أخبارصحة

نظام غذائي أسوأ من التدخين يقصّر العمر والعلاج بتناول حمية البحر الأبيض المتوسط

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة للدكتور بيل هاريس، رئيس معهد أبحاث الأحماض الدهنية والجمعية الأمريكية للتغذية السريرية ان متوسط العمر المتوقع للانسان يتأثر بعدد من العوامل المختلفة، مثل الوراثة والامراض والإصابات الخارجة عن السيطرة والنظام الغذائي وعدد مرات ممارسة الرياضة والحياة النشطة. واوضحت الدراسة أن التدخين يعتبر أحد أسوأ هذة العادات الصحية، فهو السبب الرئيسي لسرطان الرئة في جميع أنحاء العالم، بل يمكن أن يزيد أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ولكن العلماء اكتشفوا أن نقص دهون أوميجا 3 في النظام الغذائي يمكن أن يقصّر العمر أكثر من التدخين . حيث ووجدوا أن التدخين يخفض متوسط العمر المتوقع للانسان باربع سنوات، ولكن المستويات المنخفضة من دهون أوميجا 3 الموجودة بشكل رئيسي في الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين يمكن أن يزيد من متوسط العمر للانسان بمقدار خمس سنوات.

واستخدمت دراسة الجمعية الأمريكية للتغذية السريرية إحصاءات من دراسة فرامنغهام للقلب وهى واحدة من أطول الدراسات الجارية في العالم. وقدمت رؤى فريدة حول عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل العمر والجنس والتدخين وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وضغط الدم الانقباضي والكوليسترول. ووجد العلماء أن قياس الأحماض الدهنية يمكن أن يتنبأ بالوفيات بشكل مماثل لعوامل الخطر القياسية الاخرى . وأوضح الدكتور بيل هاريس، انة تم استنتاج ان نقض مؤشر دهون أوميجا 3 هى عامل خطر اخر ويجب ان يؤخذ فى الاعتبار بنفس أهمية عوامل الخطر الأخرى، وربما أكثر من ذلك. واوصت الدراسة بتناول الاغذية الغنية بدهون أوميجا 3 المتاحة فى اسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والمأكولات البحرية الأخرى. وتوجد كذلك فى المكسرات والبذور الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون .

واوصت دراسة للدكتورة سينتيا الحاج استاذة علم التغذية بجامعة اسبانيا ان اتباع الناس حمية البحر الأبيض المتوسط يؤدى الى العيش لفترة أطول وصحة خالية من الامراض المزمنة. حيث تعتبر حمية البحر المتوسط من أفضل الحميات الغذائية المعروفة حول العالم، لا سيما وأن الأغذية والمشروبات التي ينصح بتناولها أثناء اتباعها تلتزم إلى حدّ كبير بالمعايير التي توصي بها جمعية القلب الأمريكية وهيئة الحماية الغذائية الصحية، وذلك من خلال التركيز على أصناف غذائية صحية مثل البقوليات، الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والدواجن والزيوت النباتية والأسماك. بالإضافة إلى الحدّ من بعض الأصناف الغذائية غير الصحية، مثل الأغذية الغنيّة بالسكريات المضافة والصوديوم والأغذية المعالجة واللحوم المصتعة الغنية بالدهون وكذلك الكربوهيدرات المكرّرة. حتى يمكن تحقيق أقصى استفادة من هذا النوع من الحميات لمدى الحياة .

واوضحت دراسة مستشفى بريجهام التابع لجامعة هارفارد الامريكية ان حمية البحر الابيض المتوسط هى أسلوب للحياة الصحية والذي يتضمّن نظاما غذائيا متوازنا يمكن أن يساعدِ على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها مثل مرض السكرى والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وأظهرت الدراسة أن الاشخاض الذين اتبعوا حمية البحر الابيض المتوسط يعيشن فترة أطول . وفي الدراسة التى تابعت أكثر من 25 ألف مشارك أمريكى لمدة تصل إلى 25 عامًا، وجد باحثون من مستشفى بريجهام التابع لجامعة هارفارد أن المشاركين الذين اتبعوا النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط عن كثب كان لديهم خطر أقل بنسبة 23% للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، مع فوائد صحية لكل من السرطان وصحة القلب والأوعية الدموية، ووجد الباحثون أدلة على ان هذة التغيرات البيولوجية تساعد في تفسير مكاسب طول العمر.

واوضحت دراسة للدكتورة سامية مورا، طبيبة القلب وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد ان اتباع نظام غذاء البحر الابيض المتوسط خفض من خطر الوفاة . واوصت الدكتورة سامية مورا، انه بالنسبة للاشخاص الراغبون في العيش لفترة أطول، يمكنهم اتباع نمط غذائي متوسطي الذى ادي إلى انخفاض بنسبة 26% تقريبًا في خطر الوفاة على مدى أكثر من 25 عامًا، مع فائدة لكل من السرطان ووفيات القلب والأوعية الدموية، وهما الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء والرجال في الولايات المتحدة والعالم وأضاف الباحثون أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط غني بالنباتات والمكسرات والبذور والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات الدهون من زيت الزيتون البكرًا، ويتضمن النظام تناولًا معتدلًا للأسماك الدهنية والدواجن الخالية من الجلد الألبان الخالية من الدهون والبيض وتجنب الكحوليات والحوم الحمراء والمعجنات والحلويات والأطعمة المصنعة.

وقام الباحثون بالتحقيق من الفوائد طويلة المدى للالتزام بنظام غذائي للبحر الأبيض المتوسط لدى سكان الولايات المتحدة الذين تم تجنيدهم كجزء من دراسة صحة التاس، والآليات البيولوجية المضيئة التي تفسر الفوائد الصحية لهذا النظام الغذائي. قام الباحثون بتقييم علامة مكونة من 40 علامة حيوية تمثل مسارات بيولوجية مختلفة وعوامل الخطر السريرية. وكانت المؤشرات الحيوية لعملية التمثيل الغذائي والالتهابات هي الأكثر أهمية، تليها البروتينات الدهنية الغنية بالدهون الثلاثية، والسمنة، ومقاومة الأنسولين. واوضح الباحثون ان حمية البحر الأبيض المتوسط من أكثر الحميات الصحية التي يُنصح باتباعها، وسُمّيت بهذا الإسم لأنها الحمية التقليدية المتّبعة في الدول التي تحدّ البحر الأبيض المتوسط . ولا تعتمد حمية البحر الأبيض المتوسط على تناول الطعام الطازج والصحي فقط، بل تركّز بشكل أساسي على ضرورة الالتزام بممارسة الرياضة بشكل يومي ومشاركة الوجبات مع الآخرين، لما لذلك من أثر إيجابي كبير على الصحة النفسية والمزاج وخفض التوتر والقلق والنوم الليلى الصحى .