د محمد حافظ ابراهيم
أظهرت دراسة للدكتورة كسينيا يوروسلانوفا مديرة امراض شيخوخة القلب والأوعية الدموية في المركز الروسي لبحوث الشيخوخة وجامعة موسكو أن توقيت الوجبات وتكرارها يرتبطان بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن يؤدي تخطي وجبة الافطار بشكل متكرر إلى الإصابة بالجلطة الدماغية. وبالإضافة إلى ذلك يزيد تناول وجبة العشاء بعد الساعة الثامنة مساء من خطر الإصابة بالنوبة القلبية. وان الأشخاص الذين يمارسون الصيام المتقطع الذي يتضمن تخطي وجبات الطعام هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يبدو هذا متناقضا تماما ولكن اعتمادا على سبب تخطي الوجبات، حيث تعمل آليات مختلفة بشكل أساسي في الجسم. عندما يتجاوز الشخص وجبات الطعام بانتظام بسبب ضيق الوقت فإن الجسم يفرز هرمون التوتر الكورتيزول مما يسبب هذا الهرمون ذو الطبيعة الستيرويدية الالتهاب ويحفز نمو لويحات تصلب الشرايين مما يؤدي إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية. ولكن عند اتباع نظام غذائي متقطع أو الصيام بوعي فأن الشخص يستعد عقليا وجسديا لتخطي وجبات الطعام فتنشط في الجسم الآليات التي تمنع تكوين لويحات تصلب الشرايين وتطلق عملية الالتهام الذاتي اى تنظيف الخلايا من المكونات والسموم التالفة مما يساعد على خفض نشاط الجذور الحرة وإبطاء عملية الشيخوخة او لإصابة بالجلطة الدماغية.
واوصت دراسة للدكتور باراج شاه، استاذ الطب الطبيعي وإعادة التأهيل ويعمل بهيئة بروكس لإعادة التأهيل في جاكسونفيل بولاية فلوريدا الامريكية لبعض النصائح الصحية للوقاية من خطر السكتات الدماغية. حيث تعد السكتة الدماغية بانها حالة طبية طارئة خطيرة ومميتة، تحدث عندما ينقطع الدم عن الدماغ، وفي معظم الحالات بسبب جلطة دموية، أو تمزق في الأوعية الدموية. وهناك نوعان رئيسيان من السكتات الدماغية، وهما السكتة الدماغية الإقفارية وهى عندما يمنع الانسداد تدفق الدم بشكل صحيح إلى الدماغ والسكتة الدماغية النزفية وهى عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ ويسبب النزيف مما يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ. وأن عوامل الخطر ، مثل العمر والعرق والتاريخ العائلي لا يمكن تغييرها، إلا أنه يمكن تخفيف عوامل الخطر الأخرى من خلال خيارات نمط الحياة الصحي وهى كالاتى:
= تجنب الهواء الملوث: أن تلوث الهواء يميل إلى التأثير على النساء أكثر من الرجال من حيث الالتهابات والعدوى وأمراض القلب. وإن المستويات المرتفعة من تلوث الهواء المحيط بالشخص حتى مجرد التعرض على المدى القصير يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالسكتات الدماغية.
= تناول نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط: النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، وهو نظام غذائي متوازن تتبعه البلدان الواقعة على طول البحر الأبيض المتوسط، مثل إيطاليا واليونان يمكن أن يخفض من المخاطر الصحية المرتبطة بالسكتات الدماغية، حيث اوصت أبحاث الوقاية من السكتات الدماغية باستهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات وزيت الزيتون والأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية مثل الأسماك الدهنية والجوز وبذور الكتان.
= ممارسة الرياضة: ممارسة تمارين تعزز صحة القلب وتخفض من التوتر و تساعد على خفض احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية. وإن المشاركة في الأنشطة البدنية مثل اليوغا وتدريبات القوة، مع إعطاء أهمية لتقنيات اليقظة الذهنية مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، يمكن أن توفر مزايا إضافية في خفض خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
= معرفة العلامات الأقل شيوعا للسكتة الدماغية: حذرت الدراسة من أن الارتباك المفاجئ وصعوبة الفهم وصعوبة الكلام والرؤية المزدوجة والخدر أو الضعف وخاصة في جانب واحد من الجسم غالبا ما يتم تجاهلها رغم أنها علامات للسكتات الدماغية. وإن التعرف على هذه العلامات أمر بالغ الأهمية، لأن التحديد السريع والرعاية الطبية يعززان فرص الشفاء لمرضى السكتة الدماغية.
= فهم الأسباب الخفية: يوجد علامات تحذيرية خفية التي يميل الشخص إلى التغاضي عنها مثل التغيرات الهرمونية وانقطاع الطمث يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. بلاأضافه الى العلاج الهرموني يمكن أن يزيد من خطر السكتة الدماغية.
واوضحت دراسة أجرتها الدكتورة شياو تشينغ تشاي خبيرة التغذية في جامعة ديلاوير وهيئة الصحة الصينية أن شرب كوبين من عصير الكرز الحامض يحمي القلب ويخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية لانه غني بالبوليفينول. حيث يرجع التأثير الإيجابي لعصير الكرز إلى غناه بمركبات نباتية صحية عديدة مثل البوليفينول، والتي تمتلك خصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة وتعمل على خفض ضغط الدم والكوليسترول الضار وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية .
واختبرت الدراسة عصير الكرز على 34 رجلاً وامرأة تتراوح أعمارهم بين 65 و 80 عامًا، ووجدوا أن تناول كوبين من عصير الكرز يوميًا لمدة أسبوعين أدى إلى انخفاض الكوليسترول الضار بنسبة 11%، وانخفاض ضغط الدم الانقباضي، وانخفاض مستويات الالتهابات والإجهاد التأكسدي. وأكدت الدراسةعلى سهولة دمج عصير الكرز الحامض في النظام الغذائي دون زيادة السعرات الحرارية أو تناول السكر.
واوصت دراسة لهيئة الصحة الهندية بتناول الزبادي للحمايه من الجلطة الدماغية والنوبات القلبية. حيث أن تناول حصتين من الزبادي ومنتجات الألبان المخمرة يوميا يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومتلازمة التمثيل الغذائي. حيث تخفض منتجات الألبان المخمرة أيضا مستوى الكوليسترول وتمنع تطور مقاومة الإنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي. وأن منتجات الألبان المخمرة تحتوي على حمض اللينوليثيك والذي له تأثير مضاد لالتهابات الأوعية الدموية للقلب حيث تتعرض الأوعية الدموية لدى المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم لصدمات والتهابات مستمرة، وان الاستهلاك المنتظم لمنتجات الألبان المخمرة يمكن أن يمنع بالفعل حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والجلطة الدماغية. وتؤكد الدراسة أن منتجات الالبان ليست أدوية، ولكن الأشخاص الذين يتناولونها نادرا ما يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم وعواقبه. أما التأثير الإيجابي لهذه المنتجات هو أنها تساعد على خفض مستوى الكوليسترول في الدم على الرغم من أنها تحتوي على نسبة من الدهون لكن واتضح أنها قادرة على خفض مستوى الكولسترول الضار بنسبة 10بالمائة. ويرجع إلى تأثيرها المضاد للالتهابات، الذي بدوره يؤثر في عملية أكسدة الدهون في الجسم وكذلك تعمل هذه المنتجات على تحسين البكتيريا المعوية، التي بدورها تؤثر في مستوى الدهون الثلاثية في الدم وتفيد منتجات الألبان المخمرة في الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي وداء السكري لأنها تخفض من زيادة الوزن والسمنة التي تعتبر سببا رئيسيا لتطور داء السكري. أي من خلال خفض خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي تخفض من خطر الإصابة بداء السكري.
واوصت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول نظام غذائي صحى لحرق الدهون وطرق فعّالة للشعور بالشبع. حيث إنّ ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم عامل خطر على صحة القلب والشرايين. وللحفاظ على صحة القلب فان الانسان يحتاج الى مراقبة مستوى ضغط الدم ومستويات والكوليسترول والدهون الثلاثية؛ من أجل الحفاظ عليها جميعا تحت السيطرة أي ضمن المعدلات الصحية. وإذا كان الشخص يعاني بالرغبة الشديدة في تناول جميع انواع الطعام، ويستسلم بسرعة أمام مختلف النكهات والمذاقات، بالرغم من محاولتة اتباع نظام غذائي صحي، فلا يكتئب اويشعر بخيبة الأمل، لأن الحلول الطبيعية موجودة وعليه الانتباه إلى الاغذية والطرق الاتية :
= تناول نظام غذائي مرتفع من الألياف: حيث إن زيادة تناول الألياف الغذائية، الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، يخفض من امتصاص الجسم للدهون والسكريات في الأمعاء؛ وذلك يساهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
= تناول الأسماك الدهنية: مثل السردين والماكريل والرنجة والتوتة الطازجة وليست المحفوظة التى تحتوى على بالأوميجا (3) التي تعدُّ نوعاً من الأحماض الدهنية التي تساعد في خفض الدهون الثلاثية في الجسم. ويُنصح بتناول وجبتين من هذه الأسماك في الأسبوع، شرط أن يتم شيّها بدل القلي الذي يُفقدها قيمتها الغذائية العالية من الأوميجا (3).
= تناول المكسرات: مثل الجوز واللوز والكاجو والتى تحتوي على الألياف وأحماض أوميجا (3) الدهنية والدهون غير المشبعة وهى تساهم في خفض نسبة الدهون الثلاثية.
= تجنّب الدهون المشبّعة والمهدرجة: لحرق الدهون الثلاثية، فلا بدّ من اعتماد الشيِّ بدل القلي او زيت الزيتون. كما يجب الانتباه الى ان الزيوت المهدرجة التى تدخل في العديد من الأطعمة والعناصر الغذائية الجاهزة والمحفوظة والمجمدة.
= خفض تناول اللحوم الحمراء: يجب الحرص على خفض تناول اللحوم الحمراء في النظام الغذائي لحرق الدهون الثلاثية؛ لأنّ هذه اللحوم من الأطعمة التي تساهم في رفع معدّل الدهون في الدم.
= عدم تناول الحلويات والسكريات: يُنصح بعدم تناول الحلويات والسكريات التي تؤثر سلباً على صحة الجسم وتفاقم الدهون الثلاثية في الجسم.
= الحياه النشطة ومزاولة الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتمارين الهوائية مثل السباحة والركض والمشي وركوب الدراجة تساهم في رفع مستوى الكوليسترول الجيد وخفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
= استبق الجوع: يمكن التخطيط لوجبات الأيام المقبلة، وإعداد قوائم طعام متوازنة تجعل الشخص لا يرغب في الطهي . ولابد من تدوين قائمة المواد التي يحتاجها وان يمتنع عن شراء الحلويات، وتركز على الاغذية المثبطة للشهية مثل الطماطم والخيار والفطر وجبن قريش ولحوم الدواجن.
= تناول البروتين والكالسيوم في إلافطار: تناول البروتين والكالسيوم صباحا يشبع ويمنح الشخص الطاقة التي تكفي طوال النهار، عكس وجبة الإفطار شديدة الحلاوة، التي ستجوع بسببها فورا، لذلك فإن الفطور الجيد من البروتين والكالسيوم يخفف من الرغبة الشديدة في الأكل طول النهار، وينصح بتجنب المعجنات والمربى وتناول البيض والجبن مع الفاكهة الغنية بالألياف والخبز الكامل .
= شرب كمية كافية من الماء: يعتبر الماء مثبطا طبيعيا للشهية، لذلك لا تتوقف عن شرب الماء، حتى تحافظ على رطوبة الجسم وتملأ المعدة، مما يساعد في فقدان الوزن والتخلص من السموم والدهون.
= تجنب اغراءات الوجبات الخفيفة: تناول الوجبات الخفيفة هو ما يمكن ان يهدم كل ما سبق خلال فترة الحمية، ويجب ان تتسوق بعد الأكل لان الجوع يدفع الشخص للاستسلام أمام الإغراءات.
= تناول البيض المسلوق: يعتبر البيض المسلوق مثبطا للشهية، بفضل محتواه العالي من البروتين والدهون الصحية، وينصح بأن يتضمن إلافطار بيضة مسلوقة.
= تناول البذور واهمها اليقطين: تحتوي البذور على مستويات من التربتوفان، وهو حمض أميني يدخل في إنتاج السيروتونين وله تأثيرات مهدئة، كما انها تحتوي على ألياف التى تسهم في الشعور بالشبع ومكافحة الاجهاد ويمكن تناول البذور الزيتية مثل اللوز والبندق والجوز والكاجو والجوز.
= النوم الليلى الجيد: أن النوم يسهم في الشعور بالرفاهية، كما ان له تأثيرا مباشرا في الشهية، إذ أثبتت وجود علاقة بين اضرار عدم النوم وتناول الوجبات الخفيفة، وكذلك اختيار الأنظمة الغذائية عالية السعرات الحرارية والدهنية والحلويات .