د-محمدحافظ ابراهيم
أوضحت منظمة الصحة العالمية ان الاكتئاب مرض يعاني منه الكبار والصغار ولم يقتصر علي فئة بعينها او مرحلة عمرية محددة ، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الضغوط النفسية والمادية والعاطفية وسوء معاملة الأسرة حيث ان التوتر المستمر يؤدي إلي الاكتئاب والاجهاد الدائم في العمل يجعل الانسان يصل الي مرحلة الاكتئاب. حيث كشفت الدراسة ان الاكتئاب يجعل الشخص يشعر بالرغبة في البكاء والحزن وسرعة الانفعال والعزلة الاجتماعية عن الآخرين والإحساس باليأس ولا يجد متعة في الحياة أو الأشياء التي عادة ما كان يستمتع بها. حيث أوضحت منظمة الصحة العالمية لتقديراتها بأن 5% من البالغين حول العالم يعانون من الاكتئاب وهو اضطراب يتميز بالحزن المستمر وفقدان عام للاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة من قبل، بالااضافة الي وصول الفرد الي العزلة الاجتماعية . حيث أوضحت الدكتورة جولي سميث، طبيبة نفسية من هامبشاير بإنجلترا ان المعلومات التي يخطئ الناس عادة فهمها بشأن الاكتئاب هى:
= الاكتئاب لا يقتصر على الحالة المزاجية السيئة: تتضمن بعض الأعراض الشائعة لحالة الصحة العقلية الشعور بالإحباط، والفراغ، وفقدان الشغف بالأنشطة التي يستمتع الفرد بها عادة. وإن أحد المفاهيم الخاطئة هو أنه إذا كنت تعاني من الاكتئاب فإنك تشعر فقط بالإحباط ولكن القلق المستمر يجعلك مكتئبا .
= يمكن أن يكون الاكتئاب جسديا: لا يؤثر الاكتئاب عاطفيا ونفسيا على الانسان فقط بل ان الاكتئاب له ضرر جسدي. أول شيء ستلاحظه هو نقص الطاقة حيث أن المريض قد يعاني أيضا من الأوجاع والآلام التي لا يبدو أن لها سببا طبيا واضحا مثل آلام العضلات والمفاصل وألم في الظهر والصداع وألم الصدر وعدة مشاكل فى التحرك أو التحدث ببطء أكثر من المعتاد وتغيرات في الشهية والوزن و الإمساك والأوجاع والآلام غير المبررة ونقص الطاقة وتغييرات في الدورة الشهرية واضطرابات فى النوم وخاصة النوم الليلى الصحى.
= الاكتئاب مقابل الحزن: ان هناك فرق بين الاكتئاب والحزن ، فالحزن هو مجرد واحد من العديد من أعراض الاكتئاب وان الحزن يمكن ان تشعر به لحظة او بعض الأوقات الا ان الاكتئاب مرض يكون طويل الأمد النغسى والجسدى .
= تشمل الأعراض الشائعة للاكتئاب: فى الشعور بالضيق والرغبة في البكاء والحزن والاضطراب أو سرعة الانفعال والشعور بالذنب وعدم تقدير الذات واحتقارها والشعور بالفراغ والانعزال وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين ولا تجد متعة في الحياة أو الأشياء التي عادة ما كنت تستمتع بها وشعور بعدم الواقعية واليأس من الحياه.
واوضحت دراسة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية ان التفكير الإيجابي في الشيخوخة يؤخر الإصابة بتدهور الدماغ. حيث أظهرت الدراسة أن التفكير الإيجابي في التقدم بالعمر يساعد على تأخر تدهور الدماغ . وتشير دراسة إلى أن أولئك الذين يعتقدون أن الستين هي الأربعين الجديدة، أو حتى أن السبعين هي الخمسين الجديدة، قد يكونون أكثر قدرة على استعادة الذاكرة. حيث وجد الباحثون أن كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل وهو نوع شائع من فقدان الذاكرة كانوا أكثر عرضة بنسبة 30 %، لاستعادة مهارات التفكير والذاكرة الطبيعية إذا كانت لديهم معتقدات إيجابية حول الشيخوخة، كما سمح النهج المبهج للحياة للناس باستعادة إدراكهم قبل الآخرين بعامين. وقال البروفيسور الدكتور بيكا ليفي المؤلف الرئيسي للدراسة ان معظم الناس يفترض أنه لا يوجد شفاء من الضعف الإدراكي المعتدل، ولكن في الواقع يتعافى نصف أولئك الذين يعانون منه.
حيث اوضحت نتائج الدراسة انه لا يُعرف سوى القليل عن سبب تعافي البعض بينما لا يتعافى الآخرون، لهذا السبب نظرنا إلى معتقدات السن الإيجابية، لمعرفة ما إذا كانت ستساعد في تقديم إجابة، وخضعوا المشاركون لاختبار لتحديد ما إذا كانوا يعانون من ضعف إدراكي خفيف، وأجابوا أيضًا على الأسئلة المتعلقة بموقفهم تجاه الشيخوخة. وكشفت النتائج أن أولئك الذين عانوا من ضعف إدراكي معتدل ولكن لديهم معتقدات إيجابية أكثر عن الشيخوخة كانوا أكثر عرضة بنسبة الثلث لاستعادة الإدراك الطبيعي، مقارنة بأولئك الذين لديهم معتقدات سلبية. وكان المشاركون الذين بدأوا الدراسة بإدراك طبيعي أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي خفيف على مدار الـ 12 عامًا التالية إذا كان لديهم موقف جيدة وايجابية تجاه التقدم في السن.
واوضحت هيئة الصحة الفرنسية لفاعلية واهمية معدن المغنيسيوم لعلاج الاكتئاب . حيث يؤدى المغنيسيوم الى تحسِّن أعراض الاكتئاب والقلق بعد أسبوعين فقط من العلاج . وقد أفادت نتائج الدراسة العملية أن مكملات المغنيسيوم قد تكون بديلاً آمناً وفعّالاً لأدوية الاكتئاب. وان المغنيسيوم هو معدن أساسي حيث إنه رابع أكثر المعادن شيوعاً في الجسم . يشترك في أكثر من 300 تفاعل أيضي بما في ذلك الأداء السليم للجهاز العضلي والعصبي وإنتاج الطاقة وصحة المناعة وصحة العظام. و يساعد المغنيسيوم في نقل الأعصاب وإرخاء العضلات بعد الانقباض، مما يجعله ضرورياً لوظيفة القلب. ويتم توفير المغنيسيوم عن طريق الطعام حيث ان 1000 سعرة حرارية توفر ما معدله 120 ملجم من المغنيسيوم ولكن الإفراط في استخدامه في المواقف العصيبة يسبب اضرار كبيرة. حيث تظهر الدراسة التي أُجريت في فرنسا أن عجز عنصر المغنيسيوم منتشر على نطاق واسع . وفي الدراسة تلقى 23% من الرجال و18% من النساء أقل من ثلثي المدخول الغذائي الموصى به. حيث يعدُّ نقص المغنيسيوم سبباً رئيسياً للإرهاق وغالبًا ما يكون من الضروري استخدام المكملات الغذائية.
واوضحت الدراسة ان الاكتئاب مرض يصيب 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بدرجات متفاوتة. أظهرت التجارب أن العلاجات بمضادّة للاكتئاب تحقق الشفاء في 50% من الحالات. يوضح مؤلفون الدراسة انه حتى مع إضافة علاجات أخرى لا يزال 20% من الأشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب بعد عامين. ولكن العلاقة بين تناول المغنيسيوم وعلاج أعراض الاكتئاب موثقة جيداً. ومع ذلك، فإن التجارب السريرية لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب ونقص المغنيسيوم حيث أدى تناول 500 ملج يوميا من المغنيسيوم إلى تحسين أعراض الاكتئاب ومستوى المغنيسيوم لديهم. حيث ان جرعات المغنيسيوم حسَّنت الأعراض. في هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم فعالية مكملات كلوريد المغنيسيوم لدى 126 مريضاً تمَّ علاجهم من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. لمدة 6 أسابيع بدأوا بالزيادة الى 248 ملجم من المغنيسيوم يومياً ولمدة 6 أسابيع والمجموعة الثاتية لم يتناولوا المغنيسيوم. وكانت النتيجة أن مكملات المغنيسيوم حسَّنت أعراض الاكتئاب والقلق بعد أسبوعين فقط من العلاج، دون أي آثار جانبية.
واوضحت الدراسة ان المستويات المنخفضة من معدن المغنيسيوم ترتبط بالالتهاب نفسه المتورط في الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يشارك المغنيسيوم في تخليق الرسائل الكيميائية في الدماغ والتي تشارك في تحسين الحالة المزاجية. وتشير الدراسة، إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب والقلق قد يستفيدون من مكملات المغنيسيوم حيث الجرعة الموصى بتناولها من المغنيسيوم هي 6 ملجم لكل كيلوجرام من وزن الجسم يومياً. الأطعمة الرئيسية الغنية بالمغنيسيوم هي الخضراوات الخضراء والحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والمجففة والشوكولاتة الداكنة والبقوليات الكاملة . وفي حالة الطوارئ يمكن تناول المكملات حيث تتراوح الجرعات من 100 إلى 300 ملجم يوميا، في حالات معينة من التوتر والقلق المزمنين، يمكن وصف جرعات أعلى وفقاً لحالة كل مريض.
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لافضل أنواع ألاطعمة الغنية بالمغنسيوم التى تمنح الطاقة الايجابية . حيث ان جميع الأطعمة توفر للجسم مستوى معينًا من الطاقة نظرًا للطريقة التي يتم بها تحويل الغذاء إلى سعرات حرارية ولكن بعضها أكثر نشاطًا من الآخر حيث تعطي الكربوهيدرات الكاملة أكبر قدر من الطاقة للجسم ولكن الكربوهيدرات المكررة مثل السكر المكرر والخبز الأبيض ستؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة وتؤدي إلى مزيد من التعب والارهاق أما الكربوهيدرات الكاملة من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة تستغرق وقتًا أطول للهضم وترفع نسبة السكر في الدم تدريجيًا وتعطيها لخلايا الجسم لتصبح أكثر طاقة مستدامة، ويمكن للأطعمة الغنية بالبروتينات أن تحافظ على مستويات الطاقة عن طريق التخلص من الجوع وتجعل الانسان ان يشعر بالشبع لفترات أطول من الوقت واهم هذه الاطعمه هى:
= الزبادي اليوناني: الزبادي اليوناني وجبة خفيفة ممتازة للمساعدة في تزويد الجسم بالطاقة طوال اليوم ويعتبر طعامًا مثاليًا لإبقائك نشيطًا، وتحتوي على البروتين لإشباعك لساعات، ويجب تناول النوع الخالى الدسم .
= سمك السلمون: ان تناول سمك السلمون غنى بالبروتين وأحماض أوميجا 3 الدهنية التى تساعد في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم ومنع تقلبات السكر .
= سمك التونة: يمكن للأسماك الدهنية أن تعطي طاقة مستدامة بسبب المستويات العالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية،وتساعد الدهون الصحية على تنظيم مستويات الأنسولين وخفض الالتهابات في الجسم مما يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة.
= البنجر: البنجر من الخضروات الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة ومضادات الأكسدة وتساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة حيث يحتوي البنجر على مستويات عالية من المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة والنترات وكلها تساعد في تحسين مستويات الطاقة ويحتوي على الكربوهيدرات الكاملة مما يعني أن الجسم سوف يهضمها بشكل أبطأ ويوفر مستويات طاقة أكثر استدامة.
= الموز: هو غذاء غني بالكربوهيدرات الصحية والبروتينات وفيتامينات بى وهى الأفضل لإطلاق طاقة مستدامة وبطيئة، يوفر السكر من الفركتوز والجلوكوز والسكروز في الموز دفعة فورية للطاقة وتعمل الألياف على إبطاء عملية الهضم للحصول على طاقة تدوم طويلاً،وتساعد الفيتامينات والمعادن في الموز على الحفاظ على مستويات الطاقة ومنع التعب.
= المكسرات: تحتوي المكسرات على البروتينات والدهون الصحية والألياف وهى مزيج مثالي للحفاظ على الشعور بالشبع ومنع تذبذب السكر في الدم ومنح الجسم الطاقة وجميع المكسرات صحية لكن الافضل عين الجمل والكاجو الذى يحتوي على دهون أوميجا 3 الصحية للقلب.
= البيض: البيض غذاء غني بالبروتين يوفر طاقة مستدامة طوال اليوم من خلال الشعور بالشبع فهو يحتوي على نسبة عالية من فيتامينات بى والتي تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، بالإضافة إلى انه يحتوي على مادة مغذية تسمى الكولين والتي تحسن الوظيفة الإدراكية وخفض التعب .



