د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الوطنية الصحة البريطانيه ان فيتامين < د> يؤدي دورا مهما وحيويا في جسم الإنسان، لأنه يساعد على ضبط مستوى الكالسيوم والفوسفات، وفي حال تراجع منسوب فيتامين د ، فإن ذلك، يؤدي إلى تشوه وآلام في العظام. وفي حال وجود الانسان أغلب الوقت في الأماكن المغلقة، أي بعيدا عن أشعة الشمس، فإن هيئة الصحة العمومية البريطانيه توصي بتناول 10 ميكروجرام من فيتامين د في اليوم من أجل الحفاظ على صحة العظام. حيث اوضح الاطباء إن نقص فيتامين “د” يؤدي إلى ظهور بعض العلامات بالجسم وخاصا علامة تبدو بارزة في الرأس.
ومن بين أعراض نقص فيتامين “د” في الجسم أن يشعر الإنسان بالتعرق فى فروه الراس بينما البعض يعتقد في العادة أن هذا الأمر طبيعي للغاية. ولا تقف الأعراض عند تعرق فروة الرأس، بل تشمل تأثر المزاج وضعف العضلات، والمرض بين الحين والآخر، وزيادة الوزن. وفي حال لم يبادر الشخص الذي يعاني نقصا في فيتامين “د” إلى العلاج ، فإن الأمر قد يؤثر على أداء وضعف الجهاز المناعى. وإن مستوى فيتامين “د” يكون منخفضا لدى البريطانيين، خلال أشهر الشتاء، لأن الطقس لا يسعفهم على أن يحظوا بأشعة الشمس.
ويوجد فيتامين “د” في أغذية مثل الأسماك المشبعة بالدهون الصحية الاوميجا 3 واللحوم الحمراء الغير دهنيه وصفار البيض وما يعرف بالمكملات الغذائيه من الحبوب المقواة. لكن الغذاء يضمن إمدادنا بـ10 في المائة فقط مما نحتاجه من فيتامين “د”، بينما يرتبط احتياجنا المتبقي بأشعة الشمس في الخارج.
ويحذر الاطباء من الإفراط في أخذ مكملات فيتامين “د”، لأن الأصل هو أن نحصل على هذا العنصر عن طريق الغذاء وأشعة الشمس. وينبه مختصون في خدمة الصحة العمومية البريطانيه، إلى أن الإفراط في تناول مكملات فيتامين “د” يؤدي إلى تراكم الكثير من الكالسيوم في الجسم، وهو ما قد يخلف ضعفا في العظام، فضلا عن أضرار في الكلى والقلب.
واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية ان هناك أعراض اخرى نفسية تشير للإصابة بنقص فيتامين < د >. حيث يعاني أكثر من 50% من سكان العالم أعراض نقص فيتامين د، خاصة كبار السن والأشخاص المصابين بالسمنة والأشخاص الموجودين في المرافق الطبية. ويعتقد البعض أن آثار نقص فيتامين د عضوية فقط، وهو أمر غير صحيح ؛ حيث إن هناك تداعيات ومضاعفات نفسية. واهم أعراض نقص فيتامين د النفسية هى:
= الاكتئاب: كشف باحثون عن وجود علاقة بين نقص فيتامين (د) والقلق والاكتئاب عند عدد من الأشخاص، وعند منحهم المكملات الغذائية من فيتامين د، انخفضت أعراض الاكتئاب وتحسنت حالتهم النفسية.
= القلق: الملايين حول العالم يعانون من اضطرابات القلق، وأثبتت الأبحاث أن هؤلاء لديهم مستويات دم أقل من فيتامين د، لذلك يعد القلق أو الشعور بعدم الراحة أو التفكير كثيرًا في الماضي أو المستقبل بشكل مرضي، يمكن أن يكون واحدًا من علامات نقص فيتامين د في الجسم.
= الفصام: وجد الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في مستوى فيتامين د عند مرضى الفصام. بالإضافة إلى إسهام مكملات فيتامين د بتحسين الإدراك المعرفي لدى بعض المرضى المصابين بهذا المرض. ويصاحب هذا المرض، الكثير من الأعراض مثل الوهم والهلوسة وعدم القدرة على التفكير السليم، والتصرفات الانفعالية الشديدة وغيرها من الأعراض المُقلقة في الحقيقة.
= الاضطراب العاطفي الموسمي: يرتبط الاضطراب العاطفي الموسمي بالمواسم التي تنخفض فيها أشعة الشمس، كالخريف والشتاء، حيث يرافق هذا الاضطراب بعض الأعراض مثل التقلبات المزاجية، انخفاض النشاط العام أو فرط النوم. وقد ربط الباحثين هذه الأعراض بنقص مستوى فيتامين د في الجسم؛ حيث تعتبر الشمس المصدر الأول لهذا الفيتامين.
= التصلب اللويحي المتعدد: إن مرض التصلب اللويحي المتعدد، هو مرض مناعي مزمن له تأثير كبير على الجهاز العصبي المركزي، بالرغم من عدم معرفة السبب الرئيس وراء هذا المرض، إلا أن هناك بعض الابحاث التي تشير إلى أن نقص فيتامين د يمكن أن يكون أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتصلب اللويحي.
وأوضح طبيب المسالك البولية الدكتور ميشيل إنجبر في عيادة “كليفلاند” ان فيتامين D يقوي عضلات المثانة ويحد من سلس البول. كان فريق من الباحثين المتخصصين بالتوليد وأمراض النساء والصحة العامة قد اوضحوا بعد تحليلهم لدراسات لأمراض المسالك البولية، الى أنه هناك صلة بين انخفاض مستويات فيتامين (د) وسلس البول . وقد أوضح طبيب المسالك البولية الدكتور ميشيل إنجبر ان التفسير المحتمل هو أن العضلة النافصة للمثانة تنقبض للسماح للبول بالخروج من المثانة؛ إذ تحتوي هذه العضلة على مستقبلات فيتامين (د)؛ لذلك يساعد فيتامين (د) في تقوية بعض العضلات داخل وحول قاع الحوض بما في ذلك المثانة، مما قد يقلل الأعراض المتعلقة بسلس البول.
و لاحظ الدكتور ميشيل إنجبر الطبيب المتخصص بولاية نيوجيرسي الأميركية من خلال دراستة لفيتامين “دي” والمثانة، أن إحدى الطرق المفيدة لفيتامين د هي أنه يساعد على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى المرتبطة بصحة المثانة بشكل أفضل في الجسم. وأن فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويلعب دورًا في امتصاص الأمعاء للعديد من العناصر الغذائية المختلفة في الجسم.
حيث يتم امتصاص كل من الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات نتيجة لوجود فيتامين د، وهذه الفيتامينات والمعادن تلعب دورًا في صحة الكلى والمثانة ؛ لذا فإن التأثير المحتمل له على الجهاز البولي هو أنه يساعد الجهاز الهضمي ببساطة على امتصاص المعادن الأخرى التي تدعم الصحة العامة الجيدة في تلك المنطقة من الجسم.