أخبارصحة

علاقة اضطرابات النوم واصابه البصر والزهايمر ونصائح للتعامل مع الاجهاد والقلق

د-محمدحافظ ابراهيم

 

  اوضحت دراسة حديثة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن الذين يعانون من قلة النوم واضطرابه ويشخرون خلال النوم معرضون أكثر من غيرهم لخطر فقدان البصر في المستقبل.ووجدت الدراسة أن الذين يأخذون قيلولة أثناء النهار معرضون للإصابة بمرض الجلوكوما الذى يضرب العصب البصرى اكثر من غيرهم بنسبة تصل إلى 20% . وبحسب الدراسة البريطانية، فإن الأشخاص الذين يشخرون أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 10 في المائة، في حين أن الذين يعانون من الأرق ولديهم نمط نوم طويل أو قصير بالنسبة إلى المعدل الطبيعي كانوا عرضة للإصابة بالجلوكوما أكثر بنسبة 13 في المائة، مقارنة مع الذين يتبعون نمط نوم صحي .

 ويرجع علماء هيئة الصحة الوطنية البريطانية الخطر إلى التغيرات التي تطرأ على ضغط العين الذي يثار أثناء الاستلقاء وعندما تكون هرمونات النوم خارج السيطرة، وهو ما يحدث مثلا أثناء الأرق. والجلوكوما أو الزَرَق وهى مشكلة شائعة مع التقدم في السن والتى تؤدي إلى تدمير العصب البصري الذي يربط العينيين بالدماغ، وتقود هذه المشكلة إلى فقدان البصر في حالة لم تشخّص وتعالج مبكرا بما فيه الكفاية. حيث فحص الباحثون بيانات أكثر من 400 ألف شخص في بريطانيا، تتراوح أعمارهم بين 40- 69 عاما، لمدة 15 عاما، وتركزت على عادات هؤلاء في النوم، ومدى صلة ذلك بإصابتهم بالجلوكوما. وصنّفت الدراسة أولئك الذين ينامون ليلا بين 7-9 ساعات في اليوم على أنهم يحظون بنوم صحي، وما أقل أو أكثر من ذلك اعتبروا أنهم لا ينامون نوما جيدا.

 وشخّص الباحثون إصابة 8690 شخصا بالجلوكوما من بين أفراد العينة، وكانت غالبية الإصابات بين الرجال المتقدمين في العمر، الذين كانوا يدخنون لمرة واحدة أو عانوا من ارتفاع ضغط الدم أو السكري. وارتبطت قلة النوم وطوله فوق الحد الطبيعي بارتفاع خطر الإصابة بهذه المشكلة الصحية بنسبة 8 %، والأرق 12 %، والشخير 4 % ، والغفوات بنسبة 20 % . وارتبط الأشخاص الذين يشخرون ويغفون لفترة قصيرة في النهار بخطر الإصابة بنسبة 10 % أكثر من الآخرين، بينما كان الخطر أكثر لدى المصابين بالأرق ولديهم نمط نوم قصير أو طويل بنسبة 13% . وقال الباحثون إن الفئات التي جرى تحديدها بأنها معرضة لخطر الإصابة بهذه المشكلة الصحية أكثر من غيرها تحتاج إلى تعديل نمط النوم، وحثوا مَن يعاني منها على إجراء فحص للعيون.

 واوضحت دراسة مؤسسة باسكال ماراغال ومركز أبحاث المخ في إسبانيا بالاشتراك مع جامعة بريستول ان الانسان تحتاج لحد أدنى من ساعات النوم حتى لا تصاب بالزهايمر. حيث ان قلة النوم تسبب الكثير من المشاكل الصحية. ويوجد علاقة بين اضطرابات النوم ومرض الزهايمر، مما يجعل الأشخاص الذين لا ينامون جيدا عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أكثر من غيرهم . حيث اوضحت الدراسة عن وجود علاقة بين مرض الزهايمر والنوم ليلا أقل من سبع ساعات يوميا. واتضح من خلال الدراسة أن قلة ساعات النوم تزيد من مخاطر الاصابة بمرض الزهايمر . حيث اوضحت الباحثة الدكتورة لورا ستانكيفيكيوت، وهي المشرف الرئيسئ عن البحث إن البيانات المتاحة حتى الآن تشير إلى أن قلة ساعات النوم ليلا تزيد من مخاطر الاصابة بمرض الزهايمروأن التجارب السابقة كانت قاصرة بسبب نقص الدلالات الحيوية الخاصة بمرض الزهايمر .

 وشملت الدراسة بيانات تخص 1168 شخصا تزيد أعمارهم عن خمسين عاما، وتضمنت معلومات عن الدلالات الحيوية لمرض الزهايمر فى اعصاب المخ والعمود الفقري لدى المتطوعين، فضلا عن بيانات تتعلق بعدد ساعات النوم الليلى وجودته، ومستوى الأداء الذهني الخاص بهم . وتقول الباحثة الدكتورة لورا ستانكيفيكيوت المتخصصة في مجال طب الاعصاب والخرف والزهايمر بجامعة بريستول إن النوم يعتبر فرصة غير مستغلة للوقاية من مرض الزهايمر والحفاظ على صحة المخ، أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تتيح الفهم ألافضل للعلاقة بين النوم ومرض الزهايمر.

 وأكدت دراسة اخرى بقيادة باحثين في جامعة كوينزلاند الامريكية عن وجود صلة بين انقطاع النفس الانسدادي النومي وزيادة خطر الإصابة بالخرف. وانه يوجد ثلاث علامات تحذيرية عند الاستيقاظ قد تدل على التشخيص المستقبلي للخرف. حيث أظهرت النتائج العلمية الجديدة عن وجود علاقة سببية بين توقف التنفس أثناء النوم ومرض الزهايمر. حيث يصف مصطلح الخرف، الى فقدان الذاكرة والارتباك والتدهور التدريجي في مهارات التفكير. وهذه العيوب ناتجة عن تراكم البروتينات السامة في الدماغ، وان منع تراكم البروتينات السامة هو الهدف العلاجي الرئيسي لمرض الزهايمر . حيث وجدت الدكتورة إليزابيث كولسون، من معهد الدماغ وكلية العلوم الطبية الحيوية بالجامعة كوينزلاند الامريكية ، وفريقها علاقة سببية بين انخفاض مستويات الأكسجين في الدماغ أثناء النوم ومرض التنكس العصبي.

 ولاحظت الدكتورة إليزابيث كولسون انها وجدت أن الحرمان من النوم وحده يسبب ضعفا إدراكيا خفيفا فقط. لكنها طورت طريقة جديدة للبحث على التنفس المتقطع بالنوم ووجدنا أنها أظهرت سمات مرضية متفاقمة لمرض الزهايمر. وأظهر أن نقص الأكسجة اى عندما يحرم الدماغ من الأكسجين يتسبب في نفس التنكس الانتقائي للعصبونات التي تموت بشكل مميز في الخرف. ومع ذلك، لم يتحدد بعد كيف تؤثر درجات متفاوتة من نقص الأكسجة على خطر الإصابة بالمرض. حيث تجري التجارب المبكرة على البشر لفحص العلاقة بين الحرمان من الأكسجين والضعف الإدراكي . وقالت الدكتورة إليزابيث كولسون ان التقديرات تشير إلى أن حوالي 50% من كبار السن يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي عندما تنهار عضلات الحلق بشكل متقطع وتسد مجرى الهواء أثناء النوم مما يؤدي إلى توقف وبدء التنفس . 

 

وإن العديد من حالات توقف التنفس أثناء النوم لا يتم تشخيصها أو علاجها لأن العلامات التحذيرية الأكثر وضوحا تحدث أثناء النوم . وتتضمن هذه الأعراض الشخير المتكرر واللهاث بحثا عن الهواء وتوقف التنفس الصامت الذي قد يستمر من ثوان إلى دقائق . ومع ذلك، قد تظهر علامات منبهة أخرى موثوقة عند الاستيقاظ وتشمل :

= عند الاستيقاظ من النوم وأنت مصاب بألم شديد أو جاف في الحلق.

= صداع الصباح.

= دوار عند الاستيقاظ.

 واوضحت  الدكتورة إليزابيث كولسون ان انقطاع التنفس أثناء النوم بأنه حالة يتوقف فيها التنفس ويبدأ بشكل متقطع أثناء النوم. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن تسبب نوبات انقطاع النفس النومي ضررا خطيرا، إلا أن ترك الحالة دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة. وأشارت الدكتورة إليزابيث كولسون إلى أنه ليس كل من يعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي سيصاب بالخرف. حيث أبلغ بعض أطباء الخرف عن تحسن ذاكرة المريض وذلك بعد تحديد مشاكل نومهم ومعالجتها.

  واوضحت الدكتورة تاتيانا سورنينكوفا الأخصائية في علم النوم بجامعة موسكو لبعض فوائد للقيلولة والنوم. حيث يتراوح طول القيلولة التي تعيد النشاط إلى الجسم بين 20 و25 دقيقة، والمهم أن تصل إلى الغفوة والنوم بضع دقائق، ويُنصح بأن تبدأ قبل الثانية ظهراً. ووفق الدراسة التى شملت أكثر من 3600 شخص، لوحظ أن الذين نالوا قيلولة مرة أو مرتين في الأسبوع أقل عرضةً للإصابة بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، مقارنة مع الذين لم يحصلوا على القيلولة، ويُعتقد أن السبب هو خفض مستوى هرمون التوتر الكورتيزول ، وبيّنت التجربة أن القيلولة تساعد على إعادة الحيوية لجهاز المناعة، حيث حرم المشاركون من النوم أكثر من ساعتين ليلاً، ومنح نصفهم فرصة قيلولة بنصف ساعة خلال النهار، وتبيّن أن مناعة الذين ناموا في القيلولة في وضع أفضل، وقد بيّنت تجارب وفق الدراسة أنها تساعد الدماغ على حل المشاكل واهمها:

= تزيد قدرات الذاكرة.

= تنشيط مهارات التعلم.

= ترفع مناعة الجسم.

= تخفض الإصابة بالنوبة القلبية.

= تخفض التعرض للسكتة.

= تخفض نسب التوتر.

 

واوضحت الدكتورة تاتيانا سورنينكوفا الأخصائية في علم النوم بجامعة موسكو لبعض النصائح فى التعامل مع الإجهاد والأرق. حيث أن الإجهاد يؤثر سلبا ليس فقط في الحالة العامة للجسم، بل وفي جودة النوم. وتشير إلى أنه بسبب الإجهاد يختل التوازن بين مراحل النوم السريع والنوم البطيء. إن أحد مظاهر الإجهاد هو زيادة نوبات الارتعاش الليلية عند النوم، وانخفاض ذكريات الأحلام، وزيادة عتبة الاستيقاظ. وفي بعض الحالات، يؤثر الإجهاد في محتوى الأحلام وشدتها وتنصح بما يلي:

= التحكم بالتغذية وذلك تناول ثلاث وجبات صحية ومتوازنة.

= استبعاد وجبة عشاء ثقيل قبل النوم على الأقل بثلاث ساعات.

= تجنب الأطعمة المالحة والحارة.

= تناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان، التي ينتج منها الجسم هرمون النوم الميلاتونين، مثل الجبن والسبانخ والدجاج ومنتجات الألبان خالية الدسم .

= تجنب الكحوليات والنيكوتين والكافيين قبل ساعات من الخلود للنوم . لأن هذه المنشطات قد تبقى الانسان متيقظا عندما يحين موعد النوم المعتاد. يمكن أن يسبب الكحول مشكلة للنوم.

= التخلص من مختلف الأفكار السلبية.

= اخذ حمام غير دافئ قبل الذهاب إلى النوم .

= لا داعي للذعر والخوف في حالة الاستيقاظ ليلا، ولا حاجة للنظر إلى الساعة لمعرفة الوقت، بل يجب الاسترخاء والعودة إلى النوم.

= يجب أن نتذكر دائما، أن الحالة النفسية والفسيولوجية تعتمد كثيرا على نوعية النوم الليلى .