أخبارصحة

تلوث الهواء يسبب تزايد الوفيات ووجود مساحات خضراء يحسن العمر البيولوجي ويخفض امراض الزهايمر والسكته الدماغية

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة لعالم الأوبئة البريطاني الدكتور آندي هينز بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي ان تلوث الهواء الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري في الصناعة وتوليد الطاقة والنقل يتسبب في حوالى 5.13 مليون حالة وفاة إضافية سنويا في جميع أنحاء العالم . حيث تبين أن معدلات الوفيات هي الأعلى في البلدان التي تخلفت عن الركب العالمى في إنهاء حرق الفحم لإنتاج الطاقة هي الصين والهند. واأكدت نتائج الدراسة على ضرورة التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة النتروجين مما قد ينقذ العديد من الأرواح من تلوث الهواء ويساعد في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وتضاف هذه النتائج إلى ما هو موجود عن الآثار القاتلة للهواء الملوث مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والربو وسرطان الرئة .

واوضح فريق الدراسة ان النتائج تظهر أن عبء الوفيات الذي يعزى إلى تلوث الهواء الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري أعلى من معظم التقديرات السابقة. والتخلص من الوقود الأحفوري بمثابة تدخل فعال لتحسين الصحة وإنقاذ الأرواح عالميا. إن الوفيات بسبب تلوث الهواء مرتفعة في جنوب وشرق آسيا، بسبب ارتفاع مستويات التلوث والكثافة السكانية. ويقول الباحثون إن الملوثات القاتلة في الهواء الخارجي تشمل غاز الأوزون الذي ينشأ عن التفاعلات بين أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة وكلاهما ينبعث من المركبات والعمليات الصناعية . وعلى مستوى الأرض يسبب غاز الأوزون ضبابا دخانيا يُرى عادة في المدن ويسبب مشاكل في التنفس، خاصة للأشخاص ضعفاء المناعة والذين يعانون من أمراض الرئة والربو. وهناك ملوث سيئ آخر يُعرف باسم PM2.5،وهو عبارة عن جزيئات أو قطرات صغيرة يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر، وهي غير مرئية للعين المجردة ويمكن استنشاقها الى الرئة بسهولة. ويُعتقد أن استنشاق PM2.5 يسبب الربو وأمراض الرئة والقلب وأعراض الاكتئاب حتى السرطان.

ووجد الباحثون فى نتائج الدراسة أن الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بالوقود الأحفوري كانت الأعلى في جنوب وشرق آسيا، خاصة في الصين حيث بلغت 2.44 مليون سنويا تليها الهند بـ 2.18 مليون سنويا. وكان ما يزيد قليلا عن نصف إجمالي الوفيات اى 52% مرتبطا بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة أمراض القلب التاجية اى حوالى 30% . وإن السكتة الدماغية ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وحالات الرئة التي تسبب مشاكل في التنفس تمثل 16%. ونحو 20% منها كانت غير محددة ولكن من المحتمل أن تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم والاضطرابات العصبية مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون.

واوضحت دراسة للدكتور كيزو كيم الباحث بكلية فينبرغ للطب بجامعة نورث ويسترن البريطانية ان وجود مساحات خضراء فى المدن يجعل العمر البيولوجي للسكان أصغر بـ2.5 سنة. وتساعد حدائق المدن والمساحات الخضراء في مواجهة الحرارة، وتعزيز التنوع البيولوجي، وغرس الشعور بالهدوء في الغابة الحضرية. ووفقا للدراسة تبين أن المساحات الخضراء تساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجية، حيث وجد الباحثون أن الذين لديهم إمكانية الوصول إلى المساحات الخضراء هم في المتوسط أصغر بيولوجيا بنحو 2.5 سنة من أولئك الذين لا يفعلون ذلك. وقال الدكتور كيزو كيم ان العيش بالقرب من المساحات الخضرة يمكن أن يساعد على أن تكون أصغر من العمر الفعلي ويعتقد أن النتائج التي توصل إليها لها آثار كبيرة على التخطيط الحضري للمدن من حيث توسيع البنية التحتية الخضراء لتعزيز الصحة العامة وخفض الامراض الصحية. حيث تم ربط التعرض للمساحات الخضراء بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وانخفاض معدلات الوفيات. ويُعتقد أن المزيد من النشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية تلعب دورا مهما،فى إبطاء الشيخوخة.

واوضحت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين حول منازلهم مساحات خضراء بنسبة 30% في دائرة نصف قطرها 5 كم اى 3 أميال كانوا أصغر سنا بـ 2.5 سنة من الناحية البيولوجية مقارنة بمن كانت منازلهم محاطة بمساحة خضراء بنسبة 20%. . وكان السود الذين يتمتعون بإمكانية أكبر للوصول إلى المساحات الخضراء أصغر عمرا بيولوجيا بسنة واحدة فقط، بينما كان البيض أصغر عمرا بثلاث سنوات. وأوضح كيم أن هذه التباينات نظرا لتأثير عوامل أخرى مثل الإجهاد، وخصائص المساحات الخضراء المحيطة، والدعم الاجتماعي وعلى درجة فوائد المساحات الخضراء من حيث الشيخوخة البيولوجية . وعلق عالم الأوبئة الدكتور مانويل فرانكو من جامعة القلعة وجامعة جونز هوبكنز انه اصبح لدينا أدلة علمية أكثر وأفضل لزيادة انشاء واستخدام المساحات الخضراء الحضرية عالميا .

وكذلك اكدت الدراسة أن العيش في مكان محاط بالأشجار يخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والزهايمر . كما وجدت النتائج أن الذين لديهم حدائق أو اللذين يمكنهم الوصول للمساحات الخضراء يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 13%. . وأظهرت أبحاث جمعية السكتة الدماغية الاوربية أن الأشجار والنباتات الأخرى تمتص تلوث الهواء وتقوم بتصفية الغبار، وهو العامل المسبب في 21% من الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية. وتخفض المساحات الخضراء من الاكتئاب وتعزز الأنشطة الخارجية، مما يخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وكشفت دراسة أجراها الباحثون بكلية الصحة العامة في جامعة بكين ان الحدائق الخضراء تخفض من الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف. حيث أن العيش في الأحياء الخضراء القريبة من الحدائق والاشجار يخفض من الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف وبالتالى مرض الزهايمر .

واوصت هيئة الصحة الاوربية ينتاول اغذية نظام البحر الابيض المتوسط . حيث هناك اهتمام باتباع مكونات حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية عالميا ، فإلبحث دائما عن المصادر التي يمكن شرائها وتناولها وانواع مكوّنات وجبات البحر الابيض المتوسط الأساسية ، وفي إلامكان تخزينها أو تناولها طازجة. ومن اهم مكونات الغذاء المتوسطى هى:

= زيت الزيتون البكر: هو العنصر الذي يتربّع على عرش الطعام الشرق الأوسطي . فزيت الزيتون البكر يُعتبر أساس المطبخ اليوناني، ويصفون الأشخاص الذين يخرجون عن طورهم بأنهم انتهى زيتهم. وتُظهر الدراسة أن الالتزام بنمط الغذاء المتوسطي يساعد في مكافحة الكوليسترول وأمراض القلب والخرف بالتوازي مع خسارة الوزن.
= اللبن الزبادى اليوناني: ويُعتبر اللبن الزبادى اليوناني عنصرًا أساسيًا في المطبخ المتوسطي، إذ أنه غني بالفيتامينات والمعادن، ويتميز بنسيجه الأقرب للكريما. وهو مستخرج من مصل اللبن بدون الالكتوز وسوائل أخرى يحتوي عليها اللبن العادي ويجب تناوله كامل الدسم بدون سكر إضافي، ولكن يمكن إضافة الفاكهة والمكسرات.
= الفاكهة والخضروات الموسيمية الطازجة: يحتوى غذاء البحر المتوسط على ألوان من الفاكهة والخضروات التي تجدها فى الموسم. وإن تناول ألوان قوس قزح من الفاكهة والخضروات يضمن الحصول على مضادات ألاكسدة والمعادن والفيتامينات المتنوعة. والخضروات مثل الباذنجان والجزر والطماطم والبطاطا والخيار والبصل والتين والشمندر والفلفل والملفوف والفاصوليا والفطر والكوسه والقرع والثوم والأعشاب مثل البقدونس والنعناع والقرفة والزعتر.
= الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والقمح والشعير والبرغل والكينوا والفريك اى القمح الأخضر. ولهذة الحبوب فائدة كبيرة على الجسم، لأنها تزيد من الألياف وتشبع المعده وتخفّض من تناول السعرات الحرارية ويساعد الماغنيسيوم والبوتاسيوم ومضادات الأكسدة في خفض ضغط الدم ومعدل السكر.
= البقوليات: يعتمد النمط الغذائي المتوسطي على المزروعات، لذلك تُصبح البقوليات عنصرًا أساسًا لاستهلاك البروتين الصحي مثل الحمص والعدس والفاصولياء والبازيلاء والمكسرات والبذور والجوز واللوز والكاجو والفول السوداني والبندق والفستق والبندق والسمسم.
= المأكولات البحرية واللحوم البيضاء: تتناول شعوب البحر المتوسط اللحوم الحمراء الغير الدهنية على نحو أقل من البيضاء وتشكّل المأكولات البحرية الطبق الرئيسي مثل اليابانيين، الذي يمكن تناوله على ألاقل مرتين أسبوعيًا وهي مصدر دهون الأوميجا 3 الصحية للقلب والدماغ .