د محمد حافظ ابراهيم
أظهرت دراسة للدكتور رايان مارتن أستاذ علم النفس في جامعة ويسكونسن جرين باي في الولايات المتحدة أن الغضب لفترة قصيرة، يؤثر على صحة القلب، ولكن اوضحت الدراسة ان الغضب يخدم وظيفة مهمة اخرى وهى ان الشعور بالغضب يلفت الانتباه إلى الظلم ويشجع على تأكيد أنفسنا عندما نتلقى معاملة سيئة. وأضافت الدراسة أن الاستجابة الفسيولوجية المصاحبة للغضب يمكن أن تكون مفيدة فعندما ندرك الظلم فإن هذا التهديد يؤدي إلى استجابة الجهاز العصبي الودي للقتال أو الهروب، مما يؤدي إلى تأثيرات جسدية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب ، وتوتر العضلات واحمرار الخدود و تعمل هذه الاستجابات على تعزيز التركيز واليقظة والطاقة، مما قد يساعد على اتخاذ الإجراءات وحل المشكلات. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أكملوا مجموعة من المهام الصعبة، مثل حل الألغاز أو لعب ألعاب الفيديو، بينما كانوا في حالة من الغضب، كان أداؤهم أفضل من المشاركين الذين شعروا بمشاعر أخرى، مثل الحزن أو التسلية. واوضح الباحثون أن الغضب يمكن أن يكون بناء، ولكن يمكن أن يصبح غير صحي في ظروف معينة، ويمكن أن يحدث ذلك إذا أصبح الغضب غير متناسب مع الحدث الذي أثاره أو إذا تمسك به شخص ما لفترة طويلة. وأَضاف انه عندما يجتر الناس غضبهم ويعيدون الحدث في أذهانهم ويتمسكون بالاستياء، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى غضب مزمن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية.
واوضحت الدراسة لبعض الطرق للتخلص من التوتر. حيث أن الغضب الذى يتجاوز العتبة من البناء إلى سوء التكيف يمكن ان يؤدي إلى العدوان أو نتائج مدمرة أخرى مثل العلاقات الضارة. وأكدوا أن هناك استراتيجية أخرى هي الاسترخاء التدريجي للعضلات يمكنها أيضًا التخلص من التوتر الجسدي المرتبط بالغضب، وتتضمن هذه التقنية شد مجموعات العضلات المختلفة في الجسم ثم إرخائها، مثل الرقبة والكتفين والعضلة ذات الرأسين والساعدين والأصابع. وإذا كان الشخص يواجه صعوبة في التحكم في شدة الغضب أو مدته فقد يستفيد من طلب أخصائي الصحة العقلية الذى يمكنه المساعدة في حل المشكلات أو تحديد ما إذا كانت هناك حالة صحية أساسية، مثل الاضطراب العاطفي ثنائي القطب، الذي قد يساهم في تفجر نوبات الغضب لدى الانسان .
واوضحت دراسة لهيئة الصحة الهندية لبعض أنوع التوتر النفسى المسبب لأمراض القلب. واوضحت ان الاجهاد هو استجابة إنسانية تلقائية للمواقف الصعبة، وعندما يكون الضغط قصير الأمد، فهو مفيد بشكل عام في تحفيزنا على إنجاز المهمة الصعبة، ولكن عندما يطول التوتر فإنه يسبب مخاطر على صحتنا الجسدية والنفسية، وتحتوي الاستجابة للضغط على عنصر عاطفي يؤدي إلى عدد لا يحصى من المشاعر السلبية مثل القلق والخوف والإحباط والحزن . واوضحت إن أحد الأعضاء الحيوية في الجسم الذي يتأثر بالإجهاد طويل الأمد هو القلب استجابة للتوتر، حيث يطلق الجسم هرمون التوتر المعروف باسم الكاتيكولامينات. وتزيد هرمونات التوتر من طلب الأكسجين في ألجسم ليتمكين الجسم من الاستجابة بشكل استباقي للضغط ، كما إن الحاجة الطويلة إلى زيادة الطلب على الأكسجين تعني أن القلب يعمل فوق طاقته لفترة طويلة.
واوضحت ان التوتر لفترات طويلة آثار على معدل ضربات القلب وضغط الدم وقد يسبب بشكل ثانوي تغيرًا لا رجعة فيه في حجم القلب، وإيقاعات غير طبيعية للقلب، وتشنج الشرايين التاجية مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى عضلات القلب ويؤدي إلى نقص تروية عضلة القلب الذي يظهر على شكل ألم في الصدر. و يمكن أن تؤدي الحالة إلى احتشاء عضلة القلب وتؤدى إيقاعات القلب غير الطبيعية إلى إزاحة جلطات الدم إلى الدماغ مما يسبب السكتة الدماغية. وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن هرمونات التوتر لفترة طويلة يمكن أن تزيد من نسبة السكر في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية هي عوامل خطر شائعة لأمراض القلب وان الإجهاد يمكن أن يعزز تراكم رواسب البلاك في الشرايين. والضغط النفسي والعاطفي الذي يسبب الأرق ليلاً يمكن أن يؤدي إلى عادات نوم غير منتظمة أو غير صحية. عدم كفاية النوم حتى لبضعة أيام يمكن أن يخفض من القدرة على التركيز في العمل وبالتالي خفض الإنتاجية وهذا بدوره يزيد من التوتر العاطفي. يمكن أن يؤدي قلة النوم المناسب إلى ارتفاع ضغط الدم الذي قد يصبح مستمرًا وهو عامل خطر مستقل لأمراض القلب.
واوضحت الدراسة انه غالبًا ما يُلاحظ أن الضغط العاطفي لفترات طويلة يؤدي إلى انخفاض التفاعلات الاجتماعية ويؤدي إلى انخفاض النشاط البدني مما يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن الغير منتظمة التى قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب . وقد تسبب السمنة مشاكل في التنفس أثناء النوم، تسمى انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، والتي إذا لم يتم علاجها يمكن أن تسبب زيادة في ضغط الدم ويؤثر سلبًا على صحة القلب. وأن الإجهاد العاطفي يؤدى إلى سلوك ضار مثل عادات الأكل غير الصحية التي تتكون أساسًا من الحلويات والكربوهيدرات المكررة وخفض من الفواكه والخضروات الصحية ومثل هذا النظام الغذائي غير الصحي يضر بالقلب. أظهرت الأبحاث أن الشخص المتوتر يقوم بالتدخين وتناول الكحوليات وهى من المواد المسببة للإدمان للتخلص من الضغط النفسي وهذه المواد في حد ذاتها ضارة للغاية بالقلب وتشكل عاملاً رئيسياً في الإصابة بأمراض القلب والوفيات حتى عند الشباب. وتبين أن التعرض لأحداث مرهقة وصادمة في مرحلة الطفولة تؤدي إلى مستويات أعلى من علامات الالتهاب، كما يزيد من عوامل خطر معينة للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة وذلك إلى جانب أمراض الشريان التاجي ويمكن أن يسبب الإجهاد ضعفًا سريعًا وشديدًا في عضلة القلب يُعرف باسم اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد ويمكن أن يتبع ذلك مجموعة متنوعة من الضغوطات العاطفية مثل الحزن والخوف والغضب.
ووفقًا لخبراء هيئة الغذاء والدواء الامريكية فأن حوالي واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال في الولايات المتحدة، يعانون من نوبة اكتئاب شديد بحلول سن 65 عامًا. يوصي الخبراء بطرق وخطوات لمنع القلق والاكتئاب من الحدوث أو لمنع تكرار الإصابة به إذا كان الشخص قد سبق أن عانى من القلق والاكتئاب في الماضي. وبالرغم من أن الحزن شعور شائع، إلا أنه من الصعب فهمه بشكل جيد. وغالبًا لدى من يشعرون بالحزن معتقدات عن الطريقة التي يجب أن يمارسوا بها حزنهم، ولكن حقيقة الحزن هي أكثر اختلافًا ومرونة. ويوجد بعض الحقائق الصارمة ولكن مطمئنة عن الحزن كالاتى :
= لا يُعَد الحزن أمرًا يجب عليك حله ولكنه شيء تعيشه: يتعامل من يشعرون بالحزن وأحبائهم مع هذا الشعورعلى أنه مشكلة يجب حلها. واوضحت الدكتورة ميغان ديفين انه لا بأس ألا تكون على ما يرام، وإن الحزن ليس بمشكلة يجب عليك حلها، ولكنه تجربة تحياها، كل ما عليك فعله هو أن تجد وتستقبل الدعم والراحة التي تمكنك من التعايش مع الواقع. وأوضحت الدكتورة ميغان ديفين أن من المهم هي معرفة الفرق بين حل مشكلة الألم والمرور به. حيث ينظر الكثير من الناس إلى الحزن على أنه مهمة يجب تنفيذها، حتى يتمكنوا من العودة إلى الحياة اليومية . ولكن هذا الضغط من أجل شعور أفضل وعودة الأمور كالسابق يمثل عبئًا ولا يُقدم المساعدة لمن يشعر بالحزن.
= لا يمثل الحزن رد فعل للوفاة ولكنه رد فعل للفقد: يظهر الحزن في حياتنا لأسباب مثل فقد الصداقات والعلاقات والهويات والوظائف والاستقرار وجميعها تثير الحزن. وهذه أكثر الطرق الشائعة التى يظهر بها، وبهذه الطريقة نفشل في إعطاء الآخر مساحة لقرائة تجاربه الصعبة، مما يؤدي إلى الإحساس الشديد بالفقد.
= ليس للحزن وقتًا محددًا: أن الفرد الذي يعاني من حزن شديد لفترة تزيد عن عام، ينطبق عليه تعريف الحزن المطول. وأن هذا التعريف يفيد لتيسير الحصول على خدمات التأمين الصحي لعلاج الصحة النفسية،
= لا يمكن لمن يشعرون بالحزن أن يعودوا كما كانوا: إن هدف من يشعرون بالحزن غالبًا هو العودة لحالتهم قبل الفقد، ولكن أي حدث مهم في الحياة؛ سلبيًا أم إيجابيًا،لا يُمكنه تغيير الفرد. نحن لا نعود كما كنا، ولكن نتكيف وننضج ونمضى قدمًا ولكننا لا نعود.
= ليس على من يشعرون بالحزن إيجاد الجانب المشرق: إيجاد الجانب المشرق من الفقد يساعد بعض الأفراد، ويُمكّن البعض من الشعور بالراحة، ولكن بالنسبة لآخرين،بعد حدوث فقد كبير يعزز الشعور بالألم ويشكّل ضغطًا كبيرًا على كاهل الفرد ليعيش حزنه.
= علامات التحذير: علامات التحذير مختلفة وبالنسبة لبعض الأشخاص فإن علامة تحذير بالشهية بينما يعاني الأشخاص الآخرون من التعب او مشاكل في النوم أو صعوبة في التركيز أو أكثر سرعة في الانفعال.
= التنفيس عن المشاعر: وذلك من خلال التحدث مع صديق أو أحد أفراد الأسرة . يمكن أيضًا التعبير عن المشاعر بأمان من خلال الكتابة أو الرسم أو الغناء أو العزف على آلة أو ممارسة رياضة.
= تجنب تذكر الحقائق السلبية مرارًا: أظهرت دراسة للدكتور تيان روي زانغ من جامعة ماكغيل بكندا، أن تذكر الحقائق السلبية مرارًا وتكرارًا يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، وأن تذكر الحقائق الإيجابية يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب.
= نظام دعم من العائله والاصدقاء: يساعد اختيار أصدقاء أو أفراد الأسرة للاستماع للشخص ودعمه يمكن أن يكون هذا التفاعل مع أشخاص يتمتعون بروح الدعابة قرارًا صائبًا.
= النوم الليلى المنتظم: توصي مؤسسة النوم الوطنية الأميركية بأن يحصل البالغون على سبعة إلى تسعة ساعات من النوم كل ليلة. ومن المفيد أن يكون هناك روتين ثابت يشمل الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.
= نظام غذائي مضاد للالتهابات: توصل باحثون من جامعة ألبرتا الاسبانية إلى أن الاكتئاب يمكن أن يكون مرتبطًا بالالتهابات، ويمكن أن تكون إحدى طرق الوقاية هى تناول الأطعمة المضادة للالتهابات. وتنصح كلية الطب جامعة هارفارد بقائمة بالأطعمة المضادة للالتهابات، وتشمل جميع أنواع التوت من الفراولة إلى التوت البري لأنها غنية بمضادات الأكسدة والكريز والبرتقال والخوخ والمشمش والرمان والمكسرات بخاصة الجوز واللوز والأسماك الدهنية مثل السلمون والخضروات الورقية مثل السبانخ والطماطم وزيت الزيتون.
= ممارسة الرياضة بانتظام: الحياة النشطة والتمارين البدنية المنتظمة تخفض من القلق والاكتئاب وكذلك لها تأثيرات مضاد للالتهابات وعلاج لامراض القلب والاوعية الدموية .