د محمد حافظ ابراهيم :
اوضحت دراسة علمية أجريت في جامعة السويد ومعهد كارولينسكا للأبحاث الطبية عن الأثار التى تُحدثها الإصابة بالسكري في أمخاخ من يعانون من الامراض المزمنة مثل السكرى من النوع الثاني أو أعراض ما قبل الإصابة بالسكري حيث كلها تؤدي إلى تسريع أعراض شيخوخة المخ بواقع أربع سنوات إضافية بالمقارنة
بالاشخاص الأصحاء. ونصحت الدراسة، التي أجراها معهد كارولينسكا للأبحاث الطبية في السويد، بانتهاج نمط حياة صحي للحيلولة دون حدوث التغيرات التي تطرأ على الجهاز العصبي للجسم من جراء الإصابة بالسكري
والامراض المزمنة الاخرى. وشملت الدراسة، التي نشرها معهد كارولينسكا أكثر من 31 ألف شخص بالسويد تتراوح أعمارهم ما بين أربعين وسبعين عاماً تم إخضاعهم للفحص بالرنين المغناطيسي للدماغ.
واستخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم العمر الدماغى للمشاركيين في الدراسة، وتبيَّن أن الاشخاص الذين يعانون أعراض ما قبل الإصابة بالسكري تبدو أمخاخهم كما لو كانت أكبر سناً بواقع نصف عام في المتوسط من أعمارهم الحقيقية. أما الأشخاص الذين يعانون من السكري النوع الثاني ، فقد كانت
أمخاخهم تبدو أكبر بوقع عامين وثلاثة شهور من أعمارهم الحقيقية، في حين أن الاشخاص المصابين بالسكري ولا يلتزمون بالنصائح الطبية للسيطرة على المرض، فقد كانت أمخاخهم تبدو أكثر شيخوخة من أعمارهم الحقيقية بواقع أربع سنوات. ويقول فريق الدراسة إن زيادة عمر ألامخاخ عن العمر الطبيعي للشخص يمكن أن
يكون مؤشراً على اختلال في عملية تقدم السن بشكل طبيعي، وربما يكون مؤشراً مبكراً على الإصابة بالخرف والزهايمر. وأن الفريق البحثي أكد أن الالتزام بنمط الحياة الصحي يساعد على تخفيف آثار الإصابة بالسكري على الدماغ، ويحدّ من التغيرات التي قد يتعرض لها الشخص من جراء الإصابة بهذا المرض.
اوضحت دراسة للدكتورة كيزو كيم بهيئة الصحة الفرنسية ان الحياة بجانب المساحات الخضراء تبطئ شيخوخة خلايا القلب والدماغ لمدة عامين وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية. وتساعد الحدائق والمساحات الخضراء في إبطاء شيخوخة الخلايا، وإن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء هم في المتوسط أصغر بعامين ونصف العام من الآخرين من الناحية البيولوجية. وقالت الدكتورة كيزو كيم إنّ العيش بجوار مزيد من المساحات الخضراء يساعد الناس على أن يكون أصغر من سنّهم الفعلي أن النتائج التي توصلنا إليها نعتقد
انها تحمل تبعات على التخطيط المُدني فيما يتعلق بتوسيع البنية التحتية الخضراء وتعزيز الصحة العامة وخفض الفوارق الصحية. وكان قد تم التوصل إلى رابط بين المعيشة بجوار المساحات الخضراء والحدائق وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وانخفاض معدلات الوفيات.
وكان الباحثون يعتبرون أنّ النشاط الجسدي الرياضى والتفاعلات الاجتماعية المرتبطة بزيارة المتنزهات لعبت دوراً في التوصّل إلى هذه النتيجة، إلا أنّ فكرة أنّ المتنزهات نفسها تساهم في إبطاء شيخوخة الخلايا لم تكن واضحة من قبل فى جميع الدراسات . وتناول الباحثون عن الدراسة التعديلات الكيميائية للحمض النووي أو ما
يُعرف بالمثيلة. وكانت الدراسات السابقة بيّنت أنّ الساعات الفوق الجينية التي تستند إلى مثيلة الحمض النووي يمكنها التنبؤ بالامراض الصحية التي قد يتعرض لها الشخص كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وضعف الوظائف الإدراكية، وانها تمثل طريقة لقياس العمر أدق من احتساب السنوات التقويمية.
وتابعت الدكتورة كيزو كيم وزملاؤها أكثر من 900 شخص من أصحاب البشرتين السوداء والبيضاء يقيمون في اربع مدن أميركية هى برمنغهام وشيكاغو ومينيابوليس وأوكلاند على مدى 20 عاماً. وقاس الفريق مستخدماً صوراً التقطتها ألاقمار الاصطناعية، المسافة بين مواقع إقامة المشاركين في الدراسة والمتنزهات ثم درسوا
عيّنات دم أخذوها من الأشخاص بعد 15 سنة من بدء الدراسة ثم في سنتها العشرين، لتحديد أعمارهم البيولوجية. ووضع الباحثون نماذج علمية لتقييم النتائج، آخذين في الاعتبار المتغيرات التي ربما تكون قد أثرت عليها كالتعليم والدخل والتدخين والكحوليات والامراض المزمنة. حيث لاحظوا أنّ الأشخاص الذين كانت منازلهم
محاطة بنسبة 30 في المائة من المساحات الخضراء ضمن 5 كيلومترات كانوا في المتوسط أصغر بـ2.5 سنة بيولوجياً من أولئك الذين كانت منازلهم محاطة بنسبة 20 في المائة من المساحات الخضراء . ولم تكن الفوائد
التي سُجّلت نفسها للجميع. حيث كان السود الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء أصغر من سنّهم الفعلي بسنة واحدة فقط، بينما كان البيض أصغر بثلاث سنوات.
واوضحت دؤاسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية ان %90 من هرمون السعادة بالدماغ وهو يصنع في الأمعاء. حيث ان هرمون السعادة السيروتين هو أحد اهم النواقل العصبية المهمة للحفاظ على المزاج والصحة النفسية والنوم والتحكم في العواطف مثل الغضب والحزن والسلوك. وأي خلل في إنتاج هذا الهرمون سيؤدي إلى
ظهور بعض الامراض الصحة النفسية مثل الاكتئاب ونوبات الهلع والرهاب بأنواعها وامراض الجهاز الهضمى التى تؤثر في وظيفة الدماغ والصحة النفسية. وهناك تريليونات من الأحياء الدقيقة الحية المتعايشة داخل أجسادنا منذ الولادة وكذلك العديد من البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة في أماكن عديدة بالجسم، مثل الفم والجلد وموجودة بشكل كبير في الأمعاء ولكن تعد هذه الأحياء الدقيقة نافعة وصديقة للإنسان ولها
دور كبير في العمليات الحيوية تحدث داخل الجسم وبالتحديد على مستوى الدماغ مثل تعزيز إنتاج هرمون السيروتونين. كما تنتج هذه البكتيريا الصديقة عند تناولنا للألياف الموجودة بالغذاء أنواعاً خاصة من الأحماض الدهنية التي بدورها تساعد على تكوين الحاجز الدموي الدماغي الذي يعد خط الدفاع الاول وتمنع دخول
السموم والأمراض إلى الدماغ، وتسمح في الوقت نفسه بمرور المغذيات المهمة التي تحافظ على صحه الانسان. واوصت هيئة مايو كلينيك الامريكية بأهم النصائح والاغذية التى تعزز العلاقة بين الدماغ والأمعاء كالاتى:
= خفض استهلاك السكريات والحلويات: السكريات بكافة أشكالها لها تأثير سلبي في صحة الأمعاء والبكتيريا الصديقة، فالإفراط في تناول السكريات يؤدي إلى عدم اتزان بكتيريا الأمعاء الصديقة، وعلى رفع الالتهابات بالأمعاء، وكلها تؤثر في وظيفة الدماغ بحكم ارتباطها بالأمعاء ولكن من المهم تناول الاغذية التي تحتوي على
السكريات والنشويات التي تكون بشكلها الطبيعي فى الفواكه مثل التوتيات والتفاح وهى خيارات بديلة عن الحلويات المعالجة وتحافظ على صحة الأمعاء والدماغ.
= تغذية البكتيريا الصديقة: هناك بعض الاغذية الصحية التي تعد غذاء لبكتيريا الأمعاء النافعة، التي تحافظ على اتزان هذه البكتيريا الصديقة، مثل الالياف المتواجدة بالخضروات والفواكة ويجب الحرص على أن تكون هناك
حصة من الخضروات والفواكه الموسيمية في كل وجبة، وبالتحديد تناول الألياف القابلة للذوبان في الماء التي تكون متواجدة في بذور الشيا وبذور الكتان والعدس.
= تناول الأغذية المخمرة: تعد الأغذية المخمرة مصدراً غنياً بالبكتيريا الصديقة التي تسترجع توازنها لصحة الأمعاء و للاتصال بين الأمعاء بالدماغ. من هذه الاغذية من مخمرات الخضار التي تمّ تخميرها بالماء والملح فقط، مثل مخمر الملفوف والزبادي والأجبان التى تحتوي على خمائر وبكتيريا نافعة.
= الحياة النشاط والرياضة: زيادة النشاط عن طريق رياضة المشي من أهم العوامل التي تساعد على تعزيز توازن بكتيريا الأمعاء، وتحفيز إنتاج الاحماض الدهنية التى تحافظ على حماية خلايا الدماغ، فاحرص على ممارسة عادة المشي بشكل يومي .
= الاغذية الغنية بالبوليفينولات: البوليفينول هو مركب عضوي نباتي يساهم في تعزيز الوظيفة الإدراكية وصحة الأمعاء، ومن الاغذية الغنية بالبوليفينول هى الكاكاو والتوتيات وزيت الزيتون والشاي الأخضر .
= تناول اغذية لتعزيز صحة الدماغ: يوجد بعض الأغذية التي لها خصائص لتعزيز وظيفة الدماغ فى التعلم والتركيز والذاكرة، مثل الأغذية الغنية اوميجا 3 . لأن 30% من تركيبة الدماغ عبارة عن هذا الحمض الدهني ولا
يستطيع جسم الإنسان تصنيعه؛ وانه في حاجة إلى الحصول عليه من الغذاء ومن الأغذية الغنية بالأوميجا 3 هي الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل. ومن الاعشاب مثل الكركم خاصة عنصر الكركمين
فيه والقادرة على عبور حاجز الدماغ الدموي والتعامل مع خلايا الدماغ بشكل مباشر عن طريق خفض الالتهابات وخفض الأكسدة بالدماغ مما يساعد على الوقاية من أمراض الدماغ المرتبطة بتقدم العمر مثل الزهايمر والذاكرة وله دور في إنتاج هرمون السيروتونين والميلاتونين للوقاية من الاكتئاب. ويكون النظام
الغذائي غنياً بالدهون الطبيعية الصحية من تناول زيت الزيتون والمكسرات كاللوز وعين الجمل، فهي أنواع غنية بفيتامين E وتساعد على تعزيز صحة الدماغ وخفض تدهور خلايا الدماغ مع تقدم العمر.