د محمد حافظ ابراهيم
حذر دراسة للدكتورة كريستين يافي وفريق من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو من أن الناس كبار السن اللذين يعانون من اضطرابات النوم يمكن أن يكونوا عرضة للإصابة بحالة من العته في المراحل المتقدمة من حياتهم . ووجد الباحثون أن الناس اللذين يتعرضون لمشكلات تتعلق بالتنفس أثناء النوم، والتي تسبب ضعف كمية الأكسجين التي تصل إلى المخ، تزداد فرص إصابتهم بضعف الإدراك أو الجنون بنسبة 50 في المائة عن الاخريين الحاصلين على النومً العادىً . وعلى الرغم من أن الدراسة ركزت على كبار العمر فقط، الا أن الآلية لها أهميتها، إذ إنها تشير إلى احتمال حدوث ذلك لدى الشباب أيضاً .حيث حذر الباحثون الأمريكيون من أن حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم، والتي يعاني فيها الأشخاص توقفات سريعة ومتكررة للتنفس أصبحت في ازدياد مستمر، مشيرين إلى أنها تؤثر في 60 في المائة من المسنين، على الرغم من وجود علاجات ناجعة لهذه الاضطرابات .
وقد أجرت الدكتورة كريستين يافي وفريق البحث دراسة شملت 300 مسن كان متوسط أعمارهم 82 عاماً وتضمنت اختبارات عديدة عليهم. حيث تعرضوا لاضطرابات النوم، وتم خلالها قياس عدد مرات توقف التنفس أثناء نومهم، ومستويات نقص الأكسجين الذي يصل إلى المخ . وأظهرت النتائج أن 100 مسن تعرضوا بالفعل لاضطرابات التنفس أثناء النوم، وبعد مرور أربع سنوات، أصيب 36 في المائة منهم بالضعف إلادراكي الطفيف . كما وجدت الدراسة أن 45 في المائة ممن يعانون من اضطرابات التنفس أثناء النوم، تطور لديهن الضعف إدراكي المعتدل، مقارنة ب 31 في المائة من الاخريين اللذين لم تكن تعانوا من هذة الاضطرابات، مما يشير إلى زيادة قدرها 50 في المائة . وقال الباحثون إنه بتحليل نتائج الاختبارات وجدوا أن هناك ارتباطاً واضحاً بين اضطرابات التنفس أثناء النوم وبين الاحتمالات المتزايدة للإصابة بالضعف الإدراكى المعتدل، ووجدوا أن قياسين من قياسات نقص الأكسجين كانت مرتبطة أيضاً بحالات من الضعف الإدراكي أو العته، ولكن اضطرابات النوم العادية التي لايصاحبها توقف في التنفس ليست سبباً في الإصابة بالضعف الإدراكي .
واوضحت دراسة للجمعية الطبية الأمريكية أن نقص الأكسجين هو السبب الرئيس في زيادة فرص التعرض لضعف الإدراك .واوضحت الدكتورة كريستين يافي انه من المهم تحديد ما إذا كانت هناك صلة بين اضطرابات التنفس أثناء النوم وبين الضعف الإدراكي، حيث ثبت ان وجود صلة بين نقص الأكسجين وبين الضعف الإدراكى المعتدل، مما يفسر الآلية التي تؤدي بها اضطرابات التنفس أثناء النوم إلى الإصابة بالضعف الإدراكي. واضافت أن الإصابة بالضعف الإدراكي المرتبط باضطرابات التنفس أثناء النوم تفتح طريقاً لمزيد من الأبحاث حول مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي المعتدل أو العته، واكتشاف استراتيجيات وقائية تستهدف تحسين جودة النوم والتغلب على مشكلاته الشائعة ومنها اضطرابات التنفس. حيث بينت الإحصاءات أن نصف مليون بريطاني يعانون اضطرابات التنفس أثناء النوم كذلك .حيث تتعرض عضلات المجاري التنفسية أثناء هذه العملية للانهيار أثناء النوم، فتمنع تدفق الأكسجين لعشر ثوان قبل أن يرسل المخ إشاراته التي تحدث انقباضاً في العضلات فيعاد فتح المجاري التنفسية المغلقة .واضطرابات التنفس لا تعوق عملية التنفس فقط، بل تسبب التعب والإرهاق طوال الشعور بالنعاس اثناء اليوم التالى، كما يقول الباحثون إنها ربما تؤدي في بعض الحالات إلى رفع ضغط الدم وإلى الإصابة بأمراض القلب .
واوصت دراسة للدكتورة آن كوربيت مديرة الأبحاث في جمعية الزهايمر الامريكية انه يمكن علاج هذه الحالة باستخدام جهاز لإمداد الأكسجين بطريقة متواصلة تتطلب من المريض أن يرتدي قناعاً فوق أنفه أثناء النوم، يتصل القناع بمضخة توضع بجانب السرير، وتعمل على ضخ الهواء فيضمن ذلك بقاء الحلق مفتوحاً مما تمكن المريض من نوم هادئ بلا مشكلات . وتقول الدكتورة آن كوربيت ان هذه الدراسة اظهرات أن كبار السن الذين يعانون اضطرابات التنفس أثناء النوم عرضة للإصابة بالعتة .وترى الدكتورة آن كوربيت أن الدراسة تؤيد النظرية التي تفترض أن السبب في ذلك يعود إلى نقص كمية الأكسجين التي تصل الى الدماغ أثناء النوم، مشيرة كذلك إلى أنه باتباع نظام غذائي جيد والحفاظ على وزن الجسم في معدلات طبيعية وممارسة الرياضة يخفض من مخاطر الإصابة بالعتة والجنون بنسبة الثلث، كما طالبت بضرورة قياس ضغط الدم ومعدلات الكوليسترول بصورة منتظمة .
واوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية ان ضعف النوم هو أحد أسباب الخرف. حيث كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم في الخمسينيات والستينيات من العمر قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف عندما يكبرون، حيث تناولت ما يقرب من 8000 شخص في بريطانيا لمدة 25 عامًا تقريبًا بدءًا من بلوغهم سن الخمسين، واتضح أن أولئك الذين أفادوا باستمرار أنهم ينامون ست ساعات أو أقل في منتصف الليل كانوا أكثر عرضة بنسبة 30 في المائة من الأشخاص الذين ينامون بانتظام سبع ساعات وهو معدل النوم الطبيعي للإصابة بالخرف بعد ثلاثة عقود تقريبًا .
واوضحت دراسة الدكتور إريك موسيك، طبيب الأعصاب فى مركز الإيقاعات البيولوجية والنوم بجامعة واشنطن انه من المعروف أن تغيرات الدماغ في مرحلة ما قبل الخرف مثل تراكمات البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر تبدأ قبل حوالي 15 إلى 20 عامًا من ظهور مشاكل الذاكرة والتفكير على الأشخاص. واضاف الدكتور سيفيرين سابيا، عالم الأوبئة في المركز الفرنسي لأبحاث الصحة العامة، إن الفريق كان قادرًا على التكيف مع العديد من السلوكيات والخصائص التي قد تؤثر على أنماط نوم الأشخاص أو مخاطر الإصابة بالخرف، ويشمل ذلك التدخين واستهلاك الكحوليات ومدى نشاط الأشخاص بدنياً ومؤشر كتلة الجسم واستهلاك الفاكهة والخضروات ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية وحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
لتوضيح علاقة الخرف باضطرابات النوم بشكل أكبر. كما يعتبر الاكتئاب عامل خطير للإصابة بالخرف وترتبط اضطرابات الصحة العقلية ارتباطًا وثيقًا باضطرابات النوم.
واوصت دراسة لهيئة كليفلاند كلينيك الامريكية ببعض النصائح للحفاظ على صحة الدماغ. حيث أصبحت الاضطرابات العصبية شائعة بين الناس ومصدر قلق متزايد يؤثر عليهم، وتشمل الاضطرابات مجموعة واسعة متعلقة بالجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكى والأعصاب، وتتنوع هذه الاضطرابات مما يجعل من الصعب تحديدها وإدارتها، مما يحتم فهم ماهية الاضطرابات العصبية وكيفية تحديدها والوقاية منها وتجنبها وتخفيف المعاناة وتحسين نوعية الحياة. واوضحت الدراسة بانة يمكن الوقاية من أغلب المشاكل العصبية أو تخفيف حدتها من خلال تعزيز صحة الدماغ، ويمكن الوقاية من أكثر المشاكل العصبية شيوعًا، كالخرف والسكتة الدماغية، ويشكل منع الاضطرابات العصبية جانبًا أساسيًا هاما من جوانب الحفاظ على صحة الدماغ مدى الحياة؛ لذلك يجب اتباع بعض الإرشادات للوقاية من الاضطرابات العصبية كالاتى :
= ممارسة التمارين الرياضية بأنتظام، حيث أنها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة الدماغ ومستويات الطاقة وأنماط النوم، مما يخفض من فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق.
= الابتعاد عن التدخين والمخدرات التي يمكن أن تضعف الوظيفة الإدراكية للدماغ وتزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
= النوم لمدة 7-9 ساعات في الليلة أمر في غاية الأهمية للسماح للدماغ بالراحة والأسترخاء.
= الفحص الدوري حيث أنه الكشف في الوقت المناسب لارتفاع ضغط الدم والسكري والسيطرة عليهم تمنع المضاعفات العصبية.
= تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية ، والتي توجد في المكسرات وبذور الكتان والمأكولات البحرية لدعم وظائف الدماغ.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية التى تساعد على النوم الهانئ ليلا . واوضحت انه يوجد هناك بعض الأطعمة التي قد تساعد على الحصول على نوم هادئ وعميق، ومن اهمها الاتى:
= الموز: يحتوي الموز على الماغنيسيوم والبوتاسيوم، وهما معدنان مهمان لصحة الجهاز العصبي والعضلات. كما أنه يحتوي على التربتوفان، وهو أحد أحماض الأمينة والتي تساعد على إنتاج السيروتونين والميلاتونين، وهما هرمونان مهمان لتنظيم النوم.
= الحليب: يحتوي الحليب على البروتين والكالسيوم بالإضافة إلى التربتوفان. الذى يساعد على إنتاج الميلاتونين، مما يساعد على الشعور بالنعاس والنوم العميق.
= البقوليات: مثل العدس والفاصوليا والبازلاء تحتوي على البروتينات والألياف والماغنيسيوم وهذه المكونات تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم.
= المكسرات: مثل اللوز والجوز والبندق تحتوي على الدهون الصحية والبروتين والماغنيسيوم وهذه المكونات تساعد على خفض مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد، مما يساعد على الاسترخاء والنوم الهانئ .
= التوت الأزرق والعنب: التوت الأزرق غني بمضادات الأكسدة والأنثوسيانين، وهي مركبات نباتية تساعد على تحسين نوعية النوم. كما أنه يحتوي على الميلاتونين، مما يساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.