“علي بابا كلاود” تزيح الستار عن حلّ بلا خوادم يوفر قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمؤسسات

ايه حسين

كشفت “علي بابا كلاود” عن نسخة بلا خوادم من منصتها المبنية على الذكاء الاصطناعي لخدمة الخوارزميات المرنة، والمصممة لتقديم حل فعال من حيث التكلفة لتطبيق النماذج والاستدلال للأفراد والمؤسسات.

كما أعلنت عن أحدث دمج لتكنولوجيا المحركات الموجهة التابعة لها في مزيد من عروض منتجاتها، بما يشمل مخزن البيانات Hologres وخدمتي البحث Elasticsearch وOpenSearch، وذلك على هامش الدورة الافتتاحية لقمة الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في سنغافورة. وجرى تصميم ذلك الدمج بهدف إتاحة وصول المؤسسات إلى عدد من النماذج اللغوية الضخمة وإنشاء تطبيقات مخصصة مبنية على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتتيح المنصة المبنية على الذكاء الاصطناعي لخدمة الخوارزميات المرنة للمستخدمين الاستفادة من موارد الحوسبة عند الضرورة، مما يلغي الحاجة إلى الإشراف على إدارة وصيانة الخوادم الفعلية أو الافتراضية. كما سيتم احتساب الرسوم المترتبة على المستخدمين بناء على موارد الحوسبة التي يستخدمونها فقط، مما يثمر عن انخفاض بنسبة 50% في تكاليف الاستدلال مقارنة مع نموذج التسعير التقليدي.

ويتاح الوصول إلى النسخة الخالية من الخوادم، الخاضعة حالياً للاختبارات التجريبية، بهدف تطبيق نموذج توليد الصور. وسيتوسع نطاق قدرات النسخة في مارس 2024 لدعم تطبيق النماذج اللغوية الضخمة مفتوحة المصدر البارزة ومجموعة نماذج ModelScope المبنية على الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة علي بابا. ويتضمن ذلك نماذج مصممة خصيصاً لمهام تضم تقسيم الصور وتوليد الملخصات والتعرف على الصوت.

وعبر تقديم نماذج لغوية ضخمة وخدمات تدريب وتكنولوجيا المحركات الموجهة، يمكن لعلي بابا كلاود دعم عملية توليد معززة بالاسترجاع، مما يمكّن المؤسسات من تحسين النماذج اللغوية الضخمة بقواعد المعرفة التابعة لها للحصول على مخرجات أفضل. ويؤدي ذلك إلى دقة أعلى، وتسريع استرجاع المعلومات الأهم، ورؤى أكثر تفصيلاً للمؤسسات، مما يسهم في زيادة الكفاءة وتحسين قدرات اتخاذ القرار عبر مجموعة واسعة من التطبيقات.

وقالت زو جينغرن، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى علي بابا كلاود، خلال القمة: “تحافظ علي بابا كلاود على مكانتها في طليعة ابتكارات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية. تؤكد تحديثاتنا التكنولوجية التزامنا بتمكين المؤسسات بأحدث الحلول المبنية على المعلومات لزيادة الكفاءة والأداء. ويمثل ذلك التحديث خطوة نوعية ضمن مهمتنا المتمثلة في تقديم حلول مبتكرة تعيد تعريف قدرات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف التطبيقات”.

تسهيل تدريب النماذج

أعلنت علي بابا كلاود كذلك عن ترقية خدمتها للبيانات الضخمة، المسماة MaxCompute MaxFrame، والتي تشكل إطاراً موزعاً لمعالجة بيانات Python، بهدف الاستفادة من الطلب المتنامي على المعالجة المسبقة للبيانات وتحليل البيانات دون اتصال بالإنترنت/عبر الإنترنت في مهام الحوسبة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. يسمح الإطار للمستخدمين معالجة كميات هائلة من البيانات بصورة أكثر كفاءة ومرونة عبر إطلاق مهمة مبنية على الذكاء الاصطناعي مثل التدريب على النماذج اللغوية الضخمة.

ولرعاية الارتقاء بالإبداع بين صفوف المصممين، طرحت علي بابا كلاود منصة AI-Artlab الشاملة للتدريب على النماذج وتوليد الصور. يمكّن ذلك الحل المصممين من إنتاج تصميمات مهنية بسرعة، ويفتح آفاق قدرات إبداعية أكبر.

كما يمكن للمصممين الاستفادة من المنصة لتوليد صور تصميمية لمجموعة متنوعة من التطبيقات، بما يضم التصميم الداخلي للمنازل، واللافتات الترويجية للمنتجات، وتكوين شخصيات وتطوير مشاهد الألعاب. كما توفر المنصة منظومة ثرية من الأدوات الجاهزة للاستخدام لتمكين المصممين غير الملمين بالبرمجة من تطوير وتدريب نماذج مخصصة تولد صوراً مصممة وفق متطلباتهم المحددة. تم طرح المنصة في الصين وسيجري طرحها في منطقة سنغافورة خلال الأشهر المقبلة.

وفي خطوة نوعية العام الماضي، ارتقت علي بابا كلاود بكامل مجموعتها من حلول قواعد البيانات، بما يشمل قاعدة البيانات القائمة على الحوسبة السحابية PolarDB، ومخزن البيانات القائم على الحوسبة السحابية AnalyticDB، وقاعدة البيانات متعددة النماذج القائمة على الحوسبة السحابية Lindorm، عبر دمج تكنولوجيا المحركات الموجهة التابعة لها بهدف تحسين الأداء والقدرات.

وتحوّل المحركات الموجهة النصوص والبيانات إلى مساحة عالية الأبعاد، مما يحسن أداء الذكاء الاصطناعي عبر تضمين كميات هائلة من السياقات المنظمة وغير المنظمة بطريقة متطورة وفعالة. يثمر ذلك عن تسهيل وتبسيط مهام تشمل مقارنات التشابه والتحليل الدلالي، مما يفيد النماذج اللغوية الضخمة خصوصاً ويطور عدداً من وظائف الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

دعم نجاح العملاء

يستخدم العملاء حول العالم، بدءاً من الشركات الكبيرة ووصولاً إلى الشركات الناشئة، أحدث تقنيات علي بابا كلاود بهدف دعم التحول الرقمي لديهم.

وقالت سيلينا يوان، رئيسة وحدة الأعمال الدولية لدى علي بابا كلاود، أمام الحاضرين في القمة: “يتزايد طلب عملائنا العالميين على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وعبر فتح مصادر نماذجنا اللغوية، لدينا الجهوزية اللازمة لتقديم حلول حوسبة قوية وابتكارات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي لدعم العملاء على تطوير تطبيقات مخصصة للذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى التعامل مع تحدياتهم ثم تعزيز حضورهم بما يسمح لهم بالاستفادة من موجة الفرص الناشئة عن قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي الديناميكي”.

وعبر الاستفادة من القدرات المتقدمة لنموذج علي بابا كلاود اللغوي الضخم، المسمى Tongyi Qianwen، وتكنولوجيا التوليد المعززة بالاسترجاع، قدمت Haleon، الشركة الرائدة عالمياً في مجال صحة المستهلكين، خبيراً مخصصاً في التغذية مدعوماً بالذكاء الاصطناعي للمستهلكين في الصين. ويتفوق خبير التغذية المدعوم بالذكاء الاصطناعي في التفسير الدقيق لأسئلة المستهلكين، والتفاعل مع المستخدمين بتوجيهات غذائية قيّمة وشاملة يجري تقديمها بكفاءة. ويضمن التكامل المتين لوظائف Tongyi Qianwen، والقاعدة المعرفية الغذائية الداخلية الواسعة لشركة Haleon، ريادة خبير التغذية المدعوم بالذكاء الاصطناعي من حيث الدقة والملاءمة.

كما تؤكد شيفاني سايني، نائب الرئيس العالمي لوحدات الأعمال الرقمية والتكنولوجيا لدى شركة Haleon، على أهمية الابتكار الرقمي في مجال الرعاية الصحية، وقالت: “مع تزايد أهمية دور الخدمات الرقمية في قطاع صحة المستهلكين، يظهر تعاوننا مع علي بابا كلاود للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي التزامنا بتقديم نصائح صحية مخصصة لعملائنا في الصين. ويتمثل هدفنا في تزويد عملائنا بالأدوات التي يحتاجونها لتحسين وإدارة نظامهم الغذائي”.

كما أطلقت rinna، الشركة اليابانية الناشئة المتخصصة في تطوير النماذج الأساسية المدربة مسبقاً والقادرة على معالجة اللغة اليابانية، أحدث ابتكاراتها، نماذج Nekomata. تعتمد تلك النماذج الجديدة على نماذج Tongyi Qianwen مفتوحة المصدر Qwen-7B وQwen-14B، والتي طورتها علي بابا كلاود. أثبتت سلسلة Nekomata أداءً استثنائياً في مجال أدوات تقييم الاستقرار والذكاء الاصطناعي، وتعد إحدى المعايير البارزة لتقييم قدرات نماذج اللغة اليابانية. كما تعزز مفردات Qwen الشاملة قدرة نماذج Nekomata على معالجة النص الياباني بكفاءة أكبر مقارنة بالسلسلة السابقة، والتي كانت تعتمد على بنية Llama2.

وقال تيانيو زاو، الباحث لدى rinna: “انبهرنا بقدرات النماذج اللغوية الضخمة التي تقدمها علي بابا كلاود، والتي تساعدنا على تحسين أداء نماذجنا بطريقة فعالة من حيث التكلفة. ونعتقد أن مساهمة علي بابا كلاود في مجتمع المصادر المفتوحة تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة على تسريع ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي”.