د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت الدكتورة ألكسندرا وايت من علماء المعهد الوطني الامريكى لعلوم الصحة البيئية والمعهد الوطني للسرطان ان السرطانات ترتبط بخطر يحيط بنا جميعا لذلك لا تجازفْ بتناول المكملات الغذائية التى تزيد نمو السرطانات بالجسم واوضحت الفوائد العديدة للعيش بالقرب من المساحات الخضراء وتناول الاغذية الطبيعية الموسيمية للوقاية من السرطانات. حيث وجد الباحثون أن العيش في منطقة ذات مستويات عالية من تلوث الهواء الجزيئي يرتبط بزيادة الإصابة بسرطان الثدي. وتعد هذة الدراسة واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن التي تبحث في العلاقة بين تلوث الهواء الخارجي، وخاصة الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وحدوث سرطان الثدي. ووجد الباحثون أن أكبر الزيادات في حالات الإصابة بسرطان الثدي كانت بين النساء اللاتي لديهن في المتوسط مستويات أعلى من الجسيمات (PM2.5) بالقرب من منازلهن قبل التسجيل في الدراسة، مقارنة بأولئك اللائي يعشن في مناطق ذات مستويات منخفضة من جسيمات الهواء PM2.5.. وهذه الجسيمات عبارة عن خليط من الجزيئات الصلبة والقطرات السائلة الموجودة في الهواء والتى تأتي من مصادر عديدة، مثل عوادم السيارات وعمليات الاحتراق مثل النفط والفحم ودخان الخشب وحرق النباتات، والانبعاثات الصناعية الاخرى . وكان قطر الجسيمات الملوثة الذي تم قياسه في هذه الدراسة 2.5 ميكرون أو أصغر (PM2.5) ما يعني أن الجسيمات صغيرة بما يكفي لاستنشاقها عميقا والدخول الى الرئتين.
وقالت الدكتورة ألكسندرا وايت المؤلفة الرئيسية للدراسة ورئيسة مجموعة وبائيات البيئة والسرطان في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية بالولايات المتحدة الامريكية انهم لاحظوا زيادة بنسبة 8% في حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى العيش في مناطق ذات تعرض أعلى لجسيمات PM2.5 . وعلى الرغم من أن هذه زيادة متواضعة نسبيا، إلا أن هذه النتائج مهمة نظرا لأن تلوث الهواء وهو تعرض منتشر في كل مكان ويؤثر على جميع التاس تقريبا. وتضاف هذه النتائج إلى مجموعة متزايدة من الاسباب الاخرى التي تشير إلى أن تلوث الهواء مرتبط بسرطان الثدي. وأجريت الدراسة باستخدام معلومات من دراسة النظام الغذائي والصحى والتي سجلت أكثر من 500 ألف رجل وامرأة في ست ولايات هى كاليفورنيا وفلوريدا وبنسلفانيا ونيوجيرسي ونورث كارولينا،ولويزيانا وفي مناطق حضرية في ولايتين أتلانتا وديترويت. وكان عمر النساء في المجموعة نحو 62 عاما في المتوسط، وتم تحديد معظمهن على أنهن من البيض غير اللاتينيين. وتمت متابعتهم لمدة 20 عاما تقريبا، تم خلالها تحديد 15870 حالة سرطان ثدي. وقدّر الباحثون المتوسط السنوي التاريخي لتركيزات PM2.5 في مكان إقامة كل مشارك. وكانوا مهتمين بشكل خاص بالتعرض لتلوث الهواء خلال فترة 10-15 سنة قبل التسجيل في الدراسة نظرا لطول الوقت الذي تستغرقه بعض أنواع السرطان للتطور. وقامت معظم الدراسات السابقة بتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي فيما يتعلق بتلوث الهواء في وقت قريب من الالتحاق بالدراسة ولم تأخذ في الاعتبار حالات التعرض السابقة.
وقالت الدكتورة رينا جونز المشاركة للدراسة والباحثة الرئيسية في الدراسة في المعهد الوطني للسرطان إن القدرة على النظر في مستويات تلوث الهواء التاريخية تعد نقطة قوة مهمة في هذا البحث. وقد يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يتطور سرطان الثدي، وفي الماضي، كانت مستويات تلوث الهواء تميل إلى الارتفاع مما قد يجعل مستويات التعرض السابقة ذات صلة بشكل خاص بتطور السرطان. وللنظر في كيفية اختلاف العلاقة بين تلوث الهواء وسرطان الثدي حسب نوع الورم، قام الباحثون بتقييم الأورام لمستقبلات هرمون الإستروجين الإيجابي والسلبي بشكل منفصل. ووجدوا أالتلوث PM2.5 كان مرتبطا بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي الايجابى ولكن ليس أورام السلبى. ويشير هذا إلى أن التلوث PM2.5 قد يؤثر على سرطان الثدي من خلال مسار بيولوجي أساسي لاضطراب الغدد الصماء. واوضح المؤلفون للدراسة أنة يمكن للاختلافات الإقليمية في تلوث الهواء، بما في ذلك الأنواع المختلفة من PM2.5 التي تتعرض لها النساء، أن تؤثر على خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
واوضحت هيئة الصحة الاوربية لدراسة الأستاذ في قسم العلوم الحيوية والتغذية بمعهد كارولينسكا بالسويد الدكتور مارتن بيرغو ان ما اكتشفه هو عدم المجازفة بصحة الانسان بتناول المكملات الغذائية التى تزيد من نمو السرطانات. أظهرت الأبحاث الجديدة أن تناول المكملات الغذائية بكثرة تساعد لنمو الأورام السرطانية. حيث يشعر العلماء في «معهد كارولينسكا»، وهي جامعة طبية تقود الأبحاث في بالسويد، بالقلق إزاء تناول مكملات الفيتامينات والمعادن. وتعتبر مضادات الأكسدة الشائعة؛ مثل فيتامين C آمنة عند تناولها من الطعام الطبيعى، ولكن المكملات الإضافية ترتبط بتكوين أوعية دموية جديدة في الأورام. وأوضح الدكتور مارتن بيرغو ان ما اكتشفه وفريقه أن مضادات الأكسدة بتناول المكملات تنشط الآلية التي تسبب الأورام السرطانية في تكوين أوعية دموية جديدة، وهو أمر مثير للدهشة؛ لأنه كان يعتقد في السابق أن مضادات الأكسدة لها تأثير وقائي. حيث ان الأوعية الدموية الجديدة تغذي الأورام ويمكن أن تساعدها على النمو والانتشار.
وأضاف البروفيسور الدكتور مارتن بيرغو انه لا يوجد حاجة للخوف من مضادات الأكسدة الموجودة في الطعام الطبيعى العادي حيث ان معظم الناس لا يحتاجون إلى كميات إضافية من المكملات الغذائية والتى يمكن أن تكون ضارةً لمرضى السرطان والأشخاص الذين لديهم خطر الإصابة بالسرطان. ووجد الفريق أن مضادات الأكسدة تخفض مستويات جذور الأكسجين الحرة، ولكن عندما يتم إدخال كميات إضافية بالمكملات، فإن الانخفاض في الجذور الحرة ينشط بروتينا معين يؤدي بعد ذلك إلى تكوين أوعية دموية جديدة .
وجد فريق بحث إسباني أمريكي باشراف الدكتور كيتسو كيم الباحث والمشرف على الدراسة من كلية فينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن فوائد عديدة للعيش بالقرب من المساحات الخضراء أو حتى زيارتها بانتظام وكذلك فوائد وتأثير الحدائق والغابات على المناخ والصحة. حيث اوضحت الدراسة التأثير الإيجابي للمتنزهات والغابات والحدائق لا يقتصر على المناخ فقط بل يشمل صحة الناس. إذ وجد فريق البحث أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء يبدو مظهرهم أصغر بعامين ونصف العام من أولئك الذين لا يعيشون بالقرب من الحدائق والمساحات الخضراء.وقال الدكتور كيتسو كيم ان العيش بالقرب من المساحات الخضراء يمكن أن يجعل الانسان يبدو أصغر سنا مما هو عليه في الحقيقة. ويعتقد الباحثون أن نتائج الدراسة يمكن أن يكون لها آثار مهمة على التخطيط الحضري، حيث اكدت هيئة الصحة الاوربية ان توسيع البنية التحتية الخضراء، يهدف إلى تعزيز الصحة العامة وخفض التفاوتات والانبعاثات الصحية بين السكان. وتلعب المساحات الخضراء في المدن دوراً مهماً بالنسبة للاحتباس الحراري. لأن التوسع في المناطق الحضرية قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تشكل ما يعرف بالجزر الحرارية في فصل الصيف حيث ان الخرسانة والأسفلت تمتص اشعة الشمس وتعكسها وتنبعث منها على هيئة حرارة ترفع من حرارة الجو بهذه المناطق ولذلك يمكن للمساحات الخضراء أن تساعد في تبريد المدن.
وثبت علمياً أن قضاء الوقت في الغابات والمتنزهات له تأثير إيجابي على الصحة حيث توصل الباحثون في دراسة فنلندية إلى أن زيارة المساحات الخضراء يمكن ان يخفض من تناول أدوية الربو أو ضغط الدم ويمكن أن تخفض الزيارات المنتظمة إلى المتنزهات أو الغابات من تناول أدوية العلاج النفسي بنسبة تصل إلى 33 بالمائة. ومن جانبها أكدت الدكتورة ميريام شندلر أستاذة الجغرافيا البشرية في جامعة فيكتوريا في ويلينجتون ان هذه الدراسة تقدم رؤيه قيمة يجب على مخططي المدن وصانعي القرار أخذها بعين الاعتبار، لاسيما في المناقشات الجارية حول استراتيجيات الإسكان بالقرب من المساحات الخضراء هو إكسير الصحة والشباب نتيجة قدرتها على إبطا ء الشيخزخة الجينية للانسان.
ونصح بحث للدكتور بريان سلوموفيتز، مدير قسم الأورام النسائية والرئيس المشارك للجنة أبحاث السرطان في مركز ماونت سيناي الطبي في ميامي بيتش بفلوريدا بامريكا لبعض النصائح الغذائية للوقاية من السرطانات والامراض المزمنة. حيث انه يوجد عوامل كثيرة قد تتسبب في الإصابة بالسرطانات، وان بعضها لا يمكن السيطرة عليه والتحكم به مثل الجينات والتاريخ العائلي والبيئة المحيطة، والبعض الآخر قد يتمكن الأشخاص من إدارته، مثل النظام الغذائي. وأشار الدكتور بريان سلوموفيتز، إلى أن التغذية الصحية السليمة أثبتت أنها تخفض من خطر الإصابة بالسرطانات . وقال الدكتور بريان سلوموفيتز نحن نعلم أن السمنة عامل خطر للعديد من أنواع السرطان ومن ثم فإن اتباع نظام غذائي صحي سليم ومتوازن سيساعد على الوقاية من مرض السرطان. وأن اتباع نظام غذائي صحي يحد من التعب ويعزز زيادة النشاط البدني، وهو ما يمكن أن يساعد أيضاً في الوقاية من الامراض المزمنة حيث أيدت الدكتورة نيكول أندروز، وهي اختصاصية تغذية للسرطان وتعمل مع المرضى والمتعافين من المرض في مدينة كينويك بواشنطن،واكدت ابحاث الدكتور بريان سلوموفيتز وكانت توصياتها ونصائحها بشأن ما يجب تناوله وما يجب نتجنبه من أجل خفض مخاطر الإصابة بالامراض المزمنة والسرطان كالاتى:
= تناول النظام الغذائي النباتي: اوضحت الدكتورة نيكول أندروز إن النظام الغذائي النباتي يساعد في بناء نمط حياة صحي والوقاية من السرطانات. وأضافت هذا يعني اتباع نظام غذائي غني يحتوى على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور. وهذه الأطعمة تحتوى على الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تم ربطها بانخفاض خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. وهذه المكونات الغذائية لها تأثيرات وقائية لإبطاء إنتاج الخلايا السرطانية من خلال آليات متعددة، مثل موت الخلايا الغير صحية وإصلاح الحمض النووي وتنظيم الهرمونات.
= اختيار البروتين المناسب: أن تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم بشكل معتدل لا يؤثر سلبا على الصحة، ولكن يجب الابتعاد عن اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء الدهنية التى تحتوي على مستويات من الدهون المشبعة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان القولون والمستقيم. وان مصادر البروتينات الخالية من الدهون من الدجاج والأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان خالية الدسم لا تدفع الجسم لتخزين الدهون مما يساعد في الحفاظ على الوزن وهو أمر بالغ الأهمية في خفض خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات حيث ينبغي أن يتكون ثلثا الوجبة من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور ويشمل الثلث الباقى منتجات الألبان خالية الدسم والبيض والبروتين الحيواني الخالي من الدهون.
= تناول الحبوب الكاملة: اوضحت الدكتورة نيكول أندروز إن الحبوب الكاملة من الأرز البني والقمح الكامل والكينوا والشوفان غنية بالألياف التي تساعد على الهضم والحفاظ على الوزن الصحي وهو عامل رئيسي في الوقاية من السرطان. وأن هذه الحبوب تحتوي على فيتامينات ومعادن ومضادات الأكسدة التى تحارب الالتهابات والإجهاد التأكسدي وكلاهما مرتبط بتطور السرطان.
= تناول كمية كافية من الألياف: وتوصى الدكتورة نيكول أندروز بخطة النظام الغذائي للحد من مخاطر السرطان بتناول 30 جراماً من الألياف بالخضروات والفواكة يومياً. ومن أشهر الأطعمة الغنية بالألياف هى الفاصوليا والعدس والحمص والمكسرات والبذور والتوت والكمثرى والموز والأفوكادو والشوفان.
= تجنب شرب الكحوليات والتبغ: حذرت الدكتورة نيكول أندروز من أن استهلاك التبغ والكحوليات يرتبط بقوة بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الفم والحنجرة والمريء والكبد والثدي وسرطان القولون والمستقيم. وقالت ان الكحوليات يمكن أن يدمر الحمض النووي، ويعزز الالتهاب ويتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية وكلها تساهم في الإصابة بالسرطان.