د-محمد حافظ ابراهيم
اوضح بحث للدكتورة أوكسانا ميخاليفا بجامعة موسكو فى روسيا انها تعتبر الإصابة بالسمنة من الأشياء الشائعة لدى الكثيرين عالميا، حتى باتت وباء غير معدى، ولكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور العديد من الأمراض المزمنة ذات الأهمية الاجتماعية، حيث تشير الدكتورة أوكسانا ميخاليفا إلى أن السمنة مرتبطة بصورة خاصة ببعض انواع الأمراض الخطرة بالكبد والاورام . وأوضحت ان السمنة تسبب تغيرات كارثية في الصحة. كقاعدة عامة، يتم دمجها تحت اسم “متلازمة التمثيل الغذائي”. و أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يصابون بارتفاع ضغط الدم الشرياني، وزيادة نسبة الكوليسترول بالجسم ما يؤدي إلى تراكم اللويحات المسببة لتصلب الشرايين، ويختل امتصاص الخلايا لسكر الجلوكوز، ما يؤدي فيما بعد إلى الإصابة بداء السكري.
واضافت الدكتورة أوكسانا ميخاليفا إلى ان السمنة تحفز تطور بعض أنواع السرطانات مثل سرطان الكبد والجهاز التناسلي النسائي والثدي والأمعاء. كما أن الدهون الزائد تتراكم في الأعضاء الداخلية فى البنكرياس والكبد وكيس الصفراء والكلى، وبناء على ذلك يمكن أن يتطور الى التهاب الكبد الدهني والتليف وتشمع الكبد ونشوء حصى في كيس الصفراء وانخفاض وظائف الكلى . كما تؤثر السمنة كثيرا في الجهاز العضلي الحركي للجسم وتسبب تآكل المفاصل. وتؤدي السمنة إلى مشكلات إنجابية أيضا واضطرابات الدورة الشهرية وانخفاض مستوى هرمون البرجيستيرون لدى النساء مما يؤدى الى العقم وعند الرجال تؤدى إلى ضعف الانتصاب وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
اوضح بحث للدكتور بيوش كومار بهيئة مايو كلينيك الامريكية والمستشار لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، في هيئة فورتس اسكورت نيودلهي بالهند الى بعض ألامراض الخطيرة التى يمكن أن تلحق الضرر بشكل دائم بالكبد. حيث تتعدد وظائف الكبد فى جسم الانسان. فهو يعمل على ازالة السموم من الجسم ومعالجة استقلاب العناصر الغذائية، بالإضافة إلى إنتاج البروتينات إلا أنه اوضح بوجود العديد من العوامل التي يمكن أن تضر بالكبد مثل الالتهابات والسكرى وارتفاع نسبة الكوليسترول، والتى تصيب بأمراض الكبد بشكل دائم ومن اهم العوامل الاتى:
= مرض الكبد الدهني غير الكحولي: وفقًا للدكتور بيوش كومار، فإنها حالة تتميز بتراكم الدهون في الكبد، وغالبًا ما ترتبط بالسمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين. إذا تُرك مرض الكبد الدهني غير الكحولي دون علاج، فيمكن أن يتطور إلى حالة تليف الكبد.
= الالتهاب الكبدى المزمن: وفقًا للأبحاث فإن الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد المزمن B وC كثيرًا ما يعانون من خلل في التوازن في التركيب البكتيري وخلل في تجمعات ميكروبات الأمعاء. يمكن أن تسبب عدوى التهاب الكبد الفيروسي (A وB وC وD وE) التهابًا وتليفًا دائم بالكبد. يمكن أن تؤدي إلى سرطان الكبد.
= السمنة والبدانة: يمكن أن يساهم وزن الجسم الزائد في الإصابة بمرض الكبد الدهني ويزيد من خطر التهاب الكبد وتليفه.
= مرض السكري غير المنضبط: يؤدي مرض السكري الذي تتم إدارته بشكل سيء إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى الإضرار بالكبد. ويمكن أن تؤثر المضاعفات المرتبطة بمرض السكري أيضًا على صحة الكبد.
= ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية: يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم إلى تراكم الدهون في الكبد، مما يزيد من الإصابة بأمراض الكبد الدهنية والتهاب الكبد المزمن .
= استنشاق المواد الكيميائية السامة: التعرض للمواد الكيميائية السامة مثل المذيبات الصناعية، يمكن أن يؤدي إلى تلف خلايا الكبد. وقد يكون الأشخاص الذين يعملون في صناعات معينة أكثر عرضة لهذا الخطر.
= أمراض المناعة الذاتية: أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب الكبد المناعي وتليف الكبد الصفراوي يمكن أن تتسبب في قيام الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الكبد عن طريق الخطأ، ويؤدي إلى الالتهاب.
= الإفراط في تناول السكر الأطعمة المصنعة: يمكن أن تساهم الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المكرر والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة والمحفوظة في الإصابة بالسمنة ومقاومة الأنسولين وأمراض الكبد الدهنية .
واوصت هيئة الصحة الهندية باجراء بعض التغييرات فى نمط الحياة لعلاج مرض الكبد. حيث يحدث مرض الكبد الدهنى عندما تتراكم الدهون الزائدة في خلايا الكبد، ويمكن أن يحدث هذا بسبب عوامل مثل اتباع نظام غذائي غني بالسكريات البيضاء، والإفراط في استهلاك الكحوليات والسمنة، والجينات الوراثية، لإنها حالة صامتة يمكن أن تتطور إذا تركت دون علاج. حيث يمكن علاج الكبد الدهني في المراحل المبكرة من خلال مجموعة من التدابير الصحية .واوصىت الدراسة بتناول اغذية واتباع بعض الطرق للحفاظ على صحة الكبد كالاتى:
= الحفاظ على الوزن الصحي: اتباع نظام غذائي صحى ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وذلك لإدارة الوزن بشكل فعال.
= التطعيمات: يجب الحصول على التطعيمات ضد التهاب الكبد A وB، خاصة إذا كنت في خطر أكبر.
= سلامة الدواء: استخدم الأدوية وفقًا لتوجيهات الرعاية الصحية، وتوخي الحذر عند تناولها.
= تناول الاغذية الصحية الطازجة: يجب اختيار نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، والحد من السكريات والأطعمة المصنعة والدهون المشبعة.
= إدارة الوزن: الحفاظ على الوزن الصحي من خلال ممارسة التمارين الرياضية والتخلص من الوزن الزائد يمكن أن يساعد في خفض دهون الكبد والدهون الحشوية .
= حافظ على رطوبة الجسم: يساعد الترطيب المناسب على أداء وظائف الكبد، ويمكن تناول الماء قبل الشعور بالعطش فى ترطيب الجسم .
= تجنب الكحوليات: الإقلاع عنها تمامًا حيث يؤدي شرب الكحوليات إلى تفاقم حالة الكبد الدهني .
= الإقلاع عن التدخين: الإقلاع عن التدخين، وإدارة التوتروالقلق والتأكد من النوم الليللا الكافي، وتؤثر هذه العوامل على صحة الجسم والكبد.العلاقة