د محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية أن الجسم يقوم بعملية الالتهام الذاتي للعناصر التي لم تعد فعالة أو ضرورية. وهي آلية يتم من خلالها تنظيف الخلايا، وتدمير العناصر التي لم تعد صالحة أو ضرورية إما عن طريق التحلل أو الإخراج. ويمكن محاكاة مفهوم آلية الالتهام الذاتي في كيفية العيش بشكل جيد لفترة أطول، إذ أنها آلية فسيولوجية رئيسية يتم الحفاظ عليها طوال التطور لغرض مميز وهو السماح للأنواع البشرية بالازدهار، بحسب ابحاث دكتور فريدريك سالدمان، اختصاصي أمراض القلب والتغذية بهيئة الغذاء والدواء الامريكية .
فعندما تُغمر آليات التدمير الذاتى لاختلال وظيفه الخلايا، حين تصبح الخلايا غير قادرة على الأداء على النحو الأمثل، مما يمكن أن يؤدي إلى المرض أو الشيخوخة السريعة. تشمل آلية الالتهام الذاتي عملية التفتيت وإزالة الميتوكوندريا التالفة والتلوث الدهني وتفكك الدهون والتخلص من البروتينات الخلوية الأخرى. وأن معظم الاضطرابات العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر أو باركنسون، ترتبط بتراكم البروتينات غير المنتظمة أو البروتينات المرضية. ويتسبب اختلال الالتهام الذاتي في الإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أن الآلية التي يتم بها الالتهام الذاتي مازالت غير واضحة بدقة، حيث توجد عوامل نسخ متعددة، وتداخل لجزيئات إشارات وبروتينات اخرى، إلا أن تنظيم الالتهام الذاتي يمكن أن يتأثر بنمط الحياة والبيئة وحالة المغذيات والضغوط الخارجية والداخلية. وطرق تحسين الالتهام الذاتي للخلايا الغير فعالة والعيش بشكل صحى افضل هى:
= خفض تناول السعرات الحرارية: أن تقييد تناول السعرات الحرارية مع الصيام المتقطع ينظم الالتهام الذاتي. تشير الدراسة إلى أن تقييد السعرات الحرارية مرتبط بانتعاش الالتهام الذاتي في الكبد والدهون والدماغ والعضلات، بالإضافة إلى فترات حياة أطول وأكثر صحة.
= التغذية الصحية: لا تتطلب التفاعلات الأنزيمية داخل الخلايا ركائز فقط، بل تتطلب أيضًا عوامل مشتركة من أجل الأداء السليم. وتكون غالبًا العوامل المساعدة عبارة عن فيتامينات يمكن الحصول عليها من مجموعة واسعة من الأطعمة النباتية. حيث إن البروتينات الزائدة والدهون المشبعة تضعف الالتهام الذاتي لأنها تتطلب الكثير من الطاقة الخلوية لهضمها، مع ما يترتب على زيادة في أنواع الأكسجين التفاعلى . وتحتوي الأطعمة النباتية على كمية هائلة من مضادات الأكسدة لخفض الإجهاد التأكسدي، والذي يمكن أن يعطل الالتهام الذاتي.
= مضادات الأكسدة: يجب تناول خيارات غذائية مثل التوت والبروكلي والشاي الأخضر والكركم وجذور الزنجبيل للحصول على كميات مناسبة من مضادات الأكسدة.
= تجنب عناصر الغذائية الضارة: يجب تجنب أو خفض تناول الزيوت والدهون المشبعة ومنتجات الألبان كاملة الدسم والسكر المكرر والأطعمة المصنعة والمحفوظة ، حيث أن جميعها عناصر مسببة للالتهابات ويمكن أن تثقل كاهل الجسم، مما يضعف وظيفة ودوره في الالتهام الذاتي.
= التمرينات الرياضية والأكسجين: تعمل ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم على تحسين توصيل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى خلايا الجسم عن طريق زيادة تدفق هيموجلوبين الدم إلى الأعضاء الحيوية. كما أنه يحسن نقل المستقلبات الالتهابية المعبأة والمتدهورة والمخلفات الثانوية. ويمنح تحسين الأكسجين آثار إيجابية على الالتهام الذاتي ويمكن تحقيقه عن طريق العلاج بالأكسجين عالي الضغط حيث يساعد العلاج بالأكسجين عالي الضغط على التئام الجروح جزئيًا بسبب تنظيمه لعملية الالتهام الذاتي. وثبت أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط يحسن تكوين الخلايا العصبية ويحفض من الالتهابات.
= النوم الليلى الطبيعى: ينشط الالتهام الذاتي بشكل كبير أثناء النوم الليلى ويعمل لتحسين صحة وعمل الدماغ. يجب أحترام الطبيعة اليومية للمخ والجسد ككل، لأن هذا سيساعد في تحسين نوعية النوم. يمكن أن تكون الخطوة بسيطة نظريًا ولكنها تتطلب الدافع والتفاني لكي ينجح تنفيذها عمليًا.
= حماية الجينات: يمكن أن يكون للتغييرات في الكروماتين والتغيرات اللاجينية طريق لتعديل تأثير على الالتهام الذاتي. في حين أنه لا توجد سيطرة كبيرة على العديد من هذه الحالات لذلك يجب السعى لخفض التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي والمواد الكيميائية والملوثات والسموم الاخرى.
= تضخيم مسار بروتين: إن بروتين أدينوسين أحادي الفوسفات المنشط هو إنزيم مهم للطاقة الحيوية خلال الحالات المستنفدة للمغذيات، يتم تنشيطة لتنظيم الالتهام الذاتي. وارتبط ضعف مساره بالشيخوخة والسرطان وأمراض التنكس العصبي وضعف الغدد الصماء. وثبت أن درجات الحرارة الباردة تعمل على تنظيم بروتين أدينوسين ، وهو ما يعد ركيزة العلاج بالتبريد، ولكن يمكن تحقيقه أيضًا عن طريق الاستحمام بالماء البارد واستخدام الكمادات البارد . ويمكن للصيام المتقطع واتباع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة مفيدًا كذلك .
= الهواء الطلق والتفاعل مع الطبيعة: أن التعرض للطبيعة بشكل متكرر يخفض من الوسائط الالتهابية، مثل البروستاغلاندين والإنترلوكين، بالإضافة إلى تنظيم عملية الالتهام الذاتي.
= زرع التفاؤل: المتفائلون يعيشون حياةً أفضل بكثير، ويوصي دائما بتحديد الأهداف فإذا أعطيت حياتك معنى بهدف فإنك تكسب صحة أفضل.
= التركيز على الحداثة: أن الروتين ضارّ بصحة الدماغ والتجديد لديه القدرة على تعزيز الشعور بالرضا، ومن شأنه أن يخلق دوائر عصبية جديدة بأفرز هرمون الدوبامين وهو هرمون السعادة.
= تحمّل قدراً لا بأس به من التوتر: اوضحت دراسة ألمانية إنّ الغياب التام للتوتر يؤدي إلى خفض المناعه وزيادة الالتهابات ومشاكل صحية اخرى. يؤكد الدكتور فريديريك سالدمان الحاجة إلى الضغط لمواصلة الحياة حيث نحن مثل الساعات الأوتوماتيكية نحن نُشحن في الحركة.
= التدريبات الرياضة: اوضح باحثون كنديون أن ثلاث ساعات من الرياضة في الأسبوع يمكن أن تساعد في خفض تجاعيد الوجه. حيث تفرز العضلات مادة، إنترلوكين التي تعطي مظهراً شاباً للجلد.
وان النشاط البدني المنتظم هو أيضاً مضادٌّ للإجهاد، ويساعد على تنظيم معدل ضربات القلب، وتجديد شباب الشرايين، والحفاظ على الخلايا العصبية والدفاع ضدّ الالتهابات.
= التبرع بالدم: مفيد لصحة الجسم حيث تشير الدراسات إلى فوائد التبرع بالدم على صحة المتبرعين، حيث يخفض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية ويخفض من مستوى المؤكسدات والجذور الحرّة الموجودة في نظام الدم.
= الاستحمام بالماء البارد: سيكون لدى أتباع الحمام البارد نظام مناعي أكثر كفاءة مع عدد أكبر من الخلايا الليمفاوية وأكثر نشاطاً، وخفض في الجزيئيات الالتهابية.
= شرب كوب من الماء الساخن صباحا: ان الطب الصينى التقليدي يوصى بتناول وعاء كبير من الماء الساخن عند الاستيقاظ وأكدت الدراسات الحديثة فوائدها في تنشيط حركة الأمعاء.
= لا تجبر نفسك على إنهاء طبقك: بصرف النظر عن الأوقات التي يكون فيها الطعام ممتازاً أو ما لم تكون جائعا، فإنَّ إجبار نفسك على إنهاء طبقك لا معنى له حيث إنه يتعارض مع ألاحاسيس الغذائية



