أخبارصحة

التفكير المفرط يؤدي إلى ألم بالدماغ وجلطات ومتلازمة القلب المكسور وطرق واغذية لتحسين المزاج

د محمد حافظ ابراهيم

 

    اوضحت دراسة للجمعية الأميركية لعلم النفس أن الجهد العقلي المفرط ، يؤدي إلى مشاعر سلبية وإرهاق نفسي ويسبب آلام بالدماغ . ووجدت الدراسة التي شملت مجموعة واسعة من جميع المهن عبر 29 دولة وجود علاقة مباشرة بين الجهد العقلي المفرط والشعور بالانزعاج. وأظهرت اكاديمية بوليتين النفسية أن الإحساس بالألم بعد التفكير الشديد ينطبق على فئات سكانية مهنية محددة ذات خصائص معينة، إذ إن التفكير المؤلم له تأثير أقل على سكان الدول الآسيوية مقارنة بالدول الأخرى. وحللت دراسة الانزعاج من التفكير لمراجعة تحليلية شاملة للعلاقة بين الجهد العقلي والتأثير السلبي، لنحو 170 دراسة سابقة لاستخلاص استنتاجاتها. ورغم وجود علاقة قوية بين الجهد العقلي والشعور بالضيق، ولكن هذه العلاقة ليست ثابتة؛ بل تتأثر بعوامل عدة استنادا إلى طبيعة المهنة والتي أكدت أن المستوى التعليمي، خاصة إتمام الدراسة الجامعية، يؤثر بدوره على هذه العلاقة. وشملت الدراسة مجموعة من المهن مثل الذين يعملون بمجال الرعاية الصحية الموظفين العسكريين والرياضيين والهواة وطلاب الجامعات. وتباينت المهام الـ358 التي تمت دراستها فيما يتعلق بالتفكير المفرط، إذ عبر جميع المشاركين عن زيادة شعورهم بالضيق والإرهاق كلما زاد الجهد العقلي. لذلك أوصت الدراسة بأن يقدم أرباب العمل والمؤسسات التعليمية الدعم والمكافآت للأشخاص الذين يقومون بمهام الجهد العقلي المفرط والصعب عقليا.

 واوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية بان التوتر يسبب متلازمة القلب المكسور والجلطات. فإذا كان الشخص حساسا للغاية، ويشعر بالتوتر والقلق بسرعة فعلية الحذر لتأثيرات هذه المشاعر السلبية على حياتة لأنه هذة التاثيرات تزيد من فرص التعرض للامراض المزمنة. حيث أن الشعور بالتوتر والقلق يؤثر سلبًا على اعضاء الجسم، ويزيد من التعرضه للأمراض، فعندما نشعر بالضغط يقوم الجهاز العصبى بتوجيه الجسم لإطلاق هرمونات الادرينالين والكورتيزول ويتعرض الجسم لحرب هرمونات داخلية بهدف تهدئة الشخص، ولكن البعض يتعرض للامراض التي تتأثر بالتوتر وهى:

= القلب والأوعية الدموية: يؤثر التوتر على صحة القلب والاوعية الدموية ويزيد من فرص الإصابة بزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ويترتب علي ذلك زيادة الإصابة بنوبة القلب أو الجلطات في أماكن متفرقة بالجسم وأشهرها القلب، أن المشاعر السلبية تزيد من التعرض للإصابة بمتلازمة القلب المكسور التي تعرض حياة الشخص للخطر والذبحة الصدرية.

= الجهاز الهضمي: يتأثر الجهاز الهضمي بسبب هرمونات التوتر التي يتم إفرازها بالجسم، ولذلك قد يعاني البعض من عسر الهضم أو الإنتفاخ أو الإمساك أو الإسهال.

= الجهاز العصبي: التوتر يسبب الشعور بالصداع والدوخة وعدم التركيز والأرق وعدم القدرة أو الرغبة في النوم ليلا.

= الجهاز التنفسي: يعاني الكثيرون من الأشخاص بضيق التنفس، هذا العرض يقوم الجسم بالدفاع به عن نفسه عند الشعور بالتوتر والقلق.

= العضلات والعظام: يزيد التوتر من الشعور بآلام العضلات والعظام والمفاصل، فيصبح الشخص غير قادر علي القيام بأي نشاط حتي لو بسيط.

= الجهاز المناعي: يصبح  الجسم غير قادر علي مكافحة  العدوي من  الفيروسات والبكتيريا.

 واوضحت دراسة للدكتورة فيليسيا زيروس بجامعة نيويورك الامريكية لعواقب عدم الارتقاء مستوى السعادة الشخصية ومقارنتها مع مدى سعادة الاخرين. حيث كشفت الدراسة عن نتائج عكسية قد تنجم عن الحكم على مدى السعادة والرضا عن الحياة. وفي ثلاث تجارب تضم حوالى 1800 مشارك، وجد الباحثون أن المخاوف أو الأحكام حول مستوى سعادة الفرد، ارتبطت بانخفاض الرفاهية، ويرجع ذلك إلى السلبية وخيبة الأمل بشأن الأحداث الإيجابية. واوضحت الدكتورة فيليسيا زيروس إن التفكير كثيرا في مستوى سعادة المرء قد يكون مرتبطا بمخاوف بشأن عدم الارتقاء إلى مستوى السعادة أو عدم السعادة مثل الآخرين . حيث ان هناك الكثير من الضغوط المجتمعية، والتي تشجع على الاعتقاد الخاطئ بأن الناس يجب أن يشعروا بالسعادة طوال الوقت لتحقيق رفاهية أكبر. ولكن السماح للشخص ان بتقبّل المشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن يكون أداة مفيدة لتحقيق السعادة وزيادة الرفاهية. وفي الدراسة، أجاب المشاركون على أسئلة حول معتقداتهم حول السعادة، وكذلك رفاهتهم النفسية وأعراض الاكتئاب.

 واوضحت نتائج الدراسة ارتبط القلق بشأن سعادة الفرد بانخفاض الرضا عن الحياة والرفاهية النفسية، فضلا عن أعراض الاكتئاب الأكبر. ووجدت الدراسة أن السعي وراء السعادة، أو النظر إلى السعادة كهدف مهم للغاية،ولكن التوقعات العالية بشأن السعادة يمكن أن تكون ضارة، لأنها تجعل من الصعب تحقيق مستوى السعادة الذي يتوقعه الشخص من الاحداث سواء كانت إيجابية اوسلبية. وقدمت الدراسة بعض النصائح لإدارة والسيطرة علي التوتر ومنها:

= ممارسة الرياضية يوميا، تعمل علي تحسين المزاج والحد من التوتر والقلق، ولذلك يمكن المشي يوميا 30 دقيقة.

= الحصول على قسط كاف من النوم الليلى يخفض حدة التوتر.

= اتباع نظام غذائي صحي وغني بالأطعمة الصحية الخالية من السكريات مثل الفواكه والخضروات.

 واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية للسعادة وتحسن المزاج. ولا شك أن ما نأكله ينعكس على حالتنا النفسية، فهناك اغذية تجعل الشحص يشعر بالدفء كالعدس والخضروات الورقية والنعناع والبطيخ لأنها تؤثر على كيمياء الدماغ والهرمونات التي ينتجها الجسم، بالإضافة إلى توفير الفوائد الغذائية، وخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي تطلق هرمون السيروتونين، فيمكن أن يؤدي الموز والأفوكادو والمكسرات إلى إنتاج هرمون الدوبامين، المرتبط بالمتعة والمكافأة. ومن أبرز اغذية السعادة هى:

= العدس: تناول العدس يمكن أن يجعل الشخص سعيدًا لأنه مصدر جيد للتريبتوفان ويوفر البروتينات والعناصر الغذائية وأن التريبتوفان يزيد من مستويات السيروتونين في الجسم، وهذا بدوره يمكن أن يخفض من التوترات ويزيد من الود.

= الحمص: الحمص من الأطعمة التي تساعد على تحسين الحالة المزاجبة لانه غني بالتريبتوفان كما أنه يحتوي على كمية جيدة من الألياف والبروتين، ويحتوي الحمص على المغنيسيوم الذي يساعد في وظائف الأعصاب، وكذلك السيلينيوم والزنك يساعدان في مكافحة الاكتئاب والقلق.

= الجبن القريش: غنية بالبروتين والتريبتوفان وأن بروتينات الألبان تساعد على النوم بشكل أفضل لأنها غنية بالتريبتوفان مع البروتينات

= المكسرات: مثل اللوز والجوز غنية بالتريبتوفان والدهون الصحية، ويمكن تناولها كوجبات خفيفة أو إضافتها إلى والأطباق المختلفة. وارتبط استهلاك المكسرات بانخفاض الإصابة بالاكتئاب 23 %.

= الالبان: الحليب ومنتاجات الالبان من أطعمة التى يمكن أن تجعل الشخص سعيدًا لأنها تحتوي على التربتوفان ويمكن تضمينها في النظام الغذائي على شكل حليب أو لبن زبادي أو لبن رائب، وتحتوي منتجات الألبان على مواد يمكن أن تخفف من أعراض الاكتئاب.

= الشوفان: الشوفان من الأطعمة التي تجعل الانسان سعيدًا، لانه غني بالتريبتوفان، أنه يسهل إنتاج السيروتونين في الجسم، والياف البيتا جلوكان تساعد على البقاء هادئًا وتحسين النوم.

= البطاطا الحلوة: البطاطا الحلوة مصدر جيد للكربوهيدرات وتحتوي على التربتوفان ، حيث أن كاروتينات ألفا وبيتا كاروتين، والتي توجد بمستويات عالية في البطاطا الحلوة ذات اللحم البرتقالي، تساعد في علاج الاكتئاب.

= الأفوكادو: غني بفيتامين بى 3 وأحماض أوميجا 3 الدهنية، ويساهم في إنتاج السيراوتونين، كما ارتبط علميًا بتحسين الحالة المزاجية كما أن الأفوكادو له مجموعة من الفوائد الصحية الأخرى بسبب الدهون الغير مشبعة .