د محمد حافظ ابراهيم
حذّرت دراسة لجمعية ألزهايمر الأميركية بواسطة الدكتور سايروس راجي الباحث الرئيسي بكلية الطب في جامعة واشنطن من أن تراكم الدهون الحشوية في منطقة البطن خلال مرحلة منتصف العمر مرتبط بتطور مرض ألزهايمر بحوالى خمسة عشر عاماً قبل ظهور أعراض الخرف و فقدان الذاكرة المبكرة . وأوضح الباحثون أن هذه الدهون المخفية في البطن مرتبطة بالتغيرات في الدماغ لمدة تصل إلى 15 عاماً قبل ظهور أعراض ألزهايمر . واوضحت الدراسة الى ان الدهون الحشوية هي الدهون التي تحيط بالأعضاء الداخلية في عمق البطن والجسم . ووفقاً لجمعية ألزهايمر الأميركية، يوجد أكثر من 6 ملايين أميركي يعيشون مع ألزهايمر وبحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع العدد لما يقرب من 13 مليوناً. وهناك واحدة من كل 5 نساء وواحد من كل 10 رجال سيصابون بمرض ألزهايمر في حياتهم.
للوصول إلى نتائج هذه الدراسة راقب الباحثون 54 مشاركاً يتمتعون بصحة معرفية جيدة، وتتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً. وخضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ، لرصد مستويات بروتينَي “الأميلويد” و”تاو”، بالإضافة لقياسات مؤشر كتلة الجسم، ومستويات الجلوكوز والإنسولين في الدم. وان بروتين الأميلويد هو بروتين طبيعي موجود بالدماغ في مريض ألزهايمر، حيث يتجمع هذا البروتين في شكل لويحات صفراء على خلايا الدماغ، ويُعتقد أن هذه اللويحات تضرّ بالخلايا العصبية وتؤدي لفقدان الذاكرة والوظائف المعرفية الأخرى. أما بروتين تاو فإنه يساعد في استقرار الأنابيب الدقيقة في الخلايا العصبية، لكن في مرض ألزهايمر، يتراكم هذا البروتين ايضا في شكل خيوط تمنع نقل المعلومات بين الخلايا العصبية وتؤدي لتلف الخلايا العصبية. ووجدت نتائج الدراسة أن ارتفاع نسبة الدهون الحشوية كان مرتبطاً بارتفاع امتصاص بروتين “الأميلويد” في منطقة بالدماغ المعروفة بتأثرها مبكراً بألزهايمر. واوضح الدكتور سايروس راجي بكلية الطب بجامعة واشنطن، إن هذه النتائج لها العديد من الآثار الرئيسية للتشخيص والتدخل المبكر لعلاج مرض ألزهايمر.
واوضحت دراسة لهيئة مايو كلينيك الامريكية ان الشيخوخة ليست دايما السبب الرئيسى الذى ينذر ببداية مرض الزهايمر. حيث مع التقدم التدريجى فى العمر يفقد كل انسان القدرة على التذكر والمعرفة الصحية الجيدة، وهى نتيجة طبيعية للمرحلة العمرية المتقدمة ، حيث أن التقدم في العمر يصاحبه بعض فقدان خلايا الذاكرة، بداية من عدم تذكر أسماء الأشخاص والأماكن، وتكرار الأشياء أكثر من مرة، إلى نسيان الأشياء الحياتية اليومية. حيث تبدأ هذه الأعراض بالظهور مع تقدم الأشخاص في السن، ولكن هناك بعض الأعراض الأخرى لفقدان الذاكرة التي لا تتعلق بالشيخوخة بل بالأمراض المعرفية للزهايمر وهى:
= عدم القدرة على تعلم شىء جديد: يمتلك العقل البشري القدرة على تعلم أشياء جديدة، ولكن عندما يتوقف ذلك ، فقد يكون مدعاة للقلق، وان عدم القدرة على تعلم أشياء جديدة مثل التكنولوجيا أو المهام الاخرى يمكن أن يكون علامة على المرض المعرفي.
= المهام السهلة قد تبدو صعبة: قد يواجه بعض الناس صعوبة في القيام بمهام يومية وبسيطة للغاية وكانوا لم يواجهوا صعوبة في القيام بها من قبل، وهذا التغيير الغريب ويمكن أن يكون مقلقًا.
= نسيان المحادثات الأخيرة: قد ينسى بعض الأشخاص المحادثة الحديثة بأكملها بسرعة كبيرة. ولكن من حيث الطبيعة البشرية يمكن أن ينسى الناس المحادثات القديمة جدًا ولكن ليس الحديثة.
= نسيان الأماكن المألوفة: قد لا يتمكن الأشخاص من تذكر الأماكن أو الشوارع أو أسمائهم المألوفة جدًا، وعادة ما تكون هذه الأشياء محفورة في العقل البشري ونسيانها قد يبدو مثير للقلق.
= تكرار القصص في فترات قصيرة جدًا: يكرر مرضى الزهايمر والخرف القصص مرارًا وتكرارًا ثم ينسون أنهم قالوا ذلك سابقا وهذا هو أحد الأعراض الرئيسية للتدهور المعرفى وقد يعني ذلك فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر.
واوضحت دراسة لخبراء الشيخوخة الدكتور فلاديمير خافينسون والدكتورة سفيتلانا تروفيموفا ان تناول الخبز الاسمر والكبده يعتبر هو فيتامين الشباب الذي يساعد على الوقاية من ألزهايمر. حيث أن العديد من اتباع نمط الحياة الصحي يستبعدون الخبز من نظامهم الغذائي تماما، متناسين أنه يحتوي على كربوهيدرات مفيدة للجسم. واشار الخبيران،إلى أن الخبز يحتوي على فيتامينات ومعادن ومواد مفيدة جدا للجسم بما فيها فيتامين В3، الذي يساعد الإنسان على الحفاظ على الشباب ويحمي الدماغ ويساعد في الوقاية من أمراض خطيرة. ويلحق نقص هذا الفيتامين في الجسم الضرر بالجلد ويسبب الصداع والصداع النصفي والأرق والتهيج ومشكلات في الذاكرة. أما عند حصول الجسم على الكمية اللازمة من هذا الفيتامين، فتتحسن بنية الجلد والأظافر والشعر والدماغ . ويقوي هذا الفيتامين جدران الأوعية الدموية ويساهم في عمليات التمثيل الغذائي وتحسين الذاكرة والأهم انه يساعد على الوقاية من السرطان وألامراض المزمنة.
واوضح البروفيسور خافينسون ان فيتامين В3 يساعد على إبطاء ظهور مرض الخرف والوقاية من مرض ألزهايمر. ووفقا له، يمكن لجسم الإنسان إنتاج هذا الفيتامين من الأحماض الأمينية ولكن مصدره الأساسي هو بعض المواد الغذائية وأهمها كبد العجل والدجاج، الذي هو مستودع لفيتامين В3، حيث تحتوي 100 جرام منه على 80 بالمائة من حاجة الإنسان اليومية لهذا الفيتامين. من جانبها اوضحت البروفيسورة سفيتلانا تروفيموفا إلى أن خبز الجودار الأسود والشوفان والحنطة السوداء والفاصوليا واللوز غنية بهذا الفيتامين أيضا. ولكن يجب أن نعلم أن الجسم يمتص هذا الفيتامين بصورة سيئة عند عدم وجود فيتامين В6 واهم المصادر الغذائية لفيتامين B-6 هى الدواجن والأسماك والبطاطس والحمص والموز.
واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية والتوابل الصحية لعلاج ومحاربة التهاب الأمعاء ومكافحة الخرف والزهايمر. حيث ان الاغذية الغنيّة بعنصر الزنك هى المفضلة لأمعاء صحيّة وان الأمعاء الصحية هي حجر الزاوية في الصحة العامة للدماغ وللجسم وان أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الأمعاء والدماغ هو عنصر الزنك. والزنك معدن نادر يدعم وظائف الجسم بما في ذلك وظيفة الجهاز المناعي والتئام الجروح. وكذلك صحة الجهاز الهضمي، طبقا لابحاث جامعة ماساتشوستس لويل. وتعرف الاعشاب والتوابل بخصائصها وقدرتها العلاجية للعديد من الأمراض والمشاكل الجسدية، خاصة أمراض الجهاز الهضمى والأمعاء والدماغ، حيث ان صحة الأمعاء تضمن عملية هضم سليمة مما يمنع أى امراض قد تحدث فى الجهاز الهضمى والدماغ وخفض الالتهابات. واهم هذة الاعشاب والاغذية هى:
= الكركم: هو نوع من التوابل له تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، بسبب وجود الكثير من الكركمين الذى بة مادة البوليفينول التي ترتبط بمجموعة من الفوائد من تنظيم الخلايا المناعية إلى المساعدة في تعزيز شفاء الأنسجة، ويساعد الكركمين في خفض الالتهاب في الأمعاء والدماغ عن طريق تثبيط إنتاج السيتوكينات الالتهابية.
= الزنجبيل: هو نوع من التوابل ذات خصائص قوية مضادة للالتهابات وصديقة للهضم وهوعبارة عن مركبات نشطة بيولوجيا لها خصائص مضادة للالتهابات، ويستخدم الزنجبيل للتخفيف من الغثيان والقيء والدوار ويخفض من الغازات والانتفاخ عن طريق تحفيز إنتاج الإنزيمات الهاضمة.
= القرفة: من التوابل التي قد تدعم إنتاج الإنزيمات الهاضمة، وتخفض الانتفاخ والغازات وعسر الهضم كما أنها تحتوي على مركب سينمالدهيد، والذي يساعد في مقاومة الالتهاب، وتنظيم نسبة السكر في الدم، وله خصائص مضادة للميكروبات التى تساعد ميكروبيوم الأمعاء.
= النعناع: هو عشب منعش يستخدم لتهدئة الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات، حيث يحتوي على مركب يسمى المنثول الذى يخفض علامات التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي.
= العرقسوس: جذر العرقسوس يحتوي على مركب جليسيرهيزين، والذي ثبت أن له تأثيرات مضادة للالتهابات، كان يستخدم لتهدئة الأمعاء ولتخفيف الارتجاع الحمضي وعسر الهضم، وله خصائص مضادة للفيروسات ومضادة للميكروبات.
= اللحوم الخالية من الدهون: تعتبر اللحوم الخالية من الدهون مثل الدواجن ولحم البقر الغير دهنى مصادر هامة لعنصر الزنك. يمكن لحوالى 105 جرامات من اللحوم الخالية من الدهون أن تلبي الاحتياجات الغذائية اليومية من الزنك بنسبة 25 % لدى الرجال و32 % لدى النساء ويعد الزنك أمرًا حيويًا لحسن سير عمل الإنزيمات المشاركة في عملية الهضم والدماغ.
= البقوليات: البقوليات من الفاصوليا والحمص والعدس غنية بالألياف وتحتوي على كمية كبيرة من الزنك. تعمل الألياف على تعزيز حركة الأمعاء وتدعم نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، ويساهم الجمع بين فوائد الألياف والزنك الموجود في البقوليات باتباع نهج لصحة الأمعاء والدماغ.
= المكسرات والبذور: مثل بذور اليقطين والكاجو واللوز، مصادر قيمة للزنك. وأظهرت دراسات المعاهد الوطنية البريطانية للصحة ان الزنك يساعد في الحفاظ على بطانة الأمعاء ومنع متلازمة الأمعاء المتسربة وتعزيز صحة الجهاز الهضمي والدماغ. إن تناول المكسرات والبذور يضمن الحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة للأمعاء والدماغ .
= منتجات الألبان خالية الدسم: منتجات الألبان، والزبادي والجبن، غنية بالزنك وتوفر البروبيوتيك. والبروبيوتيك هي بكتيريا مفيدة تساهم في توازن ميكروبيوم الأمعاء. وتساعد منتجات الألبان في امتصاص الزنك بشكل أفضل من المصادر الغذائية أخرى، وان مزيج الزنك والبروبيوتيك في منتجات الألبان يدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزيز نمو البكتيريا الصحية الجيدة.
= الحبوب الكاملة: مثل الكينوا والأرز البني والشوفان والقمح الكامل، توفر الألياف وتحتوي على الزنك. إذ تدعم الألياف الموجودة في الحبوب الكاملة حركات الأمعاء المنتظمة وتساعد في الحفاظ على بيئة أمعاء صحية. ويساهم الزنك الموجود في الحبوب الكاملة بعملية الهضم والدماغ، مما يضمن امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة.
