أخبارصحة

اسباب واعراض اضطرابات النوم وعلاقتها بالامراض المزمنة وطرق العلاج الطبيعية

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضحت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك ألامريكية أن أولئك الذين ينامون بشكل سيئ بانتظام هم ألاكثر عرضة لمجموعة واسعة من الامراض المزمنة من أولئك الذين ينامون بشكل طبيعي. حيث قام فريق من الباحثين التابعين لمجموعة من المؤسسات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بتحليل أنماط النوم لـ 6785 بالغا يرتدون أجهزة الذكية خلال النوم وتم ربط البيانات بالامراض الصحية للمشاركين والتى أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل النوم المزمنة معرضون لخطر أكبر للعديد من المشاكل الصحية والتي يرتبط الكثير منها باضطرابات القلب والأيض والاضطرابات النفسية والقلب حتى السرطانات . ولكن كان الارتباط  بين الامراض المزمنة وألاجهزة الذكية كان من الصعب تحديد الاسباب حيث يرتدي المتطوعون أجهزة استشعار أثناء نومهم في مختبر لبضع ليالى فقط وتوفر مثل هذه الجهود فرصة قصيرة جدا للدراسة.

 

وسعى فريق الدراسة إلى جمع بيانات النوم لآلاف الأشخاص على مدى فترة طويلة حيث لجأ الفريق إلى ألاجهزة الذكية، وهي جهاز استشعار بيولوجي متوفر ومثبتة على سوار يمكن ارتداؤه بسهولة في الليل. وتمكن الباحثون من الوصول إلى بيانات وتحليلها من المتطوعين المشاركين في البرنامج الذي شمل جمع البيانات الليلية من مستخدمي أجهزة الذكية وملفات تعريف المستخدمين، بما في ذلك معلومات النوم والصحة والتى تمكنت من اكتشاف أنماط النوم من خلال مراقبة معدل ضربات القلب وأنماط الحركة في وقت واحد أثناء النوم والتأكد بدقة من وقت دخول الشخص في مرحلة حركة العين السريعة والنوم العميق والخفيف ومدة النوم والوقت المنقضي من النوم المضطرب. وتضمنت ملفات المتطوعين تاريخ المرض والعمر والجنس والطول والعرق والوزن وعوامل أخرى ذات صلة. ووجد الباحثون ما وصفوه بأنه ارتباط عكسي بين النوم العميق وحركة العين السريعة وزيادة احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. كما وجدوا ارتباطا بين عدم انتظام النوم واضطرابات الاكتئاب والسمنة واضطراب القلق وفرط كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم .

 

اوضحت دراسة الدكتور هانس جونتر فييس بهيئة الصحة الالماتية ورئيس المعهد الألماني لطب النوم لاعراض واسباب اضطرابات النوم والطرق الطبيعية العلاجية. واوضح ان هناك أعراض خطيرة تنجم عن قلة واضطرابات النوم وهو من أمراض العصر الحديث حيث ان  اضطرابات النوم أو الساعات القليلة للنوم لها نتائج خطيرة وامراض قد تصل إلى الموت المبكر. وان قلة النوم تؤثر على الحياة وخاصه فى مرحله الشيخوخه ومن الخطا ان يعتقد الانسان ان قله النوم يمكن تعويضها لاحقا. فالأضرار الناجمة عن ذلك هي مباشرة ومستمرة مهما حاول الإنسان تداركها بعد ذلك. وتكفي ليلة واحدة لا نحصل فيها على قسط كافى من النوم لإحداث اضطرابات عصبية ونفسية، خاصة إذا كنّا نعمل في اليوم التوالي. واوضح ان النوم يحقق المعجزات ولا يمكن تحديدة بالساعات، وإنما العامل المحدد هو الجينات، مما يعني أن كل واحد منّا عليه مراقبة جسده لاستخلاص عدد الساعات التي يحتاجها للنوم. ومع ذلك هناك معدل تقريبي يقدر بسبع ساعات من النوم ليلا للرجال، فيما تحتاج النساء إلى عشرين دقيقة إضافية عن ذلك المعدل . ان قلة النوم تدخل ضمن مشاكل العصر الحديثة، وهي أكثر شيوعا في الدول المتقدمة، حيث ضغوطات العمل أكثر حدة، مقارنة بالمجتمعات الأخرى. وكذلك انتشار الهواتف الذكية أثر بدوره على جودة النوم على المستوى العالمي، حتى اصبح الهاتف الذكي عاملا تخريبيا للنوم الصحي، وذلك بسبب معدل الضوء الأزرق للشاشات الذي يؤثر سلبا على إفراز هرمون ميلاتونين المسؤول عن النوم.  

 

وأضافت الدراسة علمية للدكتور هيرمانو كريبس أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركية ان قله النوم تعرقل قدره الانسان على المشي المنتظم . حيث إن نتائج الدراسة تظهر ان المشي ليس عملية تلقائية، بل يمكن أن تتأثر بالحرمان من النوم. وان النوم المثالى هو 7 ساعات في الليل، وفي حال عجز الإنسان عن ذلك، عليه تعويض تلك الساعات بأكبر قدر ممكن وبشكل منتظم ومتدرج . وكان الاعتقاد العلمي السائد قبل هذه الدراسة هو أن المشي عملية تلقائية، بحيث يوجه الإنسان نفسه بالاتجاه الذي يريد السير فيه ويتولى الجسم تنفيذ ذلك بمساعدة تقنية محدودة. لكن الدراسة الجديدة الغت هذا الاعتقاد، إذ أظهرت أن الدماغ يتفاعل مع إشارات مرئية وسمعية في الطريق، ويضبط إيقاع المشي وفقا للحاجة. و إن هناك الكثير من التأثير الذي يأتي من الدماغ على المشي. فعلى سبيل المثال للوصول إلى قدرة الدماغ المثلى، يحتاج البالغون إلى النوم 7 ساعات على الأقل، بينما يحتاج الأطفال في سن المدرسة للنوم ما بين 9- 12 ساعة، بحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها . وتعد الدراسة تنبيها قويا بشأن الحاجة إلى النوم الكافي، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعملون بنظام الورديات الطويلة أو الليلية إذ قد يكون المشي غير المنتظم خطير. لذلك يمكن تلخيص الأضرار الناجمة عن قلة النوم في الاتى :

= ضعف الجهاز المناعي: ان قلة النوم بمعدل ساعتين طيلة أسبوعين كافية لإحداث خلل في الجهاز المناعي. ومن الأعراض الشائعة التعرض لنزلة البرد باستمرار. وإنه وفق الدراسات فان كل شخص من اثنين يتعرض لنزلة برد بسبب قلة النوم.

= ضعف القدرات الذهنيه: قله النوم تؤثر مباشرا على القدرات الذهنيه للانسان . وهذا ما تظهره جليا الإحصائيات الرسمية والتي تشير إلى أن أعداد ضحايا حوادث السير بسبب ضعف التركيز أعلى بكثير من تلك التي يكون سببها تناول المشروبات الكحولية عند قيادة السيارة

= الزيادة في الوزن: قلة النوم تحدث اضطرابات في الهرمونات، مما يتسبب في زيادة الوزن. كما أن قلة النوم تنمي الرغبة في تناول الاطعمة السريعة وذلك بسبب زيادة إفراز هرمون الجوع جريلين.

= الذبحة الصدرية: أن العديد من الدراسات أظهرت أن مشاكل النوم تتسبب في أمراض الأوعية الدموية والشرايين كما أنها تحدث اضطرابات في الضغط وضربات القلب والذبحة الصدرية.  

= زياده أوجاع الرأس والصداع: هرمون الكورتيزول الذى يفرزه الجسم في حالات التوتر قد يكون بسبب قلة النوم حيث يحدث توتر ومن الطبيعي أن نسبة هذا الهرمون ترتفع في الجسم.

= مشاكل نفسية: من الأعراض المعتادة لقلة النوم الاضطرابات النفسية والاكتئاب وحالات الخوف المرضي ويصنف الأطباء اضطرابات النوم في صدارة أعراض أمراض الاكتئاب.

= داء السكري: اضطرابات النوم من العوامل المسببة لمرض السكري لكونها تحدث اضطرابات في نظام الاستقلاب ومن ثمّ تعامل الجسم مع الهيدروكاربونات. ويحدث أيضا فى المبالغة في النوم.

= تلف العضلات: من يريد تنمية العضلات عليه أن يذهب للنوم مبكرا. ولكن قلة النوم تسبب تراجع هرمون التيستوسترون المسؤول عن بناء عضلات الجسم.

= الموت المبكر:  قلة النوم ترفع من خطر الموت المبكر. والأطباء يربطون بين خطر الموت المبكر وساعات النوم العميق، التي تمثل المرحلة الثالثة في مسار النوم لأن الجسم لا يصل إلى مستوى الراحة الموجوده فى النوم العميق.

 

واوضحت الدراسة ان عدم النوم العميق والمريح ليلا يجعل الانسان مجهدا وضعيف التركيز، وكلما تقدم السن قد يزداد الامر سوءاً، لكن هناك خطوات تساعد في مجابهة اضطراب النوم وهناك طرق يمكن فعلها لتخفيف هذه المشكلة. فكلما تقدم العمر بالانسان تصبح اضطرابات النوم أمرا شائعا لدى كثير من الناس. وإن التقدم في العمر أو الوصول لمرحلة الشيخوخة يجعل  الوصول لمرحلة النوم العميق أو النوم بعمق  لفترة طويلة في الليل أمرا صعبا. وتعاني النساء في كثير من الأحيان من مثل هذا الأرق لأسباب بيولوجية. وان اضطرابات النوم هي أيضًا جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية لدى الرجال، بحسب ما اوضحة الدكتور الألماني ماتياس شفاب، طبيب الأعصاب ورئيس “مختبر النوم” بمستشفى جامعة ينا بشرق ألمانيا. واوضح الدكتور ماتياس شفاب انه مثلما تظهر التجاعيد على خارج الجسم، يشيخ الدماغ أيضًا، وينام الإنسان بشكل أقل ولفترات قصيرة وأن هذا أمر مرهق للعديد من المتضررين ويصيب يالامراض المزمنة.

 

واوضحت الدراسة ان من أكثر الأسباب شيوعا لاضطرابات النوم هى الضوضاء والضغوط العصبية، والتى قد تتسبب زيادة اضطراب النوم. وأظهرا دراسة لشركات التأمين الصحي في ألمانيا أن ظروف الامراض جعلت واحدا من كل عشرة أشخاص ينام بشكل أسوأ وزاد الأمر بالنسبة لمن يتعرضون لضغوط بسبب الوباء ففي هذه الحالة تصبح النسبة واحدا من كل أربعة. لذلك اوصت الدراسة لبعض المحفزات النوم الصحي. حيث ينصح الدكتور ماتياس شفاب، من يعاني من مشاكل النوم بان ينتبه بشكل خاص لما يعرف “ظروف النوم الصحي”. ويشمل ذلك غرفة نوم باردة ومظلمة وهادئة ومرتبة مريحة. كما تساعد أيضًا تمارين الاسترخاء، مثل اليوغا للنوم بشكل أفضل والحصول على حمام دافئ ليلا. وبالنسبة للأشخاص أصحاب الحساسية الزائدة فيجب عليهم تجنب استخدام التلفزيون والهاتف الخلوي وجميع الاجهزه الاليكترونيه في غرفة النوم بسبب الضوء الأزرق لان الضوء هو الزناد الذي يوقظ الانسان . واوضح الدكتور ماتياس شفاب كقاعدة عامة، يجب أن تنام حتى تشعر بالراحة لكن ليس بالضرورة أن تكون ثماني ساعات من النوم، فخمس ساعات قد تكون كافية للبعض حيث اننا مختلفين عن بعض فى احتياجاتنا الغذائيه وكذلك احتياجاتنا الصحيه.