معرض المطارات 2025 يعكس وتيرة التقدم التكنولوجي في المطارات
![](https://regalalamal.com/wp-content/uploads/2025/02/maczft9j.png)
ايه حسين
أكثر من 160 عارضًا في أكبر منصة أعمال لصناعة المطارات
حجم سوق تقنيات المطارات سيصل إلى 13.99 مليار دولار أمريكي في عام 2025
: عندما كتب مركز (أي بي ام) للأعمال الحكومية في دراسة له في مارس من العام 2000 أن “الاستراتيجيات والأفكار والتقنيات الجديدة كانت ضرورية للمطارات” من أجل توسيع الاقتصاد، لم يكن هناك الكثير من المتابعين حتى في أكبر دول العالم، التي كانت قد تعاملت في العام السابق مع أكثر من 8.3 مليون رحلة و614 مليون مسافر. بينما في عام 2000 لوحده كان عدد المسافرين الذين نقلتهم شركات الطيران العالمية قد بلغ 2.3 مليار.
بعد خمسة وعشرين عامًا، كشف استطلاع أجراه “أماديوس”، المزود الرائد لتقنيات السفر في العالم، أن 56 في المائة من قادة المطارات يستثمرون في التكنولوجيا لـ “تحسين” تجربة العملاء و52 في المائة لتحسين الكفاءة التشغيلية.
ويشير الاستطلاع الى ان الزيادة في الاستثمارات التكنولوجية كانت أكثر من أي منطقة أخرى من قبل المطارات. وعلى نحو متوسط، تعتزم المطارات زيادة استثماراتها في التكنولوجيا بنسبة 17 في المائة، وتخطط 94 في المائة من المطارات لاستثمار “معتدل على الأقل” في مؤسساتها، مع تخطيط 44 في المائة للاستثمار “بشكل مكثف” خلال الـ 12 شهرًا القادمة، وفقًا لما ذكرته “أماديوس”، التي أجرت بالتعاون مع “أوبيينيوم ريسيرش” استطلاع “اتجاهات استثمار تكنولوجيا السفر 2024”.
كما يشير الاستطلاع الى ان المطارات تستثمر بشكل أكبر في التكنولوجيا لتحسين العمليات، وتجربة العملاء، والأمن السيبراني، والاستدامة. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق تقنيات المطارات إلى 13.99 مليار دولار أمريكي في عام 2025. وحدها، من المتوقع أن ينمو سوق الرقمنة في المطارات ليصل إلى 27.44 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وكشف الاستطلاع أن جميع المطارات تقريبًا التي تم استطلاعها إما تقدم أو تخطط لتقديم التقنيات الحيوية في النقاط الرئيسية مثل تسجيل الوصول، وترك الحقائب، والأمن، والوصول إلى الصالات، وصعود الطائرات.
ووفقًا للاستطلاع، يرى 92 في المائة من المشاركين فيه ان هناك قيمة كبيرة في تقديم خدمات مرنة للركاب من مواقع خارج نقاط التسجيل الثابتة وترك الحقائب. وتبدي المطارات حماسا كبيرت تجاه إمكانيات خدمة الركاب من مواقع جديدة في أنحاء المحطة، حيث عبّر 52 في المائة عن اهتمامهم بهذا الأمر.
وترى المطارات إمكانيات كبيرة في تقديم خدمات الأمتعة المرنة من مواقع متعددة، مما يعزز تجربة الركاب بشكل عام. وأفاد حوالي 52 في المائة من المطارات بوجود اضطرابات أكثر مما كان عليه الحال قبل الجائحة، وأكد 76 في المائة من المطارات أن أهداف الاستدامة هي من المحركات الرئيسية للاستثمار في التكنولوجيا. ويلاحظ ان أكثر من ثلاثة أرباع المطارات إما أنها تستثمر بالفعل أو تخطط للاستثمار في تقنيات تهدف إلى تحسين الاستدامة.
وتشمل المجالات الرئيسية للاستثمار نقل أنظمة الركاب والعمليات إلى الحوسبة السحابية الموفرة للطاقة، وتحسين تسلسل مغادرة الطائرات لتقليل استهلاك الوقود، وتنفيذ تحليلات البيانات لتقليص موارد المطار غير المستخدمة. وأشار التقرير إلى أن “قطاع المطارات يشهد تحولًا رقميًا حيث يتم استبدال التكنولوجيا القديمة غير المرنة تدريجيًا بأنظمة سحابية أصلية يمكن الاتصال بها بسهولة من أي مكان.
وبما يتواكب مع ما سبق، سيتم عرض ومناقشة جزء كبير من وتيرة التقدم السريعة في تكنولوجيا وابتكار المطارات، ورؤية حول المستقبل، في الدورة الرابعة والعشرين من “معرض المطارات”، أكبر منصة لصناعة المطارات في المنطقة، الذي سيعقد في مركز دبي التجاري العالمي من 6 إلى 8 مايو. وسيوفر المعرض فرصًا غير مسبوقة للتواصل وفرص العمل للاعبي صناعة المطارات من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، بمشاركة أكثر من 160 عارضًا من أكثر من 20 دولة، بالإضافة الى اللقاء مع المشاركين ضمن الاجنحة الوطنية والاستفادة من برنامج المشترين المستضافين وعقد الاجتماعات مع العديد من ممثلي الدول المشاركة، ضمن إطار برنامج “بيزنس كونكت” الشهير.
وكان سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات، وراعي معرض المطارات، قد صرح قائلاً: “المطارات هي روابط حيوية ومحركات اقتصادية للمجتمعات والدول. بحلول عام 2040، ستتعامل المطارات في منطقة الشرق الأوسط مع 1.1 مليار مسافر. كما أن المطارات في المنطقة تشهد تحديثًا وتوسيعًا لتلبية الطلب المتزايد. لقد ظل معرض المطارات منصة حيوية لنمو الأعمال والتوسع في صناعة المطارات”.
سيضم المعرض الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام مؤتمرات مصاحبة وهي – منتدى قادة المطارات العالمي (GALF)، ومؤتمر أمن المطارات في الشرق الأوسط، ومنتدى مراقبة الحركة الجوية (ATC)، والمرأة في الطيران.
ويدعم المعرض كل من هيئة دبي للطيران المدني، ومطارات دبي، ومؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية، وطيران الإمارات، ومؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية ودناتا.
ويمثل معرض المطارات أيضًا منصة مهمة جدا في عام 2025 لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، حيث أن مشاريع تطوير المطارات التي تبلغ قيمتها 1.3 تريليون دولار أمريكي ستنطلق قريبًا. وسيتيح المعرض للشركات العالمية عرض تقنياتها المبتكرة التي تهدف إلى تحسين عمليات المطارات، وتوسيع المنشآت، وتعزيز السلامة، وتحسين تجربة الركاب، والاستدامة، وتوسيع الأتمتة. ومن المتوقع أن تستثمر منطقة الشرق الأوسط ما يصل إلى 151 مليار دولار أمريكي في التوسعات المستقبلية والتحسينات في المنشآت.
ووفقًا للمجلس الدولي للمطارات (ACI)، الذي يشغل أعضاؤه 1925 مطارًا عبر 171 دولة، من المتوقع أن يرتفع عدد الركاب داخل منطقة الشرق الأوسط بنسبة 105 في المائة في 2025 مقارنة مع مستويات عام 2019.
التقنيات المتقدمة لتعزيز تجربة المسافرين
وقالت مي اسماعيل، مديرة المعرض في شركة(آر اكس) ، وهي شركة عالمية تنظم حوالي 400 فعالية تغطي 42 قطاعًا متخصصا في 22 دولة بما في ذلك معرض المطارات: “إن التحول الرقمي يحدث بسرعة عبر صناعة المطارات. تركز المطارات على التقنيات المتقدمة، بهدف تعزيز الراحة والكفاءة والتواصل”.
وأضافت إسماعيل:” ان تحسين تجربة المطار يتلخص في ثلاثة عوامل حاسمة – سهولة التنقل، والنظافة، وخدمة الركاب. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تصبح العديد من العمليات داخل بيئة المطار مستقلة بالكامل، والمطارات التي تتمتع بتجربة ركاب أفضل سيكون لها ميزة تنافسية حيث انه في عصر التقنية، سينصب تركيز المطارات على الازدهار والنمو بدلاً من مواصلة البقاء والعمل فقط.”
ووفقًا لوثيقة صادرة عن شركة الاستشارات العالمية فروست آند سوليفان، فإن المطارات تتطور باستمرار خاصة الآن عندما تكون وتيرة التغيير أسرع من أي وقت مضى. إنهم يواجهون طلبًا متغيرًا، وظروف تشغيلية متنوعة، وارتفاع التكاليف، ونقص القوى العاملة مع تزايد طلبات الركاب. ويعمل أصحاب المصلحة عبر النظام البيئي على الابتكار، مدعومين بالتكنولوجيا المتقدمة لحل التحديات المختلفة للمطارات وتحقيق الأهداف والأولويات المطلوبة.
وأشارت الوثيقة إلى أنه “يعمل مشغلو المطارات، بدعم من مزودي التكنولوجيا، على نشر الحلول الرقمية الشاملة التي تغطي ليس فقط الجانب الجوي، ولكن أيضًا الأراضي والمحطات. وهذا يمنح المشغلين القدرة على الحصول على رؤى أفضل في الوقت الفعلي للعمليات، ولكن أيضًا يمنحهم القدرة على تجربة التغييرات المختلفة لتقييم التأثير واختيار الأنسب للتنفيذ. ويعمل مزودو التكنولوجيا والمطارات على الاستفادة من الروبوتات لمساعدة مناولي الأمتعة في تحميل/تفريغ الأمتعة مما يقلل من التدخل البشري والمخاطر والتحديات المرتبطة به مع تسريع العمليات.”
ووفقًا لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، تلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا في الابتكارات التدريجية وتسهيل التحسينات. وبحلول عام 2030، سيكون من الشائع وجود خيارات الخدمة الذاتية مثل الاتصال قريب المدى (NFC) وتحديد الهوية باستخدام الترددات الراديوية (RFID)، والمساعدين الروبوتيين في المطارات، وتحسينات في تخطيط المسارات، ومراقبة الحركة الجوية، وتجربة الركاب من خلال الذكاء الاصطناعي، واستخدام أوسع لإنترنت الأشياء وتقنية السحابة، ورقمنة البنية التحتية.
وستتلاقى التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء (IoT)، الجيل الخامس (5G)، دمج الرعاية الصحية، الطاقة المستدامة، الحوسبة الكمومية، والتفاعل بين الإنسان والآلة في العقد المقبل من أجل إيجاد تحوّل شامل عبر نظام السفر البيئي.
ويقول الخبراء إن المطارات تستثمر في تقنيات مثل الأكشاك الذاتية الخدمة، التطبيقات المحمولة، وأنظمة الدفع اللا تلامسية، جنبًا إلى جنب مع أنظمة الفحص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، أنظمة المراقبة البيومترية، البوابات المحوسبة، الإضاءة LED، الأنظمة المحسّنة للمياه والهواء، والإلكترونيات منخفضة الاستهلاك. ومن المؤكد ان الروبوتات الاجتماعية ستعزز التفاعل والمشاركة مع الركاب. وأشارت شركة سيتا العالمية إلى أن أكبر 200 مطار في العالم التي تتعامل مع 43 في المائة من الركاب تعاني بسبب الأعداد المتزايدة للركاب وقيود الميزانية حتى في ظل بقاء السلامة والأمن وسرعة الخدمة من أولويات الركاب.
وفي تقرير عن الاتجاهات في السفر بحلول عام 2050، قالت شركة ACI واستشارات الإدارة العالمية أوليفر وايمان إن صناعة المطارات تحتاج إلى استثمارات منسقة في كل شيء من التكنولوجيا الخضراء إلى البيومترية حيث سيتغير وضع السفر – وطريقة تنقل الناس حول العالم بشكل كبير.
وقال التقرير: “التقدم في البيومترية، الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، والأتمتة سيزعزع نماذج تشغيل المطارات التقليدية ويحول تجربة الركاب مع تعزيز الكفاءة. سيوفر نشر التكنولوجيا الفرصة لإعادة التفكير في التصميم الداخلي والتخطيط للمطارات. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يحل تطبيق واسع للبيومترية محل جوازات السفر الورقية، وبطاقات الصعود إلى الطائرة، وغيرها من الوثائق مثل التأشيرات. كما سيتم استبدال بطاقات الأمتعة الورقية تدريجياً بحلول عام 2030، باستخدام بطاقات الأمتعة الإلكترونية. بحلول عام 2030، ستكون تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء جزءاً أساسياً من عمليات المطارات. سيكون عام 2040 بعيدًا عقداً عن هدف الحياد الصفري.