د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتورة إميلي هيرد، بمعهد علوم الأعصاب الإدراكية بجامعة كوليدج لندن وباحثو معهد العلوم عن آلية العمليات التي تحدث في الدماغ والجسم عند ممارسة التمارين الرياضية، والتي من شأنها تخفيف أعراض الاكتئاب. ويرتبط الاكتئاب باضطرابات دماغية ونفسية، مثل ضعف التعلم والذاكرة. واوضحت الدراسة أن النشاط البدني، وخاصة التمارين الهوائية يخفض أعراض الاكتئاب. واقترح الباحثون فرضية جديدة لفهم التأثيرات المضادة للاكتئاب الناتجة عن ممارسة الرياضة ويعتقد فريق البحث أن العملية تعتمد على الدافع، وهو أمر مهم للغاية لتخفيف أعراض الاكتئاب، مثل انعدام المتعة وانخفاض الطاقة و”ضبابية الدماغ”. . ودرس الفريق أوراقا عن آليات الاكتئاب لدى كل من البشر والحيوانات، وخلصت إلى أن الاكتئاب يرتبط بالتهاب مرتفع ناتج عن استجابة مناعية للجسم كما يعطّل انتقال هرمون السعادة الدوبامين وقد تمثل هذه التغيرات البيولوجية عمليات رئيسية تؤدي إلى تغييرات في الدافع، وخاصة انخفاض الرغبة في بذل جهد بدني أو عقلي. وفي الوقت نفسه، تعمل التمارين الرياضية على خفض الالتهاب، وتعزيز وظيفة الدوبامين، وتحفز الدافع المضاد للاكتئاب. واوضح الباحثون أن هذا قد يكون سببا مهما لتأثير التمارين الرياضية المضاد للاكتئاب.
واوضحت الدكتورة إميلي هيرد، من معهد علوم الأعصاب الإدراكية بجامعة كوليدج فى بريطانيا انه تم إثبات التأثير المضاد للاكتئاب الناجم عن الرياضة الهوائية بشكل مقنع من خلال التجارب العشوائية الخاضعة للرقابة، لكن آليتها العلاجية غير مفهومة. ويرجع هذا جزئيا إلى أنها تنطوي على مجموعة متنوعة من العمليات البيولوجية والنفسية وتأثيرتها الإيجابية على الالتهابات وهرمون السعادة الدوبامين، وتعمل الرياضة على خفض الإجهاد التأكسدي وتحسين احترام الذات والكفاءة الذاتية. ومع ذلك، فان الدراسة اوضحت أن ممارسة الرياضة تخفض من الالتهابات وتعزز انتقال الدوبامين، مما يزيد بدوره من الرغبة في بذل الجهد، وبالتالي يعزز الدافع بشكل عام. ويأمل فريق البحث أن تساعد النتائج في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة للاكتئاب، مثل برامج تمارين رياضية شخصية تعالج العوائق التي تحول دون ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب أمر بالغ الأهمية، حيث قد يكون النشاط البدني المنتظم قادرا على تخفيف الأعراض وتحسين الحالة المزاجية.
واوصت دراسة للدكتور كوه وون بواي، وباحثون من كلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية بتناول حصص يوميا اغذية تساعد في خفض خطر الإصابة بالاكتئاب. واوضح الباحثون إن المستويات العالية من المغذيات الدقيقة، مثل فيتامين سي والكاروتينات والفلافونويدات أثبتت أنها تخفض الإجهاد التأكسدي وتمنع الالتهابات. ووفقا لدراسة جديدة، فإن تناول كمية كبيرة من الفاكهة تخفض من خطر الإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق من العمر. وأظهرت الدراسة التي استمرت 20 عاما، وشارك فيها أكثر من 13 ألف مشارك أن الاستهلاك العالى للفواكه، كان مرتبطا بانخفاض احتمال ظهور أعراض الاكتئاب في سن الشيخوخة. ويقول العلماء إن تناول ثلاث حصص على الأقل من الفاكهة يوميا في منتصف العمر يخفض من احتمال الإصابة بالاكتئاب المرتبط بالشيخوخة بنسبة 21% على الأقل مقارنة بتناول حصة واحدة أو أقل يوميا. حيث لاحظ الأطباء في جميع أنحاء العالم زيادة انتشار أعراض الاكتئاب بين كبار السن، بما في ذلك مشاعر الاكتئاب ونقص المتعة وتأخر المعالجة المعرفية، والتي غالبا ما تكون مصحوبة بفقدان الشهية والأرق وضعف التركيز وزيادة التعب مع التقدم في العمر. ويقولون إنها مرتبطة بالتغيرات العصبية التنكسية الأساسية في الدماغ.
وأدى السعي إلى الحفاظ على صحة كبار السن إلى إجراء أبحاث مكثفة حول الأساليب التي يمكن أن تمنع الاكتئاب في مرحلة لاحقة من العمر. وقد كشفت الأدلة المتراكمة عن الدور الصحى للعوامل الغذائية في الحماية من الاكتئاب في مرحلة الشيخوخة. وقد شمل البحث الذي أجرته كلية يونغ لو لين للطب في الجامعة الوطنية في سنغافورة، 13738 مشاركا من دراسة الصحة الصينية في سنغافورة و تتبعت المشاركين من منتصف العمر إلى أواخر العمر على مدى نحو 20 عاما. ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من الفاكهة في وقت مبكر من العمر أظهروا احتمالية أقل لتجربة أعراض الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة. ودرس الباحثون ما مجموعه 14 فاكهة يتم تناولها بشكل شائع في سنغافورة ووجدوا أن استهلاك معظم فواكه من البرتقال واليوسفي والموز والبطيخ والتفاح والشمام العسلي، كان مرتبطا بانخفاض احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
ويقول الباحثون إن المستويات العالية من مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الدقيقة المضادة للالتهابات في الفاكهة، مثل فيتامين سي والكاروتينات والفلافونويد، ثبت أنها تخفض من الإجهاد التأكسدي وتمنع العمليات الالتهابية في الجسم تؤثر على تطور الاكتئاب. ولكن تبين أن استهلاك الخضروات ليس له ارتباط باحتمالية ظهور أعراض الاكتئاب. ويقول الباحثون إن نتائجهم تقدم رؤية قيمة حول الفوائد المحتملة لتناول كمية كافية من الفاكهة في التخفيف من أعراض الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة. وقال الدكتور كوه وون بواي، من كلية الطب بجامعة سنغافورة ان الدراسة تؤكد على أهمية استهلاك الفاكهة كإجراء وقائي ضد الاكتئاب المرتبط بالشيخوخة. حيث كان المشاركون الذين تناولوا ثلاث حصص على الأقل من الفاكهة يوميا، مقارنة بمن تناولوا أقل من حصة واحدة يوميا، قادرين على خفض احتمالية الإصابة بالاكتئاب المرتبط بالشيخوخة بشكل كبير بنسبة 21% على الأقل.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية الطبيعية لتخفيف القلق والتوتر. حيث يعد القلق من بين أكثر حالات الصحة العقلية انتشارًا ويؤثر على أكثر من 7% من سكان العالم، في حين أنة يوجد العديد من العلاجات المتاحة، الا إن الطرق الطبيعية لتخفيف هذه الحالة الصحية العقلية والتى تشمل تناول بعض الاغذية الغنية بمضادات الاكسدة التى تعزز صحة الدماغ. ووفقًا للدراسة فان القلق وهو مصطلح شامل يستخدم لوصف اضطرابات مختلفة مثل القلق الاجتماعى واضطرابات الاجهاد والتوتر والرهاب الذي يشمل مشاعر التوتر والقلق والعصبية الطويلة. وبصرف النظر عن تناول العلاج والأدوية للمساعدة في علاج المشكلة، يستخدم الأطباء في كثير من الأحيان طرقًا طبيعية مختلفة لتخفيف الأعراض وتشمل هذه ممارسة تقنيات التنفس بالإضافة إلى تناول العديد من الأطعمة التي تدعم وظائف المخ وتعزز صحة الدماغ وهى:
= سمك السلمون: سمك السلمون منخفض السعرات الحرارية ويحتوى على عناصر غذائية مثل فيتامين (د) واحمتاض اوميجا 3 الدهنية وحمض الإيكوسابنتاينويك وكلها تعمل على تعزيز صحة الدماغ. تقول الدراسات إن العناصر الغذائية الموجودة في سمك السلمون تنظم الناقلات العصبية الدوبامين والسيروتونين التي تعطي خصائص مهدئة ومريحة وتدعم قدرة العقل على التكيف مع التغيرات، ويسمح بالتعامل بشكل أفضل مع الضغوطات التي تسبب أعراض القلق.
= الكركم: يعد الكركم عنصرًا أساسيًا في مطبخ جنوب شرق اسيا، حيث أن بالكركمين وهو مركب يعزز صحة الدماغ ويمنع اضطرابات القلق. الكركم غني بمضادات الأكسدة والخصائص المضادة للالتهابات، ويمنع تلف خلايا الدماغ ويخفض من مستويات القلق.
= الزبادي: يحتوي الزبادي على البروبيوتيك، وهي بكتيريا صحية تعمل على تحسين الامعاءوالصحة العقلية. وفقا للخبراء وإن الزبادى يدعم محور الأمعاء والدماغ وهو نظام معقد بين الجهاز الهضمي والدماغ، مما يساعد على خفض التوتر والقلق.
= اللوز: إن تناول حفنة من اللوز على الإفطار يزود الجسم بالطاقة ويعد أيضًا مصدرًا رائعًا للعديد من العناصر الغذائية التي تساعد على تنظيم وظائف المخ وخفض علامات القلق. وأن اللوز يخفض من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، والتي تشارك في تطور القلق والتوتر.
= البيض المسلوق: البيض مليء بالبروتين والتريبتوفان، وهو ناقل عصبي يفيد أعراض القلق، يساعد تناول البروتين الكافي على الشعور بالسعادة والثقة.
= الشاى الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على أحماض أمينية وهى الفلافونويدات التي تعمل كمضاد للأكسدة، وفى هذه الفلافونويدات مركب يدعى الكاتيشين والتي لها تأثيرات إيجابية على صحة الدماغ والقلق، كما أنه يساعد بشكل كبير على خفض هرمون الكورتيزول المرتبط بالقلق ويهدئ ألاعصاب ويزيد من انتاج الدوبامين والسيروتونين وهى الناقلات العصبية التي لها تأثيرات مضادة للقلق.
= الشيكولاته الداكنة: تناول مكعبًا أو اثنين من الشوكولاتة الداكنة تساعد في تخفيف القلق والتوتر. وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على 70% من مركبات الفلافونول مثل الإبيكاتشين والكاتشين، وهي مركبات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة.