د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة للدكتور شون أورموند، بهيئة جلينديل الطبيه في الولايات المتحدة الأمريكية انه إذا كان الشخصِ من الذين يتناولون مكملات افطار غذائية؛ فيجب عليهِ الحذر من الجمع بين المكملين الغذائيين E و K لأنهما يشكلان خطر لتوليد جلطة دموية وامراض القلب. حيث اوضحت الدراسة الى
إن تناول المكملات الغذائية يكون فقط في حالات نقص التغذية وانخفاض المناعة والتعب المستمر وتساقط الشعر حيث يُعتبر مهماً لتناولها ويمكن أن يكون وسيلة لتعزيز وظائف الدماغ أو تحسين مظهر الجلد أو حتى إراحة الجهاز الهضمي. وان تناول المكملات الغذائية لا يعنى عدم تناول النظام الغذائى الصحى من الخضروات والفواكه الموسيمية والحبوب الكامله لإن هذه المكملات الغذائية موجودة في الطعام الطازج.
وحذّرت دراسة الدكتور شون أورموند كذلك من مخاطر تخثر الدم وتكوُّن الجلطات اذ لا ينبغي تناول هذة المكملات معاً. حيث اتضح أن بعض المكملات الغذائية التي تعمل بشكل جيد بمفردها، تكون ضارّة عند دمجهما معا، وكان هو السبب فى حال الجمع بين فيتامين E وفيتامين K.. وإن تناول جرعات من كلا الفيتامينين في نفس الوقت، يَزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم. وأن فيتامين E وفيتامين K هما عنصران غذائيان أساسيان، حيث يساعد فيتامين K في الحفاظ على قوة العظام، ويلعب دوراً مهماً في تخثُّر الدم؛ مما يساعد على خفض النزيف. وفي الوقت نفسه فان فيتامين E ضروري لصحة النظر، والصحة الإنجابية، والدماغ. وعندما يستفيد الجسم من هذه العناصر الغذائية مباشرة من خلال الأطعمة التي تحتوي عليها فهذا مفيد لكن يجب تجنُّب الجمع بين الجرعات العالية من هذه الفيتامينات في شكل مكملات غذائية حيث إن تناولهما معاً يَزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم .
واكدت هيئة الغذاء والدواء الامريكية هذة الدراسة واوضحت كذلك لبعض الفيتامينات الاخرى وهما فيتاميني A وD. حيث ان الجلطة الدموية تهدد حياة البشر. ويمكن أن يكون لتكوُّن جلطات الدم عواقب صحية اخرى تؤدي إلى مضاعفات مثل الانسداد الرئوي واحتشاء عضلة القلب والتهاب الوريد أو السكتة الدماغية. بالإضافة إلى هذا التفاعل الضارّ المحتمَل، تجدر الإشارة إلى أن الجرعات العالية من مكملات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتاميني E وK، فيتاميني A وD؛ يمكن أن تُلحق الضرر بالكبد والكليتين. وذلك لسبب وجيه حيث لا يمكن إخراج الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون عن طريق البول مما قد يؤدي إلى تراكم هذة الفيتامينات في الكلى والكبد عند دمجها.
واوضحت دراسة هيئة الغذاء والدواء الامريكية الى اهم المصادر الطبيعية لفيتامين E وفيتامين Kفى التركيّز على النظام الغذائي الطبيعى للحصول على فيتاميني E وK. . حيث ينسى الكثير من الناس أن المكملات الغذائية تهدف إلى تكملة الطعام وليس استبداله. وتساعد مكملات الفيتامينات في تعزيز فوائد النظام الغذائي المتوازن الذى يحتوى على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات . ولتخزين فيتامين E، يجب الاعتماد على الزيوت النباتية مثل زيت جنين القمح وزيت دوار الشمس وزيت جنين الجوز وزيت بذور اللفت وزيت الزيتون والحبوب مثل اللوز والبندق والبيض والسبانخ والجرجير والمانجو والكشمش الأسود والأفوكادو. أما فيتامين K موجود في الخضروات الورقية الخضراء مثل الكرنب والسبانخ وزيت فول الصويا وزيت الكانولا.
وحذرت دراسة لهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية من إهمال وجبة الإفطار لان لها عواقبه وخيمة. وهذا ما أكدته الدراسة العلمية لأن إهمال وجبة الإفطار يؤدي إلى ارتفاع معظم حالات السكتات القلبية والجلطات المسببة للوفاة في ساعات الصباح الأولى. وأضافت الدراسة ان تكون الصفائح الدموية في ذلك الوقت يكون أكثر نشاطاً وتميل إلى تشكيل تجلطات، في حين أن تناول القليل من الطعام صباحاً ربما يخفض من نشاط تلك الصفائح وتندفع كمية كبيرة من الدم إلى المعدة لإتمام عملية الهضم. وأشار الدراسة إلى أن هناك أسباب أخرى تؤدي إلى امراض القلب ينبغي التعامل معها بوعى وحرص شديد ، حيث يجب على مرضى القلب خاصة تناول إفطار خفيف وقليل الدسم يتكون من طبق صغير من البرونينات النباتية والجبن القريش وبيضة واحدة مسلوقة. كذلك يمكن تناول الزبادي والخبز الأسمر وقطعة من الفواكه، مع البعد عن الأكلات الدسمة والتوقف عن التدخين والكحوليات وخفض تناول الملح الصوديوم وممارسة رياضة المشي يومياً .
واوضحت الدراسة كذلك الى ان تناول الوجبات في وقت مبكر يمكن أن يخفض من الخطر الرئيسي للوفاة في العالم. حيث تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وتسبب 18.6 مليون حالة وفاة سنويا وفقا لدراسة منظمة الصحة العالمية، منها نحو 7.9 مليون بسبب النظام الغذائي السيئ حيث هذا يعني أن النظام الغذائي السيئ يلعب دورا رئيسيا في ظهور وتطور هذه الأمراض. وقد أدى نمط الحياة الحديث إلى عادات غذائية محددة مثل تناول العشاء في وقت متأخر وتخطي وجبة الافطار. إن الدورة اليومية لتناول الطعام من الوجبات الأساسية والوجبات الخفيفة بالتناوب مع فترات الصيام تعمل على مزامنة إيقاعات الساعة البيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة، وبالتالي التأثير على وظائف القلب والأوعية الدموية، مثل تنظيم ضغط الدم. حيث استخدم العلماء بيانات 103389 مشاركا 79 % منهم من النساء، بمتوسط عمر 42 عاما، وذلك لدراسة الارتباط بين أنماط تناول الطعام وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت نتائج الدراسة الى أن تناول الوجبة الأولى في وقت لاحق من اليوم عند تخطي وجبة الفطور يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع زيادة بنسبة 6% في الخطر لكل ساعة تأخير. على سبيل المثال، الشخص الذي يأكل لأول مرة في الساعة 9 صباحا يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 6% مقارنة بالشخص الذي يأكل في الساعة 8 صباحا. وعندما يتعلق الأمر بالوجبة الأخيرة في اليوم، فإن تناول الطعام في وقت متأخر بعد الساعة 9 مساء يرتبط بزيادة بنسبة 28% في خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية مثل السكتة الدماغية مقارنة بتناول الطعام قبل الساعة 8 مساء. وترتبط المدة الأطول للصيام أثناء الليل أي الوقت بين الوجبة الأخيرة في اليوم السابق والوجبة الأولى في اليوم التالي بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية، مما يدعم دراسة تناول الوجبات الأولى والأخيرة في وقت مبكر من اليوم. ويشير الباحثون إلى أن تبني عادة تناول الوجبات الأولى والأخيرة في وقت مبكر مع فترة أطول من الصيام أثناء الليل يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
واوضحت دراسة أجراها باحثون من المعهد الوطني لبحوث الزراعة والغذاء والبيئة في فرنسا، عن أن تبني عادة تناول الوجبات الأولى والأخيرة في وقت مبكر، مع فترة أطول من الصيام أثناء الليل، يساعد في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حيث ان الوجبات المبكرة تجنب أمراض القلب. وأظهرت النتائج أن تخطّي الموعد الصباحي المبكر لوجبة الإفطار يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بزيادة تُقدَّر 10% لكل ساعة تأخير. وفيما يتعلق بالوجبة الأخيرة، فإن تناول الطعام في وقت متأخر بعد الساعة 9 مساءً يرتبط بزيادة تُقدَّر 40% فيما يتعلق بخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية، مثل السكتة الدماغية، مقارنة بتناول الطعام قبل الساعة 8 مساءً. اوضحت الدراسة الى ترابط المدة الأطول للصيام أثناء الليل، أي الوقت بين الوجبة الأخيرة في اليوم والوجبة الأولى في اليوم التالي بانخفاض الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية. واشارت الدراسة إلى اثار الضوء على اسباب التاخير فى الفطار وامراض القلب والاوعية الدمويه لإن الدورة اليومية لتناول الطعام بالتناوب مع فترات الصيام الليلى تعمل على مزامنة إيقاعات ساعة الضوء البيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة، وبالتالي التأثير على وظائف القلب والأوعية الدموية مثل تنظيم ضغط الدم . وتبرز نتائج الدراسة ان التغذية المتزامنة كمجال جديد مهم لفهم العلاقة بين توقيت تناول الطعام والضوء مع إيقاعات الساعة البيولوجية.