“تبريد” تتألق في حفل جوائز الطاقة الآسيوية بسنغافورة
ايه حسين
شهد حفل جوائز الطاقة الآسيوية المرموق لعام 2024 الذي احتضنته دولة سنغافورة مساء أمس تأُّلق شركة “تبريد” الرائدة عالميًّا في تبريد المناطق. وقد أشادت لجنة التحكيم بجهود “تبريد” ومنحتها جائزتين بارزتين تقديرًا لدورها الرائد في تنفيذ أنشطة التبريد المستدامة، وهما: “مشروع العام للاستفادة من الطاقة الحرارية الجوفية – الجائزة الذهبية” و”مبادرة العام لتبريد المناطق – الإمارات العربية المتحدة”.
حفل جوائز الطاقة الآسيوية حدث مرموق وضخم يحتفي بالمشاريع والمبادرات المبتكرة والرائدة التي تنفذها شركات الطاقة والكهرباء؛ حيث تُقدَّم الجوائزُ للشركات التي أسهمت إسهامًا فعالًا في التصدي لآثار أزمة المناخ وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. وقد مثَّل السيد/ إرشاد حسين – رئيس المشاريع في “تبريد” وتسلّم الجائزتين نيابةً عن الشركة.
مشروع العام للطاقة الحرارية الجوفية
عقدت “تبريد” شراكة استراتيجية مع أدنوك لقيادة جهود التبريد المستدام في مدينة مصدر بأبوظبي من خلال مشروع ‘G2COOL’ وهو أول مشروع لتبريد المناطق باستخدام الطاقة الحرارية الجوفية على مستوى منطقة الخليج. وقد بدأت العمليات التشغيلية للمشروع في ديسمبر 2023، حيث تسخر المحطة المبتكرة الطاقة الحرارية الجوفية لتوفير خدمات التبريد المستدام بالتكامل مع شبكة التبريد المركزية القائمة بالفعل في المدينة. وإضافةً إلى كونه الأول من نوعه على مستوى المنطقة، يهدف هذا المشروع المتميز إلى الحد من انبعاثات أنظمة تبريد المباني في “مدينة مصدر” عبر تنويع مزيج الطاقة في دولة الإمارات، كما يدعم الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050.
يعتمد تشغيل محطة “G2COOL” على الماء الساخن الموجود بصورة طبيعية في جوف الأرض من خلال بئرين حراريين. يتم تمرير الماء الجوفي عبر نظام مبردات امتصاص خاصة لإنتاج المياه المبردَة التي تحتاجها شبكة تبريد المناطق التابعة لشركة “تبريد”، مما يسهم في تحقيق كفاءة تبريد مبهرة يتراوح فيها استهلاك الطاقة بين 0.5 إلى 0.55 كيلوواط لكل طن تبريد مقارنًة بعمليات تبريد المناطق التي تستهلك حوالي 0.85 كيلوواط لكل طن تبريد. والجدير ذكره أن الطاقة الحرارية الجوفية تنتج انبعاثات ضئيلة مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية، ما يدعم أهداف دولة الإمارات لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
مبادرة العام لتبريد المناطق – الإمارات العربية المتحدة
حصلت “تبريد” على هذه الجائزة المرموقة بعد أن أجرت الدراسة التجريبية الأولى في العالم في أحد مصانعها في أبوظبي بالتعاون مع شركة إتش تي ماتيريلز ساينس (إتش تي أم أس) في أيرلندا، لاستكشاف إمكانات تقنية الموائع أو السوائل النانوية المعروفة باسم “ماكسويل” لتعزيز نقل الحرارة. وخلصت “تبريد” في تلك الدراسة إلى أن إضافة المائع إلى شبكة المياه المبردة بتركيز 2% للمواد النانوية أدى إلى زيادة كفاءة عمليات تبريد المناطق بنسبة تصل إلى 15%.
وتحمل التقنية اسم جيمس كليرك ماكسويل، العالم الرائد الذي طور لأول مرة مفهوم الموائع النانوية في القرن التاسع عشر، وتقوم على تعليق جزيئات أكسيد الألومنيوم التي يقل حجمها عن الميكرون في سائل أساسي من الماء أو الماء والجليكول “المائع النانوي”، وهو مادة تُضاف إلى أنظمة التبريد والتدفئة وتعمل على تعزيز انتقال الحرارة دون الحاجة إلى أدوات معقدة أو استبدال المعدات الحالية.
وتعليقاً على فوز “تبريد” بهاتين الجائزتين المرموقتين، قال خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة “تبريد”: “تطلعاتنا لتحقيق كفاءة الطاقة ليس لها حدود، فنحن نتصدر هذا القطاع الحيوي بنهجنا المبتكر، ولا ندخر جهدًا في ترشيد استهلاك الطاقة والحد من الآثار البيئية، وأنا فخور بما يحققه فريق “تبريد” في هذا المجال. تأتي هاتان الجائزتان تقديرًا للخطوات الفعالة التي اتخذناها – وما زلنا نتخذها – للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع البناء، وهي تعد رسالة تذكيرية مهمة تؤكد السعي الحثيث للشركة لتنفيذ عمليات تشغيلية مستدامة واسعة النطاق، انطلاقًا من التزامها بتحقيق مستقبل أخضر.”
وقد أعلنت “تبريد” في وقت سابق عن أهدافها لتوسيع انتشارها الدولي، مع التركيز بوجه خاص على منطقة جنوب شرق آسيا. وتعمل الشركة التي تأسست في عام 1998 في ست دول وتتولى إدارة مجموعة متنامية من محطات تبريد المناطق، التي يبلغ عددها 91 محطة حالياً. ومع تزايد الآثار الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يتزايد الطلب على التبريد المستدام بسرعة كبيرة، وتعمل شركة تبريد -الرائدة عالميًّا في قطاع تبريد المناطق- على الحد من إطلاق ملايين الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال وفورات الطاقة الضخمة التي تحققها في عملياتها.