د-محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيه انه من الطبيعي ان تبدأ كتلة صلابة وكثافة العظام بالانخفاض من بعد عمر الأربعين ولكنها لا يجب ان تنخفض بشكل كبير لتشكل مرضا وخطرا صحيا. ومن الخطأ الاعتقاد بأن هشاشة العظام من اعراض الشيخوخة، لأنها في الحقيقة مرض يمكن الوقاية منه ومن الضروري اكتشافه وعلاجه. حيث تشير التقديرات الطبية العالمية ان واحدة من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمس رجال ممن تجاوز عمرهم الخمسين مصابون بكسور ناتجة هشاشة العظام. وهي اصابات كان من الممكن تفاديها لو حافظوا على صحة عظامهم. وهذه الكسور تسبب معاناتهم من الالم والعجز وحاجتهم للرعاية الطبية وعمليات جراحية والاعتماد على الآخرين وتخفض جودة حياتهم وقد تؤدي الى الوفاة.
واوضحت ان هشاشة العظام او ترقرق العظام طبيا هو حدوث انخفاض كبير في كتلة العظام ، مما يجعلها هشا وسهل الكسر ويعرض الجسم للاصابة بالكسور نتيجة أبسط ارتطام او سقوط. وتعد من الامراض الشائعة محليا وعالميا. وتقدر مؤسسة هشاشة العظام الدولية حدوث كسر نتيجة لهشاشة العظام كل ثلاث ثوان في أنحاء العالم. كما يتعدى خطر الإصابة بكسور الحوض لدى النساء على خطر اصابتهن بسرطان الثدي والمبيض وسرطان الرحم مجتمعة فيما تتعدى نسبة اصابة الرجال على اصابتهم بسرطان البروستاتا. وأن مرض هشاشة العظام يعرف بالمرض الصامت لأنه غالبا يشخص بعد حدوث كسر في العظام. وبما ان الكسور تكون اول عرض لهذا سمى بالمرض الصامت، فيعرف الاطباء أن هشاشة العظام قد تؤدي الى ضعف العظام بدرجة أن اي سقوط للمصاب او اداءه لمجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال، قد يترتب عليه حدوث كسر. وغالبا ما ترتبط كسور هشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري .
أوضحت الابحاث أن هشاشة العظام تصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل ٣ الى ١. وترتفع فرصة الاصابة بين النساء بيضاوات البشرة والآسيويات، خاصة اللاتي تجاوزن سن اليأس مما يبرر ارتفاع فرصة الاصابة وضرورة فحص اللاتي تعدين الخمسين من العمر. فمع تقدم النساء في العمر ينخفض إنتاج المبايض لهرمون الإستروجين ويتهيأ الجسم للدخول في مرحلة انقطاع الطمث والاعراض التي ترافقها. ونظرا الى أهمية هرمون الإستروجين في بناء العظام، فإن فقدانه وانقطاع الطمث يؤدي الى تدهور بناء العظام وتسريع فقدان كتلته. واهم الأعراض هى:
= ألم في الظهر غالباً يرجع إلى حدوث كسر أو تهشم في الفقرات العظمية.
= ملاحظة حدوث قصر في القامة بمرور الوقت.
= انحناء وتحدب للجسم
= سهولة الإصابة بكسور العظام من جراء سقوط بسيط او حتى السعال.
= الإحساس بالألم المستمر بحيث يشتكي المريض من ألم مزمن في معظم عظامه نتيجة الى قلة كثافتها ومحاولتها تحمل ثقل الجسم.
واوضحت ابحاث هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية لعدة عوامل تزيد فرصة الاصابة بهشاشة العظام والتهابات المفاصل وهى:
= تقدم العمر خاصة من بعد عمر الخمسين عاما للسيدات والستين عاما للرجال.
= العِرق خاصة ذوي البشرة البيضاء أو من أصل آسيوي.
= التاريخ العائلي مثل إصابة أحد الوالدين بهشاشة العظام او اصابة احدهما سابقا بكسر في الوِرك.
= الاصابة بمرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
= فرط استهلاك الكافيين والتدخين.
= انخفاض الهرمونات مثل انخفاض الإستروجين لدى النساء وانخفاض التستوستيرون للرجال.
= الاصابة بامراض الغدد الصماء، مثل نشاط الغدة الدرقية أو الغدد الكظرية.
= امراض الجهاز الهضمي التي تسبب نقص امتصاص الامعاء للعناصر الغذائية.
= الخضوع لعمليات السمنة التي تسبب خفض حجم المعدة أو إزالة جزء من الأمعاءِ. فذلك سيقلل من امتصاص العناصر الغذائية من الكالسيوم وفيتامين «د» مما يزيد خطورة الإصابة بالهشاشة.
= تناول الادوية مثل عقاقير المعالجة للحموضة وادوية الكورتيزون.
= نقص الكالسيوم او فيتامين «د» في الجسم.
= سوء التغذية وضعف الشهية مما يؤدي الى نقص الوزن عن الحد الصحي.
واوصت ابحاث هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية لعدة نصائح لخفض الاصابة بهشاشة العظام والتهابات المفاصل وهى:
= التغذية الصحية والحرص على تناول أغذية غنية بالكالسيوم والبروتين وفيتامين «د».
= ممارسة التمارين الرياضية المتنوعة ما بين القوة وتحمل الوزن وتمارين التوازن.
= تجنب خطر التعرض للسقوط من خلال ارتداء احذية متينة وذات كعب منخفض وتوفير البيئة الآمنة كسجاد مضاد للانزلاق وتركيب مقابض على الادراج والإضاءة الليلية.
= الاقلاع عن التدخين.
واوصى الدكتور أندرو مينتي من جامعة ماكماستر في هاميلتون بكندا، والباحثون من معهد أبحاث صحة السكان بكندا بالإكثار من تناول بعض الاغذية للوقاية من هشاشة العظام والتهابات المفاصل . حيث كشفت دراسة أن عدم تناول ما يكفي من ستة أطعمة رئيسية مجتمعة قد يكون مرتبطا بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض العظام والقلب والأوعية الدموية والموت الناجم عنها لدى البالغين. حيث ركز الباحثون في جامعة ماكماستر وكذلك معهد أبحاث صحة السكان على الأطعمة التي تعد صحية على النطاق العالمي، وذلك باستخدام العديد من الدراسات والبيانات من هيئة الصحة العالمية لفهم السلوك الصحي للأشخاص الذين يعانون أو لا يعانون من أمراض العظام والقلب والأوعية الدموية . ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يستهلكون الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والأسماك ومنتجات الألبان الكاملة الدسم كانوا قادرين على خفض مخاطر الإصابة بأمراض العظام والقلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وإن تناول كميات معتدلة من الحبوب الكاملة غير المكررة واللحوم غير المصنعة يمكن أن يساعد على خفض هذه المخاطر الصحية.
ونتيجة لذلك، وصف الباحثون منتجات الألبان الكاملة الدسم والأسماك الدهنية والمكسرات والبقوليات والخضروات واللحوم الحمراء بالأطعمة الستة الأساسية لخفض مخاطر الإصابة بهشاشة العظام والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتضمنت البيانات المأخوذة من معهد أبحاث صحة السكان درجة النظام الغذائي بناء على دراسة المعاهد العالمية للوبائيات الحضرية والريفية والتي تتضمن بيانات الأشخاص الذين لم يسبق لهم الإصابة بأمراض العظام والقلب والأوعية الدموية في البلدان المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة الدخل. وتضمنت الدراسة أيضا أبحاثا مختلفة شملت 245 ألف شخص في 80 دولة. حيث اظهرت النتائج إن النظام الغذائي الصحي الأمثل يتكون من ثلاث إلى أربع حصص أسبوعية من البقوليات الكاملة وسبعة حصص من المكسرات و2 إلى 3 حصص من الأسماك الدهنية و14 حصة من منتجات الألبان الكاملة الدسم، بما في ذلك الحليب أو الجبن. ويمكن استهلاك كميات معتدلة أو حصة واحدة يوميا من الحبوب الكاملة واللحوم غير المصنعةعلى سبيل المثال شريحة واحدة من الخبز ونصف كوب من الأرز المطبوخ أو الشعير أو الكينوا، ونحو 85 ج من اللحوم الحمراء أو لحوم الدواجن المطبوخة.
وقال الدكتور أندرو مينتي ان الأطعمة قليلة الدسم احتلت مركز الصدارة مع الجمهور وصناعة الأغذية وصناع السياسات، مع تركيز ملصقات التغذية على خفض الدهون والدهون المشبعة. وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الأولوية يجب أن تكون لزيادة الأطعمة الوقائية مثل المكسرات التي غالبا ما يتم تجنبها باعتبارها كثيفة الطاقة، والأسماك ومنتجات الألبان بدلا من تقييد تناول منتجات الألبان، وخاصة الكاملة الدسم بكميات قليلة . وأضاف ان النتائج تظهر أنه يمكن تضمين ما يصل إلى حصتين يوميا من منتجات الألبان ومعظمها من الدهون الكاملة في النظام الغذائي الصحي. وهذا يتماشى مع علم التغذية الحديث الذي يوضح أن منتجات الألبان، وخاصة الكاملة الدسم، تحمي من ارتفاع ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي . حيث تم تخصيص درجة لنظام غذائي صحي تتراوح بين صفر وستة لكل مشارك ، مع كون درجة خمسة أو أكثر ذات مخاطر أقل للوفاة. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على أعلى درجة من نظام غذائي صحي، بمعدل خمسة أو أكثر، أقل عرضة للوفاة بنسبة 30% خلال فترة الدراسة مقارنة بأقرانهم الذين حصلوا على درجة 1 فقط أو أقل من النظام الغذائي الصحي. وكذلك كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 19 و18 و14% على التوالي. واوضحت منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 18 مليون شخص ماتوا بسبب الأمراض القلبية الوعائية في عام 2019، وهو ما يمثل 32% من جميع الوفيات العالمية .
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لبعض فوائد فيتامين (د) من تعزيز وظيفة عضلة القلب إلى تنظيم ضغط الدم والوقاية من هشاشة العظام والتهابات المفاصل. حيث يؤثر فيتامين (د) على صحة القلب والعظام ، حيث ان فيتامين(د) هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون وله دور أساسي مهمًا في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم، والتي تعتبر حيوية لصحة العظام والمفاصل، تشير الأبحاث إلى أن فيتامين (د) يكون له تأثير على صحة القلب والأوعية الدموية، وان بعض الطرق التي يعزز بها فيتامين “د” لصحة القلب والعظام والمفاصل هى:
= تنظيم ضغط الدم: فيتامين (د) دورًا مهمًا في تنظيم مستويات ضغط الدم، حيث أن الاشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم أو هشاشة العظام ويساعد فيتامين (د) في الحفاظ على وظيفة الأوعية الدموية الصحية وخفض الالتهابات مما يساعد في التحكم في مستويات ضغط الدم وامراض القلب والعظام .
= تحسين وظيفة الأوعية الدموية: فيتامين (د) يعزيز وظيفة الأوعية الدموية عن طريق تعزيز تمدد الأوعية الدموية وخفض الخلايا البطانية للجدران الداخلية للأوعية الدموية وهي مسؤولة عن تنظيم تدفق الدم . يعمل فيتامين (د) على تحسين إنتاج أكسيد النيتريك وهو يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتحسين وظيفتها والحفاظ على تدفق الدم الأمثل في جميع أنحاء الجسم.
= الحد من الالتهابات: يحتوي فيتامين (د) على خصائص مضادة للالتهابات والتي تساعد في منع أو خفض الالتهابات في نظام القلب والأوعية الدموية، وقصور القلب وتصلب الشرايين ومرض الشريان التاجي عن طريق الحد من الالتهابات.
= خفض مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي: مرض الشريان التاجي هو حالة تتميز بضيق الشرايين التي تمد القلب بالدم، يساعد فيتامين (د) على منع تكاثر خلايا العضلات الملساء في جدران الشرايين مما قد يؤدي إلى تكوين لويحات، يساعد فيتامين (د) على منع أكسدة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة وهو عامل خطر مهم للإصابة بمرض الشريان التاجي.
= انخفاض في تخثر الدم: يحتوي فيتامين (د) على خصائص مضادة للتخثر مما يعني أنه يساعد على منع تكوين جلطات الدم أو تجلط الدم، يمكن للجلطات الدموية أن تسد الأوعية الدموية التي تغذي القلب وتؤدي إلى النوبات القلبية ويساعد فيتامين (د) في الحفاظ على المستويات المناسبة من عوامل التخثر ويمنع إنتاج البروتينات التي تعزز تكوين الجلطة مما يخفض من خطر الإصابة بالتجلط.
= الحماية من قصور القلب: أظهرت الدراسة عن وجود صلة بين نقص فيتامين (د) وزيادة خطر الإصابة بفشل القلب، حيث يساعد فيتامين (د) على تنظيم التحكم في ضغط الدم وتوازن السوائل، وتساعد مستويات فيتامين (د) الكافية على الحماية من خلال الحفاظ على الأداء السليم لنظام الرينين وأنجيوتنسين.
= تعزيز وظيفة عضلة القلب: توجد مستقبلات فيتامين (د) في خلايا عضلة القلب ويلعب فيتامين (د) دورًا في وظيفتها وارتبطت المستويات الكافية منه بتحسين تقلص عضلة القلب والاسترخاء ويمكن أن تساهم هذه الفوائد في صحة القلب وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب .