د محمد حافظ ابراهيم
نشرت جمعية القلب الأوروبية لنتائج دراسات المراجعة العلمية لباحثين من جامعة نابولي بإيطاليا، حول الأطعمة التي يجدر تناولها لخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب. وهى مراجعة علمية متقدمة تهم كل الناس في الوقاية من أمراض القلب، التي لا تزال السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، والتي لا تزال أحد الأسباب الرئيسية للإعاقات البدنية عالمياً.
ووفقاً للدراسه الصادرة عن جمعية القلب الأوروبية، وتوصياتها الغذائية للوقاية من تصلب الشرايين. حيث اوضح الباحثون انها تهدف إلى تلخيص البيانات الحديثه عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة باستهلاك عناصر غذائية حيوانيه ونباتيه لإثبات الاستراتيجيات الغذائية للوقاية من تصلب الشرايين.
وأوضح الباحثون النظرة الطبية الحالية نحو أنواع تأثيرات الأطعمة على صحة القلب وسلامته من الأمراض. وذلك ما عبر عنه البروفسور الدكتور جابرييل ريكاردي، الباحث الرئيس في الدراسة من جامعة نابولي، بقوله انه لا يوجد ما يشير إلى أن أي طعام يعتبر سماً من حيث مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إنها مسألة كمية وتكرار الاستهلاك . وأضاف انه كان الخطأ الذي ارتكبناه في الماضي هو اعتبار أحد المكونات الغذائية الحيوانيه هي العدو والشيء الوحيد الذي يتعين علينا تغييره. بدلاً من ذلك، نحتاج إلى النظر إلى النظم الغذائية ككل، وإذا قللنا كمية طعام واحد، فمن المهم اختيار بديل صحي.
وأفاد الباحثون بجمعية القلب الأوروبية انه ينبغي دائماً اعتبار أن الأطعمة عبارة عن خليط من مغذيات مختلفة من بروتينات، كربوهيدرات، دهون، معادن، فيتامينات، ومركبات نشطة بيولوجياً غير مغذية من مضادات أكسدة، ومركبات عطرية، وألياف. وأن الخصائص بخلاف تركيبة العناصر 0الغذائية أي السمات الفيزيائية للأطعمة فان إجراءات المعالجة والطهي تعمل على تعديل التوافر البيولوجي للمغذيات، وبالتالي آثارها الصحية الأيضية والتفاعلات الكيميائية الحيوية.
وقسم الباحثون أنواع الأطعمة إلى منتجات حيوانية من لحوم، أسماك وبيض، ألالبان ومشتقاتها ، ومنتجات نباتية من حبوب، بقول، خضروات، وفواكه، ومكسرات، إضافة إلى أنواع من الدهون الصحية ، والمشروبات من الشاي، القهوة، المشروبات الغازية، والكحوليات.
= منتجات اللحوم: ولأن المنتجات الغذائية الحيوانية المصدر هي الوحيدة المحتوية على الكوليسترول الذي لا توجد مطلقاً في أي منتج غذائي نباتي، ولأنها تحتوي دهوناً مشبعة بنسبة أعلى من المنتجات الغذائية النباتية ،وعلاقه المنتجات الغذائية الحيوانية المصدر بأمراض شرايين القلب. وهي:
اللحوم الحمراء: تقسم إلى لحوم حمراء من البقر، والضأن .
لحوم بيضاء: من دواجن، أرنب، وهي تختلف في محتواها من الدهون والكوليسترول والحديد. وهذه الاختلافات في تلك المكونات لها تأثيرات متفاوتة في احتمالات الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
كما أن اللحوم قد تكون طبيعية طازجة، مبردة، مجمدة، وقد تكون لحوماً معالجة صناعيا وتعرضت لتدخلات إنتاجية مثل النقانق والسلامي والمارتديلا. وتفيد نتائج الدراسات بأن اللحوم المصنعة لها علاقة قوية في التسبب في أمراض القلب مقارنة باللحوم الطبيعية.
وهناك ادلة على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والأمراض القلبية الوعائية بتناول اللحوم المعالجة صناعيا حيث يجب استهلاكها فى اضيق الحدود. وبالنسبة اللحوم الحمراء غير المعالجة صناعيا، فإن الأدلة العلمية أضعف في إثبات زيادتها خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والأمراض القلبية ولكن الدليل العام يشير إلى أن استهلاكها يجب أن يكون محدوداً أيضاً أي حصتين من 100 جرام في الأسبوع. ويمكن استهلاك اللحوم البيضاء بكميات معتدلة تصل إلى ثلاث حصص من 100 جرام في الأسبوع.
واوضحت جمعية القلب الأوروبية ان هناك أدلة جديدة تميز بين اللحوم المعالجة صناعيا واللحوم الحمراء الطبيعية حيث اللحوم المصنعة أشد ضرراً. ولكن كليهما مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، عند المقارنة مع لحوم الدواجن.، والتي لا تظهر أي علاقة عند تناول كميات معتدلة حتى ثلاث حصص من 100 جرام في الأسبوع. ويجب أن تقتصر اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والضأن على حصتين من 100 جرام في الأسبوع، واللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد، والنقانق، والسلامى تقتصر على التناول العرضي.
= البيض والاسماك:
البيض: قال الباحثون ان العديد من الدراسات التحليلية إلى عدم وجود أي ارتباط بين استهلاك البيض المعتدل حتى بيضة واحدة كل يوم وأمراض الشرايين التاجية القاتلة أو غير المميتة. وفي الماضي، كان ثمة مزيد من الحذر بشأن استهلاك البيض، مدفوعاً بمحتواه العالي من الكوليسترول، مما قد يساهم في ارتفاع مستويات الكوليسترول في البلازما. ومع ذلك، فإن الاستجابة للكوليسترول الغذائي متغيرة، وجزئياً تحت السيطرة الوراثية. ولذلك، يمكن السماح باستهلاك معتدل من البيض الى ما يصل إلى ثلاث حصص من بيضتين في الأسبوع، أو بيضة واحدة في اليوم لعامة الناس. ولكن قد لا ينطبق هذا على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكوليسترول في الدم أو مرض السكري الذين يكون المزيد من الحذر مناسباً لهم.
الاسماك: أفاد الباحثون بأن نتائج الدراسات لمجمل النتائج السابقة، تتوافق أن الاستهلاك المعتدل للأسماك يرتبط بشكل كبير بانخفاض معدل حدوث أمراض الشرايين التاجية والوفيات. ولكن قد تختلف فيما يتعلق بطهى الأسماك المختلفة المستخدمة في البلدان وخاصةً التأثير الضار لقلي الأسماك مقارنة بالشواء والمسلوق وبالبخار. وبالنسبة للكميات، يشير التحليل إلى انخفاض بنسبة 12 في المائة في حدوث أمراض الشرايين التاجية لأربع حصص من الأسماك أسبوعياً 100 جرام / يوم.
وأضاف الباحثون ان فوائد الاستهلاك المعتدل للأسماك، فيما يتعلق بالوقاية من تصلب الشرايين عموماً، يرجع إلى المحتوى العالي من دهون أوميغا 3 المتعددة غير المشبعة والتي تساهم في التحكم في الدهون الثلاثية في البلازما، وتأثيرها المضاد للالتهاب وخفض نشاط التخثر. واختصر الباحثون نصيحتهم بتوافق الأدلة الحالية مع استهلاك الأسماك بين حصتين وأربع حصص من 150 جراماً في الأسبوع كوسيلة للمساهمة في الوقاية من تصلب الشرايين.
= منتجات الألبان:
منتجات الألبان. الالبان مجموعة غذائية كبيرة تحتوي على مواد غذائية لها العديد من الاختلافات في خصائصها الغذائية. وتحديداً، قد يؤثر محتوى أنواعها من الدهون والملح، بالإضافة إلى منهجيات المعالجة والتخمير، على نتائج صحة القلب والأوعية الدموية. وعالمياً، لا يرتبط استهلاك منتجات الألبان مع أمراض الشرايين التاجية. ولكن عندما يتم تقييم منتجات الألبان كاملة الدسم وقليلة الدسم فهناك اختلاف في الارتباط مع أمراض الشرايين التاجية لكل من هذين النوعين من منتجات الألبان.
اطعمة الألبان والألبان المخمرة: لا يرتبط استهلاك حصة من 200 جرام فى اليوم من الحليب بحدوث أمراض القلب التاجية أو أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تم تقييم الدور المحتمل لتخمير الألبان فيما يتعلق بخطر الإصابة بتصلب الشرايين. حيث تشير الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين منتجات الألبان المخمرة مثل البن الزبادي والرايب والجبن المخمر مع حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية. وتصل تلك النسبة إلى 17 في المائة في خفض حدوث الأمراض القلبية والجلطة القلبية. وبالنسبة لاستهلاك اللبن الزبادي، تمت ملاحظة ارتباط وقائي مع أمراض القلب والأوعية الدموية لتناول كمية يومية من الزبادي لا تقل عن 200 جرام يومياً.
الجبن: أفادت الدراسات بوجود ارتباط عكسي مع حدوث أمراض الشرايين التاجية والأمراض القلبية. وتحديداً، انخفاض معتد به إحصائياً (متوسط 12 في المائة) لحدوث أمراض القلب التاجية عند تناول 50 جراما فى اليوم من الجبن.
واوضح الباحثون ان الأدلة تؤيد التوصيات باستخدام الحليب والجبن باعتدال كوب واحد يومياً من الحليب، أو ثلاث حصص صغيرة من 50 جراماً في الأسبوع من الجبن، وإدراج 200 جرام من اللبن الزبادي في النظام الغذائي اليومي. وقال البروفسور الدكتور جابرييل ريكاردي إن الكميات الصغيرة من الجبن والاستهلاك المنتظم للزبادي لها تأثير وقائي بسبب حقيقة أنها مخمرة. نحن نفهم الآن أن بكتيريا الأمعاء تلعب دوراً رئيسياً في التأثير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حيث تحتوي منتجات الألبان المخمرة على بكتيريا نافعه وجيدة تعزز صحة الانسان .
= الدهون والزيوت :
الدهون المتحوله: هناك أدلة هامه تشير إلى أن استهلاك الأطعمة التي تحتوي على دهون متحولة والمهدرجه يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والموت المفاجئ. وهذه العلاقة هي أقوى من أي دهون غذائية أخرى مشبعة أو غير مشبعة أو كوليسترول الطعام. وأن الدراسات الطبية تظهر في نتائجها أن زيادة بنسبة 2 في المائة في تناول الدهون المتحولة يرتبط بارتفاع معدل حدوث أمراض الشرايين التاجية بنسبة 23 في المائة. وهى من أقوى العلاقات السلبية بين أي نوع من الطعام والشراب وبين الإصابة بمراض شرايين القلب.
الزبده: تظهر الدراسات عدم وجود ارتباط ذي أهمية بنسبة واضحة ومؤثرة إكلينيكياً بين تناول الزبدة بكمية معتدلة حوالي 9 جرامات في اليوم بالمتوسط أو ملعقتي شاي وخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والأمراض القلبية الوعائية.
زيت الزيتون والزيوت النباتية غير الاستوائية : الاستوائيه مثل زيت جوز الهند وزيت النخيل، يجب النظر بشكل منفصل لزيت الزيتون الغني بالدهون الأحادية غير المشبعة عن بقية الزيوت النباتية الأخرى الغنية بحمض اللينوليك. وبالنسبة لزيت الزيتون، هناك ثلاث دراسات تحليلية لمجموعات من الدراسات حول العلاقة بين تناول زيت الزيتون واحتمالات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. وجميعها تشير إلى أن زيادة استهلاك زيت الزيتون يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية وأمراض الأوعية الدموية وهذا الخفض أقوى مع تناول زيت الزيتون البكر .
أما بالنسبة للعلاقة بين استهلاك الزيوت النباتية الغنية بحمض اللينوليك مثل زيت دوار الشمس والكانولا والذرة وفول الصويا وبين خطر الإصابة بتصلب الشرايين، فقد أظهرت الدراسات ارتباطاً واضحاً للغاية بين تناول كميات أكبر من هذه الزيوت الغنية بحمض اللينوليك وبين انخفاض معدل وفيات الأمراض القلبية الوعائية وإجمالي حالات الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وخلص الباحثون إلى القول ان زيت الزيتون وفول الصويا وعباد الشمس والذرة، هي خيارات أكثر صحية، مقارنة بالزبدة وكذلك بالدهون الحيوانية أو الزيوت الاستوائية الغنية بالدهون المشبعة.