( سر السر ) .. زينب على درويش
مع بداية يومى الذى يشبة أيام الخريف كانت مشاعرى يشوبها بعض التوتر والتردد تجاه رحلة يومى الجديد.. تمنيت ان تسقط أوراق حيرتى وتحل اوراق الطمأنينة..
صباح الخير يا مقلة عيونى ابتسمت ليلى تلك الزوجة الرقيقة ونظرت له نظره حانية وقالت : انتظر الصباح الجديد كل يوم حتى أروى قلبي بكلماتك الرقيقة العذبة
قال على وهو يضمها لصدره : وأنا أنتظر تلك الإبتسامة حتى أشعر بالأمان والراحة.. لقدأوصانى والدك رحمه الله عليه أن أحافظ على أيامه السعيدة ولحظات ألمه وزهرة شبابة المتجسده فى شخصك يا ثمره فؤاده
تنهدت وشعرت بحرقة قلبها عندما ذكر والدها أقرب الناس لقلبها ..وقالت له بصوتها الدافئ : وأنت خير من حافظ على الأمانة
قال مبتهجا : أحقا حافظت على ألامانة كما يتمنى .لكنها قاطعته وهويتكلم قائلة : لكنى أرى وجهك تملؤه الأحزان وكأنك شيخ عجوز وعيونك تحمل حيرة تكفى مئات البشر ولم اعتادت على هذا ..فأنا لا أرى إلا النور والخير بطلعتك ..
حاول أن يتظاهر بصلاح حاله وروقان باله.. قالت له : لا تتظاهر بعكس ما بداخلك فهذا أكثر إيلاما لك، وحديثك معى سيسقط حزنك ..وأنا بين يديك صاغية بكل حواسي..أمسك بيدها ونظر بعيونها نظره عميقة متسائلا ما هو السر ؟
أجابته وهى مندهشة :السر هو مشاعر ممزوجة بأحلام مصدر قوة وضعف لصاحبها ، سلاح قاتل أو جدار يعد سند له ، قارب عبور أو بئر مظلم ، دواء أو سم قاتل لقلبه، حرير يتنعم به أو أشواك تهتك راحته ، غشاوة أو نور ،
أمواج من الأشواق أو شاطئ لقاء ،
نقشافى جدار القلب أو متنفس لصدره ، قارب نجاة أو هلاك محتوم ، نور الطريق أو بداية المتاهة ، السر لا يعرف قدرة إلا صاحبة
أرتسمت على وجه أبتسامة جميلة قائلا : كأنك غزلتى ما فى صدرى بكلماتك التى سكنت عقلى ومنحتينى مفاتيح ألغاز لعبت بى حتى فقدت قدرتى على التفكير… ليتكى تضمينى
حتى تهدئ تلك الأفكار وأعود لك كما اعتدى.
قالت : سأضمك وستبقي حاملا لسرك .
زينب على درويش
[email protected]