أخبارصحة

جزيئات البلاستيك تصيب الدماغ بالزهايمر وخطوات واغذية تُجنب الخرف قبل عمر الشيخوخة

د. محمد حافظ ابراهيم 

    اوضحت دراسة لعلماء من جامعة البرازيل العلمية أنهم اكتشفوا الآلية التي تصل فيها جزئيات المواد البلاستيكية إلى الدماغ البشري. وأشارت الدراسة إلى أن العلماء قاموا بتشريح أدمغة 15 شخصا ميتا تتراوح أعمارهم بين 33 و100 سنة، واكتشفوا أن جزئيات المواد البلاستيكية موجودة في البصيلات الشمية في أدمغة 8 أشخاص من أصل 15، وهى المنطقة المسؤولة عن معالجة الروائح في الدماغ، وأن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي عثر عليها في هذه البصيلات تتراوح أحجامها ما بين 5.5 و26.4 ميكرومتر. وجاء في الدراسة ان وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في البصلة الشمية البشرية يشير إلى أن المسار الشمي هو طريق محتمل لدخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى الدماغ، وهذا يعني ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار السمية للمواد الملوثة وتأثيرتها على الأعصاب والصحة. وأشارت الدراسة انه من غير المعروف فيما بعد إذا كانت جزيئات المواد الملوثة يمكنها الوصول إلى أجزاء أخرى من الدماغ من خلال البصيلة الشمية. وكانت دراسات سابقة أظهرت أن جزيئات المواد البلاستيكية الدقيقة والملوثات يمكنها الوصول إلى المشيمة البشرية وإلى أجزاء أخرى من الجسم.

 اوضحت دراسة للدكتور تيري موفيت أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك الأميركية لبعض الخطوات التى تُجنب الخرف بسن الشيخوخة. وكشفت دراسات وأبحاث أن تغيرات الدماغ التي يمكن أن تمهد الطريق نحو الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر والتدهور المعرفي تبدأ في الأربعينات من العمر، وليس السبعينات أو الثمانينات بحسب ما هو شائع. ويرى الباحثون أن منتصف العمر يعد الفترة العمرية المناسبة لدراسة الدماغ، لأن الجهود المبذولة لدراسة الخرف لدى كبار السن فشلت إلى حد كبيرلمعرفة الاسباب . وأن منتصف العمر هى مرحلة عمرية مناسبة للدراسة وإن محاولات دراسة الدماغ في أعمار متقدمة ليست فعالة حتى الان، لكونها تتم بعد فوات الأوان، وبعد أن يتراكم الكثير من الضرر في الأدمغة.

 واوضح المختصون إلى أن دراسة الدماغ في منتصف العمر، والتدخل المبكر لتحسين صحة الدماغ، قد تساعد في تجنب الإصابة بالخرف في سنوات متقدمة من العمر حيث اؤكد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم الليلى، وممارسة الأنشطة التي تحافظ على تنشيط العقل، كلها خطوات يمكن أن تساعد على مكافحة الخرف في وقت لاحق من العمر. حيث اكد الدكتور تيري موفيت، أستاذ علم النفس والأعصاب إن منتصف العمر هو الوقت المناسب لتعديل نمط الحياة والحصول على العلاج الفعال قبل الشيخوخة. واوضحت دراسة للدكتور سيباستيان هانسن من جامعة كوليدغ كورك في أيرلندا أن أجزاء من الدماغ تبدأ في التغير بشكل أسرع خلال منتصف العمر، حيث أن كمية المادة البيضاء في الدماغ، والتي تمثل الروابط بين مناطق الدماغ، تنخفض في الأربعينيات والخمسينيات من العمر. وإنة من المحتمل أن تؤدي إلى تباطؤ سرعة المعالجة والتمييز، مما قد يكون له تأثيرات إضافية على الإدراك وفي القدرة على تخزين المعلومات الجديدة والاصابة بالخرف والزهايمر، واشارت الدراسة إلى أن الناس يحتفظون بمهاراتهم اللغوية اللفظية طوال حياتهم لكن السرعة التي يعالجون بها هذة المعلومات وقدرتهم على حل المشكلات الجديدة المتعلقة بالمنطق والاستدلال تتضاءل تدريجيا مع تقدم العمر.

 ولكن دراسة للدكتور ديفيد نوبمان، أستاذ علم الأعصاب في جامعة مينيسوتا الأميركية أن مجموعات معينة من الناس تفقد الوظيفة الإدراكية بشكل أسرع خلال منتصف العمر ويشمل ذلك الأشخاص الذين بدأوا في استخدام القنب أو التبغ في سن المراهقة واستمروا في تعاطيه في الأربعينيات من العمر وقد ويشمل الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الرصاص السام في دمائهم منذ الطفولة واوضح أن البعض لا يعتقدون أن منتصف العمر يمثل نقطة تحول حادة في صحة الدماغ ولكن سرعة المعالجة هي الوظيفة المعرفية التي تتراجع أكثر مع التقدم في السن، ولكن هذا التراجع يحدث تدريجيا ويختلف من شخص لآخر. واوضح الدكتور ديفيد نوبمان إن الحفاظ على صحة القلب في منتصف العمر هو أفضل طريقة لتجنب التدهور المعرفي، حيث أن صحة الدماغ والقلب ترتبط ارتباطا وثيقا. وان نفس الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى انسداد شرايين القلب، يمكن أن تؤثر على شرايين الدماغ، مما يعيق تدفق الدم وتوصيل الأكسجين حيث إنه لا توجد طرق مؤكدة للوقاية من الخرف والزهايمر.

  واوصى الدكتور ديفيد نوبمان ببعض الخطوات التي تساعد العقل والقلب، وتشمل الحياة النشطة وممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي وعدم التدخين وعلاج اضطرابات النوم والقلق والتوتر وتجنب الإصابة بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسمنة. حيث إنه من المهم البقاء نشطا ومتفاعلا اجتماعيا وذهنيا، ومن الجيد أيضا العمل في بيئة مليئة بالتحديات، لأن ذلك ينشّط الدماغ مما قد يعطي نتائج أفضل. واضافت الدكتورة كريستين بيتي، استاذة علم النفس في جامعة أوسلو بالنرويج، انه ليس هناك سبب للانتظار حتى منتصف العمر للبدء في إجراء التحسينات الصحية حيث أن العديد من تغييرات نمط الحياة ستضع الشخص على مسار أفضل في سن الشيخوخة والتى يمكن أن تبدأ قبل منتصف العمر.

 واوضحت دراسة لباحثون من جامعة كوينز بلفاست بالمملكة المتحدة ان الشاي والتوت الأحمر يحميان من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر. حيث وجدت الدراسة أن تناول ست حصص إضافية من الأطعمة الغنية بالفلافونويد يومياً يمكن أن يخفض الإصابة بالخرف بنسبة 28 % ، وخاصة لدى أولئك الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والمخاطر الوراثية العائلية. حيث لُوحظ أكبر انخفاض في المخاطر لدى الأشخاص الذين تناولوا خمس حصص من الشاي الاخضر ونصف حصة من التوت. واوضحت الدراسة ان الفلافونويد هي مواد طبيعية موجودة في الفواكه والخضروات والنباتات. وقد ثبت أنها تخفض الالتهاب في الدماغ، وتعزز تدفق الدم إلى الدماغ كما تعزز نمو البكتيريا المفيدة بالأمعاء كذلك. وشملت الدراسة الجديدة ما يقرب من 122 ألفاً من سكان المملكة المتحدة، الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عاماً قاد الفريق باحثون من جامعة كوينز بلفاست.

 وطُلب من المشاركين في الدراسة الإبلاغ عما يأكلونه، وخصّص الباحثون درجة حمية الفلافونويد، بناءً على تناولهم الشاي الأسود أو الأخضر والنبيذ الأحمر والتفاح والتوت والعنب والبرتقال والجريب فروت والفلفل الحلو والبصل والشوكولاته الداكنة. استهلك معظم المشاركين 4-5 حصص يومية من الأطعمة الغنية بالفلافونويد، وكان الشاي هو الأكثر شعبية. وجرت كذلك متابعة المتطوعين لمدة تسع سنوات وخلال ذلك الوقت سُجلت 882 حالة خرف فقط . وكان أولئك الذين لديهم أعلى درجات حمية الفلافونويد، وُجد أن لديهم خطراً أقل للإصابة بالخرف، مقارنة بأولئك الذين لديهم أدنى درجات حمية الفلافونويد وفي دراسة عدد من أنواع الفلافونويد وجد الباحثون أن الأنثوسيانين والفلافان-3-أول والفلافون لديها أقوى الارتباطات بخطر الخرف. وان الشاي والنبيذ الأحمر والتوت هي المصادر الرئيسية لمادة الفلافونويد.

 واوضحت الدكتورة ليرون سينفاني، بخدمات المستشفيات لكبار السن ومستشفى جامعة نورث شور، إلى أن التوصيات الغذائية للأميركيين لا تذكر الفلافونويد، وأن هذا البحث الجديد قد يساعد في لفت الانتباه إلى هذه المغذيات النباتية المهمة. وهذه هي الخطوة الأولى لقول إننا يجب علينا حقاً تشجيع كمية معينة من هذه الأطعمة في النظام الغذائي. حيث هناك سياسات عامة يمكننا من خلالها تسليط الضوء على الأطعمة الغنية بالفلافونويد لأن هذا شيء يمكننا جميعاً تغييره، مثل ممارسة الرياضة والنشاط البدني، والذي نعلم أنها تخفض أيضاً خطر الخرف، وحتى يحسّن الاحتياطيات المعرفية لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل الخرف. واوضحت انة كان هناك بعض القيود على هذه الدراسة، مثل الاعتماد على العادات الغذائية المبلَّغ عنها ذاتياً حيث تميل حالات الخرف أيضاً إلى عدم الإبلاغ عنها. وإن الباحثين لا يزالون في حيرة بشأن جميع الفوائد أو المخاطر بالنسبة للنبيذ الأحمر حيث يمكن أن تختلف التوصيات من شخص لآخر فإذا كان الشخص المصاب بالخرف أو الشخص شديد الضعف فإنه من الأفضل والأرجح الحصول على الفلافونويد من المصادر الاخرى بخلاف النبيذ.