د-محمد حافظ ابراهيم
اوضحت دراسة علمية لعلماء في جامعة جنوب كاليفورنيا أن الأشخاص الذين يبقون جالسين لساعات طويلة في العمل أو في المنزل معرضون لخطر الإصابة بالخرف أكثر من الأشخاص الذين يجلسون لمدة أقل. حيث ان الجلوس طوال اليوم في العمل يزيد من خطر الإصابة بالخرف حيث شملت الدراسة نحو 50 ألف رجلا وامرأة، تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر. وكشف الباحثون بالدراسة أيضا، أنه حتى ممارسة الرياضة بانتظام لا يمكن أن تخفض من مخاطر الخرف. كما ارتبط المزيد من الوقت الذي يقضيه كبار السن في السلوكيات المستقرة بشكل كبير بزيادة حالات الخرف، حيث اوضحت الدراسة الارتباط بين السلوك المستقر وخطر الإصابة بالخرف سببيا. حيث جمع علماء جامعة كاليفورنيا البيانات حول حياة وصحة ووفيات مئات الآلاف من الرجال والنساء البريطانيين. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يجلسون لمدة 10 ساعات لديهم خطر متزايد للإصابة باضطرابات الدماغ، وإذا جلس الرجال والنساء لمدة 10 ساعات على الأقل في اليوم، فإن خطر إصابتهم بالخرف في غضون السنوات السبع المقبلة كان أعلى بنسبة 8% مما لو جلسوا لمدة أقل من 10 ساعات.
اوضحت دراسة للبروفيسور جاد مارشال الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد والبروفيسور مايو كلينيس ان انخفاض عنصران أساسيان بالجسم يسببان فقدان الذاكرة. حيث اوضحت الدراسة ان كبار السن يعانيان من فقدان بعض العناصر الغذائية الأساسية في أجسامهم، مما يسبب خللا في عمل الدماغ وأمراض فقدان الذاكرة وألزهايمر، لذلك ينصح بدعم الجسم بالاغذية الطبيعية عقب مراحل عمرية معينة. ويعتبر ضعف الذاكرة من المشاكل الشائعة في وقتنا الحالي عالميا لأسباب كثيرة من أهمها الاعتماد الكبير على التقنيات الحديثة مثل الهواتف والأجهزة الذكية والتي تسبب بدورها انخفاضا بنسبة تحفيز الدماغ على العمل. بالإضافة إلى ذلك قد يكون انخفاض بعض الفيتامينات أو العناصر من الأسباب الرئيسية لضعف الذاكرة أو النسيان وغيرها من الحالات المتعلقة بالصحة الدماغية للإنسان. وحدد البحث لأهم الفيتامينات والمعادن التي يؤدي انخفاضها إلى مشاكل كبيرة في الذاكرة وهى:
= نقص فيتامين( B12): أشارت الأبحاث إلى الدور الكبير الذي يلعبه فيتامين B12 في منع تدهور الذاكرة والحفاظ على القدرة العقلية للأشخاص، وبحسب البروفيسور مايو كلينيس، فإن وجود ما يكفي من فيتامين B12 في النظام الغذائي يمكن أن يحسن الذاكرة. لكن الأبحاث أكدت عدم وجود أدلة من شأنها أن تزيد من قدرة الذاكرة في حال تناول كميات أكبر من الفيتامينات، لكنها أكدت أن تناول B12 يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي لدى الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر المبكر عند تناوله مع أحماض أوميجا3 الدهنية. ويمكن الحصول على كميات كافية من فيتامين B12 من خلال بعض الأطعمة كالأسماك الدهنية واللحوم البيضاء من الدجاج والحبوب الكاملة.
= نقص فيتامين( E): تشير الأدلة العلمية إلى أن فيتامين( E ) يفيد العقل والذاكرة لدى الكبار السن، وبحسب الدراسة العلمية وجدت الجمعية الطبية الأمريكية لامراض الزهايمر أن تناول فيتامين( E ) يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر الخفيف والمتوسط. . ولكن وفقا للبروفيسور جاد مارشال، الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن تناول المكملات أكثر من 1000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين ( E ) أمر محفوف بالمخاطر، بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وسيولة الدم، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات. وبغض النظر عن العمر أو الحالة الصحية، يحتاج الجسم للحصول على فيتامين( E ) بشكل يومي من خلال بعض الأطعمة حيث تتواجد بشكل خاص في المكسرات والبذور والفاكهة والتوت والأفوكادو والتوت الأسود والسبانخ والفلفل.
واوضحت دراسة للدكتورة ماريا تشيرداك اخصائية طب الأعصاب وأمراض الشيخوخة بجامعة موسكو ان استخدام الإنترنت يقلص خطر الإصابة بالخرف. حيث أكدت الدكتورة ماريا تشيرداك أن استخدام الإنترنت بصورة منتظمة يخفض خطر تطور الخرف بنسبة 50 بالمائة. ووفقا لها، تشير نتائج دراسات عديدة، إلى أن استخدام الانترنت يساعد في الاحتفاظ على الاحتياطي المعرفي، أي أنه يحمي الدماغ من انخفاظ نشاطه الوظيفي. وتقول الدكتورة ماريا تشيرداك انه يستعرض كبار السن الذين يستخدمون شبكة الانترنت أداء معرفيا عاما وتفكيرا ولفظيا وذاكرة أفضل من أولئك الذين لا يستخدمون الإنترنت كل هذا يسمح بإبطاء عملية شيخوخة الدماغ وخفض خطر الإصابة بالخرف.
واوضحت الدكتورة ماريا تشيرداك ان المهمة الأساسية للدماغ هي حل المسائل المعرفية المختلفة وحالما يتوقف الشخص عن النشاط الفكري المعتاد ينخفض النشاط الوظيفي وعملية التمثيل الغذائي في الامعاء والدماغ وتبدأ عمليات انتكاسية، قد تكون بسبب تقدم العمر مع ضمور تدريجي للخلايا العصبية وفقدان الاتصالات العصبية. أو قد تكون ناجمة عن ضمور وتنكس عصبي مرتبط ببعض الأمراض مثل الزهايمر. ولذلك يجب على كبار السن لتجنب الاصابة بالخرف والزهايمر الحفاظ على نشاط معين للدماغ. وتضم مجموعة الخطر الأشخاص الذين تقاعدوا مؤخرا ولم يواصلوا نشاطهم العملي. لأنه بعد العمل المعرفي المعتاد المستمر، يختفي التحفيز المنتظم للدماغ، وعلى خلفية توقف النشاط، تتوقف أجزاء معينة من الدماغ عن العمل، مما يؤدي إلى بداية العمليات التنكسية. ووفقا الدكتورة ماريا تشيرداك فان العمل على جهاز كمبيوتر واستخدام الإنترنت يمكن من الحصول على حمل معرفي معين مثل تشغيل الكمبيوتر والبحث عن المعلومات المطلوبة. ولكن يجب ألا يتجاوز الوقت الذي يقضيه كبار السن في الانترنت عن الساعتين، لأنه بعكسه سيكون له تأثير سلبي.
واوضحت دراسة للدكتور باوان أوجا مدير طب الأعصاب بمستشفى فورتيس هيرانانداني، فاشي، مومباي بالهند طرق لخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر. حيث يصاحب التقدم في السن عدد من الأمراض ومن أكثر الاضطرابات المرتبطة بكبر السن شيوعًا هو مرض الزهايمر حيث تتضائل فيه مناطق مهمة من الدماغ، خاصة تلك المسئولة عن الذاكرة والأداء المعرفي، وهذا يمثل صعوبات لكل من الفرد والأسرة التي تقدم له الرعاية .واوضح الدكتور باوان أوج إن طرق العلاج محدوده حيث يجب على الأشخاص إجراء تعديلات على نمط الحياة لخفض خطر الإصابة بمرض الخرف والزهايمر ومن اهمها الاتى:
= المداومة على النشاط البدني يمكن أن يضمن صحة الدماغ: النشاط البدني المنتظم أمر ضروري، لأنه يساعد على علاج مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك صحة الدماغ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، وتخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحفز إنتاج الناقلات العصبية التي تساعد الوظيفة الإدراكية، ولقد ثبت أن المشي والسباحة واليوجا لها تأثير إيجابي بشكل خاص على وظائف الدماغ.
= نظام غذائي صحي للدماغ: تناول نظام غذائي صحى متوازن وغني بالعناصر الغذائية أمر ضروري للوقاية من مرض الزهايمر. و تساعد مضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 الدهنية والفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات والفواكه على حماية خلايا الدماغ من التلف والالتهابات.
= التحفيز العقلي: يمكن أن يساعد الحفاظ على تحدي الدماغ من خلال التعلم المستمر والتمارين العقلية في المرونة المعرفية، مثل حل الألغاز أو تعلم آلة موسيقية أو إتقان مهارة جديدة، كلها تعزز إنشاء اتصالات عصبية جديدة، مما يعزز قدرة الدماغ على التكيف والاستجابة بفعالية .
= إعطاء الأولوية للنوم الليلى الصحى: النوم له أهمية قصوى عندما يتعلق الأمر بصحة الدماغ، حيث يقوم الدماغ بوظائف مهمة مثل تعزيز الذاكرة وإزالة السموم من الجسم، وتم ربط أنماط النوم السيئة، مثل الأرق أو توقف التنفس بزيادة خطر التدهور المعرفي وينبغى الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم الليلى الجيد لدعم وظائف المخ المثلى.
= خفض الإجهاد والتوتر: الإجهاد المزمن يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الدماغ، ويؤدي الاجهاد إلى إطلاق هرمونات التوتر وهى الكورتيزول مما يمكن أن يلحق الضرر بخلايا الدماغ بمرور الوقت، حيث يوصي بالتأمل والتنفس العميق واليقظة الذهنية التى تساعد على تخفيف التوتر وتعزيز صحة الدماغ.
= الحد من الكحول وتجنب التدخين: الإفراط في استهلاك الكحوليات تضعف الوظيفة الإدراكية ويزيد من خطر الإصابة بالخرف، وبالمثل، تم ربط التدخين بتضييق الأوعية الدموية، مما يخفض من تدفق الدم إلى الدماغ. ومن خلال الحد من تناول الكحوليات وتجنب التدخين يمكن للانسان خفض خطر التدهور المعرفي ومكافحة الخرف والزهايمر .انخفاض