أخبارصحة

عدوى فيروس الورم الحليمي الذي يتنقل خلال المعاشرة

ايمان الواصلي

عدوى فيروس الورم الحليمي البشري

فيروس الورم الحُليمي البشري (HPV) هو مرض فيروسي شائع يتسبب للشخص المصاب بظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية.

يوجد أكثر من مئة نوع من فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري، وبعض أنواع هذا الفيروس تسبب البثور، وبعضها يمكنه أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.

ليست بالضرورة جميع إصابات فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري أن تسبب السرطان، لكن هناك أنواع معينة من فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري يمكن أن تسبب السرطان في الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل، كما ارتبطت الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، ومن بينها سرطان فتحة الشَّرَج والقضيب والمهبل والفَرْج والجزء الخلفي من الحلق بعدوى هذا الفيروس.

وتتنقل العدوى في معظم الحالات من خلال الممارسة الجنسية، أو عن طريق الإتصال المباشر بالجلد، وتساعد التطعيمات في الحماية من الإصابة بسلالات فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري، والتي يمكن أن تسبب الإصابة ببثور في الأعضاء التناسلية أو الإصابة بسرطان عنق الرحم.

الأعراض

في غالبية الحالات التي تتعرض لهذا الفيروس، يَهزِم جهازكَ المناعي عدوى فيروس الورم الحُلَيمي البشر قبل تكوينها للثآليل، وعند ظهور الثآليل، فإنها تختلف في الشكل طبقًا لنوع فيروس الورم الحُلَيمي البشري:

الثآليل التناسلية: قليل ما تسبب هذا الثآليل بعدم الراحة أو الألم، ولكنها قد تُسبِّب الحكَّ، تكون على شكل آفات مسطَّحة، أو نتوءات صغيرة، وتظهر الثآليل التناسلية عند النساء عادةً على الفرج، أو بالقرب من الشرج، على عنق الرحم أو في المهبل، أما عند الرجال، فتَظهَر الثآليل التناسلية على القضيب وكيس الصفن أو حول الشرج.

الثآليل الشائعة: تكون قبيحة المظهر، حيث تكون على شكل نتوءات خشنة مرتفعة، تبرز على الأيدي أو الأصابع، في معظم الحالات قد تكون مؤلمة أو عرضةً للإصابة أو النزيف

الثآليل الأخمصية: هي أورام حبيبية صُلبة تَظهَر عادةً على الكعبين أو قاعدتَي القدمين، قد تُسبِّب هذه الثآليل بعدم الراحة.

الثآليل المسطَّحة: هي آفات مسطَّحة قليلة الارتفاع. قد تَظهَر في أي مكان، ولكن يُصاب بها الأطفال على الوجه، ويصاب بها الرجال على منطقة اللِّحية. تُصاب بها النساء عادةً على الساقين.

سرطان عنق الرحم

غالبية أنواع سرطان عنق الرحم، تنتج عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لكن سرطان عنق الرحم قد يستغرق عشرين عامًا أو أكثر للتطور بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

عدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة لا تسبب عادةً أعراضًا ملحوظة. التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري هو أفضل حماية من سرطان عنق الرحم، ولأن سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة لا يسبب أعراضًا، لذلك من الضروري أن تجري النساء اختبارات فحص منتظمة

للكشف عن أي تغييرات سابقة للسرطان في عنق الرحم قد تؤدي إلى السرطان. تَنصح التوجيهات الحالية أن تخضع السيدات البالغات 21 إلى 29 سنة لاختبار سرطان عنق الرحم كل ثلاث سنوات.

وتُنصَح السيدات اللواتي تجاوزن الثلاثين سنة، بالخضوع الدائم لإختبار سرطان عنق الرحم كل ثلاث سنوات، أو كل خمس سنوات إذا خضعَن لاختبار الحمض النووي لفيروس الوَرَمِ الحُلَيمِيِّ البشري في نفس الوقت.

زيارة الطبيب 

عليك بزيارة طبيب مختص إذا كنتَ مصابًا أنتَ أو طفلكَ بثآليل من أي نوع تُسبِّب الحرج أو عدم الراحة أو الألم، فاطلب النصيحة بأسرع وقت.

الأسباب

تحصل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عندما يدخل الفيروس إلى الجسم، عادةً عبر جُرح أو خدش، حيث ينتقل الفيروس عبر ملامسة الجلد بشكل أساسي.

كما تنتقل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التناسلية عبر ممارسة الجنس، والجنس الشرجي، وطرق تلامس الجلد الأخرى في منطقة الأعضاء التناسلية، كما ينتقل عبر الجنس الفموي، ويؤدي إلى حدوث آفات الفم والجهاز التنفُّسي العلوي

أما المرأة الحامل والمصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري المصحوب بثآليل تناسلية، فيُحتمل إصابة طفلها بالعدوى، في حالات نادرة، قد تسبب العدوى نمو ورم غير سرطاني في حنجرة الطفل.

وتتصف الثآليل بأنها مُعدِية. قد تنتشر عن طريق الملامسة المباشرة للثآليل. يمكن أن تنتشر الثآليل أيضًا عندما يلمس شخص ما شيئًا لامس أحد الثآليل.

عوامل الخطر

تنتشر عدوى فيروس الورم الحليمي الفيروسي. وتشمل عوامل الخطر الأخرى لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري ما يلي:

تعدُّد الشركاء في الجنس. كلما زاد عدد الشركاء في الجنس، زاد احتمال عدوى فيروس الورم الحليمي للأعضاء التناسلية. تَزيد ممارسة الجنس مع شريك يمارس الجنس مع شركاء متعددين أيضًا من الخطر.

العمر. تصيب الثآليل الشائعة الأطفال في الغالب. تحدث الثآليل التناسلية في معظم الأحيان بين المراهقين واليافعين.

ضعف أجهزة المناعة. يكون الأشخاص الذين لديهم ضعف أجهزة المناعة أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي الفيروسي. يُمكن أن تضعف أجهزة المناعة بسبب فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز، أو بسبب الأدوية التي تقمع الجهاز المناعي المستخدمة بعد زرع الأعضاء.

الجلد التالف. تكون مناطق الجلد التي تمَّ ثَقْبها أو فتحها أكثر عرضةً لنمو الثآليل الشائعة.

الاتصال الشخصي. لمس الثآليل لشخص ما، أو عدم ارتداء قفازات حماية قبل لمس الأسطح التي تعرضَتْ لفيروس الورم الحليمي الشخصي، مثل: الاستحمام، أو أحواض السباحة العامة، كل ذلك قد يَزيد من خطر إصابتكَ بعدوى الورم الحليمي.

الوقاية

-من الصعب الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسببة للثآليل الشائعة. إذا كنت مصابًا بالثؤلول الشائع، فيمكنك الوقاية من انتشار العدوى وتكون ثآليل جديدة من خلال عدم نزع الثآليل وعدم قضم الأظافر.

-لتقليل خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسببة للثآليل الأخمصية، ارتدِ حذاء في حمامات السباحة العامة وغرف خلع الملابس.

-أما بالنسبة للثآليل التناسلية والآفات التناسلية الأخرى المتعلقة بفيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تقليل العلاقات الجنسية، واستخدام واقٍ ذكري من اللاتكس؛ الأمر الذي يحد من خطر نقل فيروس الورم الحليمي البشري.

لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

هناك ثلاثة لقاحات لفيروس الورم الحليمي البشر اعتمدتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، كان أحدثها جارداسيل 9، الذي اعتُمِد للاستخدام في الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و45 عامًا للحماية من سرطان عنق الرحم وثآليل الأعضاء التناسلية.

وينصح مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء الفتيات والفتيان في عمر 11 و12 عامًا لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بشكل روتيني، على الرغم من أنه قد يُمكن إعطاؤه في سن مبكرة عند بلوغهم 9 سنوات.

من الأفضل أن يتلقى كلٌّ من الفتيات والفتيان اللقاح قبل الاتصال الجنسي وتعرُّضهم للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. أثبتَت الأبحاث أن تلقِّي اللقاح في سنٍّ مبكرة ليس له علاقة بالبدء المبكر في ممارسة النشاط الجنسي.

وعند إصابة شخصٍ ما بفيروس الورم الحليمي البشري، قد لا يكون اللقاح فعالًا بنفس الدرجة، أو قد لا يعمل على الإطلاق. كما أن مستوى الاستجابة للقاح يكون أفضل في الأعمار الأصغر عنه في الأعمار الكبيرة. لكن إذا أُخِذ اللقاح قبل إصابة الشخص، يمكنه أن يمنع معظم حالات سرطان عنق الرحم.

ويحث مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الآن بأن يحصل جميع المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا على جرعتين من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، يفصل بينهما ستة أشهر على الأقل، بدلًا من الجدول الزمني الموصى به سابقًا، الذي يتضمن ثلاث جرعات. يُمكن أيضًا للمراهقين الأصغر سنًّا الذين تتراوح

أعمارهم بين 9 و10 سنوات، والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عامًا الحصول على اللقاح وفقًا للجدول الزمني المحدَّث إلى جرعتين. أظهرت الأبحاث أن الجدول الزمني للجرعتين فعال للأطفال دون سن 15 عامًا.

كما يجب أن يواصِل المراهقون واليافعون، الذين بدأوا في الحصول على اللقاحات بعد ذلك العمر، في أعمارٍ تتراوح بين 15 و26 عامًا؛ تلقِّيَ ثلاث جرعات من اللقاح.

ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الآن بتلقي جرعات استدراكية من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الأشخاص حتى سن 26 عامًا الذين لم يحصلوا على لقاحات كافية.