أخباراقتصاد عربيسياحة وطيرانعام

القوى العاملة تعزز مهاراتها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ

في الشرق الأوسط

ايه حسين

%63 يتوقعون تأثير التغيرات التكنولوجية على الوظائف و54% يتوقعون تأثير التغير المناخي عليها.
ما يقارب نصف الموظفين في المنطقة يفكرون في تغيير جهة العمل خلال فترة الـ 12 شهرًا المقبلة.
يعطي الموظفون الأولوية لتنمية المهارات: نحو ثلثي (61%) الموظفين يقولون إنهم بحاجة إلى تعلم أدوات وتقنيات جديدة لأداء وظائفهم.
أكثر من 25% من العمال في المنطقة يستخدمون الذكاء الاصطناعي بانتظام في العمل، مع اعترافهم بمخاطره مثل التحيز (64%) والمعلومات المضللة (56%).
المرونة ضرورية: نسبة الموظفين في المنطقة (81%) الذين يقدرون المرونة في العمل هي أعلى من النسبة العالمية (65%)، في حين يقول 81% من العمال في المنطقة إنهم يعملون عن بُعد بموافقة أصحاب عملهم.

 يتبنى الموظفون في الشرق الأوسط التحول بشكل فعال ويظهرون توافقًا أكبر مع الأهداف طويلة المدى لمنظماتهم مقارنةً بنظرائهم العالميين. وفقًا لأحدث استطلاع صادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط حول آمال ومخاوف القوى العاملة في الشرق الأوسط لعام 2024، فإن 85% من أكثر من 1500 موظف في المنطقة يفهمون بوضوح أهداف منظماتهم، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 77%. بالإضافة إلى ذلك، ثمة مستوى عالٍ من الثقة بالقيادة، حيث أعرب 80% من الموظفين عن ثقتهم في قدرة قادتهم على الوفاء بالالتزامات والوعود، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 68%.

كما يكشف الاستطلاع عن رغبة قوية في التحسين المالي والتقدم الوظيفي لدى الموظفين في المنطقة. ويتضح ذلك من خلال 44% من المشاركين الذين يفكرون في تغيير أصحاب العمل خلال فترة الـ 12 شهرًا المقبلة، مقارنةً بنسبة 28% فقط على المستوى العالمي. علاوةً على ذلك، يعتزم 71% طلب زيادة على رواتبهم، وهو ارتفاع كبير عن النسبة العالمية البالغة 43%، ويسعى 67% إلى الحصول على ترقيات، مقارنةً بنحو الثلث فقط على المستوى العالمي. وتُعتبر فرص تعلم مهارات جديدة عاملاً مهمًا في حسم قرارات الموظفين بالبقاء مع صاحب عملهم الحالي، حيث أشار 67% من المشاركين إلى ذلك، مقارنةً بنسبة 47% على المستوى العالمي.

الرغبة في اكتساب مهارات جديدة، مدفوعة بالتكنولوجيا وتغير المناخ

وفقًا لاستطلاعنا، فإن الرغبة القوية لدى القوى العاملة في اكتساب مهارات جديدة هي مدفوعة بالتقدم التكنولوجي السريع في المنطقة والحاجة الملحة إلى معالجة أزمة المناخ. في الشرق الأوسط، يعتقد 63% من المشاركين أن التغيرات التكنولوجية، وبخاصة بروز الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) والروبوتات، ستؤثر على وظائفهم خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقارنة بنسبة 46% عالميًا، بينما يعتقد أكثر من نصفهم بأن تغير المناخ سيؤثر على وظائفهم في المستقبل، وهو أعلى من النسبة العالمية البالغة 37%. علاوة على ذلك، يتوقع 53% من الموظفين في المنطقة أن تغير المناخ سيولد مخاطر على الصحة والسلامة في مكان عملهم، بينما يعتقد أكثر من الثلث (37%) من العمال أنه قد يؤدي إلى فقدان الوظائف.

كما أن التعاون والمرونة يحظيان بتقدير كبير في المنطقة، حيث يولي 87% و81% من الموظفين الأولوية لهذين الجانبين على التوالي. وتتجاوز هذه الأرقام المتوسطات العالمية البالغة 63% و65% على التوالي، مما يعكس ثقافة عمل في المنطقة تقدر العمل الجماعي وترتيبات العمل المرنة.

وفي هذا الصدد، صرحت رندا بحسون، رئيسة قسم العمالة والتنمية الاجتماعية والشريك المسؤول عن القطاعين العام والحكومي في بي دبليو سي الشرق الأوسط، قائلةً: “يتزايد اهتمام الموظفين في الشرق الأوسط بالمؤسسات التي تستثمر في تنمية مهاراتهم. فثمة رغبة كبيرة لدى الموظفين في مواكبة التطورات والنجاح في ظل مشهد الأعمال سريع التغير الذي تحفزه التكنولوجيا وتغير المناخ. وعلى أصحاب العمل في الشرق الأوسط أن يبادروا بتقديم برامج لتعزيز المهارات تركز على إشراك الموظفين بشكل فعال لتحويلهم إلى أفراد يساهمون في نجاح الشركة. ف الاستثمار في تدريب الموظفين وتوفير منصات تكنولوجية هو أمر حتمي من أجل تخفيف الضغوط والحفاظ على أفضل المواهب”.

يسعى الموظفون إلى تطوير مهاراتهم التكنولوجية لتخفيف ضغوط العمل

تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة ملحوظة في اعتماد التكنولوجيات الناشئة، ومنها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، حيث استخدم 81% من الموظفين في المنطقة الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، مقارنة بنسبة 61% عالمياً.

وفي حين يستخدم 25% من المشاركين في الاستطلاع الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام في العمل، فإن ما يقارب نصف المشاركين في الاستطلاع يدركون المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي مثل احتمال التحيز (64%) والمعلومات المضللة (56%). فهذا المستوى المرتفع من المعرفة الرقمية يعزز رغبة الموظفين في الانضمام إلى برامج تنمية المهارات، التي يعتبرها 67% من الموظفين في المنطقة عاملاً مؤثراً في قراراتهم بالبقاء لدى أصحاب العمل.

وتشهد المنطقة تحولاً سريعاً نحو التركيز على المهارات حيث صرحت الغالبية (61%) من المشاركين في الاستطلاع عن الحاجة إلى تعلم أدوات وتقنيات جديدة لإنجاز وظائفهم. وتكتسب المهارات المتخصصة أهمية كبيرة بشكل متزايد، حيث يشعر 80% من المشاركين في الاستطلاع الذين تلقوا تدريباً مماثلاً بالرضا عن وظائفهم، مقارنةً بنسبة 43% فقط بدون تدريب متخصص. ويؤكد هذا التحول على أهمية التعلم المستمر وتطوير المهارات المتخصصة في تعزيز الرضا الوظيفي والحفاظ على الموظفين.

تفضيل العمل عن بُعد

في ظل تحول المدن العالمية إلى مراكز ممكّنة رقمياً، يتبنى الموظفون بشكل متزايد نماذج العمل الهجينة. وفقًا لاستطلاعنا، يعتقد 60% من جميع المشاركين أن وظائفهم يمكن أن تؤدى عن بُعد، وعمل 86% عن بُعد من دولة أخرى خلال الـ 12 شهرًا الماضية. وساهمت زيادة العمل عن بُعد في تعزيز ثقافة الشفافية، حيث عمل 81% من المشاركين في المنطقة عن بُعد من دول مختلفة بموافقة أصحاب العمل، مقارنةً بنسبة 51% عالميًا.

تماشيًا مع المشهد الرقمي المتطور في المنطقة، تعترف المنظمات بفوائد ترتيبات العمل غير التقليدية التي توفر مزايا فريدة مثل كفاءة التكاليف، والسهولة والراحة، وتحسين التوازن بين العمل والحياة.