أخبارصحة

الإجهاد والعمل الليلي تسبب مشاكل نفسية وأنشطة واغذية تخفف من التوتر وتضخ الأكسجين بالدم

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضحت عالمة النفس الروسية الدكتورة زوليا لويكوفا بجامعة موسكو إلى أن المهن المرتبطة بالإجهاد الشديد والضغط العاطفي المفرط والمناوبات الليلية تؤثر على الصحة النفسية لجميع الناس. حيث تعتبر الدكتورة زوليا لويكوفا أن النظام الليلي والعمل الرتيب يشكلان خطورة على الصحة النفسية إن المعرضين للخطر هم الذين يتعين عليهم التعامل مع الخلفية العاطفية لأشخاص آخرين . حيث ذكرت الدكتورة زوليا لويكوفا المتخصصين الذين بحاجة إلى إبداء الاهتمام الأكبر بأنفسهم بشكل خاص وبينهم عمال الخدمات ومشغلو مراكز الاتصال والأطباء والصحفيون والمدرسون . وحسب الدكتورة زوليا لويكوفا يمكن للطبيب النفس أن يساعد في التعامل مع معدل دوران الموظفين بسبب التوتر في العمل. وأفادت بأن الاكتئاب هو أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا، ويعاني منه أكثر من 350 مليون شخص من جميع الفئات العمرية عالميا. واصابة النساء بهذا المرض ضعف اصابة عدد الرجال. ويعتبر التخلص السريع من الاكتئاب أمرا في غاية الصعوبة، وبدون مساعدة الأطباء وعلماء النفس يكون الأمر قد يكون مستحيلا تماما .

واوضح بحث للدكتور مايكل مانتزيوس أستاذ علم النفس التطبيقي والدكتور كييرياكي جيانو، محاضر في علم النفس التطبيقي في جامعة مدينة برمنغهام ببريطانيا ان نشاط التلوين يخفف التوتر بدون الرياضة أو التأمل. فعندما نفكر في أفضل الطرق لخفض التوتر، قد نميل لأنشطة مثل الرياضة أو التأمل ولكن على الرغم من أن هذه المساعي تنجح بالتأكيد مع بعض الأشخاص، إلا أنها ليست الأساليب الوحيدة التي يمكن استخدامها لخفض التوتر. حيث أظهر الباحثون أن التلوين يعد وسيلة سهلة لخفض القلق والإرهاق، خاصة عندما يقترن بممارسات اليقظة الذهنية وهي ممارسة متعمدة تتمثل في إيلاء اهتمام وثيق لما يحدث في اللحظة الحالية . حيث يستخدم بعض الأشخاص تقنيات التأمل أثناء اليقظة الذهنية لمساعدتهم على التركيز.

واوضحت الدراسة الى انه يمكن أن تعمل عملية التلوين بطريقة مماثلة من خلال مساعدة الأشخاص على التركيز على الحاضر. لذا، أجرى الباحثون سلسلة من الدراسات لمعرفة ما إذا كان التلوين يمكن أن يحسن صحة الناس . وجرى التحقق من تأثير التلوين المقترن باليقظة الذهنية على صحة طلاب جامعة مدينة برمنغهام ببريطانيا مع تقسيم 72 مشاركا إلى مجموعتين احداهما تلقت عدة صفحات ينبغي تلوينها مع إخبارها بكيفية ممارسة اليقظة الذهنية أثناء التلوين. وتضمنت التعليمات إرشادات حول كيفية ارخاء أجسادهم، وتركيز انتباههم على المهمة والإحساس بالتلوين، وماذا يفعلون إذا وجدوا أن عقولهم شاردة. وأبلغت المجموعة التي تلقت تعليمات اليقظة الذهنية عن شعورها بقدر أقل من القلق وزيادة التركيز بعد التلوين. ولم يحب بعض الأشخاص الحصول على تعليمات أثناء التلوين، ما قلل من فوائد التلوين الذهني. كما درس الباحثون التلوين الواعي مقابل نوع معين من ممارسة التأمل يسمى تأمل المحبة واللطف. عادة ما يتم استخدامه أثناء التأمل فقط، وهذا يساعد على تنمية الخير من خلال التركيز على إرسال التمنيات أو الأفكار الطيبة للنفس وللآخرين، وقد ثبت أنه يحسن الرفاهية ويخفض التوتر. وأظهرت النتائج أن التلوين والتأمل بلطف تساعد الناس على أن يكونوا أكثر وعيا وأقل قلقا.

وتظهر الأبحاث أن التلوين يمكن أن يكون وسيلة رائعة للاسترخاء والشعور بالتحسن وخاصة عندما يقترن باليقظة الذهنية. وقد يكون هذا بسبب أن اليقظة الذهنية تذكر الناس بالبقاء حاضرين باللحظة الحالية والتغلب على المشاعر والأفكار التي تسبب لهم التوتر. وإذا لم يكن التلوين هو الشيء المفضل لدى بعض الناس فقد أظهرت الأبحاث أنه يمكن استخدام اليقظة الذهنية إلى جانب مجموعة من الأنشطة الأخرى. وعلى سبيل المثال يمكن أن يساعد الرسم الأشخاص على إدارة قلقهم، كما هو الحال مع الحياكة وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة مثل غسل الأطباق يمكن أن يكون فعالا. ويمكن أن يساعد المشي مع التلوين في خفض التوتر.

واوضحت هيئة مايو كلينيك الصحية الامريكية ان الضحك يحسن المزاج ويوسع الحويصلات الهوائية بالرئتين ويضخ الأكسجين بالدم. حيث هناك فوائد للحويصلات الهوائية بالرئتين بالضحك ، فبالاضافة إلى فوائده الكثيرة فقد ثبت أن الضحك يساعد على توسيع الحويصلات الهوائية، وهذا يعني أن مساحة تبادل الأكسجين تزداد، مما يعنى دخول المزيد من الأكسجين إلى الرئتين والدم وبالتالي تقوى المناعة ضد الأمراض ويزيداد تدفق الدم بالشرايين. وإن الحويصلات الهوائية بها وحدات خاصة بتبادل الغازات فى الرئتين، حيث إن هناك حوالى 300 مليون حويصلة هواء في رئتي البالغين، وهي توفر حوالى 140 متر مربع مساحة سطحية لتبادل الغازات، والحويصلات الهوائية هي المسئولة عن الطبيعة الإسفنجية للرئة، حيث يتم تبطين هذه الأكياس الهوائية بطبقة من الماء، للمساعدة في انتشار الغازات داخل الحويصلات الهوائية، ويتم إنتاج مادة خافضة للتوتر السطحي داخل الحويصلات الهوائية لخفض التوتر السطحي بها، وهذا يمنع الحويصلات الهوائية من الانكماش عند الزفير. وأن الحويصلات الهوائية محاطة بشبكة غزيرة من الشعيرات الدموية، يبلغ سمك كل من الحويصلات الهوائية خلية واحدة فقط، مما يسمح بانتشار الغازات بسهولة.

وتحتوي خلايا الدم الحمراء على جزيئات الهيموجلوبين المسؤولة عن حمل الأكسجين من الرئتين وتوزيعه على الخلايا فى جميع أنحاء الجسم، وإن براعم الحويصلات الهوائية تبدأ في التكوين فى الأسبوع الـ 18 للحمل ، وفي حوالي الأسبوع 24 من الحمل ، تتطور أكياس تنفسية صغيرة في نهاية القصيبات الهوائي، تستمر هذه الأكياس في التكاثر والتطور والنمو، لتكتمل الحويصلات الهوائية، بعد الولادة تستمر الحويصلات الهوائية فى التطور حتى بلوغ الثامنة من العمر. واوضحت الدراسة الى أمراض الحويصلات الهوائية حيث تتميز أمراض الحويصلات الهوائية بالامتلاء بمواد تعوق التهوية وتبادل الغازات مثل:

= غياب التوتر السطحي: غياب المواد اللازمة لخفض التوتر السطحى فى الرئتين مما يسبب انكماش الرئتين، وبدءًا من الأسبوع 24 يتم إنتاج مادة تغطي سطح الحويصلات الهوائية من الداخل وتقلل من التوتر السطحى داخلها وتبقيها منتقخة، وتمنع انكماشها عندما لا يكون هناك الكثير من الهواء في الرئتين عند الزفير.
= فيروس الإنفلونزا: تسبب العدوى بفيروس الانفلونزا على امتلاء الحويصلات الهوائية بالماء والقيح وتحلل الحواجز الموجودة بين الحويصلات الهوائية مما يقلل من كفاءة الحويصلات الهوائية فى عملية تبادل الغازات.
= ألتهاب الحويصلات الهوائية التحسسي: حساسية الحويصلات الهوائية تكون نتيجة الاستنشاق المتكرر للعوامل البيئية الملوثة من الفطريات والبكتيريا والأتربة والغبار والملوثات الجوية .تسبب هذه العوامل والتي توجد فى بعض البيئات المهنية رد فعل تحسسي يكون فى الحويصلات الهوائية عكس ما يحدث فى الربو الشعبى الذى يحدث فى الشعب الهوائية.
= تدخين التبغ: التدخين يقوم ببتر الحويصلات الهوائية، حيث إن سموم التبغ تحلل الغشاء الرقيق للحويصلات الهوائية، وهذا يجعل الحويصلات الهوائية أقل كفاءة، مما يقلل من المساحة السطحية المتاحة لنقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وهذا يؤدي في النهاية إلى مرض الانسداد الرئوي.
= الوذمة الرئوية: تنشأ الوذمة الرئوية بسبب امتلاء الحويصلات الهوائية بسائل الماء، مما يجعل التنفس صعبًا، عادة ما تظهر الوذمة الرئوية القلبية مع قصور القلب، قد تحدث الوذمة الرئوية بسبب أمراض أخرى غير القلب مثل متلازمة الضائقة التنفسية والالتهاب الرئوي وألادوية.
= انتفاخ الرئة: مرض يتميز بالتضخم المفرط للحويصلات الهوائية نتيجة لانهيار جدران الحويصلات الهوائية ويؤدي إلى انخفاض في وظيفة الجهاز التنفسي وضيق التنفس وتسبب انسدادًا تدفق الهواء وضيق التنفس. ويحدث انتفاخ الرئة ببطء شديد نتيجة التدخين والتعرض لتلوث الهواء مثل الأبخرة الكيميائية وغبار الأتربة في البيئة.

واوصت هيئة مايو كلينيك الامريكية ببعض النصائح للحفاظ على تقوية الحويصلات الهوائية لتبادل الغازات والحصول على الاكسيجين بالدم لعلاج المشاكل النفسية. واهم هذه التوصيات هى:
= الحياة النشطة وممارسة الرياضة بانتظام.
= عدم التدخين والبعد عن التدخين السلبى وأماكن المدخنين.
= التفاؤل واعتبار الضحك رياضة تفيد الحويصلات الهوائية.
= تعلم التنفس العميق.
= النوم المبكر الليلى وفى الظلام ولمدة 8 ساعات.
= تهوية المنازل وأماكن العمل بفتح النوافذ والأبواب لتجديد الهواء.
= البعد عن الأماكن التى تمتلأ بالهواء الملوث بقدر الامكان.
= شرب ماء بوفرة للحصول على الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون حيث تحتاج الحويصلات الهوائية إلى الترطيب وشرب كمية كافية من الماء.
= تناول أغذية متوازنة فى الكم والنوع، خاصة الخضروات والفاكهة الطازجة الموسيمية .
= تناول الأطعمة الغنية بالحديد واللحوم البيضاء من الدجاج والاسماك والبقول الكاملة .
= يساهم فيتامين ( أ) فى تطوير الحويصلات الهوائية واهم مصادر فيتامين (أ) البيض واللبن والكبدة والجزر والبقدونس والبطاطا والسبانخ والبروكلى والبنجر والطماطم والبسلة والمانجو والكانتالوب والمشمش والبرتقال والخوخ والباباي.