تدشين أول عيادة للأسنان صديقة لذوي التوحد بالإمارات
ايه حسين
أعلن مركز دبي للتوحد عن افتتاح أول عيادة أسنان متخصصة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الفموية لذوي طيف التوحد في الدولة وذلك بالتعاون مع شركة كورادن، الشركة السويسرية المعروفة بعلامتها التجارية كيورابروكس (Curaprox) المتخصصة بمنتجات العناية بالفم، حيث تقع العيادة ضمن مرافق المركز، وتهدف إلى تقديم خدمات رعاية صحية مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الاستثنائية لأصحاب الهمم من فئة التوحد.
قال محمد العمادي، المدير العام لمركز دبي للتوحُّد: “بافتتاح أول عيادة أسنان صديقة لذوي التوحد، يثبت مركز دبي للتوحد مجددًا التزامه بتوفير خدمات عالية الجودة لجميع أفراد المجتمع، بمن فيهم أصحاب الهمم من ذوي التوحد. وتعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود المبذولة لجعل دبي مدينة أكثر شمولية، تماشياً مع رؤية حكومتنا الرشيدة الهادفة إلى تحويل إمارة دبي إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم”.
وأعرب العمادي عن شكره وتقديره لشركة كورادن مثمناً جهودهم المتفانية في تعزيز تجربة الأفراد ذوي التوحد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ستكون موردًا لا يقدر بثمن لمعالجة حاجة مهمة داخل مجتمعنا لما تتميز به من تصميم مبتكر وتقنيات حديثة تحت اشراف فريق عمل مدرب خصيصًا للتعامل مع احتياجات هذه الفئة.
وقالت جويس شمعون، مديرة تطوير الأعمال في مركز دبي للتوحد: “تأتي هذه المبادرة في إطار جهود مركز دبي للتوحد المستمرة لتعزيز جودة الحياة لأصحاب الهمم من ذوي التوحد في المجتمع، حيث تعد أول عيادة أسنان صديقة لذوي التوحد تلبي احتياجات هذه الفئة من المجتمع بشكل خاص، إذ تتميز العيادة بتصميمها المبتكر الذي يخلق بيئة هادئة ومريحة، مع استخدام تقنيات حديثة تساعد على تخفيف القلق والتوتر لدى المرضى”.
وأوضحت شمعون بأن فريق عمل العيادة يتكون من أطباء أسنان ومساعدين تم تدريبهم في مركز دبي للتوحد على التعامل مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتمتعون بالصبر والتفهم، ويستخدمون أساليب تواصل فعالة وبسيطة، كما توفر العيادة مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك الفحوصات الروتينية، وعلاج التسوس، وتنظيف الأسنان، وغيرها، مشيرة بأنه تم استخدام أحدث التقنيات التي تساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل القلق لدى ذوي التوحد، مثل الإضاءة الخافتة والألوان الهادئة، بالإضافة إلى استخدام سماعات الرأس التي تلغي الضوضاء الخارجية. وتم تجهيز العيادة بأدوات وأجهزة طبية حديثة، مما يضمن تقديم أفضل رعاية ممكنة لجميع المرضى من ذوي التوحد.
من جهته، قال بول تمر، المدير العام لشركة كورادين الشرق الأوسط: “نحن سعداء بشراكتنا مع مركز دبي للتوحّد لتحقيق رؤيتنا في جعل الرعاية الفموية شاملة ومتاحة للجميع. تُعتبر غرفة كورادين للعناية بالأسنان خطوة قوية نحو خلق بيئة يشعر فيها الأفراد ذوي التوحد بالراحة والدعم لتطوير الثقة والعلاقة مع الرعاية الصحية في مجال طب الأسنان”.
وأكد رامي فارس، مدير التسويق الإقليمي في كورادين، على أهمية هذه المبادرة ضمن رؤية الشركة قائلاً: “في كورادين، نسعى لبناء مجتمع أكثر صحة وسعادة من خلال تغيير كيفية العناية الفموية الذاتية. تجسّد غرفة كورادين للعناية بالأسنان هذا الهدف، حيث توفر مساحة يشعر فيها ذوي التوحد بالأمان ويشجعون على تبني ممارسات صحية للنظافة الفموية”.
وأشارت أنجيلا كوتو، مديرة التعليم الإقليمي في كورادين، إلى أهمية هذه المبادرة بقولها: “تتجاوز غرفة كورادين للعناية بالأسنان تعليم المهارات الأساسية؛ فهي تمكّن الأفراد ذوي التوحد من تطوير عادات صحية في العناية الفموية تستمر مدى الحياة. ويأتي هذا التعاون مع مركز دبي للتوحّد كدليل على التزامنا بإتاحة الرعاية الصحية للجميع كجزء من مسؤوليتنا الاجتماعية في دولة الإمارات”.
تم إنشاء مركز دبي للتوحد كمؤسسة غير ربحية في عام 2001 بموجب المرسوم رقم (21) لسنة 2001، ويتمثل أحد أهداف المركز الرئيسية وفقًا للمرسوم رقم (26) لسنة 2021 الصادر بشأن مركز دبي للتوحد، في المُساهمة في جعل الإمارة مركزاً رائِداً على مُستوى العالم في مجال تقديم برامج التربية الخاصّة والخدمات العلاجيّة التأهيليّة المُتخصِّصة المُعتمدة للأشخاص الذين تم تشخيصُهم بالتوحُّد. وتتكون الموارد المالية للمركز من الإعانات والهبات والتبرعات ومن أي وقف خيري يوقف على المركز.
ويعد اضطراب طيف التوحُّد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحُّد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به. إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فمعظم الدراسات تقدّر نسبة المصابين به اعتماداً على تقرير مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) الصادر عام 2021 والذي يشير إلى وجود إصابة واحدة لكل 36 طفل، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم