية الإقفارية على أكثر من 100000 شخص سنويًا في المملكة المتحدة، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من ثلثهم وترك الباقين منهم متأثرين بمشاكل الكلام وعدم القدرة على الحركة بشكل دائم، إذ تقول إحدى النظريات أن الفوائد الصحية ترجع إلى تأثيرات الكابسيسين وهو المكون الذي يعطي الفلفل الحار حرارته والذي يعمل على زيادة عملية التمثيل الغذائي، أو المعدل الذي ينفق به الجسم الطاقة، بنحو 8% وهذا بدوره يحمي من السمنة، والتى هي عامل خطر رئيسي للسكتة الدماغية. واوضحت الدكتورة لويز فلاناجان،انه ينجو أكثر من 90 ألف شخص من السكتة الدماغية كل عام في المملكة المتحدة، والتى يمكن أن يؤدي تأثيرتها المدمر إلى عدم قدرة الناس على الحركة أو الرؤية أو التحدث أو حتى البلع، لذلك تبحث في عوامل خطر السكتة الدماغية القابلة للتعديل مثل النظام الغذائي الصحى.

 

واكدت الدراسة أن الطعام الحار يفيد الجسم بطرق أخرى حيث لوحظ كيف يختفي احتقان الأنف عندما تستمتع بوجبة حارة، ذلك لأن مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار تطلق بخارًا يهيج الأغشية المخاطية التي تبطن فتحتي الأنف وهى الطبقة الرقيقة التى تحبس الجراثيم الواردة وتطلق المخاط لإزالتها من الأنف. قد يكون الفلفل الحار مفيدًا للقلب ففي الدراسة مؤتمر جمعية القلب الأمريكية وجد الباحثون أن أولئك الذين يتناولون بانتظام أطباق تحتوي على الفلفل الحار كانوا ألاقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 26% من أولئك الذين نادرًا ما يأكلونها أو لم يأكلوها أبدًا. بينما تشير الأبحاث إلى أن تناول الفلفل الحار بانتظام يحمي من الخرف، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2020 من قبل علماء في كندا أن ألاطعمة مصنوعة من عنصر الكابسيسين تحمي من تكوين لويحات الأميلويد، وهي الرواسب الضارة التي يُعتقد أنها مسؤولة عن أعراض مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة وتقلبات المزاج.

 

واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية تساعد على الحفظ وعدم النسيان وتقوي الذاكرة وتساعد على التركيز. حيث يحتاج الناس إلى تعزيز تركيزهم وتحسين قدرتهم لاستيعاب أكبر قدر من المعلومات ويلعب الغذاء الصحي دورًا أساسيًا في تحسين الأداء العقلي ودعم صحة الدماغ. وإن اختيار الأطعمة المناسبة يمكن أن يكون سرًا لتحسين الذاكرة والتركيز، مما يساعد الناس على تحقيق أفضل النتائج العلمية. ومن اهم ألاطعمة التى تزيد التركيز وسهولة الحفظ هى:

 

= المكسرات: تعزز المكسرات مثل الجوز واللوز والكاجو، من صحة الدماغ وتحسن وظائفه لأنها تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة.

= الأسماك الدهنية: الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والتونة هى غنية بأوميجا 3 الضرورية لتعزيز التركيز والذاكرة، لذلك يُنصح بتناولها مرتين أسبوعيًا للحصول على الفائدة القصوى.

= البيض المسلوق: يحتوي البيض على الكولين، وهو مادة تعزز من وظائف الدماغ. وتناول بيضة يوميًا صباحا يمكن أن يساعد على بدء اليوم بنشاط وتركيز.

= الشوكولاتة الداكنة: تعتبر الشوكولاتة الداكنة مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة والكافيين، مما يحسن من تدفق الدم إلى الدماغ ويمكن تناول قطعة صغيرة منها لتحفيز النشاط الذهني دون إفراط.

= الفواكه الطازجة: تحتوي معظم الفواكه مثل التوت الأزرق والبرتقال والكيوي على فيتامينات ومضادات أكسدة تدعم صحة الدماغ.

= الخضروات الورقية الطازجة: الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب والبروكلي، كلها مصادر غنية بالحديد والفولات اللذين يعززان من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، وان تناولها بانتظام يحسن القدرة على التركيز ويقى من الخرف والزهايمر .

 

 

 

Dr.M.Hafez.Ibrahim