د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتورة كاثرين بوندونو بمعهد أبحاث التغذية والابتكاربجامعة إديث كوان باستراليا عن ربط النترات بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان، وان الدراسة الجديدة تشير أن مصدر النترات قد يكون مهما لتحديد الاصابة بالسرطان . ويطلق على النترات اسم “جيكل وهايد للتغذية”، وقد تم التشكيك في آثارها الصحية لفترة طويلة. ووفقا لابحاث سابقة، يمكن لهذا المركب المخفي في الأطعمة مثل النقانق أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فقد وجدت الدراسة لفوائد مختلفة لصحة القلب والأوعية الدموية تأتي من المصادر الغذائية للنترات مثل الشمندر والخضروات الورقية. حيث اوضحت الدكتورة كاثرين بوندونو أن المصدر الذي تأتي منه النترات قد يكون هو المسبب للسرطان. واوضحت ان النترات تكون من ثلاثة مصادر غذائية رئيسية وهى اللحوم والماء والخضروات. حيث يمكن أن يشكل النيتروزامين سبب السرطانات ة ولكن لم تؤكد أي دراسة مخاطره المحتملة، وتدعم الدراسة الإكلينيكية الحالية ان النترات تمنع أمراض القلب والأوعية الدموية إذا تم الحصول عليه من الخضروات.
وأوضحت الدكتورة كاثرين بوندونو أنه في حين أن بعض الدراسات التي أجريت أفادت بحدوث حالات صغيرة من الأورام الخبيثة، إلا أنة ليس هناك دليلا على أن كل مصادر النترات تسبب السرطانات. وعلى عكس اللحوم والماء، تحتوي الخضروات الغنية بالنترات على مستويات عالية من الفيتامينات والبوليفينول التي تم ربطها بفوائد صحية كثيرة . واوضحت الدكتورة كاثرين بوندونو إلى التأكد من أن الخضروات الغنية بالنترات لا تزيد في الواقع من خطر الإصابة بالسرطان الا إذا استهلكت بكمية كبيرة. واوضحت لاستخدام مكملات النترات العالية الجرعات لتحسين الأداء البدني في الرياضة، بينما تتم إضافة مستخلصات نترات الخضروات إلى منتجات اللحوم المعالجة بدعوى أنها أفضل بالنسبة للانسان. وإن الأدلة الحالية تشير إلى أنة يجب على الناس يجب أن يهدفوا إلى الحصول على النترات من الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والشمندر ، وأظهرت الدراسة أن كوبا واحدا من البنجر النيئ أو نصف كوب مطبوخ يوميا يكفي لفوائده على صحة القلب والأوعية الدموية.
واوضحت دراسة للدكتور ياروسلاف أبراموف بجامعة موسكو لطريقة خفض نسبة النترات في الخضروات. يعتبر الكثيرون النترات خطرا يهدد الصحة والحياة، دون الأخذ في الاعتبار المركبات الكيميائية الموجودة بصورة طبيعية في الوسط المحيط بها والعديد من المواد الغذائية الاخرى. ووفقا لدراسة الدكتور ياروسلاف أبراموف فان النترات ذاتها ليست سامة وتراقب نسبتها في الخضراوات الورقية التي تنتج في الدفيئات بصرامة. ويجب أن نعلم أن النترات يمكن أن تتحول إلى نتريت، الذي في ظروف خاصة يصبح خطرا، ولكن هذا يمكن أن يحصل عندما تكون نسبة النترات مرتفعة في المنتجات وفي ظروف تخزين غير ملائمة.
وأثبتت الدراسات أن نسبة محددة من النترات يمكن أن تكون مفيدة للإنسان. فمثلا نيتروغليسيرين يستخدم في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنها تحسن أداء العضلات ما يجعل استخدامها منتشرا بين الرياضيين على شكل عصائر تحتوي على نسبة عالية من النترات كمصدر إضافي للطاقة. ولكن إذا كان الشخص قلق من وجود النترات في الخضروات فعليه اتباع قواعد البسيطة لخفض نسبتها. لذلك يجب قبل كل شيء نقع الخضروات الورقية في ماء بارد قبل تحضيرها للأكل ويمكن أيضا تقشيرها وهذه العملية تساعد على خفض محتوى النترات في الخضروات مما يجعلها أقل ضررا. كذلك تسمح زراعة منتجات الخضروات الدفيئات باستبعاد وصول مياه الري ومياه الأمطار أو مياه الصرف من الخزانات العامة. لذلك فإن الخضروات المزروعة في الدفيئات آمنة ولا تشكل أي خطورة على الصحة.
وكشفت دراسة أجراتها جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس ان أدوات الطبخ يمكن أن تضاعف خطر الإصابة بسرطان الكبد اربع مرات. حيث ان سرطان الكبد هو أحد أخطر السرطانات فتكًا وقد يتطور في خلايا الكبد ويغير الحمض النووي. حيث أنه يمكن أن يؤدي التعرض للمواد الكيميائية الاصطناعية الموجودة بشكل دائم في تنظيف أواني الاستخدام اليومي مثل المقالي وأدوات المائدة والأوعية إلى زيادة خطر إلاصابة بالسرطان اربع مرات أكثر من المعتاد. ويعتقد الباحثون أن كبريتات الأوكتان المشبعة وهى سلفونات الأوكتين المشبعة بالفلور وهي مواد كيميائية تستغرق سنوات حتى تتحلل في الجسم أو البيئة، وتستخدم في نظافه أداوت الطبخ. وان مواد السلفونات المشبعة بالفلور أوكتين، بعد دخولها الكبد، تغير عملية التمثيل الغذائي مسببة مرض الكبد الدهني وتليف الكبد . قال مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية إن المواد الكيميائية المسببة للسرطان والتي تعيش على الأواني تعمل على تغيير الجلوكوز والأحماض الأمينية الموجودة في الجسم، مما يجعلها ضعيفة وعرضة للعدوى، ولهذا السبب، تتشكل الدهون الزائدة حول الكبد.
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية الى ان بعض الاغذية يمكن ان تحارب نمو الخلايا السرطانية في الجسم. وقد يزداد خطر إلاصابة بمرض السرطان تبعاً لعوامل عديدة مثل العوامل الوراثية وبعض العوامل البيئية، مثل الشيخوخة، والإفراط في التدخين والكحوليات، والتعرض المفرط لأشعة الشمس والمواد الكيميائية. لكن لا يزال بإلامكان خفض خطر الإصابة بالسرطان عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وتناول أطعمة مكافحة للسرطان وغنية بمضادات الأكسدة ومن أهمها:
= الطماطم: تحتوي على مادة الليكوبين التي تساهم في محاربة أمراض القلب والأوعية الدموية. وتحتوي على مضادات للأكسدة وتساهم في محاربة الخلايا السرطانية. وحسب جامعة هارفارد الأمريكية فان الطماطم تخفض من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنحو 30 بالمائة.
= النباتات الغنية بالألياف: ينصح بتناول المواد الغنيّة بالألياف لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، مع الابتعاد عن السكريات المكررة. وحسب الدراسة ألامريكية فإنّ تناول 10 جرامات من الشوفان أو غيره من الحبوب الكاملة يكفي لكبح خطر الإصابة بسرطان الثدي أو البلعوم بواقع سبعة بالمائة.
=عائلة الفراولة: هذه الفواكه تكبح نموّ الأورام، بفضل الكميات الهائلة من الجليكوسيد والمواد المضادة للأكسدة التي تحتوي عليها. وأظهرت العديد من الدراسات أن تناول الفروله تمكن من المساعدة في محاربة سرطان الثدي والمريء.
= الخضروات الخضراء: مثل الكرنب الأخضر والبروكولي والخضروات الصليبية حيث إنها تقضي على المواد المسببة للسرطان والتي تحتوي عليها اللحوم الحمراء.
= الحوامض: الحوامض تساعد على وقف نمو الأورام ويُنصح بتناول عصير الحوامض يوميا، على أن تكون عصائر طبيعية كما أن قشرة الحوامض مفيدة لخفض السموم بالجسم.
= اللحوم البيضاء: أن اللحوم الحمراء من محفّزات نمو الأورام السرطانية في الجسم ولهذا ينصح بتناول الدجاج والاسماك بدلا من الأبقار أو الأغنام، لكونها لا تحتوي على البروتينات السامة.
= المكسرات والجوز: غني بفيتامين E يسمى غاما توكوفيرول وأنه يوقف مسار الإشارات لأنزيمية للبروتين الضار وهذا الأنزيم مسؤول عن تنظيم التمثيل الغذائي وبقاء الخلية، كما أنه يقوم بمهاجمة وتدمير الخلايا السرطانية ويمنع وقف مستقبلات هرمون الأستروجين وبالتالي يمنع سرطان الثدي.
= الأسماك الدهنية: تعتبر الأسماك صحية لاحتوائها على أحماض أوميجا 3 الدهنية وفيتامين (د) مثل السلمون والرنجة. وفحصت دراسة أميركية حوالي 48 ألف رجل على مدى 12 عشر عامًا من الذين تناولوا اسماك السلمون أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 في المائة للإصابة بسرطان البروستاتا. ولدى النساء، فإن تناول الأسماك يخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى النصف تقريبًا.
= خفض تناول الملح: تناول كميات كبيرة من الملح من شأنه زيادة نسبة الصوديوم في الجسم وهو عامل خطر للإصابة بسرطان المعدة. وفقًا للدراسة ألامريكية، مات 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب تناول الكثير من الملح. لذلك ينصح باستهلاك جرامين كأقصى لكميّة املاح الصوديوم يوميًا.