أخبارصحة

اسباب الرغبة بتناول الحلويات وخطورة سكر الفركتوز للدماغ والكمية المناسبة منهم

د-محمدحافظ ابراهيم

    اوضح الدكتور فلاديمير خافينسون والدكتورة سفيتلانا تروفيموفا أخصائيا الشيخوخة بجامعة موسكو اسباب الرغبة بتناول الحلويات. فغالبا ما تعتبر الرغبة بتناول الحلويات من العادات السيئة. ولكن الرغبة بتناول أطعمة معينة التى غالبا ما يمليها الجسم، بسبب نقص بعض العناصر الغذائية فى الجسم عندما نشتهي الحلويات. ويشير أخصائيا الشيخوخة إلى أن السبب يكون اضطراب ميكروبيوم الأمعاء. لأن الرغبة في تناول الحلويات والمعجنات، قد يكون بسبب اختلال توازن البكتيريا في الأمعاء، ويشير إلى أن بكتيريا المعدة والأمعاء لا تعمل بالمستوى المطلوب. حيث ان زيادة كمية السكر تساعد على زيادة نشاط البكتيريا السيئة في الأمعاء .

 ومن اهم الاسباب الاخرى لتناول الحلويات هو الارهاق وسوء النوم حيث يشير الخبيران الى أن الكربوهيدرات السريعة من الحلويات هي مصدر سهل للطاقة لعمل الدماغ بصورة طبيعية، مما يحسن الخلفية العاطفية. حيث ان العواطف هي مصدر طاقة للخلايا القشرية. ويعتبر النوم جزءا مهما من الراحة، وضروريا لاستعادة الجسم لقواه لأن عدم الحصول على قسط كاف من النوم، يجبر الجسم على تناول السكريات للحصول على “التحفيز” الذي يسعى إليه. ولكن لسوء الحظ، يمكن أن يتحول ذلك إلى عادة سيئة وليس بديلا للراحة المطلوبة. وينصح الأطباء لتحسين نوعية النوم، بتناول مواد غذائية محتوية على التربتوفان، مثل لحم الديك الرومي والموز والمكسرات.  ويشير الأطباء، إلى أن الجوع والاكتئاب والتدخين، تؤثر سلبا في حاسة الذوق. وإذا ظهرت الرغبة بتناول الحلويات، فإنها تشير إلى نقص الكروم والسيروتونين والمغنيسيوم والكربوهيدرات المعقدة في الجسم .

 وأثبتت دراسة جديدة اخرى أجراها علماء أمريكيون برائاسة الدكتور البروفيسور ريتشارد جونسون بجامعة كولورادو الى أن أحد اهم أسباب مرض الزهايمر هو ارتفاع تركيز سكر الفركتوز في الدماغ . حيث يوجد سكر الفركتوز فى التفاح والتين الجاف والخوخ والذرة والبطيخ والعرق السوس وعسل النحل وعسل القصب . واوضح علماء مركز أنشوتز الطبي بجامعة كولورادو بالتعاون مع علماء من اليابان والمكسيك، افترضوا أن سبب مرض الزهايمر يكون النشاط المفرط لسكر الفركتوز المنتج في الدماغ. حيث ربط الباحثون تطور المرض المنتشر في البلدان المتطورة بما يسمى النظام الغذائي الغربي، الذي يسبب زيادة التمثيل الغذائي للفركتوز . وهذا يفسر أيضا لماذا الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والسمنة يصابون بمرض الزهايمر أكثر من غيرهم .

 ويقول البروفيسور الدكتور ريتشارد جونسون، أن مرض الزهايمر هو مرض عصري يسببه التغير في نمط الحياة، حيث يعطل الفركتوز عملية التمثيل الغذائي للدماغ ووظيفة الخلايا العصبية. وقد اشترك في هذه الدراسة، أطباء الأعصاب وعلماء الفسيولوجيا العصبية وخبراء في استقلاب السكر ، الذين جمعوا بيانات من دراسات عديدة، تؤكد العلاقة بين مستوى الفركتوز في الدماغ ومرض الزهايمر. ووفقا للخبراء، ان المصدر الرئيسي للفركتوز في الدماغ هو تركيبه داخل الدماغ . وعند التركيز على استقلاب الفركتوز ، تبطأ عملية إنتاج طاقة الميتاكوندريا، بحيث لا تكفي لدعم وظائف ونشاط الخلايا العصبية. ويفيد سيناريو آخر، بأن الفقدان التدريجي لطاقة الميتاكوندريا بسبب الإجهاد التأكسدي المرتبط بنقص استقلاب الجلوكوز وتكون نتيجته أيضا نقص الطاقة اللازمة للخلايا العصبية، وموتها.

 وتحذر الدكتورة ناتاليا كيدريانكينا، أخصائية الغدد الصماء بجامعة موسكو من مخاطر سكر الفركتوز حيث أن الإدعاء بأن الفركتوز أكثر أمانا من السكر الاعتيادي مجرد خرافة. وتشير الأخصائية، إلى أن السكر المعروف أيضا باسم السكروز يعرف باسم ثنائي السكاريد، أي أنه يتكون من جزئين وهما الجلوكوز والفركتوز. والفركتوز هو أحادي السكاريد، ويستخدم في تحلية الأطعمة مثل المشروبات المحتوية على الفركتوز والكعك ومنتجات الألبان. ووفقا للدكتورة ناتاليا كيدريانكينا يصعب امتصاص الفركتوز من المنتجات الطبيعية وهو موجود في الفواكه، بكميات أقل بسبب الألياف الغذائية. ويتفاعل الجسم بشكل مختلف مع الفركتوز والجلوكوز. لذلك ، يتم إنتاج الأنسولين دائما من أجل شطر الجلوكوز. لأن هرمونات الأنسولين واللبتين والجريلين لا تتفاعل مع الفركتوز. لهذا السبب ، كان يعتقد سابقا أن الفركتوز أكثر أمانا ويمكن لمرضى السكري استخدامه.

 وتحذر الدكتورة ناتاليا كيدريانكينا من أن الاستهلاك المفرط للفركتوز الموجود في العصائر التي تحتوي على نسبة عالية منه أمر خطير جدا. حيث تختلف عملية استقلاب الفركتوز عن الجلوكوز. فإذا كان الأنسولين ضروريا لإطلاق الجلوكوز في الخلية، ولكن الفركتوز يدخل الخلية مباشرة ويؤثر على ميكروبيوتا الأمعاء ويمكن أن يعطل بنية وسلامة الوصلات الضيقة بين الخلايا في جدار الجهاز الهضمي . نتيجة لذلك ، تخترق البكتيريا والمواد المسببة للحساسية وعديدات السكاريد الدهنية وتصل بسهولة إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى حدوث التهابات . ولذلك فإن الإفراط بتناول الفركتوز يساهم في تراكم وترسب الدهون الحشوية وزيادة الدهون الثلاثية وزيادة مستويات حمض البوليك. ويعتبر الإفراط بتناول الفركتوز أحد اهم أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

 واوضح الدكتور اسماعيل أوسمانوف، كبير أطباء الأطفال بوزارة الصحة في موسكو، عن كمية الحلوى التي يمكن للطفل تناولها في اليوم حيث أنه يمكن السماح للأطفال الذين أعمارهم 4-6 أعوام، بتناول قطعتي حلوى في اليوم فقط. ويشير إلى أنه يسمح للأطفال الذين اعمارهم 7-10 اعوام، بتناول 2-3 قطع، والأطفال الأكبر ثلاثة قطع من الحلوى في اليوم لا أكثر. ويضيف، لأن الحلويات يمكن ان تسبب الحساسية، واضطراب عملية الهضم، والماً في البطن وإمساكا وغثيانا وحتى تقيؤاً.

 ووفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب ألا تتجاوز كمية السكر التي يتناولها الأطفال الذين عمرهم 4-6 أعوام 19 جراما من السكر، أو أربعة ملاعق صغيرة. أما الأطفال الذين أعمارهم 7-10 أعوام 24 جراما اى 5 ملاعق صغيرة ، والأطفال الذين عمرهم 11 عاما يمكنهم تناول 30 جراما من السكر في اليوم اى ستة ملاعق صغيرة. وبما أن وزن قطعة الحلوى يبلغ 13-15 جراما منها 8-12 سكر، لذلك يمكن للأطفال الصغار تناول قطعتين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7- 10 أعوام 2- 3 قطع ، والأطفال الأكبر 3 قطع وهو الحد الأقصى المسموح به.

 ويضيف الدكتور اسماعيل أوسمانوف ان قطعة الحلوى مثل كراميل منتج معقد، يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون. ويمكن هضمه بجسم الطفل بسهولة، ولكنة يحتاج إلى كمية كبيرة من إنزيمات الجهاز الهضمي، التي تنتجها المعدة والبنكرياس والكبد. وعندما نتناول الحلوى على معدة فارغة، تكون اعضاء الجهاز الهضمي غير جاهزة للعمل، مما يؤدي إلى تأخر عملية الهضم لساعات طويلة، وظهور ثقل في المعدة، وزيادة الضغط على البنكرياس، وإنتاج كمية كبيرة من الأنسولين. وينصح الدكتور اسماعيل أوسمانوف بالسماح للأطفال بتناول الحلوى بعد وجبة الفطور أو الغداء. لأنه فسيولوجيا ينخفض إنتاج جميع إنزيمات الجهاز الهضمي في الليل .

 واوضحت أخصائية التغذية الدكتورة كايتلين كولوتشي بجامعه موسكو لبعض ألاطعمة الفائقة لتعزيز الصحه حيث انها أطعمة غنية من الناحية الغذائية وبالتالي فهي جيدة لصحة الانسان . وأن هناك مجموعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم، والتي يمكن أن تكون مفيدة خاصة في ألاشهر الباردة . تقول الدكتورة كايتلين كولوتشي أن هناك الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكامله والزيوت النباتية التي تتواجد في الحياة والتي تحتوي على العديد من الفوائد الصحية وطرحت الدكتورة كايتلين كولوتشي قائمة من ألاطعمة “فائقة” وهى :

 = البيض المسلوق: يحتوي البيض على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن، وهو مصدر كبير للبروتين. فهو يحتوي على فيتامين A للمساعدة في الحماية من العدوى والمرض وفيتامين E المفيد لصحة الأعصاب وفيتامين D للحفاظ على صحة العظام والعضلات . ويحتوي البيض على مجموعة من فيتامينات  بى، التي تدعم وظائف الخلايا القوية. ويحتوي على عشرة معادن منها الكالسيوم المفيد للعظام والزنك الذي يدعم جهاز المناعة والحديد الذي يعزز الطاقة.

= الموز: الموز غني بالبوتاسيوم وهو أحد أهم أملاح الجسم بالإضافة إلى معادن الإلكتروليتات. ويعزز الموز صحة القلب والهضم نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة والألياف.

= حبوب الشوفان: الشوفان عبارة عن حبوب كاملة خالية من الغلوتين ومصدر كبير للألياف الغذائية، كما أنه يحتوي على فوائد الجلوكان ويمكن أن تساعد في خفض الكوليسترول. ويساهم في صحة القلب والحفاظ على الوزن الصحي، ويحتوي على البروتين الذي يساعد الشبعً لفترة أطول. ويحتوي الشوفان على فيتامينات بى والحديد والزنك والمغنيسيوم، ويعزز الطاقة ووظيفة الأعصاب.

= البرقوق: هو فاكهة شائعة في ما يتعلق بفوائدها الصحية لأن سكريات السوربيتول ومحتوى الألياف العالي يساعدان على منع الإمساك. وهذه الألياف مفيدة لصحة الجهاز الهضمي، ولكن البرقوق يحتوي على مضادات الأكسدة .

= المكسرات واللوز: تحتوي المكسرات واللوز على الكثير من فيتامين E،الذي يحارب الجذور الحرة، وفيتامين B2 الذي يساعد على معالجة التهاب الأعصاب . كما يحتوي على الألياف الغذائية التي يمكن أن تخفض نسبة الكوليسترول في الدم.

= الفطر: يعد الفطر مصدرا كبيرا للسيلينيوم ، وهو مكون من البروتينات والإنزيمات التي تحمي من الالتهابات وتلف الخلايا. كما أنه يساعد على التمثيل الغذائي وصحة الغدة الدرقية. وإذا عرّضت الفطر لأشعة الشمس لمدة 24 ساعة قبل الطهي، فسوف يصنع فيتامين D الذي تشتد الحاجة إليه في الأشهر الباردة .

 وهناك طرق حيويه للحفاظ على الصحه بصفه عامه وخفض مخاطر الإصابة بالأمراض. حيث تلاحظ أن الناس يميلون إلى تجاهل صحتهم مع الكثير من ضغوط العمل والسفر والمجهود، ولكن يمكن اجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي تساعد على البقاء بصحة جيدة وتحسين الرفاهية العامة الجسدية والعاطفية ، وهذه بعض الطرق الأساسية والحيوية لإدارة الصحة العامة:

= تناول عشاء مبكرًا بعد غروب الشمس مباشره:ويكون ذلك بين الساعة 6.30 و7 مساءً أو على الاكثر قبل الساعة 8 مساءً سيكون مفيدًا ، ويجب أن يكون الوقت بين العشاء ووقت النوم حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات لتحسين صحة المعدة وكذلك الهضم. واتبع الساعة البيولوجية لجسمك عن طريق تناول الطعام مبكرًا والنوم مبكرًا سيساعدك على التحكم في الوزن والحصول على نوم أفضل وخفض الشهية وخفض السكر أو الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المالحة والكافيين.

= الحفاظ على وقت محدد للأكل لجميع الوجبات: يجب أن تكون وجبات الإفطار والغداء والوجبات الخفيفة والعشاء في نفس الوقت لمدة 5 إلى 6 أيام على الأقل في الأسبوع لتحسين عملية الهضم وتجنب تراكم الأحماض في الجسم الذي يمكن أن يسبب لك مشاكل في المعدة. وحاول الحفاظ على دورة النوم والاستيقاظ. فعندما تنام جيدًا يخضع جسمك للشفاء والتعافي وإزالة السموم.

= لا تفوت نشاطك البدني والرياضة والتنفس بعمق: حاول التمرن لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم أو مارس أي نشاط بدني للبقاء نشطًا طوال اليوم. والتنفس العميق أمر لابد منه لملء الجسم بالأكسجين لأنه يساعد في الشفاء، حيث يساعد وجود الأكسجين في الجسم في خفض الإجهاد التأكسدي وحرق الدهون والحفاظ على هدوء العقل.