د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لهيئة السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية انه قد يبدو من الصعب في بعض الأحيان العثور على خيارات خبز صحية ترضي ذوق الأشخاص المهتمين بالحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن. وإذا كنت لا تأكل كمية كافية من الخبز، فقد لا تحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية، وفقاً لدراسة الدكتوره سارة ويليامز بالولايات المتحده فقد كشفت الدراسة أن بعض البالغين يتعرضون لانخفاض بنسبة 10% في مستويات الطاقة بسبب ابتعادهم عن تناول الخبز الكامل الذي يحتوي الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والمغنيسيوم والحديد.
وقالت الدكتوره سارة ويليامز، أخصائية تغذية إن الخبز والحبوب الكامله والكربوهيدرات بشكل عام لها سمعة سيئة في مجتمعنا بالولايات المتحده. ومع ذلك، فإن الكربوهيدرات هي أفضل مصدر وقود للجسم ومصدر طاقة الدماغ المفضله. وأضافت أنه في نظام غذائي صحي ومتوازن، يجب أن تأتي نسبة 40-60% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، ويمكن أن يشمل ذلك الخبز والحبوب الكامله.
وأكدت الدكتوره كايسي بيرنز أن تناول الكربوهيدرات باعتدال أمر جيد فهي تساعد على توفير الطاقة لجسمك، خاصة إذا كنت تخطط للقيام بأي نشاط بدني على مدار اليوم. وإنه ليس من الضروري التخلص تماماً من الخبز أو الحبوب الأخرى في نظامنا الغذائي، مشيرة إلى أن عدم تناوله قد يؤدي إلى نتائج مؤسفة وأحياناً غير صحية. واوضحت أنه إذا أزلنا الخبز والحبوب من نظامنا الغذائي، ولم نعوضها بالكربوهيدرات الأخرى، فهناك احتمال أن نعاني من نقص في السعرات الحرارية في اليوم ونشعر بالإرهاق.
وللحصول على حاجتنا من الكربوهيدرات، اوضحت الدكتوره كايسى بارنز اختيار القمح والشوفان الكامل والخبز الكنيسه من الحبوب بالإضافة إلى الأرز البني والشعير والشوفان. وأشارت إلى أن تضمين هذه الأطعمة بانتظام في نظامنا الغذائي سيساعد على الحصول على ما يكفي من الألياف والحديد وحمض الفوليك والمغنيسيوم، وسيساعد على الشعور بالرضا والنشاط.
وكشفت خبيرة التغذية الروسية الدكتوره ناتاليا كروغلوفا مقدار الخبز الذي ينبغي تناوله يوميا. حيث اوضحت انه في المتوسط يمكن للرجل تناول حوالى 150-200 جرام من الخبز يوميا والنساء حوالى 100-150 جرامًا، اما بالنسبة للأطفال فهناك قاعدة مختلفة حسب العمر، ولكن في المتوسط تكون النسبة حوالى 50-60 جرامًا من الخبز الكامل يوميا، لن تضر بالصحة ولن تؤدي الى السمنة.
وأشارت الدكتوره ناتاليا كروغلوفا إلى أن الخبز مصدر للكربوهيدرات والألياف الغذائية والفيتامينات، لذا يجب اختيار الخبز من الدقيق الكامل الخشن.ويمكن أن يكون الخبز في النظام الغذائي، فلا يوجد فيه شيء سيئ خاصة إذا كان خبز الحبوب الكاملة المصنوع من الدقيق الخشن او من الدقيق الغير مقشر الذي يحتوي على الألياف الغذائية من الحبوب غير المكررة. ويمكن أن يكون هذا الخبز في النظام الغذائي مشتملا على كربوهيدرات معقدة ضرورية كمصدر للطاقة وفيتامينات “ب” والمغنيسيوم. ولابد من ترك الخبز الأبيض المصنوع من الدقيق المكرر في النظام الغذائي المعتاد.
وفيما يتعلق بالخبز المصنوع من طحين عالي الجودة (الخبز الأبيض) بينت الدكتوره ناتاليا كروغلوفا انه يحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة، لذلك لا يستحق بالتأكيد تناوله كل يوم، بل وأكثر من ذلك مع كل وجبة. وقالت الدكتوره ناتاليا كروغلوفا إنه لا ينبغي لأحد أن يخاف من المكونات الكيميائية في تكوين مكونات الخبز بل يجب أن يكون هناك دقيق كامل أو غير مقشر، كما يجب أن يكون هذا الدقيق في المرتبة الأولى أو الثانية في قائمة المكونات. ومن المقبول وجود حبوب مختلفة في مكونات الخبز ربما رقائق من حبوب مختلفة. أما المحسنات الكيميائية فتوجد بكميات قليلة في الخبز ولا تلعب دوراً كبيراً في الصحة لذا لا داعي للخوف منها.
وخلصت الدكتوره ناتاليا كروغلوفا خبيرة التغذية إلى أن المواد الحافظة المستخدمة في جعل الخبز يدوم لفترة أطول لا تسبب مشاكل صحية. ولكن من جانبها، تلتزم خبيرة التغذية الدكتوره أنجليكا دوفال بوجهة نظر مختلفة عند شراء الخبز، ناصحة بضرورة الانتباه إلى أنه يجب ان لا يحتوي على ثلاثة مكونات هي السكر والاضافات الكيميائية والدقيق الأبيض. قائلة كلما قل عدد المكونات في الخبز كان ذلك أفضل وأكثر صحة للجسم. فيما ترى الدكتوره ناتاليا كروغلوفا أن المعلومات التي تفيد بأن الخميرة ضارة بالصحة بشكل لا يصدق ليست أكثر من أسطورة وخدعة تسويقية من الخبازين. مشيرة الى انه لا يوجد دليل علمي يدعم مخاطر خميرة الخبز ولا داعي للخوف منها.