كشفت دراسة أجرتها الجمعية الأوروبية لأبحاث السكري أن الذين يتناولون كميات كبيرة من الفواكه والسكر البنى في السنوات الأولى من حياتهم تتزايد لديهم احتمالات الإصابة ب مرض السكري. ويذكر أن النوع الأول من السكري هو أكثر أنواع المرض شيوعا وقد يتسبب في مشكلات صحية في العيون والقلب والكلى والأعصاب. وفي إطار الدراسة التي أجرتها الجمعية الأوروبية لأبحاث السكري، طلب الباحثون من أولياء أمور 5600 طالب في فنلندا ملء استبيانات لتوضيح طبيعة الوجبات الغذائية التي يتناولونها من سن ثلاثة شهور إلى ست سنوات. وتبين أن 94 طفلا من المتطوعين يعانون من النوع الأول من السكري وأن قرابة 200 حدثت لديهم
تغيرات تنذر باحتمالات إصابتهم بالسكرى مستقبلا. وقام الباحثون بتقسيم الوجبات الغذائية للأطفال إلى 34 مجموعة غذائية، واتضح أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الفواكه والشوفان والجاودار تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بالنوع الأول من السكري. ولكن كشفت الدراسة أن بعض انواع الفواكه توفر الحماية من السكري مثل الفراولة والتوت بأنواعه. واوضحت الدراسة إن التوت على وجه الخصوص غني بالمركبات الغذائية التي تخفض من الالتهابات المرتبطة بالإصابة بالنوع الأول من السكري. وهناك بعض الخضراوات التي تخفض أيضا من احتمالات الإصابة بالمرض مثل البروكلي والقرنبيط والكرنب. وذكر الباحثون أن الموز والزبادي وحبوب القمح ترتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالسكري.
واوضحت دراسة للدكتور مارك جونتر، بجامعة إمبريال كوليدج لندن وهيئة الصحة الوطنية البريطانية ان بعض ألاطعمة الشائعة تسبب الإصابة بمرض السكري. حيث اكتسبت الاطعمة شديدة المعالجة سمعة سيئة بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من السعرات الحرارية مثل السكر الابيض والدهون المشبعة وملح الصوديوم. وفي دراسة التى أجراها باحثون من المملكة المتحدة، تم تحديد اربع أنواع من هذه الأطعمة التي قد تزيد بشكل
كبير من الإصابة بمرض السكري. واوضحت الدراسة ان الأطعمة الأكثر ضررًا هى الوجبات الخفيفة واللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة والمشروبات المحلاة بالسكر أو المحليات الصناعية الأكثر احتمالًا للتسبب في مرض السكري من النوع الثانى . وفى الدراسة تم تحليل بيانات نحو 312 ألف شخص من ثمانى دول أوروبية، وتتبع الباحثون هؤلاء الأفراد لمدة 11 عامًا في المتوسط، وخلال تلك الفترة، أصيب حوالي 15 ألف شخص بمرض السكري ، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة شديدة المعالجة يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بالمرض السكرى .
واوصت الدراسة باستبدال الأطعمة شديدة المعالجة لخفض المخاطرحيث أن خفض استهلاك الأطعمة شديدة المعالجة واستبدالها بأطعمة غير معالجة أو معالجة بشكل طفيف مثل البيض المسلوق الحليب، الخالى الدسم والفواكه الطازجة، قد يساعد في خفض الإصابة بالسكري، وقام الباحثون بتقسيم الأطعمة شديدة المعالجة إلى تسع مجموعات بما في ذلك الخبز والبسكويت الصلصات والحلويات والمشروبات المحلاة. وأظهرت نتائج
الدراسة أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى التهابات مزمنة ترتبط بأمراض القلب والسكري وأمراض الكبد بالإضافة إلى السرطان لذلك فان خفض تناول السكر الابيض والمحليات الصناعية يعد خطوة مهمة نحو تحسين الصحة ، وأن بعض الأطعمة مثل الخبز الابيض والحبوب المكررة تحتوي على نسب عالية من الأطعمة شديدة المعالجة، وكانت مرتبطة بزيادة الإصابة بالسكري. ونظرًا للانتشار الواسع للسمنة ومرض السكري عالميا فأن الاختيارات الغذائية الصحية يجب أن تكون من الأولويات، وأوضح الدكتور مارك جونتر أن استبدال الأطعمة المعالجة بأطعمة كاملة غير معالجة يساعد في خفض خطر الإصابة بألامراض المزمنة. حيث كشفت نتائج دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن المشروبات المحلاة صناعيًا واللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مما يعزز الحاجة إلى خفض استهلاك هذه الأطعمة لتحسين الصحة.
واوضحت دراسة لعلماء معهد شيبورا الياباني للتكنولوجيا ان بعض الأطعمة النباتية تخفض مستوى السكر في الدم. حيث أثبت العلماء أن مركبات البوليفينول في الأطعمة النباتية تتفاعل بطريقة خاصة مع مستقبلات المذاق المر لدى الإنسان وتحقيق استقرار مستوى السكر. وأن الباحثين ركزوا على دراسة مركبات البوليفينول وهي مركبات طبيعية تعطي المذاق المر لكل من الفواكه والخضروات والبذور والقهوة والشاي. ويبلغ عدد مركبات البوليفينول حوالي ثمانية آلاف. وقد درس الباحثون عن الفوائد الصحية لهذه المركبات للمصابين بداء السكري. واكتشفوا أن مركبات البوليفينول تتفاعل بطريقة محددة مع مستقبلات التذوق لدى الإنسان الموجودة داخل الفم وخارجه واظهرت ان النشاط البيولوجي لهذه المركبات بعد تناولها وتعرف مستقبلات التذوق عليها في الجهاز الهضمي. ويمكن تنشيط مستقبلات التذوق بواسطة مركبات البوليفينول في الجهاز الهضمي ويساعد ذلك على إفراز الهرمونات المعوية والمعدية مثل هرمون الكوليسيستوكينين وهرمون الإنكريتين المحفزان لإفراز الأنسولين مما يساعد على استقرار مستوى السكر في الدم.
واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كينيك الامريكية لفوائد الإقلاع عن السكر الأبيض والبني للجسم. حيث يوفر الإقلاع عن تناول السكر الابيض والبنى العديد من الفوائد الصحية. من تلك الفوائد فقدان الوزن وخفض دهون البطن وتحسين مظهر الجلد وزيادة مستويات الطاقة وتحسين التركيز. كما أنه يخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض الكبد الدهني واستقرار الحالة المزاجية وخفض نوبات الجوع. والإقلاع عن تناول السكر المكرر هو أفضل الطرق لأجل صحة الجسم. وكذلك سيبقي الأمراض المزمنة تحت السيطرة. و جميع فوائد إزالة هذا “القاتل الصامت” من النظام الغذائي وهى:
= فقدان الوزن: يساعد تجنب السكر المكرر في التخلص من الوزن الزائد بطريقة مستدامة. ويمكن الحفاظ على فقدان الوزن مدى الحياة. يعني خفض تناول السكر المكرر من النظام الغذائي أنك لم تعد تتناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية فارغة أو منخفضة الألياف مثل البسكويت والخبز والمكرونة. الإقلاع عن تناول السكر المكرر يمكن ان تأخذ فترات راحة أقل لتناول الوجبات الخفيفة أو خفض السعرات الحرارية مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.
= التخلص من دهون البطن: يمكن أن تؤدي الأطعمة الغنية بالسكر المكرر إلى زيادة رواسب الدهون الحشوية الخطيرة حول القلب والبطن، وقد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، وفقا لدراسة نشرتها الهيئة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية. ويقول الخبراء إن السكر يمكن أن يؤدي إلى استجابة التهابية تضع الجسم في حالة من التوتر ويؤدي إلى بدء تخزين الدهون في البطن وحولها. ويرفع السكر مستويات الأنسولين في الجسم، و يؤدي إلى تخزين الجسم للدهون. ويعد الإقلاع عن تناول السكر أحد أفضل الطرق للتخلص من دهون البطن المزعجة.
= إبطاء شيخوخة الجلد: يؤدي خفض تناول السكر من النظام الغذائي إلى فوائد لمظهر البشرة. حيث اكدت الأبحاث إن خفض تناول السكر يرتبط ببشرة أكثر شبابا لأنها يؤخر شيخوخة الجلد ويؤدي اتباع نظام غذائي غني بالسكر إلى إنتاج مواد في الجسم ترتبط بشيخوخة الجلد بشكل أسرع.
= الشعور بالنشاط: أحد التغييرات التي سيشعر بها الشخص بعد إيقاف السكر هي زيادة الطاقة. عندما تخفض من تناول السكر المكرر والوجبات الخفيفة، تصبح مستويات السكر أكثر توازنا، وهذا يساعد في الحفاظ على مزاج ومستويات طاقة أكثر ثباتا وستشعر بنعاس أقل مع صفاء الذهن.
= لا نعاس بعد الوجبات: إذا شعرت بالنعاس بعد تناول الوجبات، وخاصة بعد الغداء، فإن التوقف عن تناول السكر قد يجعل هذا شيئا مستحيلا. حيث إن تناول نظام غذائي منخفض السكر وعالي الألياف والبروتينات سيضمن البقاء متيقظا حتى بعد تناول الغداء وتكون مستويات الجلوكوز في الدم أكثر توازنا. ويرتبط تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض بمستوى طاقة ومزاج ثابت.
= تركيز أفضل: عندما تشعر بنعاس أقل ونشاط أكبر، يزداد تركيز وإلانتاجية، وقد يؤدي إلى إدارة أفضل لليوم، والمزيد من الوقت الجيد للعمل والعائلة .
= خفض الإصابة بالكبد الدهني: عدم الانغماس بتناول الأطعمة السكرية يحسن صحة الكبد ويخفض من الإصابة بمرض الكبد الدهني. ويمكن أن يساعد الامتناع عن تناول السكر في خفض دهون الكبد وتحسين وظائف الأعضاء الداخلية.
= خفض نوبات جوع: يتم تكسير السكريات المكرر بسرعة في الجسم؛ التى تسبب ارتفاعا في السكر في الدم. ويمكن أن يجعل تناول الأطعمة الغنية بالسكر الشعور بالجوع بشكل متكرر؛ حيث يتم هضمها بسرعة. وكلما زاد عدد السعرات الحرارية التي تتناولها، زاد الوزن. ومن خلال إزالة السكر المكرر من النظام الغذائي يتم تقييد تناول السعرات الحرارية.
= خفض الإصابة بالنوبة القلبية: يؤدي تناول كمية أقل من السكر إلى خفض خطر الإصابة بمرض السكري. ويمكن أن يزيد مرض السكري من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، وهذا يزيد من فرص الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.