أخبارصحة

تجاوز الحزن وتقبل الواقع وأغذية طبيعيه لتحسين الاضطرابات العقلية والنفسية

د محمد حافظ ابراهيم

 

  اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية بان الاكتئاب ليس حكراً على النساء، بل ويصيب الرجال أيضاً. وفي كلا الحالتين يؤثر الاكتئاب سلباً على العلاقات ونشاطات الحياة اليومية والعمل والدراسة. وعلى الرغم من تشابه أعراض الاكتئاب بين النساء والرجال. إلا أن الرجال يعبرون عنها بطرق مختلفة عن النساء. والأعراض والعلامات العامة للاكتئاب التي تصيب الناس عموما هى:

= الشعور بالحزن أو التمزق أو الذنب.

= فقدان الشعور بالاستمتاع بمباهج الحياة.

= تغيرات بالشهية أو الوزن.

= قلة أو زيادة النوم بشكل ملحوظ.

= الشعور بالتشويش أو التعب مع صعوبة التركيز.

= تجنب الاجتماعات العائلة والمواقف الاجتماعية الاخرى .

= الإفراط في العمل دون أخذ راحة.

= صعوبة مواكبة الالتزامات سواء الأسرية أو المتعلقة بالعمل.

= فقد الاهتمام والشغف بالعديد من الأشياء، وغياب الشعور بالحافز للنجاح.

= نوبات من الغضب والتهور والمخاطرة، واللجوء للكحوليات أو المخدرات ومحاولة الانتحار.

= تدني الحالة المزاجية، وزيادة الشعور بالغضب.

= زيادة الشعور بالإحباط، والشعور بالعدوانية.

= الصداع وضيق الصدر.

= آلام الظهر أو المفاصل أو الأطراف.

= اضطرابات الهضم التعب .

= الشعور بالقلق والتهيج مع تغيرات بالوزن.

 

واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية كيفية تجاوز الاحزان وتقبل الواقع الجديد بعد خسارة كبيرة، مثل إذا ما انتهت علاقة حميمة أو توفي شخص عزيز لديك . حيث قام الباحث النفسي الدكتور دافيد هاوكينز،بتقسّيم درجات الوعي لدى الإنسان، حيث اوضح إن الأشخاص الذين يمرون بحالة حزن شديدة يستعصي عليهم فهم دور الحزن، بأنه يساعدنا على تقدير السعادة فيما بعد، لأنهم يشعرون بالعجز والأسف والندم والخسارة، ومع الوقت تتحول نظرتهم للحياة إلى نظرة تشاؤمية، رافضة أي أمل في واقعهم الجديد.

 

يشير علماء الصحة النفسية الى أن الاعتراف بالحزن والسماح بالتواجد والتعايش مع مشاعر الحزن والإفصاح عنها بدلا من الخوف منها يعد أفضل شعور طبيعي لعلاج الحزن وتقبل الواقع ، حيث قد يحتاج الأصحاء عاطفيا إلى فترة ثلاثة أشهر حتى تعود مشاعرهم إلى ما كانت عليه سابقا. كما يؤكد العلماء أن التغلب على الحزن بالعمل والانخراط في نشاطات يومية، يجنب الشخص الحزين إيذاء نفسه، من خلال اجترار الأفكار السلبية والوساوس القهرية . ويحذر علماء الصحة النفسية من تحول الحزن الى اكتئاب، عندما يصاحب الشعور بالحزن، عدم القدرة على النوم أو تناول الطعام أو الاستمتاع بالعلاقة الحميمة، لفترة تفوق بضعة أسابيع، وهذا الاضطراب المزاجي المعقد يحتاج إلى رعاية الطبيب النفسي.

 

ويركز عالم النفس الدكتور وليام وردن، على علاج الحزن وإرشاده وتحويلة الى الحزن الصحى حيث أن الخسارة والمعاناة والحزن يجب تقبلها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحياة. وفى الحزن الصحي يتمكين الأشخاص الذين يمرون بنوبات حزن من التكيف مع الحياة بالاتى :

 

= قبول واقع الخسارة: فالإنكار يسمح للشخص امتصاص خسارته ببطء، ولكن ينبغي مواجهة الخسارة وقبول أنها حدثت، والاستسلام للواقع وهو الخطوة الأولى نحو التكيف والمضي قدما.

= تجربة ألم الحزن: ليس مفيدا قمع مشاعر الحزن والألم، ويجب مواجهة الألم الناتج عن الخسارة والسماح للعاطفة بالتسلل للوعي واتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة المشاعر، مثل البكاء، والتعبير عن الغضب، والاستعانة بصديق موثوق أو أحد أفراد الأسرة .

= التكيف مع فقدان أحد الأحباء: قد يشعر المرء بأن التكيف مع الحياة بعد فقدان شخص عزيز بمثابة خيانة له، وفي الحقيقة، يمكن أن يترك هذا النوع من التفكير الأشخاص عالقين لسنوات في فخ الحزن، لذلك ينبغي التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد، مما يستلزم إعادة هيكلة الحياة.

= استرجاع الذكريات السعيدة مع الأحباء المتوفين: الفرح والدفء الذي قد نعيشه مع أحد أحبائنا المتوفين يبقى دائما مرافقا لنا، لذلك ينبغي محاولة التفكير في الوقت الذي قضيناه معهم كهدية، بدلا من التركيز على الخسارة والحزن . فالشروع في حياة جديدة، لا يعني التخلي عن تلك اللحظات والذكريات السابقة، بل هي مصدر للبهجة والقوة للحياه اللاحقة .

= الواقعية بدلا من الإيجابية المثالية: يقول الدكتور ديباك تشوبرا إن إحدى عيوب الإيجابية ميل الناس إلى تخيل حياة مثالية، بدلا من مواجهة الحقيقة حيث أنه لا توجد حياة مثالية. وإن ما يحدث عادة هو أن معظمنا يصبح سلبيا عندما نلهي أنفسنا من خلال مشاهدة التلفزيون أو قضاء المزيد من الساعات في تصفح الإنترنت، في انتظار أن ينتهي الحزن، ونتصرف كما لو لم يحدث أي شيء. لذا ينصح الدكتور ديباك تشوبرا بأن نكون واقعيين، وهذا يعني إسقاط الدفاع الرئيسي، الذي نميل جميعا إلى استخدامه، وهو الإنكار، لأننا نشعر بأنه لا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك. وأن أفضل علاج للحزن هو السعادة، وأي شيء يقلل من قدرتنا على بناء سعادتنا، يجب تجنبه أو التخلص منه.

 

واوصت هيئه الغذاء والدواء الامريكية بتناول أغذية طبيعيه طازجة لتحسين الاضطرابات الصحية والعقلية والنفسية وخفض التوتر. حيث يتسبب التوتر بالاعراض السلبية على الصحة البدنية والنفسية، ويعتبر مسببا رئيسيا لأمراض خطيرة مثل القلب والاكتئاب. ومع تسارع نمط الحياة يزداد التوتر وتتباين معدلاته وفقا لعوامل متعددة كالإجهاد الذي يتعرض له الشخص، وقدرته على التكيف مع الضغوط. لذلك ينصح أطباء بالإكثار من تناول بعض الاطعمه كونها تساهم في تخفيف حدة التوتر والقلق و لتحسين الاضطرابات الصحية وأهمها :

 

= البطاطس الحلوة: أن تناول الكربوهيدرات الكاملة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة  مثل البطاطس الحلوة، تساعد على خفض مستويات هرمون الاجهاد الكورتيزول. وتعد البطاطس الحلوة غنية بالعناصر الغذائية المهمة للاستجابة للتوتر مثل فيتامين سي والبوتاسيوم.

 

= الخرشوف: يتميز الخرشوف بغناه بالألياف وخصوصا البريبايوتكس، والتي تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء. حيث أن البريبايوتكس يساعد في خفض التوتر والقلق والاكتئاب ويحتوي الخرشوف على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنسيوم وفيتامينات سي وكي، والتي تعد مهمة في خفض التوتر.

 

= البيض: يحتوى البيض على فيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة اللازمة للاستجابة الصحية للتوتر.ويتميز البيض بغناه بالكولين والذى أثبتت دوره في صحة الدماغ والحماية من الإجهاد والتوتر وتحسين المزاج.

 

= الأسماك: تتمتع الاسماك الدهنية مثل الرنجة والسلمون والسردين بغناها بـ”أوميجا 3″ وفيتامين “د” وهي عناصر مغذية ثبت أنها تساعد في خفض مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية.

 

= الثوم والبصل: غني بمركبات الكبريت التي تساعد على زيادة مستويات الغلوتاثيون وهو أحد مضادات التي تحمي الجسم من الأمراض والحدّ من الإجهاد التأكسدي والقلق والتوتر والاكتئاب.

 

= البروكلي: يحمي من الإصابة ببعض السرطانات وأمراض القلب واضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، لاحتوائه على المغنسيوم وفيتامين سي وحمض الفوليك.و يتميز بغناه بالسلفورافان، وهو مركب كبريتي له خصائص واقية للأعصاب وله تأثيرات مهدئة للتوتر.

 

واوضحت دراسات هيئه الغذاء والدواء الامريكية مدى تأثيرا طعامنا على عقولنا حيث يحرص معظم الناس على مراعاة نظام غذائي صحي طبيعى نظيف تفاديا للإصابة بأمراض عضوية تنجم عنه مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لكنهم يغفلون أن ما نأكله يؤثر أيضا على الصحة العقلية والنفسية. حيث قام باحثون من جامعتي بنغامبتون وجامعة ستوني بروك في ولاية نيويورك بدراسة البيانات الصحيه من أجل رصد العلاقة بين اضطرابات الصحة العقلية والنفسية وبين الاستهلاك المرتفع لكل من الكافيين والوجبات السريعة.

 

وقام الباحثون برصد التأثير المريح والمفيد الذي يحصل في الصحه العقليه والنفسية عند ممارسة التمارين الرياضية . حيث اكشفت الباحثون، وجود تأثيرات سلبية على الصحة النفسية عند استهلاك مستوى مرتفع من الكافين واستهلاك متوسط يتراوح بين المتوسط والعالي من الوجبات السريعة. وأظهرت النتائج أنة لتحسين الصحة العقلية يجب أن تشمل المناهج تغير النظام الغذائي ونمط الحياة وممارسة التمارين الرياضية ، واستهلاك معتدل لمنتجات الألبان خالية الدسم وتناول كميات معتدله من اللحوم الغير دهنية، وخفض استهلاك الكافيين والامتناع عن الوجبات السريعة والاطعمة المصنعة والمحفوظة وتناول المكسرات .