د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لجامعة فنلندا ان السهر حتى وقت متأخر أو ألاستيقاظ في وقت الصباح متاخرا لها تأثير على العادات وعلى الصحة وطول العمرالمتوقع. حيث اشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يفضلون السهر ليلا ويطلق عليهم اسم بومة الليل لانهم يواجهون خطرا متزايدا بنسبة 10 % للوفاة المبكر مقارنة بالأشخاص الذي يستيقظون باكرا ويطلق عليهم اسم الطيور المبكرة. والخطر المتزايد لا يرتبط بمدة النوم نفسها، بل بالعادات التي يمارسها الأشخاص الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر. حيث تابعت الدراسة حوالي 23 ألف رجل وامرأة منذ عام 1981 حتى 2018، وسألت المشتركين عما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم يفضلون السهر ليلا أو الاستيقاظ مبكرا وتم ربطت أجوبة المشاركين بين حالاتهم المرضية . إذ اوضح تحليل النتائج ان أكثر من ثمانى آلاف حالة وفاة بسبب العلاقة بين نوع النوم المتاخر وخطر الوفاة.
وأظهرت كذلك نتائج الدراسة الى أن الأشخاص الذين يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر كانوا يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا ويستهلكون المزيد من الكحوليات والمخدرات والتبغ والأطعمة الجاهزة الضارة والحلويات. وقد وجد الباحثون أن هناك علاقة متبادلة بين نظام المكافأة في الدماغ والإيقاع البيولوجي الذي يمتد على مدار 24 ساعة، وأن مستوى استهلاك الكحوليات والتبغ يرتبط بالرغبة في البقاء مستيقظا لفترات أطول في الليل. وكما أظهرت الدراسة أن بومة الليل أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين، مما يعني أن عضلاتهم تتطلب المزيد من الأنسولين حتى يتمكنوا من الحصول على الطاقة التي يحتاجونها. ووفقا للباحثين، فإن السبب وراء الخطر المتزايد للوفاة بين هؤلاء الأشخاص لا يكمن في طول الوقت الذي يبقون فيه مستيقظين وإنما في الأنشطة التي يمارسونها خلال هذه الفترة. ويؤكد الباحثون أنة إذا تم تجنب هذه العادات، فمن المحتمل ألا يواجه الأشخاص الذين يسهرون حتى وقت متأخر خطر الوفاة المبكر بنفس القدر الذي يواجهه الأشخاص الذين يستيقظون باكرا.
واوضحت دراسة للدكتور فان سافادج أستاذ علم البيئة الأحياء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس الدور الحيوي للنوم في بناء المخ وخلايا الاعصاب. حيث قدم العلماء فهماً أكثر اكتمالاً للدور الحيوي الذي يلعبه النوم في صحة المخ وتوصلوا إلى تحول مفاجئ في وظيفة النوم يحدث في سن الطفولهً عندما يتغير الهدف الأساسي من بناء المخ إلى الصيانة والإصلاح . وقال باحثون، إنهم أجروا تحليلاً إحصائياً لبيانات من أكثر من 60 دراسة تتعلق بالنوم ودرسوا فترة النوم ومدة مرحلة نوم وحركة العين السريعة وحجم المخ وحجم الجسم، وابتكروا نموذجاً حسابياً لكيفية تغير النوم أثناء النمو. واوضحوا ان هناك بالأساس نوعان من النوم، وكل منهما مرتبط بموجات محددة ونشاط عصبي في المخ . وتعد مرحلة حركة العين السريعة، التي تتحرك فيها العين بسرعة من جانب إلى آخر خلف الجفون المغلقة بمثابة نوم عميق مع أحلام مفعمة بالحيوية وتكون مرحلة النوم بدون حركة العين السريعة بلا أحلام إلى حد كبير.
واوضحت الدراسة الى ان المخ أثناء مرحلة النوم العميق يكون حركة العين السريعة لبناء روابط عصبية جديدة وتقوية ما يعرف بالوصلات العصبية، التي تمكن خلايا الأعصاب من التواصل، مما يؤدي إلى تعزيز القدرة على التعلم وترسيخ الذكريات. وأثناء النوم يصلح المخ قدراً يسيراً من الضرر العصبي اليومي الذي تتعرض له عادة الجينات والبروتينات داخل الخلايا العصبية بالإضافة إلى التخلص من المنتجات الثانوية اى الشوادر التي تتراكم فى المخ . وأظهرت النتائج أنه في سن العامين تقريباً، تتغير الوظيفة الأساسية للنوم من بناء وقطع الوصلات أثناء مرحلة النوم العميق إلى الإصلاح العصبي خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة ومرحلة النوم بدون حركة العين السريعة. حيث اوضح الدكتور فان سافادج انه شعر بالذهول لأن هذا التحول يحدث وكأن هناك زراً لعلاج خلايا الاعصاب . حيث تتراجع فترة نوم حركة العين السريعة مع تقدم العمر. ويقضي الأطفال حديثى الولادة الذين يمكنهم النوم حوالي 16 ساعة يومياً، نحو 50 في المائة من وقت نومهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة، لكن انخفاضاً واضحاً يحدث عند سن العامين وتنخفض هذه النسبة إلى نحو 25 في المائة بحلول سن العاشرة وإلى ما بين حوالي 10 و15 في المائة في سن 50 عاماً. حيث قال الدكتور فان سافادج ان النوم من متطلبات مملكة الحياة بأسرها في كل مكان بالعالم مثل الأكل والتنفس وأنها ركيزة من ركائز صحة الإنسان . واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية بضرورة خفض تناول الكافيين للنوم الصحى وخفض العصبية والأرق. حيث اوضحت ان الكثير يعتمد خلال يومهم على شرب المشروبات التى تحتوى على الكافيين، لإشعارهم باليقظة وقوة التركيز خلال نهار العمل، وعلى الرغم من أن تناول كميات قليلة منها قد لا تضر بالصحه، إلا أن شرب الكثير منها قد يمثل ضررا بالغا . حيث أن الاستمتاع بفنجان من القهوة أو الشاى يعتبر آمنًا لمعظم الناس، لكن من المهم توخى الحذر بشأن تناول الكافيين لانه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة ما يؤثر على النوم ومستويات الطاقة والصحة العامة كالاتى:
= الكافيين الزائد يسبب مشاكل النوم وللأرق: شرب الكثير من الكافيين يعطل دورة النوم الخاصة بالشخص، فعند شرب الكثير من مشروبات الكافيين التى تعمل على تحفيز النظام العصبي مما يجعل من الصعب النوم وان نقص النوم يؤدى إلى التعب والتهيج وصعوبة التركيز.
= الشعور بالعصبية: الكافيين منبه يمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب ويسبب الشعور بالأرق، و شرب الكثير منه يؤدي إلى زيادة القلق والانزعاج.
= مشاكل الجهاز الهضمي: يمكن للكافيين ان يؤدي إلى ارتجاع الحمض بالامعاء وتهيج بطانة المعدة ما يسبب عدم الراحة وعسر الهضم .
= الجفاف: الكافيين مدر للبول، ويمكن أن يساهم فى الجفاف، حيث يعد البقاء رطبًا أمرًا ضروريًا للعديد من وظائف الجسم.
= ارتفاع ضغط الدم: ارتبط شرب الكثير من الكافيين بانتظام بزيادة في ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية.
واوضحت الدراسة كذلك الى بعض عوامل الخطر للحرمان من النوم الليلى الكافي حيث هناك أعراض خطيرة سيواجهها الانسان وخاصه لأصحاب المهن الليلية . فلنوم أهمية كبيره للإنسان وقد تتجاوز موضوع النشاط والتركيز خلال اليوم، وهو ما أكدته مصادر طبية عديدة وكشفت عن النتائج الخطيرة لمن يحرمون أنفسهم من النوم الليلى الكافي كالاتى :
= الحوادث: أشارت الدراسة إلى أن النوم لأقل من اربع ساعات يوميا يجعل الشخص عرضة للحوادث المرورية 15 مرة أكثر من الشخص الطبيعي.
= ضبابية العقل: قلة النوم تؤدي كذلك لصعوبة في التركيز والمعاناة من الذاكره الضعيفة.
= الإبداع: إن النوم العميق يضاعف الجانب الإبداعي لدى الانسان .
= الاكتئاب: الأشخاص الذين لا يحصلون على قدر كاف من النوم، هم عرضة للاكتئاب، 10 مرات أكثر من الشخص العادي.
= المناعة: النوم لأقل من 6 ساعات يوميا يجعل الشخص أكثر عرضة لأمراض نزلات البرد والحمى.
= السكري: الحرمان من النوم يؤدي لانخفاض حساسية الإنسولين في الجسم بنسبة 25 بالمائة، مما يضاعف فرصة الإصابة بمرض السكري.
= الوزن: النوم من عوامل خفض الوزن لأنها الفترة التي تؤدي لحرق الدهون والهضم والحرمان منها يتلاعب بالهرمونات ويبطئ عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي لزيادة الوزن.
= امراض القلب: تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 70 بالمائة.
ووفقا لاحدث الدراسات والاحصائيات لمنظمة الصحة العالمية اوضحت انه لا يحصل واحد من كل ثلاثة بالغين فى اغلب دول العالم على قسط كاف من النوم الليلى ومن المؤكد انهم يعانون مستقبلا من مضاعفات صحية خطيرة بالقلب والسكرى والاوعيه الدمويه نتيجة عدم الحصول على قسط كاف من النوم . حيث اوضح الدكتور ميخائيل غينزبورغ خبير التغذية بجامعة موسكو انه يجب الحصول على الدفئ بموسم البرد وتناول بعض الأطعمة الصحية للحصول على النوم الليلى الصحى. حيث يحاول الكثيرون في موسم البرد تناول الأطعمة الدهنية والغنية بالسعرات الحرارية العالية للحصول على الدفئ ولكن هذه الطريقة يمكن أن تكون ضارة بصحتهم، واوضح الدكتور ميخائيل غينزبورغ انه كلما زادت السعرات الحرارية في الطعام زاد توليد الحرارة بالجسم. ولكن توجد السعرات الحرارية في اللحوم مع البطاطس أو المكرونة وفي بعض الأطعمة الدهنية ولكن لا يُنصح باللجوء إلى هذه الطريقة لأن هذه سعرات الحرارية يمكن أن تؤدي إلى السمنة وهذا ما يلاحظ في موسم البرد.
واكد الدكتوره كاثرين باتون، أخصائية التغذية في هيثة كليفلاند كلينك بامريكا ان هناك فيتامينات ومعادن ينصح بتناولها يومياً. وتتعدد الفيتامينات والمعادن ذات الأهمية للجسم. لكن خبراء التغذية حددوا بعضها التى يجب تناول الكميات منها بصفة يومية. تتركز أغلبها في الخضراوات والفواكه واللحوم والبيض والأسماك ويجب الحصول على الكميات المقررة منها بشكل يومي للتمتع بصحة جيدة. وتؤكد الدكتوره كاثرين باتون،أن الفيتامينات والمعادن تلعب دوراً مهماً في أجسامنا، إذ يحتاج الجسم إلى الفيتامينات لتكسير وهضم المغذيات الكبيرة مثل الكربوهيدرات والدهون والبروتين ولدعم وظائف الجسم. واوضحت ان حوالي نصف البالغين الأمريكيين يتناولون مكملات الفيتامينات والمعادن ولكن البعض الآخر يتناول تلك الفيتامينات من خلال تناول الفواكه والخضروات لا يجعلهم يعانون من نقص في هذه الفيتامينات. وأهم الاطعمه للفيتامينات والمعادن التي يجب تناولها بصفة يومية والفوائد الصحية منها هى :
= فيتامين (أ): يعرف باسم الريتينول، هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون. ويوجد فيتامين (أ) في العديد من منتجات الألبان والفواكه والخضروات الصفراء والبرتقالية اللون وإن الفواكه مثل الشمام والبطيخ والمانجو والمشمش، مصدر جيد لهذا للفيتامين. وتشمل الفوائد الصحية للريتينول المساعدة في مكافحة الالتهابات والحفاظ على البصر وتعزيز صحة القلب والرئة والكلى وتقوية العظام.
= فيتامين بى: إن هناك ثمانية مركبات كيميائية تشكل المركب النهائى لفيتامين بى وتختلف الجرعة اليومية الموصى بها بحسب نوع المركب الكيميائي . وبوجه عام يوجد هذا الفيتامين في الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن والبروتينات الحيوانية والحبوب الكاملة. وأن معظم فيتامينات بى تستخدم لتحويل الغذاء إلى طاقة. وتتعدد الفوائد الصحية لفيتامينات بى، فمنها الحفاظ على وظائف المخ والذاكرة، وسلامة التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وخفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد والحفاظ على وظائف الجهاز العصبي.
= فيتامين (د): هو فيتامين مهم قابل للذوبان في الدهون يتم تنشيطه واستقلابه بواسطة الأشعة فوق البنفسجية للشمس. و يوجد عدد قليل من الأطعمة التي تحتوي عليه بكميات كبيرة، منها الأسماك الدهنية كالسلمون والرنجة والماكريل. كما يوجد في الكبد وصفار البيض وبعض أنواع الفطر. وأن وظائف فيتامين (د) فى دعم وظيفة الخلايا المناعية، وصيانة الجهاز العصبي، وتعزيز صحة العظام، وتنظيم نسب الكالسيوم والفوسفور في الدم.
= فيتامين (هـ): هو فيتامين مهم ويوجد في مصادر متنوعة تشمل زيت الزيتون والأفوكادو والسبانخ والبذور والمكسرات والحبوب الكاملة. وأن فيتامين (هـ) مضاد للأكسدة ويعزز جهاز المناعة ويساعد في توسيع الأوعية الدموية ومنع تجلط الدم وخفض الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والزهايمر.
= فيتامين (ك): هذا الفيتامين مهم لتخثر الدم وإن الخضراوات الورقية غنية بفيتامين (ك). وبتناول هذا الفيتامين مع الكالسيوم، يمكن الحفاظ على صحة العظام ودعم الالتئام السريع للجروح، والحفاظ على العظام قوية، وخفض الإصابة بأمراض القلب.
= الكالسيوم: هو عنصر ضروري لنمو العظام بشكل صحي وتعتبر منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي مصادر جيدة للكالسيوم يوصي بتناول السبانخ وفول الصويا كمصادر للكالسيوم. وإن فوائد الكالسيوم هي تحسين وظائف العضلات وضغط الدم والعظام والأسنان دعم إفراز الهرمونات وخفض مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
= الحديد: يساهم عنصر الحديد في نقل الأكسجين في الدم . يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى ضعف جهاز المناعة والشعور بالإرهاق. ويوجد في اللحوم الحمراء والدواجن والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والبقوليات. وأن النباتيين معرضون لخطر نقص الحديد.
= الزنك: هو عنصر مطلوب بكميات صغيرة. إن اللحوم الحمراء والدواجن والفاصوليا والمكسرات والحبوب الكاملة مصادر جيدة للزنك. تشمل فوائد الحصول على الزنك فى خفض مخاطر الإصابة بالسرطان ودعم جهاز المناعة ودعم الذاكرة وخفض أعراض نزلات البرد.
