د محمد حافظ ابراهيم
أظهرت دراسة أجراها عالم السرطان البروفيسور الدكتور لوكاس كينر، من جامعة فيينا ، أظهرت أن المواد البلاستيكية الدقيقة فى البيئة والتى تدخل الجسم يمكن أن تسبب السرطانات أو تجعل السرطان أكثر عدوانية وتتسبب في انتشاره بالجسم بشكل أسرع. حيث يمكن العثور على الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية، وهي جزيئات صغيرة يمكن ابتلاعها أو استنشاقها، في جميع أنحاء العالم، وتدخل الى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين ، بالإضافة إلى المشيمة. حيث ظهرت الدراسة التي أجراها البروفيسور لوكاس كينر بجامعة فيينا أن الخلايا التي تلامس جزيئات بلاستيكية أصغر من 00250.0 من الميكرومتر كانت أكثر عرضة للهجرة وعملية انتقال للخلايا السرطانية من عضو إلى آخر مما يؤدي إلى أورام ثانوية، أو ورم خبيثة . واوضح الدكتور لوكاس كينر إن النتائج “مخيفة”، موضحا أن الانهيار المستمر للبلاستيك في البيئة قد خلق سيلا من البلاستيك القادمة نحو الانسان.
ووجد الدكتور لوكاس كينر وفريقه أن المواد البلاستيكية الموجودة في خلايا الجسم لم توقف انقسام الخلايا، وبدت غير قادرة على إخراج الجزيئات منها . حيث تشير نتائج الدراسة إلى أن البلاستيك لا يتواجد في الخلايا السرطانية فقط، بل يسرّع أيضا نمو هذه الخلايا. ويتم التحقيق في هذا الأمر بشكل أكبر، وان الأدلة المتوفرة بالفعل حول التأثير الصحي لمواد البلاستيك مذهلة وتتطلب اهتماما فوريا من صناع السياسات على مستوى العالم. ويجب على الحكومات والشركات تمويل الأبحاث حول تأثير مواد البلاستيك على صحة الإنسان والعمل على القضاء على هذا الملوث الخطرة من حياتنا اليومية. حيث يعد الجهاز الهضمي الذي درسه العلماء بمثابة نقطة الدخول الأكثر شيوعا للمواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية. ووجدت الدراسة أن البشر يستنشقون جزيئات بلاستيكية صغيرة كل أسبوع بحجم بطاقة ائتمان. وسلط الدكتور لوكاس كينر في دراسته الضوء على المخاطر التي تتعرض لها الأجنة، حيث تنتقل المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في المشيمة إلى الأطفال الذين لم يولدوا بعد. وتركز جامعة فيينا الآن على تحديد إلى أي مدى تعمل جزيئات البلاستيك على تعزيز تكوين الأورام في جميع أنحاء الجسم.
واوضحت دراسة للدكتورة نيكول أندروز، أخصائية التغذية بمركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس بامريكا عن بعض أسباب زيادة خطر الإصابة بالسرطان. حيث اوضحت الدراسة عن الأمرين اللذين يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بالسرطان وهما اللحوم المصنعة والكحوليات هما الوحيدان اللذان يزيدان خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان المختلفة عند استهلاكهما. حيث تظهر الأبحاث أن تناول اللحوم المصنعة ، ويمكن أن يزيد من فرص الإصابة بسرطان المعدة والقولون والمستقيم. والباحثون يعتقدون أنه يمكن أن يكون ناجمًا عن النترات ودرجات الحرارة المرتفعة المستخدمة في المعالجة. وتشمل اللحوم المصنعة لحم الخنزير والنقانق والهوت دوج واللحوم الحمراء الدهنية مثل لحم البقر المشوي والديك الرومي، وذلك وفقًا لدراسة لمركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس. واوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية إن جميع المشروبات الكحولية، بما في ذلك النبيذ الأحمر والأبيض والبيرة ، مرتبطة بالسرطان، وكلما شرب الانسان أكثر، زاد خطر الإصابة بالسرطان. حيث تزيد الكحوليات من خطر الإصابة بالسرطان لأن الجسم على عكس معظم الأطعمة لا يهضم الكحول، بل يقوم الجسم بتفكيك الكحول إلى مادة كيميائية تسمى الأسيتالديهيد، مما يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي في الجسم ويمنع الجسم من إصلاحه مما يسبب السرطانات .
اوضحت دراسة للدكتور أنيل هيرور استشاري جراحة الأورام بمستشفى فورتيس بمولوند بالهند وهيئة الصحة الهندية عن أنماط حياتية تخفض من الإصابة بالسرطان ويجب المداومة عليها. حيث اوصى انه من المهم تثقيف الناس حول مرض السرطان، وذلك للكشف المبكر والعلامات والأعراض المرتبطة به. ويعد نشر الوعي حول تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تمنع حدوث السرطان أمرًا بالغ الأهمية للحد بشكل فعال من الوفيات الناجمة عن هذا المرض. واوضح الدكتور أنيل هيرور انه على الرغم من عدم وجود عوامل مسببة مسؤولة عن حدوث السرطانات إلا أن هناك مخاطر عالية مرتبطة بمزيج من العوامل المتعددة المرطبة به ويعد الوعي بالعوامل التي يمكن السيطرة عليها مثل العوامل الغذائية ونمط الحياة، أمرًا ضروريًا؛ ومن خلال نشر الوعي حول تأثير خيارات نمط الحياة على زيادة خطر الإصابة بالسرطان، من الممكن أيضًا ضمان التشخيص المبكر الذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى نتائج أفضل للمرضى وحتى قد يكون الفارق بين الحياة والموت.
أظهرت الدراسة أن بعض عوامل الخطر المتوقعة والتي يمكن تجنبها تسبب معظم أنواع السرطانات والتي يمكن الوقاية منها. إذ ترتبط معظم عوامل الخطر هذه بالإدمان الذي يمكن إيقافه أو السيطرة عليه من خلال اتخاذ خيارات نمط حياة صحية ؛ مثل الامتناع عن التدخين، وتجنب الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس وقت الظهيرة، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على الوزن الصحي، وعدم استهلاك الكحوليات، وتناول الوجبات التي تركز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة بدلا من المواد الغذائية المصنعة، يمكن أن تحد من مخاطر السرطانات . واضافت الدراسة انة ليس هناك شك في أن تاريخ العائلة يلعب أيضًا دورًا حيويًا في زيادة خطر الإصابة بالسرطان. ولا يمكن ان يكون هذا العامل تحت سيطرة الانسان . ولكن التدخين وشرب الكحوليات هما عاملا خطر ويمكن السيطرة عليهما. ولكن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان مع التدخين وشرب الكحوليات كلها عوامل خطر إلا أنه يمكن الوقاية من هذا الأخير إذا لم ينغمس الشخص في تلك العادات.
ويعد شرب الكحوليات شكلاً مهمًا من أشكال الإدمان المسؤول عن زيادة حالات السرطان. إذ يمكن أن تسبب هذه العادة العديد من أنواع السرطان بأعضاء مختلفة، مثل الكبد والبنكرياس والامعاء. ويعتبر التبغ مسؤولاً عن مجموعة واسعة من أنواع السرطانات لدى الانسان . حيث وفقًا للمسح العالمي للتبغ بين البالغين بالهند، فإن ما يقرب من 267 مليون بالغ 15 عامًا فما فوق في الهند و 29 % من جميع البالغين يتعاطون التبغ؛ هذه المادة هي المسؤولة عن الكثير من حالات السرطان، بدءا من سرطانات الرأس والرقبة إلى سرطان المثانة البولية. وإلى جانب التبغ، فإن استهلاك الجوتكا وهى نوع من التبغ الهندى يحتوي على مستويات عالية من المواد المسرطنة مسؤول عن العديد من سرطانات الفم في شبه القارة الهندية.
واوصت الدراسة ببعض الخيارات لنمط الحياة الصحة وخفض الإصابة بالسرطانات. وعلى الرغم من أن 5 % – 10 % من حالات السرطان التي تحدث ترتبط بتاريخ عائلي وعوامل أخرى لا يمكن السيطرة عليها، إلا أن بقية الحالات ترتبط باختيارات نمط الحياة الصحى . وان أهم الركائز لحياة خالية من السرطان هى ممارسة الرياضة اليومية واتباع نظام غذائي صحي. حيث يمكن أن تزيد السمنة من خطر إصابة الشخص بـ 13 نوعًا مختلفًا من السرطان، والتي تشمل سرطان الثدي بعد انقطاع الطمث والأمعاء والكلى والكبد وبطانة الرحم والمبيض والمعدة والغدة الدرقية والمريء والمرارة والبنكرياس والاورام المتعددة والبروستاتا.
ويمكن لمنع تراكم الوزن الزائد في الجسم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تخفض من هرمون الأنسولين وعوامل النمو الشبيهة بالأنسولين، والتي يمكن أن تعزز نمو الخلايا السرطانية. ويمكن للأنشطة البدنية والتخلص من التعرض للمواد الغذائية المسرطنة والتى تسبب السرطانات وذلك عن طريق تسريع مرور الطعام عبر الأمعاء. وذلك بالتركيز على تناول وجبة متوازنة صحية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية يعد أمرًا حيويًا في مكافحة السرطانات. مثل الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية، فإنها تخفض من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. بل إنها أيضًا منخفضة في إجمالي السعرات الحرارية، مما يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوزن الصحي للجسم ويضيف المزيد من الحماية ضد السرطانات .